أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - رائعة كافافيس : ( جسد ذكوري بعطر النعناع ) ...














المزيد.....

رائعة كافافيس : ( جسد ذكوري بعطر النعناع ) ...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


((يلحظ المرءُ في قصائد كافافي المتأخرة ( شواهد أسلوبيته المتأخرة ) ، تلك القدرة المذهلة على إثارة الخيبة والبهجة معاً ، بدون حل التناقض البيِّــن بينهما ))
الشاعر سعدي يوسف

1
خببٌ يمشي في أجسادنا كما رعشة ضوء نجمة تحت أضلاع وسادة ، وهكذا هو الثمل الشاب ، يبحث عن رغبة أخرى وينسى رغبته .
كم هي الساعة ...؟
هناك ثمة فحل إغريقي ينتظركم مع سيفه عند بوابات بغداد ..
هناك ..إبريق الشاي ، ولفافة الحشيش ، وثياب قيصر ستصنع له المتخيل الجميل أن يكون هو في العاصفة ..
تداعب الرياح شعره الأسود الطويل ..
وتحت ظل سدرة أدم الجنوبية ..
بط ذكوري يلحسُ أصابعه في نومته الهادئة...

2
عاد من عمله . لم تكن هناك امرأة فارعة وبجسدها المذهب ،ستفتش في عينيه عن ليلة طويلة ..
انه في نشوة أخرى تخشاها حتى الدبابات وهي تكرع أمام عينيه خمرة دجلة الطازجة ..
لاهياً في تخيل شهوته ..
أن يكون هو بفتنته الطافحة على خدود المساء...
غنجهُ مثل كبرياء اله بابلي .
لا يحب السياسة
ولكنه حتما مفتونا بتقبيل الورد..
الورد الذي حدائقه شفاه القبلة ..
ومساءه صعلكة المنافي ..
هناك كانت لنا طروادة ، ومجلس شيوخ بنظرة ساحرة ، وخجل أحمر مثل راية سوفيتية..
عاد من عمله ..
خلع كل ما عليه ..
ولبس حسية الشعر الصوفي ..
وكمن يغيب عن الوعي
أطلق نحيب أسطورته ..للرجولة التي تحب خنجرها ...

3
البرابرة لا يشتهون النساء ..
انهم يشتهون الخيول ..
كانوا هؤلاء برابرة الأمس ..
برابرة اليوم يشتهون دوران القفى اتجاه عارضات الأزياء وبنات الملاهي وعاقدات العزم على كتابة أنشودة المرأة التي سرقت لبَ يوسف...
يتذكر في عسكريته القديمة كم سمع في ساحة العرض قبل النفير أية يوسف ..
وعن ظهر قلب حفظ قصته كلها ..
لكنه الآن في شهيته الغامضة من يسمع خلجاته ..
فقط النعناع البري ..
وأحمر الشفاه الغامق ....

4
غنج مستعار من المكتبة العامة ..
تريد أن تشتريه الرئاسة ..
من صورته العلنية أرادوا أن يحققوا التوازن في المجتمع ..
فلقد اجتاحت عولمة الجسد الخشن المجتمعات البدائية ..
واليوم تزحف علينا ، من خلف الحدود ..
كما البرابرة الذين سيأتون
وفي انتظارهم ستكون خواتمنا المائعة وخدودنا الباردة ..وحميمة الفراش الستن ...

5
في ظلمة الغرف الدافئة ..
تعلق الذكريات صورها المؤطرة بموديل التسريحة الإيطالية ..
كان لمصوري الفوتغراف في بلدنا عيدا وطنيا يشبه عيد تحرير باريس..
الآن أعيادنا هو خوف الأولاد الصغار من لبس التنورات..
انهم يتجاهلون ما كانت ترينا الأفلام إياه ..
المحاربون بملابسهم فوق الفخذ ..
هناك ..
في ظلمة السينما ..
الأناث يدغدن خواطر الشباب ..
والشباب يبحثون عن مجد روما في أزقة أور ..

6
أنا كافافيس ..
ولدت في نينوى بعد عام من مغادرة يونس بطن الحوت ..
اشتهي النعناع بجسده الأخضر ..
والفلفل في حرارة قبلاته
والسيف في وجعه ..
دائما أفكر في عزلة المدينة وما انتهت أليه ..
ودائما ارتعش من نهاية القصائد التي تلج في جسدي وتصنع ذكورة لجسد نال مدائح أفلاطون كلها ..

7
ولد رامسفيلد بآلف ذنب كما ابن أوى في مؤخرته ريش دجاج ونوط من حرب فيتنام ..
أنا اليوناني الحالم بالعوم في نهر الحلة ..
نوطي من حرب عبادان ..
هناك في الجبهات الصاعدة إلى دموع الأمهات بسلالم من صفصاف بيوت المندائيين ..
سنقيم لكم ضريحاً شاهقاً ..
انتم المترفون من حرارة العناق ..والنوم على الرمل ، وتحاشي شظية المدفع ..
انتم بأجسادكم البرونزية وحواسكم المذهلة ..
وحدكم من تجيدون العراك على السرير وساحة الحرب ..
وهذا ابن أوى ..ليس له سوى مواخير قرى الهنود الحمر ...

1ــ 1 ـــ 2006






#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياب ورؤيا البلاد ..
- اليونسكو ...دمع أور ، يُسفح مرة أخرى .....................!
- الفنان أحمد الجاسم ..صباح أور ..صباح برلين*
- موسيقى .. لباروكة الملكة الأيزابيث ، ولسوق الغزل* ..
- ديك أوباما ..والمعدان ، هجروا أفغانستان الى فرجينيا ...
- وردة لفلادمير ، قبلة لسليمة مراد ، دودة قز لقميص يوسف ...
- المندائي الطيب .. الله سيغطينا برداءه..
- هلبٌ في علب ...
- المنال والمحال في حمامات النساء
- توراة وعشق وتصوف ...
- لماذا يكره إبن لادن ابو الجوادين ( ع ) ...؟
- وهمٌ اسمه عواصم الثقافة العراقية
- صحراء النخيب ، بين رؤيا القلب ورؤيا الجفن ..*
- ببغاء القصر الجمهوري ..
- القاص محسن الخفاجي ..الذكريات لم تعد جميلة...
- عبد الكريم قاسم وصدام حسين في غرفة واحدة ...
- عن السماوة ، ونيلسون منديلا ..وأشياء أخرى
- من صوفيات من التاسع من نيسان
- نعيم عبد مهلهل يكتب مقدمة كتاب الكاتبة البريطانية أميلي بورت ...
- مهرجان المربد ..( وردة الى حسين عبد اللطيف ، صفعة الى المجام ...


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - رائعة كافافيس : ( جسد ذكوري بعطر النعناع ) ...