أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الناجي - المقاومة... حاجة أم إسقاط فرض














المزيد.....

المقاومة... حاجة أم إسقاط فرض


أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 814 - 2004 / 4 / 24 - 10:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يواجه العراقيون معضلة حقيقية تؤرق حياتهم بشكل عام، وتعصف بمقدرات بلدهم، تمليها واحدة من إشكاليات المرحلة الحالية، ألا وهي إستجلاء أسلوب مواجهة الاحتلال، أو بالاحرى تحديد أولويات المرحلة التي يفترض بالعراقيين أن ينهضوا بها في الوقت الحاضر، تتبلور شأنها شأن كل المعطيات على الأرض لتغدو موضوع خلافي شامل، ولا يمكن اعتباره حالة مجردة، بل يرتكز من دون شك على أسس سابقة ومستجدات حالية، يطفو الى السطح بأوجه متعددة، مادام هنالك اختلاف قائم منذ حين طويل.
يتمظهر هذه الساعة بهذا الشكل، لا يخرج في محوره عن إسقاطات جريمة دمار الوطن، والبون الشاسع في معايير التقييم لما حصل للعراق، تلك التي تجسدت كوارثها في الحروب، والحصار، وسقوط النظام الذي أفضى الى انهيار الدولة والخراب فيما بعد، دون إغفال منابته الحقيقية، ذلك هو الموقف من النظام البائد، حيث يتنوع ما بين مؤيد ومعارض وصامت، والموقف الأخير يقترب من الحياد ذلك ما أملته عليه سياسة النظام السابق القسرية في الاضطهاد ومصادرة الحريات، انسحبت المواقف الثلاثة تلقائيا الى الموقف من موضوعة الاحتلال فيما بعد ولكن برؤى مختلفة.
بعد مرور أكثر من سنة على سقوط النظام، تنوعت وتباينت الآراء، والمواقف، بشكل أكبر لأن هنالك عوامل كثيرة قد نشأت بسبب مستجدات الظروف، وبرزت بسبب المخاوف والحاجات الملحة، تداخلت فيما بينها، بل تشابكت أيضاً مع المواقف السابقة من الحرب الغير شرعية والنظام الديكتاتوري، صارت بمجملها كتلة من العوامل المتداخلة، الفاعلة على الساحة السياسية، تتحكم في إصطفافات وإستقطابات المواقف المرحلية، وصارت تفرز حالات من التقارب والتباين، بين مكونات المجتمع العراقي الذي انحسر الى الأطر الضيقة بعد إنهبار الدولة وفقدان الأمن والأمان.
في ظل الأجواء المعقدة بسبب غياب سلطة الدولة والقانون، وعدم نضج السياسة الأمريكية في إدارة شؤون العراق في مرحلة ما بعد الحرب، ونظرتها القاصرة، وإخفاقاتها المتعددة في مختلف المجالات، تعاظمت هذه التخبطات، المقرونة بالحلول المرتبكة، وتفاقمت في ظل هدر الزمن، مما وفرت، وهيأت الظروف المناسبة في تنمية وتدخل عوامل جديدة، أو بالأحرى لاعبين جدد، من دول وقوى وحركات، استطاعت أن تجد لها مؤطا قدم، لتفرض أجندتها على الساحة العراقية.
تستشري بشكل لافت للنظر محاولات خلط الأوراق، التي تبدر من الطارئين، هذا الطرف أو ذاك، تلك التي يتم توليفها باسم الإسلام والعروبة، ومن دون شك أن الحاضر الحالي، للعراق والعراقيين، يكتنفه جو مناسب على تقبل مثل هذه الطروحات، فهي قادرة التغلغل واستغلال مؤثرات فاعلة تقرب أن تكون لاشعورية، كالعواطف والمصالح والعقد النفسية، يتيح لها الظرف اللحظي أن تنجح في التمحور على طبيعة وخصوصية مكونات المجتمع العراقي أيضاً لتمارس ابتزازاً مفضوحاً، كي تكتنزن زخماً إضافيا لمصالحها ودوافعها المخفية عندما تلعب على الوتر الطائفي والعرقي، تغذيه بزخات سمومها المعهودة، في ظل براءة فاقعة لا تنطلي على أحد، تحاول أن تستنهض من همم المحبطين، والمتهالكين على امتيازات تبخرت. هيكلية الدولة العراقية التي تم انتزاعها من سلطات الاحتلال، المتمثلة في مجلس الحكم، على علاته، وضعف أداءه في السنة المنصرمة، وما سيتأتى في الخطوة القادمة في 30 حزيران التي تجسد استلام السلطة، حتى ولو مجتزئه، يشكلان إفشال لمشروع العودة الى الوراء، وإعادة الديكتاتورية مرة أخرى الى سدة الحكم، ودعم هذه اللبنات الأولى في المشروع الوطني العراقي لا يعني على الإطلاق مهادنة الاحتلال والقبول به.
هنالك عوامل عديدة تجعل مشروع مقاومة الاحتلال ليس من أولويات المرحلة في الوقت الحاضر، ولا يلبي متطلبات الشعب المجروح، ذلك ما يجعل النظرة العقلانية تتقدم عليه بخطوات، التي تطرح رأيها بوضوح في تأجيل الأخذ به الآن، لأن أوانه لم يحن بعد، وهذا لا يعني أكثر من كونه موقف سياسي ديناميكي، متحرك، وضع بنظر الاعتبار كل معطيات الاحتلال ومدارات الوضع الداخلي والعربي والإقليمي والدولي، فهو أذن ليس موقف ثابت على الإطلاق، بل قابل للتغير، تتحكم به الظروف الموضوعية والذاتية، يأنف أن يتشارك، ولو لحظة واحدة مع المدافعين عن المشروع الديكتاتوري الذي أثبت فشله بنفسه، فكرياً وتطبيقياً خلال حقبة طويلة غابرة، الذي لا يزال يبحث عن هزائم جديدة، يروم بكل ما أوتي من قوة، رغم انهياره الى إشاعة حالة اللااستقرار والفوضى في البلد.
أي عرف هذا الذي يريد من الضحية مشاركة الجلاد في أثم ذبح الوطن مرة أخرى...
أي عرف هذا الذي يقبل ردة فعل المحبطين بسقوط النظام المقبور ويوشحها بعباءة مقاومة الاحتلال...
أي عرف هذا الذي يسبغ هالة تمجيد ثورية على عتاة ما انفكوا يستبيحون قتل وطن منذ ثلاث عقود ونصف...
أي عرف هذا الذي يرتضي دوران طواحين حرب الظلاميين على أرض الفراتين في معاركهم مع معالم الحضارة الإنسانية...
أي عرف هذا الذي يقف مع العنف والإرهاب، يشيع كل أعمال الدناءة السوقية تحت ردائه، يحيل الحياة الى مآسي وآلام مستديمة...
أي عرف هذا الذي يريد أن يتبضع من نبل مقاومة المحتل، يحيد بأوانها، ويجعلها إسقاط فرض...
تجبر على هذه المحنة يا عراق...
لن يشرفنا أن نكون مع الجلاد...
لن نكون مع المحتل... ولن نقبل بقاءه...
رغم كل قسوة معاناتنا الأزلية التي صارت تقصم الظهور... سنبقى نحتضن الأمل بناء الغد الجديد...

أحمد الناجي
العراق



#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيف محاولات المزاوجة ما بين المشروع الأمريكي في الاحتلال وال ...
- إرهاصات... لحظة الخروج من الزمن المهدور
- إنَّ مَنْ يأخذ دوره في البناء وسط الخراب.. ذلك هو الذي قلبه ...
- تأملات في الذكرى السبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي... صار ...
- قمة تونس تنفض قبل إنعقادها، يشهر العرب فيها سلاح الانبطاح
- قمة تونس تنوء بثقل احباطات الماضي وجسامة الحاضر
- التاسع من نيسان يوم أمريكي محض وقدرنا أنه حدث في العراق
- صدام محطة مريرة لفظها العراقيون من ذاكرتهم ودفعوا ثمنها غالي ...
- بغداد .. أي ذاكرة هذه التي تتوقد بعد كل هذه السنين
- الدم ينتصر على السيف


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الناجي - المقاومة... حاجة أم إسقاط فرض