|
عبد الله الإرهابي يدعوكم لفنجان قهوة
عطا مناع
الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 08:39
المحور:
كتابات ساخرة
اعتذر منكم، لأنني أزعجكم وأثقل عليكم وأقض مضاجعكم خاصة أصحاب الأحلام الوردية الذين لا وقت لهم لصغائر الأمور ومشاكل الفقراء المهمشين في المخيمات الفلسطينية، مرة أخرى أيها الناس أحاول أن أسلط الضوء على ألكارثة التي ألمت بمخيم الدهيشة، أنها كارثة اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، ومشكلة العجز الفاضح للمختصين الغير قادرين على تشخيص المشكلة التي تكاد تسحق ما تبقى من كرامة إنسانية لدينا نحن المسحوقين الذين تعاملوا معنا في يوم من الأيام حطبا لثورتهم ألتي إدارات ظهرها لنا. خرجت عن الخط، لكنني أشعر بالقهر لشعوري بالظلم المركب ، أليس الشعور بالظلم هو بداية الثورة علية، لكن الظلم الذي يعانيه أطفال وسكان مخيم الدهيشة الملوث بمياه الصرف الصحي لا شبيه له أيها السادة،أنة الظلم المركب ألذي لا علاج له إلا بوقفة حقيقية باستنفار كل الطاقات لمعالجة مشكلة ستحصد ما ستحصد من الأرواح وفي رمشه عين، أنا لا أحرض كما وصفني أصحاب الأبراج العاجية والأحلام الوردية والحسابات الشخصية، وأنا لا أنشر الإشاعات كما يحلو للبعض أن يقول، أنا هنا أحذر من الكارثة، أنا أدعوكم أدعوكم لتناول فنجان قهوة في مخيم الدهيشة وسنحاول أن تكون محتوياته نقية. هي دعوة خاصة لكل منكم من عبد الله الإرهابي المعثر المغلوب على أمرة الملاحق من شياطين الأرض والسماء، ادعوك سيدي ألرئيس محمود عباس، ادعوك سيدي رئيس الوزراء سلام فياض، ادعوا الكتل النيابية بدون استثناء لتناول فنجان قهوة وليتنشقوا أجواء التلوث، ادعوا حركة فتح ,حركة حماس، ادعوا الجبهة الشعبية وكل الجبهات، ادعوا الصحفيين والأكاديميين والمهتمين بحقوق الإنسان،أدعوا أنصار اللاعنف وأنصار العنف أيضا ادعوا الشهداء والأسرى والجرحى والأموات الأحياء والأحياء الأموات لجولة في عالمنا الغريب، ادعوا ياسر عرفات الذي طلب من سكان المخيم أن ينجبوا عشرة أطفال هدية للمقاومة وفلسطين. أنا عبد الله الإرهابي لقيط المرحلة، النبتة الشيطانية التي يتمنى البعض لو أنها لم تكن، أنا بضاعة القرن الواحد والعشرين المعروض في أسواق المنحرفين الذين باعوا كل ما وقعت أيديهم علية، وأنا المنسي حتى من الله حيث لا تنفع صلاة الاستسقاء لسد رمق العطاش في المخيم المنكوب. تعالوا يا أصحاب الفكر وجهابذة السياسة لنضعكم في صورة الكارثة التي ألمت بنا، ولكن قبل ذلك أريد أن أقول لكم أنهم أعلنوا حالة الطوارئ في منطقتنا ووطننا بعد ظهور حالات من أنفلونزا الخنازير وراء المحيطات، عقدوا الاجتماعات واستدعوا أصحاب الاختصاص رغم خلوا وطننا من هذا المرض الذي قد لا نتعرض له، طلبنا منهم أن يعلنوا المخيم منطقة منكوبة، لكنهم لم يتجرؤوا، صحيح أنهم والمقصود وكالة والغوث وسلطة المياه الفلسطينية ممثلة بسلطة المياه والمجاري يتواجدوا عندنا كل يوم يأخذوا العينات ويفحصوا ما يرى بالعين المجردة وهذا جهد نشكرهم علية إلا أنهم عاجزون عن التشخيص وعاجزون عن الفعل، إنهم يتخبطون في خضم الكارثة دون أي فعل علاجي. دخلنا الأسبوع الرابع والتلوث يقف على أبوابنا متحفزا للفتك بنا رغم الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الجهات المتابعة، نحن ألان بين سنديان التلوث ومطرقة العطش، أن خزانات المياه التي تمد المخيم بما توفر لن تقينا عطش الصيف، والمشكلة قطعا تتفاقم، والحديث يجري عن شبكة جديدة وهي حتى ألان بعيدة المنال، والموت قد يخطف احدنا أو بعضنا في كل لحظة، لا أضخم ألأمور لكنني أناقش الواقع كما هو بعيدا عن المساحيق التجميلية والنقاش البيزنطي، يا سادتي ندعوكم لتناول فنجان قهوة في مخيمنا المنكوب، ندعوكم لتتحملوا المسئولية تجاهنا لأننا بشر مثلكم. سأذهب للنوم أنا عبد الله الذي ما كان يوما إرهابيا، وأترككم لعالمكم، وتذكروا أنني دعوتكم لفنجان قهوة، أحذركم أننا لا نريدكم أن تحتسوا في مخيمنا القهوة السادة وتترحموا على أرواح أطفالنا كما جريمة برك سليمان التي أخذت من اثنين من أطفالنا الأبرياء لعيون الاستثمار الأسود، أيامها قالت لي الوزيرة مريم أبو دقة بحضور محافظ بيت لحم القوا بابن مسئول في برك سليمان، كلماتها دغدغت مشاعر الحاضرين وخاصة أن هذه الكلمات صادرة عن وزيرة في السلطة الوطنية الفلسطينية، لحظتها تذكرت بعض الكلمات التي ضاعت في فوضى المرحلة والتي تقول. سجل أنا عربي، ورقم بطاقتي خمسون ألف، وأطفالي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد صيف،سجل يرأس الصفحة أنا لا أكرة الناس ولا أسطوعلى احد، ولكني إذا جعت آكل لحم مغتصبي، حذار من جوعي ومن غضبي....... لا زالت دعوتنا لكم قائمة وهي شخصية ومباشرة . كاتب صحفي يسكن في مخيم الدهيشة
#عطا_مناع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة أم خازوق
-
مخيم الدهيشة: نكبة بطعم المجاري
-
عن ُغرفة الوكالة والزنزانة والريح الكريهة
-
القدس عاصمة الفقراء
-
حول الأقلام الملطخة بالدماء
-
الزميل نعيم الطوباسي: إذا كان رب البيت.....
-
مركز بيرس نطفة فاسدة في أحشاء الساقطين
-
فاشية إسرائيلية بأيد فلسطينية
-
من الفاسد رأس السمكة أم ذيلها
-
إنها القنبلة الذرية الفلسطينية
-
هزيمة إسرائيل وإرادة الانتصار على الذات
-
غزة حسابات الدم والسياسة
-
حاشا للة يا طويل العمر
-
محرقه غزة وعرب 2009
-
سفن ستر العورات
-
لو كنت رجل امن فلسطيني....
-
كاسك يا ملك
-
سعدات...من يحاكم من
-
عن شهداء الأرقام وسرقة أموال الأسرى
-
جنون فلسطيني بالجملة
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|