أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الدكتاتورية الأولى هي التي قامت ، الجمهورية الأولى لم تقم بعد














المزيد.....


الدكتاتورية الأولى هي التي قامت ، الجمهورية الأولى لم تقم بعد


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 07:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أفضل الأوقات و أمتعها - بالنسبة لي - تلك التي أجلس فيها مع نفسي ، مختلياً بها ، تاركاً لعقلي حرية العمل ، فتنساب الأفكار بحرية ، متدفقة هادرة ، أو هادئة ، أو لا تأتي على الإطلاق ، بلا ضغط الوقت أو الأحداث .
في واحدة من تلك الجلسات الممتعة ، جاءت لخاطري فكرة ، هي أشبه ما تكون بالمراجعة ، و ليس عيباً أن يراجع الفرد أفكاره ، غاندي على سبيل المثال سبق أن سُئل ، كيف يغير أفكاره ، أو أراءه ، التي قالها منذ إسبوع ، و كان رده : أن معرفتي اليوم ليست مثل معرفتي من إسبوع مضى .
على العموم ، مراجعتي هنا ، التي أريد أن أعالجها في هذا المقال ، ليست تغيير لثوابت ، أو لأفكار جذرية ، و لا هي قفز بين الأفكار ، من إسبوع لإسبوع .
المراجعة التي أريد أن أطرحها ، هي مراجعة لمصطلح ، سبق و أن إستخدمته لتسمية نظام الحكم الذي نسعى إليه في مصر ، الذي سيقوم على الحرية ، و العدالة ، و الرفاهية العادلة ، و السعي للتقدم المستمر .
لقد سبق أن أطلقت على هذا النظام ، الذي نسعى إليه ، و نكافح من أجله : الجمهورية المصرية الثانية ، و بالتالي ، يكون تلقائيا ، نظام الحكم القائم في مصر حاليا ، الجمهورية المصرية الأولى .
فهل حقا نظام الحكم الذي يحكم مصر فعليا منذ الثالث و العشرين من يوليو 1952 ، أو رسميا منذ 1953 ، مع الإعلان الرسمي عن زوال الملكية ، هو نظام حكم جمهوري ، يمكن أن نطلق عليه الجمهورية المصرية الأولى ؟
هل تتجسد في هذا النظام معاني الجمهورية الحقيقية ، بعيدا عن المسميات الرسمية ؟؟؟
العديد من بلدان العالم ، الأشد ديكتاتورية ، وصفها هو الديمقراطية ، مثل السودان ، فهل السودان ديمقراطي ، أو حتى جمهوري ، بالمعني الحقيقي للكلمتين ؟؟؟
يجمع المؤرخون المعنيون بتاريخ روما القديم ، أن الجمهورية سقطت بتولي أكتافيوس ، الملقب بأغسطس، الحكم ، ليبدأ معه عهد الأمبراطورية ، برغم أن أكتافيوس لم يعلن نفسه ملكا ، و ظل يقدم نفسه لمواطنيه ، على إنه مواطن روماني مثلهم ، و عرف عنه التواضع ، و الحياة البسيطة ، و الأكثر أن الأمبراطورية إحتفظت بنفس الهياكل التشريعية الجمهورية ، مثل مجلس الشيوخ ، السناتو ، و الإنتخاب السنوي للقناصل .
و لكن برغم الإحتفاظ بكل تلك الشكليات ، لم يأخذ المؤرخون إلا بالجوهر الحقيقي ، و هو سلطة الإمبراطور ، التي أصبحت فوق كل تلك الشكليات المتخلفة عن عصر الجمهورية الحقيقية .
بنفس المنطق ، لا يمكننا أن نطلق على نظام الحكم القائم في مصر فعليا ، منذ الثالث و العشرين من يوليو 1952 ، عصر الجمهورية ، و الذي يدل إسمه بالعربية ، على أن الحكم للجمهور ، أو الشعب ، لأن هذا النظام القائم إلى اليوم ، و الذي و إن إحتفظ بمعظم المؤسسات التي تدل على الجمهورية ، مثل المجلس التشريعي ، و المجلس الثاني المعروف بالشورى ، و بالمجالس المحلية ، و بالإنتخابات التي تختار أعضاء تلك المجالس ، بل و حتى إنتخاب رئيس الجمهورية ، إلا إنه في جوهرة مماثل للنظام الإمبراطوري الروماني ، حيث السلطة الحقيقية مركزة في يد شخص واحد ، هو الإمبراطور ، أو ما نطلق عليه لقب الرئيس ، في مصر .
التي قامت في مصر ، منذ الثالث و العشرين من يوليو 1952 ، هي الديكتاتورية المصرية الأولى ، و الأخيرة ، بإذن الله ، أما الجمهورية المصرية الأولى ، فلم تقم بعد .
ما نسعى إليه ، ليس إعادة الملكية ، و لكن الجمهورية المصرية الأولى ، حيث السلطة حقا للجمهور ، أو الشعب المصري .




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم المناضلة المصرية ، الثامن و العشرين من مايو ، من كل عام
- ليس إنتقام إلهي ، و لا محاولة إغتيال ، و تعازينا لآل مبارك ، ...
- توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية تحافظ عليه ...
- توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية مستمرة تحا ...
- الدولة الفاطمية مصرية ، و مصرية فقط
- الساحة الخارجية لن نتركها للطغاة و المنغلقين
- إلى أوباما : رفع قانون الطوارئ هو المحك
- أسأت إختيار المنبر يا أوباما
- هل هذا تأكيد على أن مصر أصبحت مقبرة للمواد المشعة في عصر آل ...
- رداء التضامن خير ، فليتدثر به كل مصري أولاً
- ثوابتنا لم تتغير ، و لكن مواقفنا تتغير ، لأن العالم يتغير
- ثوابتنا لم تتغير ، مواقفنا قد تتغير ، و لإدارة أوباما الحق ف ...
- التعليم في عهد جيمي مبارك ، أكثر نخبوية
- إنه يوم كل الكادحين من اليمين إلى اليسار
- شجار آل مبارك مع منظمة حزب الله و جماعة الإخوان لا يعنينا
- ضرورة العودة لمبدأ وصاية الأمم المتحدة على بعض الدول ، و الص ...
- الخطأ في العراق و أفغانستان ، أن ذلك لم يتم بأيدي محلية
- الإصلاح الإجتماعي ، فصل شطبه البعض من أديانهم خوفاً من الرأي ...
- المواطن علم أن الطريق لن يستكمل ، فقرر عدم السير فيه
- العدالة ، و لو كانت دولية ، لا تتعارض مع الوطنية الحقة


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الدكتاتورية الأولى هي التي قامت ، الجمهورية الأولى لم تقم بعد