أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - مازن كم الماز - مزايا و محدودية الديمقراطية الكويتية















المزيد.....

مزايا و محدودية الديمقراطية الكويتية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2661 - 2009 / 5 / 29 - 09:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لم ينقطع الاحتفاء بعد بنتائج الانتخابات الكويتية الأخيرة , فبينما بدا أن كل شيء قد أخذ يعاند المنظرين الليبراليين العرب و عرابيهم السياسيين لا سيما مع اختفاء المحافظين الجدد المفاجئ و مع وقع الأزمة المالية و الاقتصادية العالمية سواء على شرعية و جدوى السياسات النيو ليبرالية أو على الواقع المعاشي و الاقتصادي للناس و مزاجهم تجاه الأنظمة القائمة , جاءت الانتخابات الكويتية لتشكل تغييرا في المشهد , ليس فقط لأنها جرت في بقعة ترفض السلطات القائمة فيها حتى الأشكال الشكلية الفارغة من المشاركة أو المحاسبة الشعبية , بل بسبب نتائجها التي شهدت تراجعا للإسلاميين و انتخاب أول دفعة من النساء الكويتيات لمجلس الأمة , هذه النتائج التي خالفت صعود الإسلاميين في الانتخابات المصرية و الفلسطينية و حتى الكويتية السابقة , لكن يجب علينا هنا ألا ننخدع بالظاهر , فالليبرالية كأي شيء في هذا العالم هي فكر أو ممارسة تتغير دون توقف , فالكويتيون و معهم الخليجيون أصبحوا بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 ليبراليين بالإكراه , بمعنى أنهم أصبحوا يرون في التفوق الأمريكي و الغربي العالمي و الإقليمي الحامي الحقيقي لمستوى الحياة التي يعيشونها من مطامع جيرانهم خاصة الأقوياء منهم , و قد أصبح مثال إسقاط نظام صدام على يد المحافظين الجدد بتحريض و تمويل خليجي هام هو المثال النموذج للتعامل مع صعود قوى إقليمية غير مرتبطة بالمشروع الأمريكي الإسرائيلي أو منافسة له كإيران اليوم مثلا , هذه بالنسبة للخليجيين قضية وجودية , هكذا تفسر الليبرالية على أنها تبعية غير مقيدة بل و ارتباط وجودي بالنفوذ الأمريكي الحاسم , هنا تتعرض الليبرالية لتشويه مضاعف , فعدا عن أنها قد أصبحت غربيا حاملة لمطامع و مطامح الشركات متعددة الجنسيات وريثة الرأسمالية التنافسية التي استخدمت الليبرالية ذات يوم لمهاجمة سيطرة الأرستقراطية و الكنيسة لتؤسس لسيطرتها هي , أصبحت عربيا و في الشرق عموما محاولة للتعبير عن انتماء للعالم الغربي كنقيض لهوية المنطقة الحضارية أو العقيدية يشترطه في الخليج مستوى الحياة المرتفع و عند الموارنة اللبنانيين مثلا انتمائهم الديني و ذات الشيء بالنسبة لليهود في إسرائيل , لقد عملت المارونية السياسية على تكريس فكرة أن الماروني ينتمي إلى الغرب لأنه مسيحي كاثوليكي و حولت تلك الهوية الغربية الموطنة محليا إلى مجرد حالة شكلانية تكرس هوية قبلية أو طائفية لا تختلف عن الهويات الطائفية أو الدينية المضادة إلا في الشكل بينما تتطابق معها بالمضمون , اليهود في إسرائيل أيضا قادتهم الدعاية الصهيونية ليعتبروا أنفسهم جزءا عضويا من ذلك الغرب رغم تاريخ الاضطهاد والإقصاء و حتى المجازر الطويل مع الغرب , و اعتبار أن مصيرهم نفسه يتوقف على وجود قوة استعمارية خارجية متفوقة و مهيمنة , الليبرالية هنا تنحط إلى شكل مذهبي أو طائفي الذي يعني أو يمكن اعتباره حالة قبلية أو عشائرية عقيدية , و الذي يعادي الأشكال الأخرى العشائرية من الفكر أو العقائد العشائرية الطابع المعارضة أو المعادية , أي تلك المجموعات القومية أو الدينية أو الطائفية التي تعتبر نخبها الحداثة أو أية مراجعة للتعريف الأصولي للهوية مهما بلغت من تفاهة تهديدا وجوديا لها , لذلك نجد أن الديمقراطية الكويتية قامت على شرط أساسي لا يمكن إعادة استنساخه في أي مكان آخر : و هو التسوية التاريخية بين السلطة القائمة لآل الصباح و التي احتفظت بالعرف السلطوي الذي يعتبر الحاكم مالكا للبلد و كل خيراته و بين الأرستقراطية القبلية و العشائرية و القوى المالية المرتبطة بها غالبا و التي مثلت منافسا تاريخيا لأسرة الصباح الحاكمة و لسيطرتها المطلقة على موارد الكويت خاصة النفط و التي فرضت شكلا مختلفا لحكم آل الصباح أو لمصدر شرعيته و هو شكل تمثيلي ديمقراطي تلعب فيه تلك الأرستقراطية دور الشريك الصغر لكن القادر على إزعاج السلطة منذ وقت مبكر يعود لثلاثينيات القرن العشرين , تمت هذه التسوية التاريخية بعد غزو نظام صدام للكويت و التي سبقها تعطيل السلطة للعمل البرلماني لفترة طويلة بمعنى استبعاد تلك الأرستقراطية عن أية مشاركة فعلية بعيدا عن إرادة و قصر و دواوين الحاكم , و قد فرض هذا الواقع تطور الأرستقراطية القبلية الكويتية و المراكز المالية المبكر و الدور المحدود جدا للمؤسسة الدينية في تشكيل الدولة أو في بنيتها كما في السعودية مثلا , بعد التسوية التاريخية تحول النيباري و الربعي مثلا إلى دعم الحكومة التي تعبر عن سيطرة آل الصباح بل و حتى إلى المشاركة فيها , هناك شرط أساسي سمح لهذه التسوية و هو الوفرة المالية التي جعلت رشوة الأرستقراطية العشائرية ممكنة و حتى توفير مستوى حياتي عالي للناس العاديين لا يمكن توفيره في أي دولة أخرى لا تملك صناعة متقدمة أو لا تنتمي أساسا للعالم المتقدم صناعيا , مرة أخرى لعب غزو نظام صدام للكويت دورا حاسما في تنبيه الكويتيين , خاصة الأرستقراطية العشائرية , إلى الخطر الوجودي للأنظمة القوية المجاورة , هذا "الوعي" الذي نراه ظاهرة مميزة لكل المجموعات اليوم ولا يقتصر فقط على الأقليات القومية أو الدينية و الذي هو من جهة نتاج حالة موضوعية هي بداية صيرورة عملية تغيير حالة الركود السابقة و هي عملية ضرورية استنادا لأزمات حالة الركود السابقة و من جهة نتاج واعي إرادوي لقوى تريد الإبقاء أو الاحتفاظ بسيطرتها على الجماهير و على الواقع سواء المركز الرأسمالي الغربي أو النخب المهيمنة محليا , لقد لعب الإسلاميون مؤخرا في الكويت كما في كل مكان آخر دور المشاغب الأساسي على السيطرة المطلقة للأنظمة القائمة , و من المؤسف أن نتائج الانتخابات الكويتية الأخيرة مثلت استبعادا لتلك الأصوات المشاغبة على الفساد المستشري في السلطة لصالح مجلس أكثر رضوخا و قد كان هذا قرار واع للأرستقراطية العشائرية التي قررت سحب دعم القبائل للإسلاميين و منحه للموالين للحكومة , و هذا لأن من يسمون أنفسهم بالليبراليين العرب انتهوا , أو ولدوا , كجزء من ماكينة السلطة القائمة , محليا أو عالميا , و معركتهم هي معركة بقاء هذه القوى محتفظة بهيمنتها سواء ضد القوى المنافسة الداخلية أو الإقليمية أو ضد احتمالات التغيير الشعبية.......

مازن كم الماز





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع كلام المفتي عن الحرية
- في نقد أخلاق العبيد
- في نقد النزعة الإنسانية
- نقد نقد الماركسية و القومية السائدة سوريا
- محاولة لتعريف الأناركية
- في ذكرى رحيل نزار قباني :الشاعر و الزعيم
- في مواجهة قانون الأقوياء
- شيطنة الأصولية
- الشيوعية -التحررية- : لا ديكتاتورية , بل أقصى حرية للمنتجين
- ما بعد خروج الإخوان السوريين من جبهة الخلاص
- الإله و الإنسان
- النخبة , السلطة , المجتمع , و النهضة و الحرية
- المشهد الأوبامي
- العولمة في منظور جون بودريار
- القداسة بين الإسلام السياسي , السلطة , و مفهوم الحرية الإنسا ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة 2
- لا ضحايا و لا جلادين لألبير كامو
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : المجالس العمالية و اقتصاديات ...
- أكثر عن رأسمالية الدولة
- دعوة لتشكيل جمعية أو لجنة للدفاع عن حقوق العمال السوريين في ...


المزيد.....




- القيادة المركزية الأمريكية تنشر فيديوهات توثق عملية تجهيز ال ...
- -صنع في الصين-.. فستان متحدثة البيت الأبيض يهز مواقع التواصل ...
- -أكسيوس-: التهديدات الأمريكية بالانسحاب من المفاوضات حول أوك ...
- جولة جديدة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية يوم السبت في روم ...
- تدريبات جوية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في ...
- ما دلالات بدء الانسحاب الأميركي من سوريا؟
- ماكرون يستقطب العلماء الأجانب بعد تقليص ترامب تمويل الأبحاث ...
- الولايات المتحدة تضع خطة لمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الدبلوماسي غ ...
- الرئيس الفلسطيني في أول زيارة إلى دمشق منذ 16 عامًا... ما هي ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - مازن كم الماز - مزايا و محدودية الديمقراطية الكويتية