أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - براءة شيوخ التطرف المفترى عليها .















المزيد.....

براءة شيوخ التطرف المفترى عليها .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2661 - 2009 / 5 / 29 - 09:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يكاد المرء يصاب بالدوار من شدة الحماسة المبالغ فيها من قبل من نصّبوا أنفسهم لسان حال شيوخ التطرف وأمراء الدم ، وناصبوا الجفاء للمجتمع والعداء للدولة ، فحكموا بالبراءة على هؤلاء الشيوخ دون وخزة ضمير ، بل ناصروهم ورموا القضاء بالجور والدولة بالتسلط . وكأن الدولة لا شغل لها ولا مشغلة غير فبركة الملفات واعتقال الأبرياء . بالتأكيد لا ننزه الدولة ونصبغ العصمة على أجهزتها ، لكن أيضا لا ندينها ونسفّه جهود أجهزتها التي أثبتت فعاليتها في استباق المخططات الإرهابية وإفشال تنفيذها . إذ من طبيعة الممارسة الإنسانية أن يشوبها الخطأ أو التقصير . وإذا كان ما يسوغ لحزب العدالة والتنمية وهيئاته الحقوقية والإعلامية أن يجعل من قضية هؤلاء الشيوخ معركته الرئيسية التي يتفرد فيها بالتبني المطلق لبراءة هؤلاء ، بل ذهب إلى حد مطالبة الدولة بالاعتذار لهم وإنصافهم عبر تشكيل هيئة جديدة على غرار هيأة الإنصاف والمصالحة لتعويض المتطرفين وجبر الضرر الناتج عن اعتقالهم ؛ ذلك أن حزب العدالة والتنمية يلتقي في الأهداف الإستراتيجية مع تيار السلفية التكفيرية والجهادية . فجميعهم يسعون لإقامة "الخلافة الإسلامية" وتطبيق "الشريعة" والتخلي عن القوانين المدنية والنظم الوضعية . طبعا الاختلاف في التكتيك واضح والتباين في الوسائل محسوس ، لكن الأدوار تتكامل في شكل حلقات الطوق الذي يسعون إلى إقامته حول النظام الملكي بهدف عزله وإضعافه . إذا كان هذا حال كل الإسلاميين في تحالفهم مع الجهاديين وفق مبدأ "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" ، فإن فئة من "الباحثين" الذين كانوا يبلعون ألسنتهم حد الغثيان ويتخذون من المواضيع الهامشية و"الأدبية" جحورا يتوارون خلف ظلمتها مخافة أن يأتي يوم يحاسبهم فيها المتطرفون عن سر انحيازهم لمصلحة الوطن وذودهم عن أمن المجتمع ، لكن ، وبعد أن تبين عزم الدولة على مواجهة التطرف والإرهاب وإصرارها على تجفيف منابعه ، استأسد هؤلاء على الدولة لكونهم يدركون حقا أن الاستبداد فقد الأنياب والمخالب . جيد أن يتسع هامش الحرية ويدرك هؤلاء "الباحثون" ألا خوف من مهاجمة الدولة واتهامها بالجور والاستبداد ، وهذا دليل على التطور الإيجابي الذي يعرفه نظامنا السياسي ومنظومتنا الحقوقية . ولهؤلاء وغيرهم ممن يبرئون شيوخ التكفير والتطرف دون سند ، أقدم بعض ما نفثه هؤلاء الشيوخ من فتاوى التضليل والتكفير والتحريض على القتل . لعل هؤلاء "الباحثين" يدركون جوهر الفرق بين الرأي الذي يلزم صاحبه فقط دون أن يضفي عليه أية قداسة ، وبين الفتوى التي تلزم الآخرين وتجعلهم أمام خيار أوحد إما الطاعة أو العصيان . ذلك أن الفتوى تشريع ترفع المفتي إلى مقام المشرع عن الله والناطق باسمه ، مما لا يجوز شرعا نقده أو مخالفته . لهذا فالمفتي شريك في الإجرام لأنه أوجبه شرعا وحرض عليه وإن لم يحمل السيف أو السلاح . لأن الانتحاري ليس سوى منفذ لما شرّعه الشيخ المفتي وجعله فريضة دينية يجازى فاعلها بنعيم الجنة ويعاقب تاركها بنار جهنم . ومن سن سنة سنّة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم الدين . وهذه نماذج مما أفتى به هؤلاء الشيوخ الذين تتكاثف الضغوط على الدولة لإطلاق سراحهم دون شرط أو قيد ، وهم الذين رفضوا الاعتراف بأخطائهم ومراجعة عقائدهم التكفيرية ، بل رفضوا حتى تقديم طلبات العفو . ومما أفتى به هؤلاء على سبيل التذكير والتنبيه :
1 ـ بخصوص أبي حفص الذي صرح أمام هيأة القضاء أن قضاءه ست سنوات خلف قضبان السجن لم يشعره بالحزن قدر اتهامه بالدعوة إلى التفكير . نذكّره بتحريضه على الكراهية ومحاربة الحكام الذين يصفهم بـ"الطواغيت" ،فضلا عن مناهضة قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان بما فيها حق الحياة الذي هو من الحقوق الطبيعية التي جاءت التعاليم الإسلامية تضمنه وتحرص عليه . إذ لا تخلو خطبه ومواعظه ودروسه من التشديد على محاربة "الكفار" من المواطنين بعد أن اتهمهم بـ"الزندقة" و "الردة" ومحاربة الإسلام . فهو يقول في درس ألقاه رفقة الفيزازي والكتاني والحدوشي( أما بخصوص هذه الحملة الشرسة التي يقوم بها اليساريون والعلمانيون على الإسلام والمسلمين فهي ليست بغريبة . هذا الصراع بين الحق والباطل ، بين الإسلام والكفر . ونحن يجب أن نكون على أتم الاستعداد لمثل هذه المواجهات .. لا بد من الحرب . وليس غريبا ما يشنه اليوم اليساريون والعلمانيون على الإسلام والمسلمين .. هذه الأحداث ( يقصد الأحداث الإرهابية التي وقعت ليلة 16 مايو 2003 ) التي وقعت من بعض الإخوة والتي استغلها هؤلاء من أجل إعلان الحرب على المسلمين ليست هي السبب في هذه الحرب . هم فعلا استغلوا هذه الأحداث لشن هذه الحرب . لكن هذه الحرب كانت ستعلن بأي شكل من الأشكال . لأن أنت تقدم مشروعا يخالف مشروعهم ، تقدم دينا يخالف دينهم ، ولا يمكن الاجتماع ولا يمكن الالتئام . ولهذا بعض الناس الذين يتصورون أنه يمكن العيش مع اليساريين ومع العلمانيين في ود وفي وئام وفي موالاة ، هذا خبل ، خلط في الكلام )( نقلا عن موقع أبي حفص) . إن هذا الكلام هو المحرض الأساسي الذي غرر بالشباب الغفل وحولهم إلى قنابل بشرية . فالمسئولية المباشرة يتحملها أبو حفص ومن شاكله في إنتاج وترويج عقائد التكفير والقتل والتفجير . أليس أبو حفص نفس القائل في بيانه ( فأهل العلم والفكر والرأي هم من يوجه الأتباع وليس العكس ، وهم من يقودون ولا ينقادون ). إنها عقيدة القتل وملة التكفير هذه التي يزعم شيوخ التطرف أنها "الدين الصحيح " . فهم جميعا متعطشون إلى سفك الدماء وجز الرقاب . وليس غريبا أن يصدر ، في درس مشترك ، عن "أبو حفص" و "الحدوشي" و "الكتاني" و"الفيزازي" فتوى القتل والتحريض عليه كالتالي ( فاليساريون في بلادنا كفار ينبغي أن نتعامل معهم بالأحكام الشرعية التي تتعلق بالكافرين ، بالمرتدين . فلقد قلت ألف مرة نحن لا نكفر العصاة من أبناء القبلة بكل ذنب ، نحن لا نكفر السكير والسارق والمرابي والقاتل والزاني .. لا نكفر هؤلاء . لكن هؤلاء الزنادقة لا يخفى كفرهم على أحد .. أقول للدولة المغربية ، ولا أقول للحكومة ، إن كانت مسلمة ، فعليها أن تحاكم هؤلاء الشيوعيين ، أن تقيم لهم محاكم شرعية ينالوا جزاءهم ، ودونه الإعدام لأنهم أئمة الكفر ) . وبالتأكيد لا يعتبر هؤلاء الشيوخ ، وضمنهم أبو حفص ، الدولة المغربية والنظام الملكي مسلمين ، بل "كافرين". وما دام النظام والدولة "كافرين" فإن الجهة الوحيدة التي ستتولى "تطبيق الشرع" أي إعدام وقتل "الزنادقة" هي "السلفية الجهادية" التي يتزعم تيارها هؤلاء الشيوخ وأضرابهم الذين أفسدوا عقائد الشباب وجعلوهم متعطشين للقتل . أليس أبو حفص نفسه يقر بعظمة لسانه وبخط يده أن استجابة الشباب لدعاوى القتل باسم الجهاد وانخراطهم في الجماعات التكفيرية "الجهادية" لم يكن أبدا لأسباب مادية أو اجتماعية ، بل ( الذي دفعهم إلى الاستجابة لهذا المنهج هو اقتناعهم التام بصدق هذه الطوائف واستسلامهم للأدلة الناصعة من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح، التي لا تحتاج إلى تأويل ولا لَيٍّ ولا صرف، فهذا هو الذي دفعهم للاستجابة، وليس الفقر أو الحاجة أو القهر كما يشيع ذلك الإعلام الخبيث، ويتابعه بعض "الإسلاميين"، والمشايخ المعممين) . وإذا كان وزير الداخلية يحرص على التنويه بالجهة المخولة للحوار مع شيوخ التطرف باعتبار المغرب يتوفر على هيئات علمية مؤهلة لذلك ومخولة بمناقشة مثل هذه المواضيع . ، فإن الشيوخ أنفسهم يصنفون هيئة العلماء كالتالي ( أصحاب "الفضيحة" /أصحاب الفضيلة وخريجي دار "الحدث" أو دار الحديث ، أو علماء حراس "الحقيبة" / العقيدة ) .





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يمنع التحالف بين الاتحاد الاشتراكي وحزب الأصالة والم ...
- المغرب كان محصَّنا ضد المشرقيات وعليه أن يبقى
- حتى لا يبقى المغرب حضنا لضلالات الوهابية ومخاطرها .
- الجزائر وهوس الزعامة الإقليمية .
- لوهابية تأكل أبناءها وتحاكم عقائدها .
- أخطار المد الوهابي على وحدة الشعب واستقرار الوطن .
- المد الوهابي والمد الشيعي فكا كماشة واحدة .
- حزب العدالة والتنمية أية مصداقية ؟(2)
- العدالة والتنمية أية مصداقية ؟(1)
- إبداعات فقهية لتكريس شقاء المرأة واستغلالها.
- لتكن إجراءات الدولة شاملة ومستمرة .
- ما أعجز الحكومة عن التخفيف من معاناة المنكوبين !!!
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(4)
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(3)
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(2)
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(1)
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الحكومة تستعجل الانفجار الاجتماعي .


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - براءة شيوخ التطرف المفترى عليها .