أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - فكرة قريع!














المزيد.....


فكرة قريع!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2660 - 2009 / 5 / 28 - 09:09
المحور: القضية الفلسطينية
    



فكرة تفاوضية جيِّدة، ومن نمط الأفكار الإبداعية، تلك التي اقترحها، أو بدا مُسْتَمْسِكاً بها كاستمساكه بمطلب فلسطيني، رئيس الفريق التفاوضي الفلسطيني أحمد قريع، فالكُتَل الاستيطانية اليهودية الكبرى في الضفة الغربية، وفي القدس الشرقية، وحولها، تبقى؛ ولكن تحت سيادة الدولة الفلسطينية، التي في هذه الحال ستكون دولة ثنائية القومية (تتألَّف من أكثرية عربية فلسطينية ومن أقلية يهودية استيطانية) ويمكنها أيضاً أن تُظْهِر نفسها للعالم على أنَّها التجسيد الممكن واقعياً الآن لحلم "الدولة الديمقراطية العلمانية".

و"جودة" تلك الفكرة لا تعني أنَّها "واقعية"، أي يمكن أن تغدو حقيقة واقعة، وحلاًّ لمشكلات عدة بين المتفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين، فميزان القوى التفاوضي بين الطرفين، والذي هو انعكاس لميزان القوى العام والكلِّي بينهما، يجعل "الفكرة" أقرب إلى الطوباوية منها إلى الواقعية، ويكاد يُظْهِرها على أنَّها عديمة الوزن إذا ما قمنا بوزنها به.

ومع ذلك، تبقى لـ "الفكرة" أهميتها التفاوضية التكتيكية، فهي تُبْطِل حُججاً وذرائع إسرائيلية شتَّى لإصرار إسرائيل على أن تضمَّ إليها أجزاء واسعة من أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية، ولاستمرارها، بالتالي، في رفض الانسحاب إلى خطِّ الرابع من حزيران 1967؛ كما أنَّها، أي الفكرة ذاتها، تُظْهِر ميلاً فلسطينياً إلى التخلي عن فكرة "تبادل الأراضي"، أو "التبادل الإقليمي"، وإلى التصدِّي لمخاطر فكرة "التبادل الديمغرافي" التي يقترحها، ويدعو إليها، ليبرمان وغيره، والتي ليس فيها شيء من معاني "التبادل الديمغرافي"، وتستهدف "عرب إسرائيل"، أو بعضهم، بـ "التطهير العرقي" أو "الترانسفير".

من قبل، كان الموقف التفاوضي الفلسطيني يقوم على رفض الاستيطان جُمْلةً وتفصيلاً، فالحل النهائي كان، في صورته الفلسطينية، يستلزم انسحاب إسرائيل حتى خط الرابع من حزيران 1967، مع إخراج كل المستوطنين من إقليم الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية (والقدس الشرقية) وقطاع غزة. ثمَّ منحت الولايات المتحدة، عبر "رسالة الضمانات" التي تسلَّمها شارون من بوش، إسرائيل الحق في ضمِّ الكُتَل الاستيطانية الكبرى إليها، فانتعشت فكرة "تبادل الأراضي"، لتعويض الفلسطينيين (تعويضاً غير متكافئ من الوجهتين الكمية والنوعية) ما فقدوه من أراضٍ بسبب هذا الضم، وغيره، ولحل بعضٍ من مشكلات "الممر"، عبر أراضٍ إسرائيلية، بين قطاع غزة والضفة الغربية.

ثمَّ شرعت إسرائيل تُدْخِل "عنصراً ديمغرافياً" غريباً في فكرة "تبادل الأراضي"، وكأنَّها تريد للحل النهائي أن يقوم أيضاً على "التبادل الديمغرافي".

ومع دمج الفكرتين، فكرة "تبادل الأراضي" و"التبادل الديمغرافي"، تصبح النتيجة العملية النهائية هي الآتية: تضم إسرائيل إليها أجزاء واسعة من الضفة الغربية والقدس الشرقية، تشتمل على الكُتل الاستيطانية الكبرى، وتعطي الفلسطينيين في المقابل بعضاً من أراضيها التي لا تحتاج هي إليها، ولا يحتاج إليها الفلسطينيون أيضاً، على أن يُنْقَل جزء كبير من "عرب إسرائيل"، أو من فلسطينيي الجليل والمثلث، إلى أراضي الدولة الفلسطينية، فتَنْعُم الدولة اليهودية بـ "نقائها العرقي"، وتتخلَّص، بالتالي، من كابوس "القنبلة الديمغرافية".

الفلسطينيون الآن، وعبر الفكرة التي طرحا قريع، يقولون: لا نريد "تبادلاً ديمغرافياً" إذا كان هذا هو معناه، ولا نريد، بالتالي، "تبادلاً إقليمياً"، فمع انتفاء الحاجة إلى "التبادل الأوَّل"، والذي ليس بـ "تبادل"، تنتفي الحاجة إلى "التبادل الثاني"، ولا يبقى، بالتالي، من ذريعة لرفض إسرائيل الانسحاب حتى خط الرابع من حزيران 1967.. لِتَنْسَحِب إسرائيل حتى هذا الخط، وليبقى المستوطنون حيث هم؛ ولكن تحت السيادة الفلسطينية، وليبقى "عرب إسرائيل" حيث هم، وتحت السيادة الإسرائيلية.

أمَّا البديل من ذلك، إذا ما رفضت إسرائيل تلك الفكرة، وسوف ترفضها، فيجب أن يقوم على "المساواة"، فـ "التعديل الطفيف للحدود" يجب أن يكون متساوياً؛ ومبدأ "خذوا شعبكم وأعطونا شعبنا" يجب ألاَّ يُعْمَل به إلاَّ إذا اقترن نقل فلسطينيي الجليل والمثلث إلى أراضي الدولة الفلسطينية بضم أراضي الجليل والمثلث إلى إقليم الدولة الفلسطينية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعْتَرِف بإسرائيل على أنَّها -دولة يهودية صهيونية فاشية-!
- تناقض -النظام الديمقراطي- في لبنان!
- .. ونحن أيضاً عقبة في طرق السلام!
- لو كان الفساد رجلاً..!
- في -فوضى الفتاوى-.. كاد يُحرَّم الحلال ويُحلَّل الحرام!
- ما يردع إسرائيل عن مهاجمة إيران!
- -جمود تفاوضي- حتى نهاية العام الحالي!
- -ساعة الحقيقة- في البيت الأبيض!
- السياسة في فضائها المنحني!
- عندما نتبادل مع إسرائيل القلق من إيران!
- لعبة ضارة تدعى -التدليس اللغوي-!
- مُثَلَّث أوباما!
- -عباريم- تَحُدُّه -الأوهام- غرباً و-الحقائق- شرقاً!
- ردٌّ من جواد البشيتي على ما نُشِر من تعليقات على مقالته -ويس ...
- ويسألونكَ عن -الجاذبية-..!
- أغْمَضوا أعينهم فرأوا -غموض- نتنياهو!
- ثقافة -الانحطاط الثقافي-!
- صحافتنا مصابة ب -أنفلونزا الرقابة الذاتية-!
- -أنفلونزا الخنازير- أم -أنفلونزا الرأسمالية-؟!
- -الشيزوفرينيا السياسية الفلسطينية-.. داء أم دواء؟!


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - فكرة قريع!