أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار ملساوي - مقال تعقيبي على مقال السيد نادر قريط















المزيد.....

مقال تعقيبي على مقال السيد نادر قريط


مختار ملساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2660 - 2009 / 5 / 28 - 09:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب السيد نادر قريط مقالا يوم - 2009 / 5 / 27 تحت عنوان "أضواء وحوار مع القراء - تعقيبا على تعليقات القراء في الحوار المتمدن بخصوص مقالة: محنتي مع سيد القمني"
وبما أنني كنت من بين المعقبين على مقاله السابق فقد تجاوب مع ما كتبت مشكورا بتعقيب جاء حافلا بمغالطات كثيرة تطلبت منا تعقيبا استحق نشره في مقال منفرد نظرا لطوله.
سألني السيد نادر: (ولماذا يريد السيد مختار فرض شرط علماني قسري يستبعد الأغلبية؟) وأجاب في مكاني ( ربما حجته الوحيدة هي ضلوع هؤلاء بالعنف؟ أو ما سُميّ مجازا "الإسلام الإفغاني بالجزائر"). هذه إجابتك على لساني يا سيد نادر. وأصدقك القول أنني صدمت لهذا الاستهتار بموقفي. وكأن الضلوع في العنف حجة بسيطة، وكأن التقتيل والذبح والحرق والتدمير الذي تواصل منذ ما يقرب من عشرين سنة ولا يزال مسألة عادية لا تحتاج إلى رد فعل كما لا تحتاج إلى التصدي لهذا العنف وتعرية كل الخلفيات الدينية والسياسية التي غذته، رغم أن معظم الأحزاب الإسلامية، إلا ما ندر، كانت قد بررت هذا العنف كاحتجاج على وقف المسار الانتخابي الذي حرمهم من تأسيس دولتهم الإسلامية الميمونة، هل هذا معقول منك يا نادر؟ هل يمكن أن نصدق أنك من النوع الذي يتأثر ويبكي؟ وهل تطلب مني مثلا ألا أستبعد مشروعا ولو حملته الدنيا كلها وليس أغلبية من الجهلة والمرضى وهو مشروع من ألفه إلى يائه يستبعدني ويعد العدة للقضاء علي؟ أي سذاجة هذه التي تدعوك إلى تقديم رقبتك للذباحين لا لشيء إلا لأنهم فازوا في انتخابات مطبوخة؟ أليس عندك تصور لدولة عصرية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وتشرعن لمواطنة كاملة في صالح جميع سكانها بدون استثناء؟ هل تعرف شيئا عن روسو وعقده الاجتماعي؟ هل اطلعت بما يكفي على مشروع هذه الأغلبية التي تريدني أن أقبل به؟ لا أعتقد ولهذا دعني أقدم لك نموذجا من هذا المشروع وهو غيض من فيض وكثيرا ما استعنت به سعيا مني إلى تصويب بعض الحِوَل عند بعض (المثقفين):
(اعلموا إخوة الإسلام أننا نحن معشر المسلمين نرفض عقيدة الديمقراطية الكافرة رفضا جازما لا تردد فيه ولا تلعثم... لأنها تسوي بين الإيمان والكفر ولأن الديمقراطية تعني الحريات المطلقة والحرية من شعارات الماسونية لإفساد العالم... ولأن السيادة في الإسلام للشرع وفي الديمقراطية للشعب وللغوغاء وكل ناعق... ولأن الديمقراطية معناها حاكمية الجماهير ... ولأن الأغلبية خرافة ... بينما الديمقراطية هي حكم الأقلية لا الأغلبية كما يشاع ولأن مخالفة اليهود والنصارى من أصول ديننا كون الديمقراطية بدعة يهودية نصرانية) (مقتطفات من مقال نشر بجريدة المنقذ للجبهة الإسلامية للإنقاذ بتاريخ 23/24/25/ 1990). كما أفتى صاحب هذا (الفكر النير) بجواز قتل (طائفة رجال الشرطة والأمن والدرك) حسب تعبيره القروسطي، عندما كانوا يقومون بواجبهم في حفظ النظام وكبح جماحهم وهم يعطلون بالقوة المرافق العمومية ويسدون الطرقات (أنظر الفتوى في المنقذ العدد 62 بتاريخ 5 جوان 1991).
عندي جرائد الجبهة الإسلامية التي نشرت فيها هذه (الآراء) والفتاوى، وبوسعي تزويدك بها إن أحببت.
قائل هذا الكلام هو علي بلحاج وكان الرجل الثاني (وفي الحقيقة هو الأول من حيث الجماهيرية والتأثير، وكان يعتبر أيديولوجي الجبهة)، فماذا تتوقع أنه سيفعل بكل المخالفين لدولته الإسلامية وهو في هذه الحالة المرضية؟ قضى هذا الرجل 12 سنة سجنا وأطلق سراحه ولا يزال حيا يرزق ويطمح للعب أدوار سياسية، لكنه أصبح كغيره يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ولا يشعر بأية مسؤولية عن عشرات الآلاف من الشبان الذين غرر بهم ودفعهم للقتل والتقتيل.
إذا كنت تعرف هذا وتسألني فهي الطامة، أما إذا كنت لا تعرفه فلا عذر لك.
صحيح أن النظام القائم يومئذ، وعلى رأسه الشاذلي بن جديد، وكان مضرب المثل في الجهل كما كان واقعا تحت تأثير راسبوتين الجزائر يومئذ الشيخ الغزالي، وكان ينوي تسليم السلطة لهم، لكن (السيستام) عزله. هذا النظام كان يريد الانقلاب على الديمقراطية عبر إخراجه لفزاعة الإسلاميين، وكان قد ترك الإسلاميين يعبثون لسنوات طويلة (احتلال المساجد، التحكم في الجامعات، شرطة إسلامية، تكفير، ترهيب....) لعل الشعب ينتبه لمغامراتهم الوحشية وينفر منهم، لكن قسم كبير الطبقة السياسية كانت في غيبوبة، كان كل همها تصفية حساباتها مع النظام القائم (السيستام كما نقول نحن في الجزائر) ولا يهم بين أيدي من ستقع الجزائر. بل إن بعضهم بشر بنظرية "التقهقر المخصب" ومنهم (مثقفون) كانوا يدعون الديمقراطية ولكنهم كانوا حنقين على انسياق الشعب وراء الإسلاميين ولهذا رأوا أنه من الخير ترك الشعب يجربهم وعندما يعرفهم سوف يثور عليهم، طبعا مثلما ثار شعب إيران على حكم الملالي رغم ضيقه ذرعا بهم ومثلما ثار السودانيون ضد إسلامييهم رغم إشراف البلاد على التمزق أشلاء ومثلما اتفق إسلاميو الصومال وأفغانسان على تكوين دول ها هي اليوم يعمها الأمن والسلام والرخاء !!!!!. بعضهم، عندما لاحت نذر الشؤم قطعوا البحر نحو فرنسا وبريطانيا وغيرهما ومنهم إسلاميون أيضا وانتظروا الفرجة، بل كانوا يطلون علينا بين الفينة والأخرى عبر الفضائيات وخاصة الجزيرة ليصبوا الزيت على النهار وينشروا البلبلة حول (من يقتل من) وحول(الجنرالات الفرنكوفونيين)، وأنا أعتقد أنك نهلت كثيرا من معينهم حتى ثملت، وإلا لما وقعت في هذه المطبات العويصة.
ثم تنصرف إلى تفسير عبقري لجوهر العنف في الجزائر بقولك ( وهذه إشكالية بحد ذاتها لأن العنف ذو طابع انتربولوجي يرتبط بمجتمعات "قانون الدم" وشبكة العصبيات وهي ظاهرة ذات جذور مسيانية تدفع الفرد لفداء جماعته وقبيلته ولا ترتبط بسذاجة حور العين (وهذا جوهر العنف في فلسطين والجزائر والعراق) وهو مركب موروث من الدماء الغزيرة التي دفعها الجزائريون أيام حرب التحرير، وبهذا المقام أتذكر مقولة أحد علماء المجتمع الفرنسيين، الذي وصف الفلاح الجزائري بالشهامة والكرم والطيبة وهو يقري ضيوفه ويقدم لهم أطيب غلاله، لكنه سرعان ما يتحول إلى قاتل إذا مُسّت كرامته وانتهك شرفه.. لقد بكيت مرة على تلك المجزرة الوحشية المروّعة التي أودت بحياة ألف قروي جزائري من الأطفال والنساء ذبحوا بالسكاكين مطلع التسعينيات، وللصدفة كانت تلك القرية على مرمى حجر من معسكر للجيش؟؟ معنى هذا لا داعي لفتح الملفات .. فعنف الجنرالات الفرانكفونين لا يختلف ببشاعته عما إقترفه الأفعان العرب ولا يساوي مثقالا مما إقترفه ضابط فرنسي، عندما حصد أربعين ألف جزائري أعزل في يوم واحد، كما هو معروف في تلك الواقعة المأثورة من أيام الجزائر؟) عظيم.
أؤكد لك أن العنف في الجزائر لا علاقة له إطلاقا بالأسباب الأنثروبولوجية و"قانون الدم" ومخلفات أيام حرب التحرير وهلمجرا من هذه الحذلقات (العلمية). أنت بعيد جدا عما وقع في الجزائر. العنف الذي عرفته الجزائر خلال الثورة لا يرقى إلى عنف الإسلاميين بتاتا رغم أن كل الظروف كانت تستوجب العكس (استعمار عنصري استيطاني بغيض اغتصب كل شيء صالح وسلمه للمستوطنين، إبعاد الجزائريين نحو مناطق قاحلة جدباء حتى كادوا ينقرضون في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، قابل الاستعمار انتفاضات الجزائريين بالحرق والتدمير والمصادرة والتهجير والمنافي إلى أصقاع الأرض...).
أنا شخصيا عندما كنت أقرأ هذا الأهوال لم أستطع أن أبكي من شدة التأثر والغيظ، ولكن الجزائريين نسوا وطووا صفحة التاريخ ما عدا هؤلاء الناعقين القومجيين (نحن في الجزائر نقول الوطنيين لأننا نخلص بين القومية والوطنية) الذين يتخذون الثورة والتاريخ رصيدا تجاريا يثقلون به كفتهم في الصراعات الدائرة من أجل الاستحواذ على المغانم، مثلما يتخذ الإسلاميون الدين رصيدا تجاريا آخر أكثر انحطاطا.
عنف الإسلاميين لا يبرره الاستبداد الذي فرضه الحكم الذي نشأ بعد الاستقلال. هذا العنف انطلق من خلفية دينية زادها بلة الانفجار السكاني وانسداد آفاق التنمية القائمة أصلا على نظام ريعي توزيعي ارتبط بالبترول وعندما تدهورت أسعاره جرت معها البلاد نحو أزمة خانقة عجز النظام القائم عن مواجهتها، ودفعت بملايين الشباب الذين شحنت عقولهم لسنين طويلة بقصص الجهاد والغزو والسبي واليهود والكفار ومختلف نظريات التآمر على الإسلام مع فشل المدرسة الجزائرية فشلا ذريعا، وقد وصفها الرئيس المغتال بوضياف بالمنكوبة. وهو عنف طال بسطاء الناس لا لسبب إلا لأنهم لم يؤيدوه أو ساقهم حظهم التعيس إلى التواجد في المكان غير الملائم (مثلما يقع حاليا في العراق)، ولم يطل الساسة المتسببين في هذه الأزمة. كان أغلب الضحايا مسؤولين محليين صغارا ذبحوا لأنهم كذلك، أعوان شرطة بسطاء ودرك وجيش ينتزعون من بين أحضان أهلهم ويذبحون، مصانع تحرق، جسور، مدارس.. طالبات، معلمات، فتيات ذبحن إما لأنهن لم يرتدين الحجاب أو لأنهن حرصت على مواصلة العمل بعد أن أصدر هؤلاء المجانين فتاوى بخلاف ذلك، ومورس السبي على سنة النبي، بعد أن كفروا الشعب لأنه رفض السير في مخططاتهم.
هل ينسجم هذا مع ما تقول (العنف ذو طابع انتربولوجي يرتبط بمجتمعات "قانون الدم" وشبكة العصبيات وهي ظاهرة ذات جذور مسيانية تدفع الفرد لفداء جماعته وقبيلته) (وهو مركب موروث من الدماء الغزيرة التي دفعها الجزائريون أيام حرب التحرير). أي كلام هذا، فلا علاقة للعنف بما ذكرت والأقرب ربطه بشرائع العنف التي حقن بها الشباب في المدارس والمساجد والنابعة أصلا من قصص الإسلام الأولى وصانعيه الذين تمكنوا بهديه من إقامة ذلك "المجتمع الفردوسي".
أما من كتب من الفرنسيين حول عنف الجزائريين، وخاصة مدرسة التحليل النفسي بالجزائر العاصمة فقد أجمعت كل الدراسات الحديثة عن سقوطها المشين في أوحال العنصرية لا غير. ما علاقة العنف بما ذكرته عن الجزائري الذي (يقري ضيوفه ويقدم لهم أطيب غلاله، لكنه سرعان ما يتحول إلى قاتل إذا مُسّت كرامته وانتهك شرفه..) هل تتوقع سلوكا آخر غير العنف تجاه المساس بالشرف وانتهاك الأعراض؟ هل هناك بشر في أماكن أخرى من العالم يتصرفون خلافا لذلك؟
وأخيرا يتدنى نصيبك من الاطلاع على الجزائر ليصل مستوى الحضيض عندما تقول: (لقد بكيت مرة على تلك المجزرة الوحشية المروّعة التي أودت بحياة ألف قروي جزائري من الأطفال والنساء ذبحوا بالسكاكين مطلع التسعينيات، وللصدفة كانت تلك القرية على مرمى حجر من معسكر للجيش؟؟ معنى هذا لا داعي لفتح الملفات .. فعنف الجنرالات الفرانكفونيين لا يختلف ببشاعته عما اقترفه الأفغان العرب ولا يساوي مثقالا مما اقترفه ضابط فرنسي، عندما حصد أربعين ألف جزائري أعزل في يوم واحد، كما هو معروف في تلك الواقعة المأثورة من أيام الجزائر؟)
وكلامك هذا يعني أن جنود الجزائر وأغلبهم كانوا من شباب الخدمة الوطنية هم الذين انطلقوا ليلا وقاموا بهذه المآثر تجاه سكان آمنين مطمئنين. الجيش في الجزائر متين العلاقة مع الشعب ولا يشبه إطلاقا تلك الجيوش الاستعمارية المرتزقة التي فقدت صلتها بالشعوب مثلما كان شأن فيالق اللفيف الأجنبي الفرنسية التي هي عبارة عن آلة عمياء لا دين لها ولا ملة.
هذه الأحداث وقعت في بلدة بن طلحة في شهر سبتمبر من عام 1997، وهي مدينة تقع على مشارف العاصمة بمحاذاة جبال الأطلس. وكل الدلائل المحايدة تشير إلى مسؤولية الإسلاميين في ارتكابها. الإسلاميون في تلك الفترة كانوا سادة الموقف في تلك المناطق القريبة من الجبال خاصة في الليل. صحيح هناك ثكنة قريبة، ومن لا يعرف ظروف تلك الحقبة يصدق ضلوع الجيش فيها، لكنك تتصور حالك في نيويورك حيث تهب الشرطة عند كل استغاثة. الواقع في الجزائر كان شيئا آخر، الجيش بوغت بهذه الحرب الأهلية المجنونة ولم يكن مستعدا لها إطلاقا نظرا لغباء المسؤولين السياسيين خاصة. الجيش الذي كان يتكبد خسائر فادحة في مواجهة الإسلاميين مع وقوف قسم من الشعب مؤيدا لهم وقسم آخر متفرجا خائفا، كان هذا الجيش كثيرا ما يقع ضحية خيانات في صفوفه من طرف عناصر إسلامية كانوا يذبحون زملاءهم وهو نيام إلى جانبهم، في هذه الظروف كان الغموض سيد الموقف، وبسبب الخسائر المتكررة اتبع الجيش خططا جديدة للحفاظ على وحدته ومنع انهياره، تقتضي ألا يخرج الجيش أو حتى الشرطة سواء في الليل أو في النهار، هكذا، بدون خطط مسبقة حتى لا يقعوا في كمائن دامية. أحيانا كان الناس تحت إرهاب الإسلاميين يقومون باستدراج عناصر الأمن نحو كمائن الإسلاميين بالصراخ أو الاتصال. كان هناك حكومة الليل للإسلاميين وحكومة النهار للدولة في كثير من المناطق التي انتشر فيها ذلك الوباء. مأساة بن طلحة وقعت في هذه الظروف، وما كان بمقدور الجيش أن يتدخل في الليل في منطقة يسيطر عليها الإرهاب وأغلب مسالكها ملغمة.
جهلك الثاني سببه أنك تغذيت أكثر بخطاب خصوم النظام الحاكم وأعداء الجزائر في فرنسا، خاصة في فترة حكم الاشتراكيين النيوكولونياليين بقيادة ميتران الذي شارك كوزير داخلية ضد الثورة الجزائرية والذين كانوا ينتظرون على أحر من الجمر الفرصة لتفجير الجزائر من الداخل والانتقام لماضيهم، واستغلوا دعايات قذرة من قبل ما ورد في مقالك بل راحوا يحركون آلة المحكمة الدولية للجنايات ضد جنرالات لولاهم لكانت مأساة العشرية السوداء عبارة عن نزهة وخير دليل مأساة رواندا التي لعب الرئيس الفرنسي ميتران دورا قذرا في اندلاعا. وتحاول تغطية جهلك بكلام كبير عن الملفات وعن عنف الجنرالات الفرنكوفونيين الذي (لا يختلف ببشاعته عما اقترفه الأفغان العرب ولا يساوي مثقالا مما اقترفه ضابط فرنسي، عندما حصد أربعين ألف جزائري أعزل في يوم واحد، كما هو معروف في تلك الواقعة المأثورة من أيام الجزائر؟)
لعلمك في الجزائر مناطق لم تعرف العنف بتاتا أو عرفته استثناء، وولم تكن خارجة عن سلطة الجنرالات المزعومين فلماذا لم يرتكبوا جرائمهم؟ السبب أن العنف لم ينتشر إلا حيثما وجدت جماعات الإرهاب الإسلامية. هناك تجاوزات كثيرة ارتكبت لكنها كانت في حق الإسلاميين الذين كانوا يشنون حملات مسعورة في المساجد للدعوة للجهاد، هؤلاء اختطف منهم الكثير وأعدموا، وهم عدة آلاف اختفوا في ظروف غامضة بعضها تتحمله قوات الأمن وبعضها نتيجة صراعات داخلية في صفوف الجماعات الجهادية الإسلامية التي انشقت عن نفسها وفرخت جماعات كثيرة. لكن الشر بالشر والبادئ أظلم، والإسلاميون كانوا البادئين في توجيه العنف ضد رموز الدولة على كل المستويات بدون استثناء. أما تجاه الشعب فلم يرتكب الجيش أي عنف.
بقيت حكاية الضابط الفرنسي الذي حصد أربعين ألف جزائري. لعلك تقصد أحداث الثامن ماي وما تلاه من عام 1945 وقد قدر عدد الضحايا حسب مصادر أمريكية يومئذ 45 ألف قتيل. ولم تكن من طرف ضابط كما تقول بل كانت عبارة عن حملة قمعية جاءت بعد مظاهرات بمناسبة نهاية الحرب، رُفِع فيها العلم الوطني في مدينة سطيف وتدخل محافظ الشرطة لانتزاع العلم وأطلق النار أحد المناضلين الجزائريين فارداه قتيلا، ثم انتشر القمع انتشار النار في الهشيم أيام طويلة وشمل مناطق واسعة من مدن وأرياف الشرق الجزائري وزادت أخطاء بعض الجزائريين المغامرين وحقد غلاة المعمرين في تأجيجها، وهناك من المؤرخين من يحمل حزب الشعب القومي مسؤولية ما لأنه سرب تعليمات للتظاهر والمطالبة بالاستقلال ثم سحبها في آخر لحظة وفُهِمت هنا وهناك على أنها أوامر لبداية الثورة ضد المحتل. لكن القمع الاستعماري كان همجيا بما لا يقاس ولا يغتفر ولا يبرر بأية صورة من الصور، خاصة ضد جزائريين كان الكثير من أبنائهم قد حاربوا النازية وشاركوا في تحرير فرنسا، مثلما لا يبرر عنف الإسلاميين الجزائريين في حق شعبهم مهما كانت الأسباب الدينية أو السياسية. إن قتل نفس بريئة لا يجب أن نبرره بتوقيف مسار انتخابي فما بالك بقتل عشرات الآلاف.



#مختار_ملساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآزق الإسلام السياسي أمام العقل المنطقي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار ملساوي - مقال تعقيبي على مقال السيد نادر قريط