أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بلقيس حميد حسن - قضية المرأة العربية بين التهميش والنفاق














المزيد.....

قضية المرأة العربية بين التهميش والنفاق


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2659 - 2009 / 5 / 27 - 10:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد ان استطاعت بعض الناشطات العربيات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في عشرينات القرن الماضي ان يؤسسن لقضية المرأة لتصبح امرا واقعا لابد من التوقف عنده , وشأنا تناقش المرأة المثقفة به ومن خلاله مدى تناسب قوانين الاحوال الشخصية مع وعيها وحقها في الحياة , نراها تتعرض اليوم لأسوأ فترة زمنية تمر بها , حيث التيارات الدينية التي تتصاعد وتعج بالعالم العربي محاولة ابعاد المرأة عن الشارع والعمل وتحريم الدور القيادي لها, بوقت باتت هذه التيارات بافكارها السلبية ونظرتها القاصرة للمرأة تتضاءل وتذوي في بلدان العالم المتحضر , لتأخذ المرأة في الغرب مكانة اكثر انسانية وتتعمق مساهماتها بالحياة العامة وبناء المجتمعات الحضرية .
ولا اريد هنا ان اتحدث عن تاريخ وبديهيات هذه القضية التي بات الكثيرون ينزعجون منها لكثرة تكرارها بسبب من عدم التوصل الى حلول ترضي المرأة في مجتمعاتنا العربية الذكورية التي لازالت تتمسك بمفاهيم وموروثات بالية ترفض الاعتراف بانسانية المرأة وكمال أهليتها وأحقيتها بالمساواة مع الرجل , وبالتالي نرى ان هذه المجتمعات تفشل بمعالجة اهم المشاكل والعلل التي تعاني منها , فقضية المرأة وحلها مفتاح لحل مئات من القضايا العالقة بمجتمعاتنا وأولها الاوضاع الاقتصادية والامراض الاجتماعية المعرقلة للتطور والتي تحيلها الى تجمعات للزيف والازدواجية والايمان بالشعوذة واوهام سوء الطالع ومفاهيم ماكتب على الجبين ولايمكن محوه كما يعتقد غالبية ابناء شعوبنا العربية المقهورة تحت نير حكامها من جهة و مفاهيم التخلف من جهة اخرى لتعيش في دوامة الشقاء حتى اخر نفس..
فالنفاق في قضية المرأة من قبل الرجال مسألة باتت اشبه بالمرض العضال الذي لابد له من استئصال كعضو مريض لاعلاج له , يؤرق المصاب و ينكد على اهله حياتهم ويجعلها جحيما لايطاق .
ان المجتمعات العربية على درجة كبيرة من الأمية التي تصل في بعض البلدان الى اكثر من سبعين بالمائة , لكن ليست هذه النسبة فقط هي التي ترفض التغيير رفضا باتا انما مانسبته اكثر من تسعين بالمائة من الرجال تعتبر الحديث عن حقوق المرأة كفرا والحادا, بل حتى الطبقة المثقفة التي تدعي الليبرالية وتقرأ كتب التنوير والفلسفة والعلوم الاجتماعية , بل وتعتنق بعضها الفلسفة الماركسية وتتشدق بمصطلحات اجنبية وتحضر مؤتمرات ونشاطات للدفاع عن حقوق المرأة وقد تدبج المقالات عنها , الا ان هذا الادعاء وهذا البرقع يسقط في اول تجربة واختلاف مع امرأة ليبرز الوجه الحقيقي للرجل الشرقي الذي يشعر بان التفوق لدى المرأة يسرق منه الأضواء, وان حرية المرأة مسموح بها بحدود مملكته هو دون سواه, وبحدود امتلاكه لعقل وجسد هذه المرأة, والويل لها ان رفضت رجلا شرقيا طلب ودها في يوم ما , اذ سرعان مايحاول النيل منها بشتى الأساليب واحطّها, ناسيا او متناسيا خطبَهُ التي ملأ بها الاذان عن حقوق المرأة وانسانيتها , حتى تصبح تجارب المرأة العاطفية بالحياة عارا عليها, وللرجل الحق في كل شيء, وممارسة ماشاء دون ان يلتصق به شيئا , فهو حر وبريء مهما فعل, وهي متهمة وخاطئة حتى وهي في قمة عذابات الحب والبراءة..
ان هذا النفاق الذي يمارسه غالبية رجال الشرق في قضية المرأة يجعل تحقيق اهداف القضية عسيرا ,خاصة عندما نعلم ان صناع القرار وكاتبي القوانين والمسيطرين على حركة التقاليد وانتشارها ورسوخها في مجتمعاتنا هم الرجال, الرجل هو رب الاسرة المتسلط والذي يسمح او لايسمح , والذي يفرض التقاليد الصارمة في البيت اولا . لذا نجد ان الرغبة لديهم لازالت غير جدية لتغيير ذات الأسلوب الذي عاش به اجدادهم منذ قرون , والخروج على التقاليد البالية لايمكن ان يتم بتغيير القوانين فقط او ترشيح نسبة كبيرة من النساء غير المؤمنات اصلا بقضية المرأة ليكن عضوات في البرلمان كما حصل في العراق , حيث خرج العديد منهن متظاهرات ضد المرأة وحريتها وكسبها حقها في المساواة على اساس ان هذه المساواة خروج على الشريعة الاسلامية ..
كما ان هناك شريحة من نساء القصور يرفعن راية المرأة على أساس ان السيدة الأولى او نساء الطبقة الحاكمة لابد وان تكون لهن مكانة خاصة وعملا نضاليا ينادين به بعيدا عن حاجات المرأة في مجتمعاتنا الفقيرة, بل بعيدا عن تغيير القوانين والتقاليد التي تعرقل النمو في المجتمع وتسحق محور الاسرة وصانعة الحضارة , وهذا يعتبر تجميلا لهن وتمييزا عن سواهن بالمجتمع وتقليدا للطبقات الراقية في المجتمعات المتحضرة , وان دورهن هذا لن يغير شيئا سوى لسكان القصور والمتعاملين معهم , وهم الاقلية المنفصلة عن اغلبية الطبقات والشرائح التي تشكل المجتمع.
ان المجتمعات العربية للاسف لم تستطع ان تنجح ولن تنجح في تفعيل دور المرأة العربية مالم ترمي وراء ظهرها جميع كتب القرون الوسطى وتبتديء قانونا وشريعة تتناسب مع التطور البشري والحضاري الذي يمر به العقل الانساني ان كانوا يؤمنون بان المرأة انسان , اما ان يظل الرجال وشيوخ الجوامع يلوكون ذات الكلام من ان الله كرم المرأة وهم يعاملونها كأسيرة , ويستكثرون عليها حتى الكلمة الطيبة والاحترام , يكررون ان الله كرم المرأة ويقطعون رأسها ان احبت واختارت رجلا لترتبط به او يرجمونها كفأرة او حشرة حتى الموت , فهذا يجعل الامل بتغيير وضع المجتمعات العربية كالامل بتجفيف البحر..





#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين دولة القانون من المادة 41 في الدستور العراقي ؟
- عادت النورس أما ً*
- غوبلز يعيش بين ظهرانينا
- اليكن في آذار بطاقة عيد
- نوارس دجلة , تجربة حضارية رائدة
- فوز الدملوجي خيرٌ, للمرأة والرجل معا
- الأطفال .. الأطفال
- هل نرتقي بضربة حذاء؟
- كابوس الجلسات البرلمانية
- الهمجية في العراق , تكسر الرقم القياسي
- سمّار برلين
- البرلمان العراقي ومكونات الشعب
- اللهم اصلح وسائل الاعلام!
- سناء الفن الحقيقي
- ما بين العصبية القبلية والحوار المفتوح
- فاقد الشيء لايعطيه, رئيس البرلمان العراقي نموذجا
- فضائيات المسابقات الغبيّة
- أوروبا تدخل العراق ..
- النار تخلّف رمادا, بين فرض القانون وحقوق الانسان
- مرحى ليوم المرأة في العراق


المزيد.....




- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بلقيس حميد حسن - قضية المرأة العربية بين التهميش والنفاق