أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - إنفلونزا العشق















المزيد.....

إنفلونزا العشق


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2659 - 2009 / 5 / 27 - 09:59
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا كنت تشكو من الأعراض التالية فأنت مثلي , مصاب بإنفلونزا العشق.

أنا عاشق , يعني أنا بسهر ما بنامش, أنا عاشق يعني صاير أخربط بالكلام , وصاير أشوف أشياء مش ولا بُد , صايره الإلوان تتساوي أمامي , يعني الأبيض والأسود واحد , والأحمر والأخضر زي بعضه , ما حداش يسألني كيف ؟ عشان أنا نفسي مش فاهم كيف , وحابب أتأكذ إن كنت فعلاً عاشق , أو هيك بهذي أو بخبص في الكلام , بس أنا مش شارب أي شيء , وعلى فكره آخر مره شربت فيها الخمرة كانت منذ 5 سنوات .

في هذه العجالة من حياتي كنت أعتقد أنني إنسان سوبر , مستحيل أسهر ومستحيل ما أنامش, حتى صابتني لواعجه من أول نظره ومن ثاني نظره ومن ثالث نظره , كنت أضحك على مجنون ليلى وأقول عنه هذا واحد معتوه , فعلاً إنه مجنون , كيف لا بوكل ولا بشرب ؟ وكيف بهوى النوم في غير معاده ؟ كله هذا على شان يصادف طيف ليلى , حتى صابتني هذه الحاله وأسوء منها .

أنا عاشق ؟
يعني أنا مراهق ؟ , كلمه بتجيبني وكلمه بتوديني وأي شيء بزعلني وأي شيء برضيني وأحياناً بزعل لوحدي وبرضى لوحدي .
من أيام قليله نفسي مترفعه أو ترفعت عن طلب الزاد , عن طلب الماء والشراب والأكل والأشياء الحلوه إللي أنا بحبها , الكنافه النابلسيه صاير طعمها عندي زيها زي خبز الشعير , مش قادر أشعر بمذاق الأشياء الحلوه , والشاي والقهوة إللي كنت أشربهم بشكل إعتيادي صرت اليوم أشربهم بشكل غير إعتيادي .

أنا عاشق ؟

يعني أنا بنسى إكثير , يعني بنسى وين بحط النظارة وبنسى وين وضعت قلمي وبنسى شو إتغديت اليوم أو شو إتعشيت إمبارح (البارحه), من إسبوعين أو ثلاثه وأنا بنسى بشكل زائد وملحوظ حتى كادت أمي أن تقول عني (أبو النسيان) أنا عاشق يعني أنا بنسى إكثير .
اليوم إنسيت مثلاً أنني ما زلت دون إفطار وتذكرت ذلك في تمام الساعة السادسة مساءً , أمي إمراقبه وضعي , حكتلي إنت يا (إمي) إليوم ما أكلت شيء وين أكلت , فحكيت كيف مش ماكل أنا أفطرت معاكم , أنا ناسي إني أفطرت أو ما أفطرتش بس هيك كان جوابي , بعدين إنتبهت لحالي وتظاهرت أمام (ماما) بخفة الدم , فحكيت لا شو عارف إني ما أفطرتش , بس أنا يا جماعه بدي أحكيلكم شيء , أنا في قلبي سر كبير , من الممكن أن ينفلت هذا السر ويحدث أشياء كبيره , أنا ..أنا ..خلص بعدين بحكيلكم .
أنا عاشق ؟ مش عارف , بس صاير أشعر بأشياء غريبه , هذا يعني إني مظلوم جداً , أنا شاعر بظلم كبير , وشاعر بحقوق الإنسان تخترقها أمامي وسائل الجفا والبعد والحرمان , والثقل , عشان محبوبي ثقيل جداً , أثقل من سلسلة جبال أحد .
أنا عاشق , يعني : غرقان ال شوشتي وما في مي , وصرت أغني وأنا نايم :

غرقان إلشوشتي وما في مي
ما كون وهمان؟
لالالالالالا.
ما كون خرفان؟؟؟
لالالالالالالالالالا
بصير الأمر إني عشقان

ومحبوبي إمخربشني إشوي .

أنا عشقان؟ يعني أنني ما عدتُ أصلح للسياسة أو للثقافة , مثلي مثل الملك جورج , الذي تنازل عن عرش إنكلترا لكي يتزوج من المرأة التي يحبها , منعوه في إنكلترا من الحب والزواج كونه ملك , فتنازل عن العرش لكي يلتحق بسرير معشوقته , يعني إذا كان ملك عمل هيك , فكيف إنسان متواضع بإمكانياته مثلي ما يعملش مثله , علماً إنه ما في عندي أشياء كثيره أخسرها ,
هذا يعني أن للحب رائحة وطعم أفضل من طعم السياسة , لتذهب الثقافة إلى الحجيم , ويلعن اليوم إللي عرفنا فيه اليساريين واليمينيين , إحنا بدنا إنفارق هذول كلهم ونتبع حبنا الأخير , هذا الحب الذي سيجعلني أترك أشياء كثيرة منها الجلوس خلف الكيبورد للكتابة .
أنا عاشق , يعني مثلي مثل أي شاعر عربي كبير , أو مثلي مثل أي مجنون عاشق , مثلي مثلاً مثل كُثير عزه , الذي قال :


رُهبان ُ مدين والذين عرفتهم


يبكون من خوف الإله قعودا

لو يسمعون كما سمعتُ حديثها

لخروا لعزة ركعاً وسجودا .

أنا عاشق , يعني أنا تعبان من كثر التفكير , مش إللي بحبوا بفكروا إكثير وبسهروا إكثير , بعدين بصيروا إيعانوا إكثير , بعدين بتعلموا الصبر والسلوان , أنا كل هذه العلامات موجوده عندي , حتى صرت أشعر أنني قريباً سأصبح إسوة بكثير من المجانين زملائي , أنا عما قريب سأصبح زميلاً لمجنون ليلى , ولجميل بثينة ولإمرأ القيس ,ولدون كيشوت , وسأحارب طواحين الهواء, ومثلي مثل طرفه بن العبد , ونزار قباني , وكل زملائي في أكاديمية الجنون يرحبون بقبولي عضواً جديداً ضائعاً , يخاف كثيراً من سيف عنترة العبسي , ويخاف كثيراً من الثارات القبلية , يعني مكن في أي لحظة تطالبني قبيلة فزارة أو قيس أو تميم بدفع تعويضات لشرف العائلة , ومن الممكن في أي لحظة أن يغتالني سيف عنترة العبسي دفاعاً عن شرف قبيلته التي تدنسها ذكرياتي المجنونة , يوم كنتُ أموت في لحظة الإنتظار ألف مرة .

أنا عاشق , يعني أنا الوقت بيمر معاي بشكل بطيء جداً , وساعتي تقريباً من يومين ما زالت في تمام التاسعة ومنذ أكثر من شهر وأنا أشعر أن يوم الجمعة ما زال هو يوم الجمعه , إنه يوم طويل وممل , وأنا أنتظر مجيء يوم السبت أو أن تأت الساعة الخامسة بتوقيت السعودية أو الخليج أو آسيا , المهم والأهم أني يومي طويل جداً.

أنا عاشق يعني أنا هيمان إكثير أنا عاشق يعني أنا مش سائل عن حدى طالما وجه حبيبتي ملاصق لزجاج نظارتي , فأنا أراها تقف أو تلتصقُ على الزجاج , وأراها في فنجان القهوة المُرة والحلوة والوسط والبدون(بدون) سكر , أنا أراها على الإشارات الضوئية خضراء وحمراء بكل الممنوعات , وبكل الأثواب بالقميص الأزرق والبنطلون الجنز , تجلسُ قبالتي وقد إلتفت الساق على الساق , وأنا روحي شاعر إنها بدها تطلع مني , وأنا بقول وبغني :

يا حبيبي ما صدقت لقيتك

عديت أيامي وحبيتك

ما تحاورنيش ما إتضيعنيش

ما تحرمنيش من فرحتي فيك

ما إتحاورنيش ما إتضيعنيش

وما تحرمنيش من فرحتي فيك

الله يخليك الله يخليك .

هذه الأغنيه لحنها بليغ حمدي لفنان ثري من أثرياء سوريا إسمه موفق بهجت , وغنتها ليلى نظمي , طبعاً أنا حبيتها بصوت ليلى نظمي , أكثر , ومن زمان وأنا بغنيها وبسأل نفسي ؟
طيب ليش أنا بحب هذه الأغنيه إكثير ؟ مع إنه ما في أنثى بحياتي , بس إكتشفت أخيراً إنها الأنثى الضائعه موجوده , بس أنا بنتظر لحظة ميلادها الحقيقي ,أو لحظة تحركها في داخلي, وأنا الآن لست في الشهر التاسع بل في السنة الخامسة لسنة حبها ,صدقوني إحنا الشعراء أو معشر الشعراء بنشعر في أشياء كثيره قبل حصولها , يعني عندنا حتى القدرة على التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها , وما حصل معي مؤخراً هو زلزال كبير جداً أكبر من (إتسونامي ) حالة مد كبيره وهيجان وهيمان مش معقوله .
أنا عاشق يعني : أنا مصاب بمرض الحمه, يعني أنني من قبيلة (عذره) على شان كل العلامات الظاهرة بي أو التي ظهرت بي مؤخراً تدل على أنني من قبيلة (عذرة) أقبل ذات يوم أعرابي على قوم فسألوه , من أين أنت يا فتى؟
قال :
أنا من قوم إذا عشقوا جنوا , فوالله لقد تركتُ ورائي ثلاثين رجلاً قد خامرتهم الحمة من شدة العشق .
فعرفوه القوم أنه من قبيلة (عذره) التي ينتسب إليها الشاعر مجنون ليلى , فمجنون ليلى ليس وحده المجنون في القبيلة , فكل أفراد قبيلته أو قبيلتنا مجانين مثله ومثلي , بعدين أصلاً ما في واحد يصاب بالعشق وبكون بكامل قواه العقلية , عشان هيك السياسيين بطردوا العشاق من جمهورياتهم , جمعوريات الزفت والنكد وسوء الطالع , إلعاشق إنسان مش عاقل , أو إنسان مصاب بعقدة نقص من الحنان , العاشق شخصية معقدة جداً جداً , ولو كان العاشق عاقل ما كان صابه الوهن والوهم والأمراتض النفسية من شدة عشقه لمحبوبته , ما في عاشق يا جماعه عقلاته إكبار.

قبيلة عذرة إذا عشق رجل منهم أي إمرأة , فوراً تصيبه علامات إنفلونزا الحب ,تصيبه أولاً الحمة, ثم من شدة مخامرتها له يصاب بالهبال أو الهيمان والحزن والوجد والكم حتى يموت , وقيل أن الأصمعي بقصته المشهورة مر على صخرة مكتوب عليها :

يا معشر العشاق بالله خبروا

إذا حل عشق بالفتى كيف يصنعُ؟

فكتب له الأصمعي :

يداوي هواه ثم يكتم سره

ويخضعُ في كل الأمور ويخشعُ

فكتب الفتى للأصمعي:

وكيف يداري والهوى قاتل الفتى؟

وفي كل يوم قلبه يتقطعُ

فكتب الأصمعي:
إذا لم يجد حلاً لكتمان سره

فليس له شيئاً سوى الموتُ أنفعُ.

فقال الفتى :

سمعنا , أطعنا , ثم متنا فبلغوا

سلامي إلى من كان بالوصل يمنعُ.
أنا عاشق يعني أنا الأصمعي , أو الفتى, أنا مش قادر أخبي , كل أهل حارتنا لاحظوا ذلك , بقف أمام باب الدار بدون ما أكلم حدى ولا حابب حدى يكلمني , بهرب من كلام الجيران معي , بقعد لوحدي , بستمع إكثير إكثير لمحمد عبده , وأغنياته القديمه , وكمان في أغنيه خليجيه قديمه إسمها :

طرقت باب الهوى

أبى أتعرف عليه ,

قبل لدخل وسلم

وقفت أقبل يديه

واقول أهلاً أهلاً أهلاً

كيف لحوال ياعم
فتحت سجل الأحباب

ولقيت إسمي في تاليه

قالت أبصم أبصم أبصم
وامضيت إبأحرف من دم دم دم.

الآن أنا عرفت قديش , كنت ضايع , والآن تأكذت من إنه الإنسان الكاتب أو المبدع بدون حب لا يمكن أبداً أن يبدع شيء بدون إمرأة جميله تُزين حياته , أو قصة حب عنيفه بعيشها , ولو بالكذب بينه وبين نفسه , الحب في حياتنا شيء عظيم , ومثل ما حكى الشاعر الفرنسي :
أنت في العشرين تستطيع أن تحب , وفي الأربعين , وفي الثمانين , هنالك دائماً مناسبة لإشتعال البرق .

أنا عاشق, يعني إني تخليت عن الكراهية , انا الآن صحيح إني ما بحب أحكي مع حدى , وعامل إضراب أو شبه إضراب عن الطعام والشراب , حتى أرى محبوتي في عمان , بس أنا فعلاً صرت أحب الناس إكثير , صرت أحب أول شيء أعدائي , وفي هذه الأيام لو وضعوني على مقصله أو ضربوني بالسيف, مستحيل أشعر بالألم , على شان الجرح إلجوى لسا أكبر بكثير من جروحي الخارجيه .









#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا الله لا اتنجح إولادي
- مقال باللهجه العاميه
- شاعر ما حدى شاعر معه
- رؤية الكندي , عبد المسيح للنحو العربي
- صباح الخير يا نائمة في عمان
- حبيبي ساكن بالسيده وانا ساكن بالحسين
- مؤتمر طبي فضيع
- يوم مُمل
- المجتمع الإسلامي مجتمع مثلي جنسي
- المرأة الأرمل والرجل الأرمل
- كمبرادورات بلدتنا
- صلبوني
- أثرياء بلدتنا
- سنه حلوه يا جميل
- اللغة ألعربية لغة فقيرة
- غداً 12-5-1971م عيد ميلادي
- الأدباء الذين لا يتبعهم الغاوون
- الميكانيكا الأمنية : تحديد مفاهيم
- أين ضاع الطفل الأردني (ورد)؟تحديات أمنية مستقبلية
- أنا متورط


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - إنفلونزا العشق