رشيد كرمه
الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 08:10
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
نظم الشيوعيات و الشيوعيين ومن خلال منظمة الحزب الشيوعــي العراقـــي فـــي مدينة يوتبوري ــ السويد ــ أمسية مهمة للدكتور ( كاظم حبيب ) علـــى قاعة جمعية المرأة العراقية , والبيت الثقافي العراقـي مساء السبت 23/5 / 2009 وُسمت بعنوان أهـــم ( الماركسية والأزمة الإقتصادية العالمية الراهنة ), بعد تأخير معتاد عــــــــن موعد الأمسية حلق بنا مقدم الأمسية ( أبو سيف )عاليا ً عبر مقدمة غير تقليدية تتماشى تماما مــــــع الضيف الذي عرفناه منذ نعومة أظفارنا مُعلماً عراقياً متواضعا ًولا يزال يحمل بين جنباته الأربع والسبعون عاما حب الناس والوطن .
(إختلفنا أم إتفقنا , ذلك لايفسد في الأمر من الود الذي بيننا , ومساحة الإختلاف وإن إتسعت فهي مكفولة للجانبين شرعا ًوقانونا ً وعُرفا ً ), هـــــكذا بدأت الأمسية والتي تعني أن هناك نمطا ًحديثا ًمن منهجية التفكير بين ماهو متاح وبين ما هو مستحيل بعد أن إتضح جليا ً تأجيل الكثير من الأحلام التي إتسمت أغلبها بالغلو والتسرع في قراءة الواقع ومتطلباته من جهة ,والإعتداء بالرأي على أنه هو المنطق الأفضل من جهة أخرى , بل وحملنا الفكرالماركسي الثري تشوهات لم تكن النظرية نفسسها قد تطرقت اليها !!! وهو ما نتج من تناحرات وإختلافات فكرية شرخت جل نضالنا وفرقتنا وبتنا حسب تعبير الدكتور ( كاظم حبيب ) نصدر الإتهامات ضد هذا وذاك تارة نوصم هـــــــــذه الجماعة بالمنحرفة وتارة بالمرتدة وتارة باليمين وهلم جرا والحقيقة ان لا أحد يمتلك ناصية الحق , كل منا يحمل وجهة نظ يخضعها للتفكير الممنهج من زاوية ما قد يراها تصلح وليس الأصح والفرق بين بين المنطقين . ومراقبتي الدقيقة للرفيق الدكتور ( كاظم حبيب ) منذ كان بين صفوف الحزب وحتى هذه اللحظة أن هناك تطورا ً في منهجية تفكيره ينزع بشكل جلي الى ترسيخ الديمقراطية والقفز بل ونسيان وشطب الشعارات القديمة التي أًستهلكت وأضحى الناس والوطن بحاجة الى أساليب جديدة تؤمن الأمن والغذاء كي يقدر ان يفكر ويشارك في عملية التغيير المستمرة رغم كل الإنكسارات الي تعصف بعالمنا والتي يعود منشئها الى الرأسمالية العالمية لأنها وببساطة شديدة تبني قيصريتها على الإستغلال بأشد حالاته ..والأزمة العاصفة ليس إستثناءً .
مما قالته المقدمة التعريفية للضيف المقيم فــي ألمانيا والقادم توا من العراق : (مــن مدينة الحسين التي عاش فيافيها ,وأبتلع الطعم الأول منها متخذا ً لنفسه موقعا ًقياديا ًبين صفوف المدافعين عن الحق والوطنية ومشاعة الفكر , وأنا أجول بين كتاباته لم أجد أبلغ كلمة فصل تمنحني طمأنينة مما وددت قوله , وبإختصار شديد أنه موجوع بالهم العراقي) ..وعراق اليوم تواق ليس الى حملة ( صدامية , جلالية ,إيمانية , غيبية , ) وإنما الى إشاعة وترسيخ مؤسسات المجتمع المدنـــي ولايمكن بناء دولة فــي ظل هوس السرقة والأبتزاز الأمريكي العالمي والتي أسست لهذا الفساد وفي ظلها يسرق رجال الدين تحرسهم الميليشات وأحزاب ( الإسلام السياسي ) التي تناصب العداء ليس لمن نهب وخرب الوطن ولكنها توجه أسلحتها ضد العلمانية التي تطالب بفصل الدين عن الدولة وإنهاء حالة الفساد الذي أرهق العراقـــية والعراقي سواء كـــان في كوردستان العراق أو كربلاء او البصرة .. مرة أخرى أعود للمقدمة التي أجد من الصواب الأشارة اليها بسبب أنها تكمل التحاور الديمقراطي القائم على إحترام فكر الأخر بل وتقوم على نقد علمي منهجي يواكب مايحصل فلم تعد الطبقة العاملة هم فقط أصحاب الملابس الزرق فالجميع أضحى يشارك في العمل , وهـــــذا نتاج واضح للعولمة العالمية التي تحمل جوانب إيجابية جمة بعكس العولمة الأمريكية التي أراد أباطرة الحرب والماكنة العسكرية سرقة أيجابيات العولمة العالمية والتسيد على الجميع رغم الخارطة الإقتصادية التي توضح أن العالم برمته يسير الآن وفقا للنظام الرأسمالي ولكن هذا لايعني أن المحاولات والأجتهادات قد ماتت فعملية التفكير في نمط جديد من الفكر والنظرية لازال في طوره الجنيني وربما بلغ حدا مقبولا ً , المهم في الأمر أننا لابد من أن نطرق ذهن الأنسان فالعالم كله في وضعية الإرتداد الفكري وهو ما تشجع عليه قوى الإستغلال سواء في روسيا أو العراق , الأثنان يزدهران الكنيسة والجامع ولكنه إزدهار مؤقت إذ ستدفع الحاجة ومتطلبات الحياة الإنسان للتفتيش عن واقع أفضل في مجال التعليم والصحة والبيئة والغذاء , وهو ما تعجز عنه دور العبادة من توفيره للناس التي جربت التخدير ,,,,,,,,
يقول الرفيق ( ابوسيف ) :في تعريفه بالضيف ( نلوذ بالصمت والصبر من مآسينا ونضحك طويلا ًحين يجتاحنا الإعصار من سخف مهازلنا ). والحقيقة أننا لابد من مصارحة شاملة وحقيقية لما يجري في وطننا الذي بات مرتعا للسراق و(النهيبية ) والمأزق الكبير الذي يعطل المشروع الديمقراطــي هو أن ليس هناك من لا يسرق ! وهذه فاجعتنا في البديل الذي إنتظرناه طويلاً ؟ كــــون أن مجتمعنا العراقي بكافة مكوناته الأثنية والقومية في حالة إرتداد دائم ــ ردة إجتماعية ـ إقتصادية ــ سياسية ثقافية بل أن العقد الإجتماعي الذي تعايش الناس في ظله عبر مئات السنين تعرض للتشوه والإلغاء في حالات كثيرة وأصبحت علاقات الناس ببعضهم علاقات إنتهازية والعراك على أكير قدر من الغنائم بين أحزاب الأسلام السياسي تأتي على حساب قوت الشعب والذي لابد من أن يتذوق طعم الديمقراطية والحرية الشخصية التي تؤرق ( جلال الدين الصغير ) ومن هم على شاكلته كي يركبوا مجددا حملة المقبور الدكتاتور ( صدام حسين ) ما سمي حينها ـــ الحملة الإيمانية ــ لكسب ود القاعدة والجماعات التكفيرية التي أضرت وتضر بالصالح العام , من هنا لابد من فعل واضح تقوم به مؤسسات الأمم المتحدة والبرلمان الأوربي والعالم المتحضر لكبح جماح القوى المضادة للتغيير الديمقراطي في العراق وحماية المكونات العراقية من ـــــ المسيحييين والشبك والصابئة المندائيين والأيزيديين وغيرهم ــ يقع عبئها على المجتمع الدولي الذي مهد أولا وأخيرا لأشاعة الخرافة والجهل والخدر في ربوع العراق الذي يعيش في ظل نظام إقتصادي ريعي معتمدا على خلل واضح في الدخل القومي الذي بتنا نصدره كله للخارج وذلك لشراء حاجات أخرى , وهذه مفارقة كبيرة في ظل أستقرار الأوضاع الأقتصادية , فما بالنا ونحن أزاء أقوى أزمة إقتصادية عالمية طرقت أبوابنا في أولى تجلياتها التي ظهرت والمتمثلة في عدم قدرة العراق بمؤسساته الثلاث مـــــــن توفير المال اللازم لتصليح المعدات العسكرية ,,,, من هنا لابد من تعزيز روح العمل بين العلمانيين العراقيين مـــن أجل تنظيم حملة ديمقراطية تتناغم مع ما يحصل في العالم المتحضر ...
السويد 24/5/2009 رشيد كَرمــــــة
#رشيد_كرمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟