أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسين القطبي - التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟














المزيد.....

التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 08:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لم تكن الوحدة اليمنية خيارا جماهيريا، وانما جاءت نتيجة للتفتت الذي شرذم المعسكر الاشتراكي بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. وتجربة كهذه، غير مبنية على اسس ديمقراطية، او على قواعد علمية مدروسة، سرعان ما يدب فيها الفشل.

ضمت اليمن الجنوبية الى جمهورية اليمن وفق اتفاق دخل حيز التنفيذ في 22 ايار-مايو 1990، بضغوط عالمية. كجزء من تغيير شامل لخارطة العالم ابان تدشين حقبة القطب الاحادي.

وتبين لاحقا ان قرار الالحاق هذا كان موجها للقضاء على النظام الاشتراكي في الشطر الجنوبي، و تعزيز قبضة النظام في صنعاء كونه يعد حلقة مكملة لمنظومة الانظمة العروبية المتحالفة مع الغرب.

في البدايات، كان من نتائج الفشل هو نشوب ثورة مسلحة طالبت باعادة الاستقلال للجنوبيين، من الشطر الشمالي، بعد اربعة اعوام فقط من عمر الاتحاد، قادها الحزب الاشتراكي المعروف بشعبية الملحوضة في الجنوب، الامر الذي دفع الغرب، ودول الجوار لدعم النظام في صنعاء، حتى دخول القوات الشمالية في مدينة عدن، العاصمة، دخول الفاتحين في السابع من يوليو عام 1994م لتلغي معاهدة الوحدة وتعلن ضمها النهائي للجنوب، وبالقوة العسكرية، هذه المره.

واليمن الجنوبي ذات مساحة تعادل تقريبا ضعف سوريا الا ان نفوسها لم تتجاوز الـ 4 ملايين نسمة، وهي بلد نفطي وفوق ذلك لها ذخائر من الغاز الطبيعي، كما توجد فيها معادن ثمينة كالذهب، بالاضافة للموقع الستراتيجي والسيطرة على اكبر منفذ بحري في العالم وهو مضيق باب المندب، ممر التجارة الوحيد بين اوربا واسيا الى استراليا، مما يؤهلها للعب دور عالمي كبير.

واذا استطاعت هذه الدولة خلال عمرها القصير (23 سنة)، اي منذ تحررها من الاستعمار البريطاني عام 1967م، الى الغائها في العام 1990م ان تحقق قفزات بنوية، حيث تضاءلت نسبة الامية من 90% الى 20 % (بينما هي اليوم 59.4% في عموم اليمن)، بالاضافة للانجازات التي حققتها على صعيد الصحة، النقل، الخ.. فان الدولة اليمنية اليوم لم تستطيع ان توفر للمواطن الجنوبي ما كان يتمتع به قبل عشرين عاما، بسبب الفساد والتمييز المناطقي والقبلي. وبسبب استئثار الديكتاتورية المتحالفة مع الاقطاع بقرارات وتشريعات البلد، وبسياساته الاقتصادية وبمشاريعه الخدمية.

واليمن الشمالية اليوم، ورغم خيرات اراضيها الوفيرة، الا ان شعبها يعاني من كارثة انسانية اذ يتجاوز معدل خط الفقر على 56% من السكان، واكثر منه نسبة الامية، والفقر والامية هما المسببان الرئيسيان للتطرف الديني، حتى اصبحت هذه الدولة مركزا رئيسيا لتصدير الارهاب والانتحاريين الى العالم، خصوصا الدول ذات القدرات الامنية الهشه كالعراق وافغانستان.

وعلى ضوء الواقع المعاش في محافظات الجنوب الستة، فان المواطن هناك لا يستطيع تحمل طائلة التمييز الذي تمارسه السلطات المركزية من الشمال، ولم يجد ثمة بديل للدولة المستقلة، حيث اثبتت له التجربة ان الوضع الذي كان قائما قبل 22 مايو 1990 كان هو الافضل.

لهذه الاسباب فان تجربة الوحدة اليمنية تعتبر فاشلة بمقاييس المواطن اليماني الجنوبي، لذا فان كل دعوة تصدر لاعادة رسم الخارطة، والاستقلال، تلقى ترحيبا في الشارع، وتثبت التجارب بان الوحدة القسرية مصيرها الى الفشل دائما، كما حدث للتجربة البعثية مع الكويت، ابان الغزو العراقي عام 1990م، او في لبنان بعد سيطرة سوريا، او محاولة المغرب لضم الصحراء الغربية بعد خروج الاستعمار الاسباني عام 1975م. بل ان التسلط الشمولي للانظمة صار يهدد الوحدة الوطنية لدول قائمة منذ عقود كالعراق والسودان وايران والسعودية.. الخ، كل هذا على عكس التجارب الاكثر ديمقراطية، التي نجحت في بلدان كالامارات، الهند، الاتحاد الاوربي ..

وقد لا تستطيع هذه الدولة اليوم الاحتفاظ باليمن الجنوبي ما لم تتدارس تجارب الشعوب الاخرى، التجارب الوحدوية الناجحة، وتتبنى نظاما افقيا، اكثر حرية، كالفيدرالية، او الكونفيدرالية، او على الاقل النظام اللامركزي، والا فان اليمن الجنوبي ستعود للخارطة، ربما قريبا، لان الشعوب، حتى وان كانت من قومية واحدة، او من دين واحد، لا تطيق العيش على الشعارات فقط.




#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذابح التاميل مرت بصمت
- شعب التاميل هل يستحق الحياة؟
- اية قرانية تدعو لقتل الاكراد
- امريكا، الشيطان والرحمن في جسد واحد
- عبد المحي البصام لم يتغير
- عراق يبحث عن مشاكل، مع العمال الكردستاني هذه المرة
- هل العراق دولة عنصرية؟
- هل فشل المالكي في اعادة تسويق البعث؟
- صلح المالكي، حيرة بين امرين
- لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية
- يوم المرأة: لا للتمتع الجنسي مع الرضيعة
- وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل
- هيا بنا نسرق
- فيلة تطير في سماء العراق
- الدم الفلسطيني ... والدم الكردي
- اعياد العراقيين تهاني ام مواساة؟؟؟
- طريق القدس يمر من اربيل
- ترشيح المالكي لجائزة نوبل مطلب امريكي
- المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر
- الامريكيون عنصريون ونحن لا


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسين القطبي - التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟