أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - النكاح الاسلامي والزواج المدني.














المزيد.....

النكاح الاسلامي والزواج المدني.


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 08:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حرصا وتمسكا بالدين الاسلامي ومراعاة للتقاليد والاعراف الدينية، اصر احد الاصدقاء ان يستدعي مأذونا لعقد قران ابنه بشكل شرعي اسلامي على احدى الفتيات. وامام جمع ليس بالقليل من الاصدقاء والمعارف والاقرباء، وبصوت عال، طلب المأذون، الذي قد حصل على توكيل من الفتاة كونها و لا ابوها يحسنان اللغة العربية، طلب من الشاب ان يردد بعده الصيغة الشرعية لاتمام النكاح وهي:
لقد وافقت على ان انكح موكلتك فلانه بنت فلان واتمتع بها على مهر قدره كذا مقدم وكذا مؤجل .
ردد الشاب ما قاله المأذون بانه موافق على نكاح والتمتع بالفتاة
اعاد المأذون نفس الكلمات بصيغة اخرى لها نفس المعنى الخليع. وقد بدرت مني ابتسامة لا ارادية وانا اترجم كلمة انكح العربية الى اللغة الانجليزية. وتسائلت في نفسي هل يستطيع اب ان يقول لرجل يريد الزواج من ابنته اني انكحتك ابنتي وسمحت لك التمتع بها دون ان يشعر بالقرف ؟
ثلاث مرات وبصوت خافت لكنه مسموعا ردد الشاب باحراج لاحظناه من خلال احمرار وجهه ومن حبيبات العرق التي انتشرت على جبهته ومن خلال اطراقة عينيه الى الاسفل. لم يتوقع الشاب العريس مثل هذا السؤال الخليع، الزواج بالنسبة له ليس نكاحا فحسب، النكاح يستطيع الحصول عليه عند بائعات الهوى او عن طريق العلاقات الاخرى، اكان بشكل غير شرعي او بشكل شرعي مثل زواج المتعة او زواج المسيار او فريند التي لا غاية لها سوى اشباع الغريزة الجنسية للرجل. كما شعر العريس، انه لمن المعيب ان يصرح رجل امام الناس بانه سوف ينكح زوجته ويتمتع بجسدها لكي تكتمل صيغة الزواج.
وعلى ما يبدو ان رجال الدين الاسلاميين لا ينظرون الى العلاقة الشرعية بين الرجل والمراة الا كونها علاقة نكاح فيقول محمد:
تناكحوا اني مباهي بكم الامم يوم القيامة
ويقول القرآن
فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ (سورة النساء)
لذلك في صيغة عقد النكاح تقول المراة متعتك نفسي، والنفس هنا الجسد، وتبدو العملية كلها وكانها تاجير للجسد يقرر الرجل متى ما شاء فسخ عقد الاجار مقابل دفع نقود التمتع بالجسد. وطول مدة تاجير جسد المراة من خلال عقد الزواج الاسلامي يكون الرجل قواما عليها يستطيع منعها من الخروج وضربها وهجرانها في المضجع لكي يربيها ويروضها كما جاء في القرآن:
الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض (وبما انفقوا من أموالهم) فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله والاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبير...
وكما يلاحظ فان القوامة ليست تفضيلا من الله فقط انما لان الرجل قد انفق من ماله ما يؤهله ويعطيه حق التسيد على المراة. ولاجل ذلك يقول حديث نبوي:
أيما امرأة دعاها زوجها فأبت. فبات عليها غضبانا حرم الله عليها رائحة الجنة.
الزواج ليس نكاح فقط، هو بناء وانشاء اسرة، هو عملية مبينة على الحب والتفاهم والاحترام ومراعاة الحقوق والحرص على الرفقة التي قد تكون ابدية الى نهاية العمر.
فاين هذا الزواج او بالاحرى النكاح من الزواج المدني الذي يؤمن التساوي بين الزوجين اللذان يهدفان الى تكوين اسرة وانشاء علاقة مبنية على الحب والتكافئ للمراة مثل ما للرجل من حقوق وواجبات. واذا كان الزواج في الاسلام هو الاشهار وياله من اشهار مخجل لان النكاح هي غايته ومرامه، فان هذا الركن، اي الاشهار مستوفى في الزواج المدني كليا ففيه يعلن الرجل البالغ والمراة البالغة امام قاضي، وبحضور شاهدين عن رغبتهما ببناء اسرة والموافقه على شروط عقد الزواج، الذي سيكونان مسؤولان امام القانون ان اخل طرف منهما بشروطه.
السؤال الذي لابد ان يطرح نفسه، باي وجه حق يتحكم رجال الدين بالمجتمع ويوجهونه حسب وجهتهم البليدة التي تتعامل مع الانسان وكانه حيوان داجن ليس له من حق سوى الطاعة وعدم الاعتراض.
باي وجه حق يحاول رجال الدين في العراق بواسطة احزابهم الفاسدة الغاء قانون الاحوال الشخصية واستبداله بما شاء لهم من قوانين طائفية مذهبية تربط الانسان ليس بالوطن بل بالطائفة وشيوخها الديينين.
الحرية الانسانية تقتضي ان يختار الانسان الافضل، فكما له الحرية باختيار شريكة حياته له الحرية ايضا باختيار نوعية الارتباط بها فان كان الغاية من اجل النكاح
فليتزوج اسلاميا وان كانت الغاية الحب والعشرة والاحترام والتكافئ فله ان يتزوج مدنيا، زواجا مسؤولا امام القانون وامام النفس لا قوامة فيه ولا ضرب ولا منع ولا سخرة ولا عبودية.





#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا النائب لا يملك بيتا!!
- اين هي اخلاق الاسلام الحنيف يا عمارالحكيم!!
- الاسلام حمال اوجه
- الفتوى الشلتوتية بين الشيعة والقرضاوية.
- برلمانيات الكوتا والعشائر والديمقراطية
- الا يجب حماية الاطفال من خطر الاسلاميين.؟
- خوجة علي ملة علي!!!
- المطلوب اعادة تسعيرة كبار المسؤولين
- مقارنة لموقفين العراق وغزة
- التقية السياسة والشعوب العربية والاسلامية.
- الازدواجية في عقلية السياسي والمثقف العراقي
- محاولة لتفسير الارهاب الاسلامي
- يا لها من امة يوحدها حذاء!!
- الحوار المتمدن مدينة المدن.
- الارهاب الاخلاقي الاسلامي
- القطط والفئران في ميزان الاسلام .
- اغتيال الثقافة في جسد الشهيد كامل شياع.
- عوانس الجنة
- الحجاب بين المظهر والجوهر
- من ربط القنبلة في عمامة محمد


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - النكاح الاسلامي والزواج المدني.