أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هشام اعبابو - حكايا الطاكسي الأبيض---- الزوجة المعذبة ---














المزيد.....

حكايا الطاكسي الأبيض---- الزوجة المعذبة ---


هشام اعبابو

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 05:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في كل مرة أستخدم فيها وسيلة النقل " الطاكسي لكبير أو الأبيض" للذهاب لمشاويري هنالك في معظم الأحيان هنالك حاكي أو حاكية ينفس عن ما بداخله عن طرق سرد حكاية أو هم شخصي له للسائق و للركاب إن كان ذلك يهمهم
شخصيا كل حكاية تروى داخل جدران الطاكسي الابيض تهمني و تثير غرائزي , حكايات من المعاش و من الواقع المغربيين حكايات أبطالها أنا و أنت و هي و هو و نحن , حكايات جعلتني أحصل على معلومات و تجارب دون أن أعيشها استفدت منها , ,حكايات جعلتني أخصص لها سلسلة مقالات الصحفية فكرت في كتابتها حتى أقتسم الإستفادة منها ليعم النفع بها على الجميع,حكاية حلقة اليوم ابتدأت بصعود سيدة تكاد تكون في عقدها الرابع,بمجرد أن ركبت سيارة الأجرة الكبيرة أو الطاكسي لبيض كما يحبد البيضاويون تسميته,طلب منها سائق الطاكسي إغلاق الباب جيدا لأنها لم تحكم إغلاقه,فسارعت إلى فتح الباب لإعادة إغلاقه,وهي تقوم بذلك أوقعت محفظتها الصغيرة النسائية أو ما يطلق عليه المغاربة "البزطام" وهي حقيبة صغيرة اعتادت النسوة خاصة في القدم حمله حيث يضعن فيه نقودهن المعدنية بالإضافة لبعض الأوراق المالية,أوقعت السيدة" بزطامها" مما اضطر سائق الطاكسي للتوقف,شعرت السيدة بالخجل لأنها تسببت في تاخير الركاب عن الوصول لاماكن عملهم و قالت لنا و للسائق اعذروني فوالله إني أشعر بنفسي "ضايخة" أي أنها تشعر بدوار في راسها كأنها ثملة, فأجابها السائق "ما كاين باس أللا الله يحسن لعوان" أي لا بأس و كان الله في عون العباد,جواب السائق كان بمثابة جملة سحرية قالت لفؤاد السيدة إفتح يا سمسم لتبدأ السيدة في البكاء و هي تقول "اهلا يوريك أسيدي أشدايز علي"أي آه لو تدري يا سيدي ما أعانيه هذه الأيام, فرد عليها السائق "ياك لباس أللا؟" أي ماذا حصل لك سيدتي؟
الكل في الخلف خلف السائق مشدوه الكل آذان صاغية يموتون رغبة في معرفة ما ستنطق به السيدة,زوجي يا سيدي لا يمر يوم دون أن يسيء معاملتي كل يوم يشنف أسماعي بما لا لذ و طاب من الكلام المنحط و من الشتائم كل يوم علي أن أصحو باكرا للعمل كخادمة عند سيدة ميسورة لأنه هو لا يعمل بسبب إقفال معمل كان يعمل فيه بسبب المنافسة الشرسة و الغير الشريفة الصينية, منذ أن تم تسريحه و أنا أقاسي الأمرين ضيق الحال من جهة بسبب فقدان زوجي لمصدر قوتنا الوحيد و جحيم الأضطرابات النفسية و المزاجية لزوجي فبمجرد عودتي للبيت و بعد يوم طويل من الشقاء و الخدمة أجده واقفا بباب المنزل سائلا إياي: كاينش شي فلوس؟ أي هل همالك من نقود؟ كل مرة أعطيه ما جادت به مشغلتي علي,فيخرج لشراء علبة سجائر السجائر و التي لم يكن يستحمل في السابق دخانها أصبحت الآن ملاده الوحيد,ليذهب بعذ ذلك للعب اتيارسي" أي الميسر و الياناصيب فأضل بلا نقود و لا أجد حتى ما أشتري به أدنى ضورات الحياة اليومية من خبز و حليب, في مرة من المرات و أنا عائدة للبيت وجدته ينتظرني حتى يأخد مني شقاء يومي,طلب مني إعطاءه النقود فرفضت بحجة أننا في حاجة لها للتبضع لأجده يخرج عايناه و يصرخ في وجهي "كفاش؟ واش انت تسطيتي و لا مالك ونا ما نكميش هي بغتيني ننتحر.." أي ماذا هل جننتي تريدينني أن أبقى بدون سجائر تريدينني أن أنتحر إذن؟
فوضع يده في جيبي يبحث عن النقود و أنا أصرخ" لا لا بعد مني هادو فلوسي فلوس الخبز و الحليب نهار كامل وانا امطيح صحتي عليهم.." أي لا لا إبتعد عني إنها نقودي نقود أريد اقتناء الخبز و الحليب بها نقود أفنيت صحتي للحصول عليها..
لم يبالي بقولي و لا بصراخي فزاد على ذلك بضربي و شتمي و أخد النقود و تركني مرمية على الأرض أبكي حظي و تعاستي..
السائق لم يهدء لسانه من قول لا حول و لا قوة إلا بالله أحد الركاب بجانبي نطق قائلا هذا حيوان هذا مجرم عليك تقديم دعوة ضده حتى يسجن ..أما أنا فسقطت الدموع من عيناي كسقوط الماء من الشلال..
فجأة تطلب السيدة و هي تجفف دموعها "بركة أسيدي غير هنا عفاك" أي أنزلنا هنا سيدي من فظلك,وأخدت تفتح "بزطامها" لتعطي السائق ثمن الرحلة,لنجد السائق يرفض أن يأخد ثمن نقلها و قال لها سيري أللا الله يكون معاك و الله يغلب على داك الراجل ...



#هشام_اعبابو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنانات عربيات مستنسخات
- طاكسياتنا الحمراء...
- ** أمثال القرن 21 المغربية **
- مطاعم الشركات تقتل..
- جمعيات محاربة الإيدز أم محاربة البشر
- الخبر في الصحافة الإلكترونية
- كذب المنجمون...
- كانوا معروفون أصبحوا منسيون..- الفنان الطاهر جيمي-
- النظام المصري ممياء محنطة...
- خادمات معتقلات في لبنان..
- حرب باردة في زمن الإحتباس الحراري
- لا إعلام بدون ديمقراطية
- دموع حياتي...
- كل انتخابات أمريكية و أنتم بألف خير...
- يوميات هشام اعبابو- في مركز للمكالمات -
- يوم الجمعة
- الديمقراطية الإنقلابية الموريتانية
- الديمقراطية الإنقلابية
- يوميات هشام اعبابو- جهنم يعيش داخلها والدي -
- يوميات هشام اعبابو-مع الفنانة المغربية الكبيرة نعيمة المشرقي ...


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هشام اعبابو - حكايا الطاكسي الأبيض---- الزوجة المعذبة ---