|
جذور الإلحاد(4) ردود على التعليقات
سامح سلامة
الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 07:33
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
***برغم أن هذه السلسلة من المقالات المترابطة لم أنهيها حتى الآن، وفقا لما هو مخطط لها ، إلا أن تعليقات القراء الهامة، تستوجب الرد عليهم احتراما لتفاعلهم معى، ولكن النظام فى موقعنا العزيز الحوار المتمدين يمنع التعقيب بعد تحويل المقال للأرشيف، فى حين لا يبقى المقال سوى يوم كامل فى العدد اليومى، وهو لا يتيح التفاعل إلا لمن هم موصولين بالشبكة طوال اليوم ، ومتفرغين لها ، وهو أمر غير متاح لى. وهكذا اضطرت لقطع ترتيب السلسة بهذا المقال المخصص للتعقيب على المعلقين ***السيد رجب الحكيم ، أعتذر إليك لو كنت غضبت من استخدام ألفاظ المعلق الأول والثانى، وأشكرك على حسن الظن بى، بأنى يمكن أن أضيف جديدا ، وربما يرجع عدم فهمك للمقال الأول أن الفقرة الأولى مصاغة بصعوبة، وهى تتحدث عن أحد براهين وجود اللة، وهو برهان الوجود، حيث يفترض الكثيريين ومنهم السيد المجدوب أن هناك ما هو مطلق وكامل ولا نهائي وثابت ، برغم أنه لا يوجد أحد قد رصد هذا المطلق والكامل واللانهائى والثابت فى أى كائنات طبيعية(فيزيقية)، و من هنا يبنون على هذا الافتراض سلاسل من البراهين العقلية على وجود كائنات مطلقة وكاملة ولا نهائية و ثابتة لا طبيعية(ميتافيزيقية) ، لأن كل ما هو غير موجود لا يمكن أن يكون مطلق وكامل ونهائى وثابت ، وبما أن هناك ما هو كامل ومطلق ونهائى و ثابت، كما يفترضون هم عقليا، فأنه لا بد أن هذا الكمال والإطلاق و اللانهائية و الثبات يتمثل فى كائن لا مادى أو ميتافيزيقى أى ما كان اسمه، اللة، براهما ، زيوس، وحش الإسباجيتى الطائر ، التنين الوردى، وهذا هو برهان وجوده الرئيسى لديهم، ر غم أنه لا يمكن أن تدركه الكائنات المادية الفيزيقية مثلنا إلا عن طريق إيمانها العقلى بوجوده لا عن طريق الحواس. وبرغم ذلك يطالبون من ينفى وجوده بالدليل على هذا النفى، كما لو كانوا هم قد أتوا بدليل الوجود، وفى الحقيقة أن البينة على من أدعى لا على من أنكر، ونحن لا ندعى حتى تكون علينا البينة. *** السيد المجدوب تعليقاتك مطولة للغاية تتلافى الرد على ماورد بالمقال من براهين، بحيث يبدو منطقيا و إن كان ملىء بالمغالطات، مما يوحى للقارىء غير المتمرس بإنك ترد بالفعل على المقال وتفنيده، فهدفك هو الدعوة لأفكارك، والتشويش على القراء، وتشكيكهم فى ما يقول الكاتب، وليس هدفك مناقشة أفكار المقال ونقدها،أنت تنتمى لمدرسة فلسفية تقف فى تعارض مع المدرسة الفلسفية التى اتبنى أفكارها، أنت تبدأ فى فهمك للواقع والحقيقة من المثل والأفكار المسبقة والافتراضات العقلية ، وتؤمن بأن البرهان العقلى أهم من حقائق الواقع، وأنا لا أفهم الحقيقة إلا من الواقع المادى الملموس، وكل ما لا يتفق و حقائق هذا الواقع أعتبره مجرد أفكار غير مثبتة ، الواقع أن المعطى الرئيسى للعقل والحواس، هو المادة باعتبارها كل ما هو مستقل عن وعينا ولا ندركه إلا بحواسنا ، و التى لا يوجد من بين كائنتها المختلفة ما هو مطلق ونهائى وكامل وثابت ، والتى لا تتوقف كائناتها عن الحركة و التطور والتغير و والترابط فيما بينها، و لا تكف عن التشكل والصيرورة والتفكك، فيما لانهاية له من كائنات مادية، هكذا هى منذ الأزل و ستظل هكذا إلى الأبد، تحكمها قوانينها و تحركها ما فيها من قوى، دون حاجة لمن يحركها أو يسبب وجودها أو يعقلنها من خارجها،قوانينها عقلها، وطاقتها قواها. *** السيد طلعت خيرى يطالبنى بذكر الآيات التى انتقدها،فأى آيات يقصد من القرآن أم من الأنجيل أم من التوراة أم من الأقدس، أنا فى هذه المقالات أنقد الفكر الدينى الذى يقوم على أساسه أى دين ، و لا أقصد نقد الإسلام أو المسيحية أو اليهودية أو غيرها من الأديان إلا ضمنيا وعلى نحو غير مباشر، و لن أتورط فى مثل هذه الطريقة إلا إذا نقدت كل الأديان مرة واحدة، وربما يكون هذا موضوع جزء آخر من تلك المقالات، لأنى اكتشفت أن نقد دين بعينه بعيدا عن نقد الأديان الأخرى،يستفيد منه أنصار الدين المنافس، ونحن لا نريد نخرج الناس من خرافة لندخلهم فى خرافة أخرى ، والأفضل أن ننقد الدين من جذوره لا من أنواعه. *** السيد غالي المرادني، برغم أنى نسيت فقط أن أذكر الأنبياء، إلا أنك اتهمتنى أنى خلطت بينهم وبين الكهنة وأمثالهم من رجال الدين، وفى الحقيقة أن الأنبياء المرسلين الذين تقصدهم لم يثبت وجودهم تاريخيا ، ولكنك تؤمن أنهم رجال نبلاء أختلفوا عن السائد من عقائد وعبادات قومهم، لأهداف سامية ، خالية من المطامع الشخصية، أو الدوافع الفردية، وهؤلاء وبعيدا عن الهالات الأسطورية التى تحيط بهم لا يختلفون عن الأنبياء المحدثين الذى يبدوا إنك تعتبرهم كذبة ودجالين ، و الذين ظهروا فى الخمسة قرون الماضية، ومثبت وجودهم تاريخيا بعكس مؤسسى اليهودية والمسيحية والإسلام، ومن أقصدهم هم مؤسسى ديانات المورمون وشهود يهوة والبهائيين والقيدانيين والسيخ والرائليين والعلمويين وغيرهم، وقد تم رصد تاريخهم وتاريخ جماعات المتدينين بأديانهم و توثيقه بدقة على عكس الديانات القديمة، وهم مجرد شخصيات كاريزمية طموحة لنوع من السلطة على البشر، ومن أجل تحقيق أطماعهم، أدعوا أنهم على تواصل مع الكائنات الغيبية حاملين رسائل منها، مخالفين بذلك العقائد والعبادات السائدة، و قد تعرض بعضهم كالباب والبهاء واتباعهم لأنواع من الاضطهاد الذى وصل لحد القتل فى العالم الإسلامى، كما أن تاريخ جوزيف سميث وأتباعه من المورمون لم يخلوا هو أيضا من الاضطهاد ، والتعرض للاضطهاد سواء أكان ضد النبى أو أتباعه، وتحمله و تحملهم له وثباتهم حتى الاستشهاد فى وجه جلادبهم كثمن لطموحهم فى الدنيا أو الآخرة التى يتوهمونها، ليس دليلا على صدق نبوتهم، و لا على عقل المغفلين من اتباعهم، المنصوب عليهم. *** السيد على تسأل من هو المعلم الأول وكأن البشر توصلوا للمعرفة مرة واحدة وعن طريق أحد المعلمين ، والحقيقة أن المعرفة البشرية قد تراكمت لدى البشر ببطء شديد، وتدريجيا وعبر ملايين السنين ، بالملاحظة والتجربة ونقل الخبرة بين البشر و أجيالهم المختلفة، واستخدموا فى ذلك اللغة التى بدأت إشارات ثم أصوات ثم مقاطع صوتية ثم كلمات وهكذا، وتعاظم قاموس تلك اللغة وتطورت قواعدها بتعاظم الخبرة والتجربة ، وبظهور الإنسان العاقل الحديث قبل نحو خمسة وعشرين ألف عام الذى ساد الأرض بعد انقراض أنواع أخرى من البشر كاالنيندرتال والكرومانيون وغيرهما. تعاظمت المعرفة البشرية، أما سؤالك الثانى فهو يعنى أنك غير ملم بدقائق نظرية التطور، فالتطور لا يتم لكل الكائنات كما لو لو قدرا مكتوبا عليها ، فهناك كائنات لم تتطور منذ ملايين السنين و مازالت تحيا على الأرض، لأنها مازالت متكيفة مع ظروف الطبيعة التى تعيشها، فالكائنات التى تنقرض هى غير القادرة على التكيف مع ظروف الطبيعة، والتى يمكن لها أن تنجوا من الانقراض هى القادرة على التكيف، فما هو الدافع الذى يدفع الإنسان العاقل الحديث للتطور بعد خمسة وعشرين ألف عام على ظهوره، مادام مازال متكيفا مع ظروف الطبيعة، ربما سوف يحدث هذا مستقبلا عندما تتغير الظروف الطبيعية بحيث يصعب عليه العيش فيها، و قد لا يستطيع التكيف معها فينقرض.. و لأنى لمست فيك رغبة حقيقة فى المعرفة، فإنى انصحك بمواقع علمية محترمة باللغة الانجليزية إن كنت تجيد الانجليزية، فالمادة العربية الجادة قليلة للغاية، والمواقع العلمية العربية المحترمة والجادة قليلة جدا، لكنك يمكن أن تبحث فى الشبكة عن كتاب صانع الساعات الأعمى لريتشارد دوكينز المترجم للعربية، كما يوجد هناك موقع الذاكرة باللغة العربية ويحتوى على مادة علمية جيدة. *** وفى النهاية أشكر السادة مختار وصلاح يوسف وغازى صابر على مساعدتكم لى بتعليقاتهم الذكية.
#سامح_سلامة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جذور الإلحاد(3) غموض و لا منطقية الغيبيات
-
جذور الإلحاد(2) تناقضات فكرة اللة
-
جذور الإلحاد (1)حجج وحجج مضادة
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|