|
قصة قصيرة : لبيكِ لبيكِ.. يا أمتي العربية !!
مهدي قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 812 - 2004 / 4 / 22 - 07:50
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
و ها هو اليوم الثالث على التوالي أرقد بالفراش ، مطعونا بذلك الزكام ، الصاروخي الشرس ، الذي اجتاح جسدي في غضون ثانية .. مع كل عطسة كنت أسب ، و ألعن الإمبريالية ، و الصهيونية ، لأنها – بالتأكيد – كانت سببا بإصابتي بهذه الفايروسات ، المدجًنة ، عند مختبرات وكالة المخابرات الأمريكية ، و الموساد ! .. في البداية كانوا يراقبونني بأقمارهم الصناعية ، التجسسية ، التي هي بحجم دبوس ، و كانوا بين حين ، و آخر يركزون ، و يسلطون عليً ، صقيع التيارات القادمة ، من القطب الشمالي المنجمد ، و يضحكون ،مع كل قحة ، و تجفيف السوائل ، التي كانت تجري من أنفي ، و التي ما كانت تعرف التوقف ! .. ولكن دسائسهم ما كانت لتنطلي عليً ! .. كنت قد أدركت بأنهم يراقبونني ، و خاصة ، عندما كنت أنام مع زوجتي ، حيث كانوا يقفون خلف الستائر الشفافة ، و يتلصصون علينا بصفاقة ، و سفالة ، لا تليقان إلا بالكفار، حتى بطلتُ الجماع مع زوجتي ، التي تركتني بحجة إهمالي لها ! كنت أقول مع نفسي : أصمد أيها الأخ أصمد ، أنهم يريدون أصابتك بالجنون ، حتى يختلوا بالأمة العربية ، ، و يدمرونها تدميرا ! .. و خاصة بعد ما اعتقلوا صدام حسين ، أعظم قائد عربي الذي أنجبته هذه الأمة العظيمة ،! .. و الآن لم يبق غيرك حتى تصبح أنت أمل هذه الأمة الأصيلة ، و تقودها إلى الخير و النور .. و .. لا ، لا ، هذا يكفي : الخير ، و النور !! .. طبعا أنا لا أنسى شيخنا الفاضل ، و مجاهد الله ، أسامة بن لادن ، فله ، الأولوية في قيادة الأمة ، ولكنه مخُتبيء ، الآن ، في كهوف أفغانية ، مظلمة ، كما لو كان خفاشا ! .. هههه ! .. جميلة هي حكاية الخفاش هذه.. فليكن الله في عونه من أجل نصرة الإسلام على قوم الكافرين !. خرجت إلى الشارع ، لكي أتمشى قليلا , فكنت بحاجة إلى هواء نقي ، و لكنني توجست بأنهم كانوا في أعقابي ، إلى درجة باغتتني سيدة تطلب مني ولعة ، اعتذرت لها مبتسما ، قائلا لها ، بأنني لست من المدخنين ، و أضفت لكي أثبت لها تحضري : أن التدخين مضر بالصحة ، أليس كذلك ياسيدتي ؟؟؟! .. مدركا في الوقت نفسه ، أنها قد صورتني بآلة الكاميرا المدسوسة في ساعتها ، و عن قرب ، لكي يدرسوا أوضاعي النفسية .. و ما كان مني إلا أن رفعت عقيرتي ، مقلدا الأغاني الوطنية لفايدة كامل ، و قلت بصوت عال أنا أواصل المسيرة ، يا عبد الناصر ! .. وما فعلت ذلك إلا ، لكي أثبت لهم بأن معنوياتي الوطنية ، و القومية ، و الكفاحية عالية ، و تمام , مية بالمية !!! .. تذكرت أنني زعلان على أختي لأنها تريد استعمال حبوب الحمل ، بحجة عندها ثمان أطفال ، و بحجة الفقر !! .. الفقر ؟؟ ألم تعلم هذه البلهاء أن الله يرزق من يشاء ، و إن ما تفعله حرام في حرام ،أم نسيت ذلك هذه البلهاء ؟؟ .. فعلا أنا زعلان عليها جدا ، جدا ! .. كل ذلك بسبب زوجها الزنديق ، الذي لا يصلي ، ولا يصوم ! .. عندما رجعت إلى البيت ، سمعت ، ذلك الصوت المزعج ، الفظيع ، لتساقط قطرات الماء من الحنفية : صوت يوحي لك بانسحاق شيء ما ، انسحاقا بطيئا ، مثل صوت انسحاق ضفدعة مكتنزة تحت بسطالك ، مثلا!!! .. فكرت بأنهم قد استغلوا غيابي من البيت ، ليخربوا حنفيتي ، لأنهم كانوا يعرفون كرهي ، و مقتي الشديدين لأصوات تساقط قطرات الماء من الحنفية ‘إلى أرضية المغسلة الملساء !! ..و لكنني اكتشفت إن مصيبتي ، كانت أكبر من ذلك ، بكثير! .. لقد الجمت لساني رؤية صراصير كبيرة ، بحجم قبضة يد ، تنتشر في سائر أنحاء البيت ! .. أنها- بالتأكيد - صراصير مستنسخة من جينات الجرذان المصابة بالوباء !..بهدف ترويع المجاهدين من أمثالي ! ..كانت أقداحي ، و صحوني ، و قدوري ، تكتظ ، بهذه الحشرات المُقيتة المقرفة ، بل حتى شعرت بأن قسما منهم يشق طريقه نحوي متسلقا سيقاني ! .. و كنت أحس بأنه من المستحيل أن أخطو خطوة ثابتة ، دون أن أسحق كمية كبيرة من هذه الصراصير البدينة ! .. أسحقُ ؟؟؟! .. ياآلهي سيُغمى عليً فورا ! .. صرخت : لا ! .. سوف لن أستسلم ، حتى ،ولو تطلب الأمر سحق مليون ، من الصراصير !! .. سوف لن أستسلم لعملاء الإمبريالية ، و الصهيونية !! .. أصمد يا أخي ، أصمد ، أن الله سيكون معك ، حتى ولو كنت مغزوا من قبل جحافل ، و جيوش من الصراصير !!.. إلا أن الصراصير ، كانت تزداد مع كل ثانية ، كما لو كانت موجات عالية من المياه المرتفعة ! .. و بقفزة واحدة ، وجدتُ نفسي أتشبث بحافة النافذة لشقتي الواقعة في الطابق العاشر .. و لكنها كانت موجودة هناك أيضا ، على أظلاف النافذة! .. يالها من ورطة !، قلت مع نفسي .. تطلعت إلى الشارع ، و رأيت جمهورا غفيرا ينظر إلى فوق باتجاهي ! .. صحت بحماس و لهفة : مرحى يا أمني مرحى !! .. كنت أعرف بأنكِ سوف لن تخُذيليني ! .. و من وسط الجمهور الغفير ، كانت زوجتي تلوح لي بمنديلها الوردي .. يبدو أنها أدركت الحقيقة ، حقيقة كوني ضحية من ضحايا الإمبريالية ، و الصهيونية ! .. و لكن في هذه الأثناء كانت الصراصير ، تزحف ، و تزحف متسلقة جسدي ! .. حتى إن واحدا منها أراد أن يدس نفسه في فمي ، فصحت : أما هذا ،فلا!!! ! .. و قفزت ، راميا بنفسي ، باتجاه جماهير غفيرة من أبناء أمتي العربية وهي تهتف بصوت حماسي عال : سوف نلتقي في الجنة ! .. سوف نلتقي في الجنة!!!، التي جاءت لتنقذني ماسكة في يدها بطانية كبيرة ، لأسقط عليها !! .. و لكن كم كانت دهشتي كبيرة ، عندما شعرت ، بأنني كلما أقترب من الأرض ، يستحيل الجمهور ، و زوجني ، إلى ضباب ، و دخان ، و لا شيء آخر !!!..
#مهدي_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السياط الغليطة للكتاب الإسلاميين
المزيد.....
-
-أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
-
لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو
...
-
كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع
...
-
-دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية
...
-
قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون
...
-
حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
-
بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
-
ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا
...
-
مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
-
أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|