أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح نيوف - رسالة بالبريد العاجل إلى الأستاذ محمد غانم














المزيد.....

رسالة بالبريد العاجل إلى الأستاذ محمد غانم


صلاح نيوف

الحوار المتمدن-العدد: 812 - 2004 / 4 / 22 - 07:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ عدة أيام تلقيت من الأستاذ الكاتب محمد غانم رسالة إلى عنواني الإلكتروني ، تشير إلى " إنجاز " فكري وثقافي حققه الأستاذ غانم، وهو افتتاح موقع على شبكة الانترنيت من شأنه تركيز الضوء على قضايا تتعلق " بالفكر " العلوي .
في البداية لا بد من القول إن العمل على نشر هذا النوع من الثقافات وفي هذا العصر في سورية إنما يشير إلى الحالة المتأخرة التي وصلنا إليها في هذا البلد ، كما أنه إخطار بانسداد الفكر ونهاية للعقل العلمي الذي طالما حلما بوجوده في ما يسمى من باب مواساة النفس " وطنا " . واختلافنا مع الأستاذ محمد غانم يعود للأسباب التالية :

أولا- ليس هناك في التاريخ ما يسمى بالفكر العلوي ، وإنما يشكل هذا الأخير جزاءا من تراث يمتد على آلاف السنين. والمعتقدات والشعائر والطقوس التي يؤمن بها مذهب في الإسلام يطلق عليه المذهب الجعفري ، هي عبارة عن مزيج من الأفكار الفلسفية والروحية المأخوذة عن الديانات القديمة مرورا بالفلسفة الهندية " البوذية بالتحديد " واليونانية وانتهاءا بالإسلام . مع تسليمنا بأن تلك الأفكار القديمة كانت أكثر نقاءا وروحانية من أفكار تلك الأديان التوحيدية ، فعلى الأقل لم تدعو لعبادة الله الواحد والنبي الواحد ، كما أنها كانت تؤمن بالتعددية وخالية من الأفكار الإرهابية. والآن يشكل العلويون جزاءا لا ينفصل من الناحية العقائدية عن الإسلام مع التفرد مع بعض المذاهب " الأقليات" بما يسمى العقائد الباطنية.
كما أن إقرارنا بوجود " الفكر العلوي " هو تزوير للتاريخ ، باعتبار أن كلمة " علوي " يعني الانتساب إلى علي بن أبي طالب ، وعلي لم ينتج فكرا " علويا " إلا بقدر ما كان كارل ماركس ماركسيا، بل إنسانيا كما أشار بعمق إلى هذه القضية الشاعر والكاتب اللبناني جورج جرداق في سلسلة من الكتب بعنوان " علي صوت العدالة الإنسانية " . بالتالي تسقط مقولة الفكر العلوي لصالح مقولة أخرى هي الانتاجات الثقافية والفكرية والدينية للمذهب الجعفري ، على اعتبار أن جعفر الصادق هو مؤسس الطريقة " الصوفية " و إليه تعود بداية تاريخ المذاهب في الإسلام ، والعلويون يشكلون فرعا من ذلك الإنتاج الديني أو الصوفي أو" الباطني" فيما بعد.
ثانيا- إن الطرح " الفكري " الذي يريد الأستاذ غانم تقديمه للناس في موقعه الجديد ربما يؤدي إلى تشكيل صورة معينة ليست في مكانها أمام المهتمين بالثقافة في سورية ، تشير إلى منافسة موقع محمد غانم للفكر العلوي لموقع الأخوان المسلمين للفكر السني . وبالتالي بدلا من العمل على خلق ثقافة وطنية و مدنية يشترك فيها أبناء سورية ويبنوها معا ، يكون التقدم التقني والمعلوماتي قد عاد بنا إلى عصر الخلفاء، و ما أدراك ما عصر الخلفاء . كما أننا نؤكد على أن التاريخ وخاصة تاريخنا العربي ، ليس مادة مهمة أو قيمة للدخول بالشراكة مع الاتحاد الأوربي ، أو للدخول إلى عصر الحداثة وعند البعض ما بعد الحداثة . إن سورية لا تفتقر إلى زيادة في عدد المشايخ و المواقع الدينية على الانترنيت ، باعتبار أن الجهل والتخلف يجتاحها من جهاتها الأربع ، كما أنها لا تفتقر إلى عدد الجوامع الإلكترونية بل المدارس والمستشفيات.

ثالثا- لقد عانت منطقة الساحل السوري لزمن طويل من فكرة " المذهب " و " المرجعية " . فالبنسبة للمذهب ، فقد حاول العديد من جنرالات الجيش مدعومين ببعض رجال الدين المنتفعين ، التسلط على طائفتهم وتوظيف عدد كبير منها في عملية الصراع على المكاسب الضيقة ، وهذا ما أدى إلى خلق حالة من الثقافة الغريبة والمقرفة عند الناس ، فهذا " عمه" الشيخ الفلاني ، وذاك " عمه " الشيخ الضابط في فرع المخابرات فلان .ولكن بالصبر على الفقر والذل استطاع أبناء الشريط الساحلي التخلص من الكثير من قذارات رجال الدين و أبنائهم الجنرالات ، لحد التفكير بإقامة مجتمع علماني يكون قد تخلص نهائيا من هذه الظواهر الغريبة . لكن للأسف إن موقع الأستاذ غانم أعادنا إلى حالة الإحباط واليأس والخوف من عودة هذه الطريقة في تقديم الفكر والتاريخ والثقافة. أما فيما يتعلق بالمرجعية ، فقد حاولت شخصيات علوية كثيرة تقديم نفسها كمرجعية " فقهية " و روحية ، وكان على رأسها الشيخ الدكتور العلامة الحاج جميل علي الأسد كما ورد اسمه على إحدى طبعات القرآن والذي كانت توزعه جمعية المرتضى التي أسسها المغفور له من قبل " السلطة " ، مع مسدس من عيار تسعة ملم ونسخة من دستور حزب البعث ، ليشكلان الثالوث المقدس ، ورابطة القتل والتعذيب والاغتصاب والتهريب في محافظة اللاذقية .
إذا أستاذ محمد غانم نتمنى العدول عن هذه الفكرة ، التي لن تطعم جائعا أو تعلم أميا ، وتحويلها إلى موقع للحوار الديمقراطي " المتمدن " ، وليس لموقع للحوار الطائفي وسوق لعرض البضائع العقائدية ، و أختم بالقول أن الكثير ممن سميتهم العلويين في تركيا والمتمركز أغلبهم في الأراضي المباعة مرتين ، مرة من قبل فرنسا و الأخرى من قبل النظام السوري ، لا يريدون العودة لمن باعهم ، فلا داعي لوضعهم في تلك الحسابات الضيقة .



#صلاح_نيوف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة في قراءة العلاقة بين العلويين والسياسة في سورية
- المعارضة السورية بين التخوين والتشكيك
- رد على مقال رجاء الناصر- معارضة للمعارضة وللوطن -معارضة سوري ...
- المشاركة السياسية بين الديمقراطية والمواطنة والحوار - بمناسب ...


المزيد.....




- بارقة أمل حول العالم.. هل ستنجو السلاحف البحرية من الانقراض؟ ...
- -رونين-.. جرذ عملاق يُحطم الرقم القياسي لموسوعة -غينيس- في إ ...
- -لا نعرف إلى أين نحيل الحالات المرضية الصعبة-، طبيبة من غزة ...
- انقلاب حافلة تقل فريق كرة قدم للأطفال في كازاخستان
- ضبط شخص دهس رجل أمن عمدا في الكويت
- وزير خارجية مصر يسلم رئيس تونس رسالة من السيسي ويستعرضان تحر ...
- إعلام عبري: عدد الإسرائيليين الموقعين على عرائض تدعو لوقف ال ...
- قنابل أوروبية في السودان: طريق المرتزقة من الإمارات إلى السو ...
- ترامب يهدد بالتخلي عن جهود السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا إ ...
- وثائق اغتيال روبرت كينيدي تشمل ملاحظات الفلسطيني سرحان سرحان ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح نيوف - رسالة بالبريد العاجل إلى الأستاذ محمد غانم