|
ام ياسمين
احمد الجاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 02:43
المحور:
الادب والفن
امرأة بمقبل العمر وحيدة لأربعة أشقاء من عائلة بسيطة تتطلع دائما لحياة أفضل توفى والدها بعد صراع طويل مع المرض دام قرابة خمسة عشر عاما تزوجت من أبو ياسمين بعد قصة حب دامت أربعة سنوات وبعد سقوط بغداد اعتقل زوجها وإخوانها الأربعة من قبل القوات الأميركية لمدة خمسة أشهر من التعذيب المستمر في سجن بوكا , وبعد خروج أبو ياسمين من المعتقل قرروا مغادرة العراق إلى لبنان وبدأت الحياة التي لاحياه فيها . أم ياسمين متى غادرتم العراق……. ؟ غادرنا في عام 2005 بعد خروج أبو ياسمين من المعتقل لماذا اخترتم لبنان…… ؟ سمعنا الكثير عنها من بعض الأصدقاء اللذين كانوا يتكلمون عن توفر فرص العمل فيها وعن أهلها المضيافون كيف دخلتم إلى لبنان ……؟ دخلنا عن طريق الحدود السورية اللبنانية بطريقة غير شرعية وكان الطريق طويل وغير امن إلى أين ذهبتم فور وصولكم ………؟ وهل كنتم تعرفون احد في لبنان…….. ؟ لم نكن نعرف إي احد سكنا عند امرأة كريمة اسمها أم احمد كانت تساعدنا حتى بالمأكل ولم تبخل علينا بشيء رغم بساطة المسكن والمؤمنات الغذائية لكنها أنقذتنا من التشرد كيف بدأ أبو ياسمين العمل في لبنان…….. ؟ هنا بدأت المأساة الحقيقية , بعد ستة أشهر من قدومنا إلى لبنان والبحث المستمر عن عمل وجد عمل في محل أدواة صحية كانت الفرحة لا تتسع بيتنا الصغير فهي أول فرصة عمل نحظى بها وكنى متأملين أن نسدد إلى ألامرأة الكريمة أجار المسكن الذي تراكم علينا لمدة ستة أشهر . وبعد شهر وخلال ثلاثين يوما ًمن الانتظار لكي نرى أول معاش في لبنان اعتذر صاحب المحل عن إعطائنا المعاش ودفع لنا عشرة آلاف ليرة فقط وبدأ التعذر خلال ثلاثة أشهر كل يوم بعذر لا يشبه الأخر وهو على علم بضروفنا المادية وحاجتنا الماسة للمال مستغلا ً عدم شرعيتنا في لبنان ومع هذا لابد لنا أن نستمر في هذه الحياة وكان هذا العمل صدمتنا الأولى في لبنان وفي احد الأيام التقينا شاب عراقي يعمل بأحد التعاونيات تعاطف معنا بعد سماعه تجربتنا الأولى مع العمل وكان وسيطنا عند مدير التعاونية الذي لم يقبل إعطائنا اجر كامل لعدم امتلاكنا أوراق شرعية للعمل استمر أبو ياسمين في العمل بالتعاونية رغم كل ضغوط العمل من تعب وتفرقة لحاجتنا الماسة للمال . ام ياسمين هل بحثت عن عمل........ ؟ نعم وهذه قصة أخرى...... عملت في محل برادي وبعد فترة من عملي قرر صاحب العمل إغلاق المحل والمغادرة خارج البلاد فتحايلت عليه بأن يسمح لي بمتابعة العمل وإدارة المحل اقتنع بالفكرة وبدأت اعمل أنا وأخي الصغير فنزلت إلى سوق القماش وتعاطف معي الكثير وأعطوني البضاعة بدفعات مؤجلة ولم يدم الأمر طويلا ً حتى بدأت حرب تموز وقام العدوان بقصف آماكن كثيرة وكان من الأماكن المتضررة المحل الذي اعمل فيه وجدت نفسي غارقة في الديون, البضاعة التي أخذتها ولم أسدد ثمنها والناس الذين أخذت منهم الدفعة الأولى للبدء في العمل وكانت هذه أزمة كبيره لي ولعائلتي قررنا أن نتحدى الضر وف أنا وأخي وزوجي واصلنا الليل مع النهار لكي نسدد ما علينا من ديون حتى في بعض الأحيان كنا نذهب ليلا إلى منازل الزبائن لنقوم بتركيب ألبرادي واضطر أخي صغير أن ينام في المحل ليلا لأننا لم نتمكن من تركيب واجهه وأبواب للمحل لعدم قدرتنا على تكاليفها استمر العمل وتجاوزنا المحنه الأولى واشترينا مكنات جدد وركبنا واجهه المحل وأبواب وبعد مرور سنه ونصف رجع صاحب المحل إلى لبنان وطالبنا بأجور المحل المتراكمة التي لا نملك أي منها فاضطررنا إلى تسليمه المحل مقابل الديون السابقة, ازدادت الضغوط في لبنان وخارجه في هذه الفترة العصيبة التي ممررنا بها خطفت جهة مجهولة أخي في بغداد وطالبوا عائلتي بفدية لاسترجاعه فاضطرت والدتي إلى بيع المنزل وتسليم المبلغ إلى العصابة للإفراج عن أخي ساءت حالتي النفسية بعد ما تكالبت علينا الأزمات من العراق إلى لبنان لجئت إلى منضمات الأمم المتحدة اطلبهم بالمساعدة ورغم كل المساعدات لكنها لم تمثل إلى القليل القليل حتى أنها لم تكفي إطعام ابنتي الصغيرة سمعت أن هناك خلاف قائم بينك وبين زوجك أدى إلى انفصالكما ..........؟ نعم هناك خلاف بيني وبين أبو ياسمين ونحن ألان منفصلين فبكل هذه الأزمات من حولي كان من الصعب أن أتقبل أخطاء زوجي . هل لي ان اعرف ما نوع المشكلة التي صادفتكم ..........؟ لا استطيع ان أتحدث بها ولكني سأقول كلمه واحده هي غلظة رجل لا تخفر بحق كرامة زوجته . هل تدخل أشخاص لحل الخلاف بينكم ...........؟ نعم تدخل الكثيرون لكني كنت مصره على الانفصال حتى مكتب الأمم المتحدة حاول ان يتدخل ويصلح ما بيننا ولكنهم جعلوني أمر بتجربة أخرى فاشلة . ما الذي حدث...........؟ أخذوني إلى بيت لأواء المعنفات ورغم جمال المكان لكن جميع تفاصيله شبيه بالسجن النوم والنهوض والأكل في أوقات محدده لا يسمحون لنا باستخدام الهواتف النقالة ولا الخروج خارج أسوار المنزل وبعد سبعة أيام من دخولي لم استطع الاستمرار خرجت من المكان حامله هم وألم كبير . هل هناك فرصه للرجوع إلى زوجك ...........؟ في الوقت الحاضر من صعب هذه شيء . وكيف استطعت الخروج من هذه الازمة............؟ لجئت للمؤسسات التي تدعم النشاطات التثقيفية التي تعمل على تنمية قدرات النساء في مجال الحاسوب واللغة الانكليزية ووجت فيها ملاذي لعلي أجد كياني من جديد.
هذه الطفلة ترفض ان ينادوها باسمها ياسمين ووجدت لها اسم جديد وهو غزل متشبه بتلك الطفلة التي عانت الحرمان واليتم في مقتبل عمرها وهي تنتظر في باب منزلها عودة والديها من جديد .
بقلم احمد الجاسم
#احمد_الجاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الغريب
-
غريب
-
العراق يحتاج من يحبه
-
ابواب-الحلقة الرابعة
-
ابواب-الحلقة الخامسة
-
ابواب-الحلقة الثانية
-
ابواب-الحلقة الثالثة
-
ابواب
المزيد.....
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
-
مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
-
الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا
...
-
-الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|