ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 02:43
المحور:
الادب والفن
بدلا من هذا الجرح الطويل ...
أما كان ممكنا
لغرزة عميقة
ضيقة ألشفه ,
تحسم الكلام كله :
اعني هذا الضجيج والجدل ؟!
الشجرة الجرداء
بآلاف العصافير المزقزقة
أكثر وجودا
أم الشجرة المثمرة
دونما عندليب واحد مغرد؟
أن تمسك العصا من الخصر ؟!
ستكون دنيئا وشهوانيا
كالحياة المستقيمة..
كالعصا !!!
ومتأهبا للرقص, وجلا منه في آن:
يا للمحنة !!
الجرح الطويل ستغويه انفراجات الطول
بمشافرها القرمزية ..
والطعنة الصماء الضيقة
مضت مع انقراض عصور المواجهات الشريفة ..
وما عاد لك إلا أن تكون خياط أيامك
إبرة في يمناك
تخيط ما تتركه
شفرات يمناك!!! ....
كانت هي النطاسية الساحرة
تقطب الجراح
قبلما تفغر فاها لأجل التأوه ...
لأنها التي تتأوه لأجلك
فادية بتأوهها
ضحكة الجرح ,
أيها الجبان الملول .....
في كتاب الألم
حين نتعلم القراءة
تكون الجراح
قد ترجمت بالتمام
إلى صور سالبة
هابطة عميقا
إلى معارض الظلام ....
ربحتك جريحا
فلم حملوني إلى ضماد
يغلق نظرتك المحدقة
من عمق الجرح؟؟
إنهم لا يفهموا
ميسم الوردة القديم
الذي تدرجت شوكا إليه
وزينت مدارج الشهوة
ببصمات إبهامي الحمراء.....
ربحتك جريحا
وأضاعوك مني لأجل الضماد الملوث :
ها أنا معلول بشدة , دونما
أي اثر لذلك الثغر الأليم ....
ها أنت... ترين
كم تغيرت صورة العاشق العتيق :
بين بضعة اسطر...
تناقضت الرغبة
بين المثقب النحيف
النافذ صوب جوزة القلب
وانسراح المدية المنزلقة بعيدا
إلى جرح طويل
لا ينتهي....
خشية
من انغلاق رطوبة الغرام الدائمة ...
بالنسبة لأحدهم,
يظن انه اكتفى
بطوال الجرح حتى تخوم الملل ,
لكن اللعبة تمنع عليه الخيار الآخر :
المثقب النحيف النافذ صوب جوزة القلب !!...
ميتته الدامية
لا تنقسم على خيارين ...
أية محنة أن تتمنى أخيرا
لو انك اخترت الغرزة الخاطفة
بعد أن اخترت لهوا
أو متعة
سبيل الجراح المديدة ..مكابرا بقدرة الصبا
وها قد
تهاوت ....
زاحفة كأفعى
خلف مسارات جراحها الطويلة!!!!
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟