|
حوار مع كلب
كريم الثوري
الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:29
المحور:
كتابات ساخرة
تجربة جنسية أجرى احد الباحثين تجربة على كلب تشبه لحد كبير تلك التي اجراها بافلوف . فقد احضر كلباً ذكراً ورباه معه في المنزل وكان يحضر له الإناث للتعارف ويتركه معها ثم يرقبه عن كثب.وإذا ما استجاب لغريزته الجنسية مع إحدى الكلبات سلط عليه الباحث تياراً كهربائيا مما يجعله يعوي ويهرب. وأعاد الباحث التجربة مرة بعد مرة حتى جاء وقت على الكلب المسكين صار فيه يهرب من كل انثى يلمحها بين الكلاب...*
***** لم يكن كلباً عادياً من بين الكلاب التي مررت بها فقد كان بعيدا عنهم منزويا خجولا وكأن مصيبة ما حالت دون تلاقيه مع مجتمع هو من جنسه وهواه ‘ مما استرعى انتباهي وشدني لمتابعة كل حركاته وسكناته فقد كان اكثر ميلاً للاختلاء بنفسه يبدو خاملا جبانا خوانا فاقداً لشهية الاكل والشرب وحينما ينام لا يميز بين ليلٍ ونهار ويخرج انيناً مكبوتاً يشبه النواح المبطن. حتى أن حركته كانت بطيئة وكذلك نظراته وهو يولي منكسرا مُطاطئا هامته كحمار يحمل اثقالا. لا ادري ما الذي شدني اليه وتوحمت به لدرجة صرت اطرد الذباب واصناف الحشرات التي تركت اقرانه والتجأت تنهش بعظامه حتى تركت اثاراً حمراء تكشف عن جربه المستفحل. اقتربت منه فنظر الي بزاوية فمه المتهدل وكأنه كان يقول ماذا تريد انت ايضا على الرحب والسعة فباغته بفضول من ضعفت وسيلته:
- انت كلب؟ - وابن كلب لسابع جَد - محشوم... - ان كانت هذه حقيقتي فما دواعي الحشمة منها - لكنك لا تشبه نظراءك من الكلاب ؟ - وهل كل الكلاب سواسية في رايك ؟ - الكلاب هي الكلاب مُذ عهدناها - انت َواهم سيدي هناك كلاب متوحشة واخرى أُنيسة وما بينهما مد وجزر - ما بالك مزعوج ومنكسر لشدة اليأس؟ - انه حال الدنيا فما عادت الكلاب هي الكلاب - ماذا تقصد؟ - هناك كلب ينافسني في كل شيء وكانه مقصود بتعكير صفو حياتي - كل الكلاب كذلك تتشاجر فيما بينها لاتفه الاسباب - انه يسكنني ويختلق شكلي ويُعاقر زوجتي - لم افهم قصدك؟ - بلامس البعيد شككت به واليوم تاكدت منه متلبسا بالجرم وهكذا طوال حياتي - ما اعرفه ان الكلاب تنساب لغرائزها ولا عقد اجتماعي يربطها كالبشر - من اين جئت بهذه المعلومة؟ - من عقلي الواعي فانتم تتنافسون في عواطفكم اندفاعا الياً بلا رقيب - انت واهم كثيرا فلدينا معاشر الكلاب من الغيرة مالا تتوقعون في عقولكم الزرقاء - ربما كنت مقصرا جنسيا تجاهها او كانت مقموعة في حضرة غيابك عنها؟ - لا اعتقد ذلك ولكني لاحظت عليها تغيرات منذ مدة من الزمن - ماذا تقصد بتغيرات؟ - منذ ان منحتها ثقتي واعطيتها قدرا اكبر من الحرية صارت تتخيل اشكال الكلاب وهي معي - انت مع القمع اذن؟ - انا مجرد كلب وغير مسموح لي بالتفكير ابعد من حدود خطواتي المحسوبة سلفاً - اذن دع الا مور على غاربها واختر كلبة اخرى يرف لها قلبها حين مقدمك - وهل تراني مغفلا ولم افعلها وكأني بانتظار اشارة منك ههههه - تضحك عليً او على نفسك ؟ - ........... - لايهم الجواب لاني لا اريد ان اجرحك - تكلم فليس بيننا اي صلة او رابطة فانت من فصيلة وانا من اخرى؟ - انها الغيرة ان ترى غيرك يحل محلك وهو في داخلك يعبث بمقدراتك - وهل وصلت الغيرة لمعاشر الكلاب؟ - الغيرة تعني انا لا انت افضل مني مجرد اوهام اختلقناها وصدقناها - لم اعد افهم عليك وكأننا بدانا نتبادل الادوار فانت الان ممسك بزمام الافصاح؟ - هل لي بسؤال جسور؟ - تفضل أفرغ ما بجعبتك..... - لو أن الامر حصل معكم معشر الانس ماذا تفعلون؟ - سنقيم الحد عليها لخيانتها فهي محصنة؟ - تُقيم الحد على ظلك؟ - .................... - وهل تقيم هي الحد عليكم لو عاشرتم غيرها وهي ضمن حصونكم - قوانيننا لا تسمح لها بذلك؟ - اي القوانين تقصد؟ - الشرعية والعرفية - وكيف تميزون بينهما ؟ - لنا رجالنا يدلوننا ودساتير مقرونة بالاسانيد ومحاكم نمتثل لاوامرها - انتم اكثر بؤسا منا اذن؟ - كيف ذلك بالله عليك؟ - مادام هنالك سلطات ومراتب ودرجات فعلى عقولكم السلام - انها الحياة مراتب ودرجات والا لكانت الفوضى - هل تعلم ممَ اعاني ولم الكابة لا تكاد تبرحني؟ - لا والله ولكني لاحظتك منطويا وبعيدا عن جميع الكلاب - لاني كلب فقير وشريف حدث لي ما حدث؟ - لم افهم شيئا؟ - انا كلب شرق اوسطي جاء من بادية العرب واحببت كلبة المانية فحدث لي ما حدث - وماذا حدث لك؟ - لم تفهمني قط ثم انها من سلالة عريقة صارت تعيرني بها في كل شاردة وواردة؟ - لم تتخلص من عقدتها اذن؟ - الادهى من ذلك اجتمعت الكلاب الاوربية لمحاربتي لكوني كلبا عربيا؟ - وماذا بعد؟ - احضروني يوما مكبلا امام رئيس الكلاب وصاروا يمارسون الدعارة معها بالتناوب حتى تعودت... - تعودت ماذا؟ - رجعت لاصلها وفصلها - وماذا بعد؟ - صاروا يحاربوني وكلما اعجبت بواحدة ومال َ قلبها جهة بوصلتي... - عجيب؟ - بل صاروا يتجاسرون علي ايضاً - يعني..... - هو كذلك - وكيف انتهى بك الامر - صرت كلما ارى كلبة اولي عنها هاربا - وهل تركوك بعد ذلك؟ - ليتهم فعلوها وانتهى الامر. - فعلا قصتك عجيبة غريبة؟ - المشتكى لله - وماذا تفعل بغريزتك ومازلت طريا كما اراك؟ - ماتت اعضائي وفقدت حواسي - يعني...... - كلما يباغتني الهيام اذهب بعيدا عن اعين الكلاب وافعلها مثل مايفعل البشر - وماذا نفعل؟ - الا تتذكر حينما كنت فتيا مراهقا قبل الزواج؟ - نعم تذكرت وكيف انسى ايام الخوالي - يعني انك الان معطوب الاول والاخر؟ - دعني وشاني ارجوك...... - الى اين انت ذاهب الان؟ - كما قلت لك سابقاً بعيدا عن اعين الكلاب؟ - ولكني لست بكلب ؟ - هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه - ياابن الكلب...... - تركني وحيدا ًوهو يلتفت خلفه ليتاكد عدم تبعيتي له فاعاقبهُ لانه ُتمادى كثيرا في شتمي وبدات منذ ذلك اليوم اربط بطريقة اللاشعور بين اشكال الكلاب واشكال البشر حتى صرت لا اميز ايهما كلب وايهما بشر مع فارق العمل الذي يقوم به الكلب على شكل البشر او البشر على هيئة الكلب وانتقلت هذه العدوى ابعد من ذلك الى بقية انواع الحيوانات فهذا بشرمتلبس بقرد وذلك ذئب بخلقة بشر وهذه خنفسانة بلباس انثى وتلك انثى بلباس حرباء وحينما ضاق بي المقام وعدت ادراجي من حيث اتيت حضر طاغور شاعر الهند واسدل الستار فطبب جراحي: هذا زمن الحق الضائع لا تعرف فيه مقتول من قاتله ومن قتله فرؤوس الناس على جثث الحيوانات ورؤوس الحيوانات على جثث الناس فتحسس راسك....؟! ارجوك تحسس راسك حينما تنهي من قراءة هذه الهلوسة؟!
• علي الوردي- الاْحلام بينَ العلم والعقيدة • كريم الثوري
#كريم_الثوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع ديناصور بشري
-
يردس حيا الماشايفها
-
حوار مع ديك استرالي
-
حوار مع قطة
-
مدينة الثورة بين الحرية والتزمت الديني
-
مدينة الثورة 3
-
وثائق رجل
-
عندما تكتب المومس شعرا
-
الشعراء
-
ذاكرة الرماد
-
صديقي الشاعر
-
الطريق الى مدينة المحرومين
-
مدينة الثورة
-
من ذاكرة الوجع
-
هل تفكر امريكا فعلا بالانقلاب العسكري
-
عبد العزيز الحكيم يُعاقب الشعب العراقي ليس حباً بعلاوي وإنما
...
-
الشرقية للتلقين والتكفين ..حتى مثواهم الاخير
-
ابليس والذين معه
-
سيدي الرئيس
-
حزب الدعوة يرتقي بالمالكي‘ التيار الصدري ينتكس بمقتدى .. وبع
...
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|