أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - في اليمن اما الكي او بتر العضو الفاسد















المزيد.....

في اليمن اما الكي او بتر العضو الفاسد


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


من الواضح جدا أن الأمور في اليمن في تصاعد مستمر وأن حالة غليان الشارع في الجنوب وصلت إلى مرحلة لا للعودة ، لأن مجرد التفكير بالتراجع عما بدؤوه يعني أنهم سيفقدون كل شيء في ظل نظام يمني من النوادر التزامه بتعهداته ، وأيضا من الواضح جدا أن كثير من الحلول التي يطرحها النظام الحالي هي حلول قد تجاوزها الزمن ، وهي الحلول ذاتها التي ظل يرفضها ويماطل بها ويطرحها بشكل مشوهه نجده الآن يتوسل الجميع بأن يقبلوها بعد أن صارت حلول لن تفيد ولن تغير وضع قد سئموه حتى الضجر ، فالكل يعلم أنه لا نية إطلاقا لمحاربة الفساد والقضاء عليه ولا رغبة حقيقية في إرساء مبادئ المواطنة المتساوية التي تقوم على الدستور والقانون والنظام لا على تلك المبادئ القائمة على طبقية القبيلة والعرف والسجون الخاصة والأنظمة التي لا يعمل بها أحد ، كما أن الجميع يعلم أن الثروات التي نهبت لن يتم استرجاعها أبدا في ظل وضع اقتصادي متفاقم منذ سنين طويلة لا يتأثر إطلاقا بارتفاع أسعار النفط أو انخفاضه ، وفي أي بلد تنعدم به المواطنة المتساوية ويتم ترسيخ ثقافة أن هذا أبن شيخ والآخر رعوي لا حقوق له مثل سيده ، هو بلد ولا شك مأفون ومعتل ويجب أما استخدام الكي كآخر مراحل العلاج أو بتر العضو الفاسد حتى تسلم باقي الأعضاء .

هو وطن ، وهذه الكلمة ثقيلة على كل المفاهيم البشرية ، والعبث بالوطن بهذا الشكل ومنذ ثلاثون عاما هي جريمة لا تغتفر ولا يمكن السكوت عنها وإلا فأن الشعب الذي يقطن هذا الوطن هو شعب مخدر ومسلوب الإرادة وضعيف وغارق في الجهل والتخلف ، والوطن سواء كان كبيرا أو صغيرا فهو لا تأثير منه أو عليه ما لم يوفر لساكنيه كل احتياجاتهم الحقيقية لا تلك الزائفة التي تبثها القنوات الفضائية اليمنية التي لا يشاهدها أحد ، فقوة الأوطان وضعفها لم ولن تقاس بمساحاتها أبدا وإلا فدولة مثل بريطانيا كان حريا بها أن تــكون دولة " قزمة " مثلما يصفها الخطاب السلطوي الحالي ، هذا الخطاب الذي بدا لنا وكأنه يتعاطى الهيروين السياسي الذي يمنحه نشوة وعظمة زائفة غير موجودة على أرض الواقع إطلاقا .

العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الوحدة اليمنية دلالة على التهديد الذي يمارسه النظام ضد شعب أعزل ودلالة على أن هذا النظام لا ينوي إطلاقا الاستغناء عن هذا الأسلوب ضد إرادة كل من يخالفه وأخيرا يدل هذا الاستعراض على العزلة التي يسكنها لوحده بينما الجميع أصطف ضده ، فمهما كان الإنسان وحدويا فهو يفضل عدم الدفاع عن نظام مثل نظام الرئيس علي عبد الله صالح ، لأنه لا وحدوي حقيقي يقف خلف مثل هذا نظام تسبب وبشكل رئيسي في الوضع الكائن الآن .
ماذا لو كان الرئيس في مستوى الحدث وتعامل مع تحقيق الوحدة ودمج شعبيهما وتسليمه كل موارد هذا الشعبين ومنحه صلاحيات مطلقة كالتي يتمتع بها الآن وأدار البلاد بمسئولية وبأخلاق مهنية وشريفة ، هل كان لصوت الانفصال أن يظهر من جديد ، فمن كان سيطالب بعودة مرحلة سابقة لو كان مطمئنا في حاضره ومؤمنا على مستقبله ، وماذا لو أنتبه الرئيس ومنذ بداية الحراك السلمي وحاول ( وهو المستطيع ) أن يستمع أليهم ويتفهم مطالبهم فهم وكما يدعي مواطنين في لجمهورية اليمنية وحاول أصلاح ما يمكن إصلاحه بدلا عن نكران وجودهم والاستخفاف بمطالبهم من منطلق أنه يمتلك القوة والسلطة ، لكان أيضا و بالتأكيد استطاع أن يسحب البساط من تحت كل " متربص " بهذه الوحدة .

لكن الرئيس سيظل هو الرئيس ، وبعد كل هذا العمر من المستحيل أن تتغير أساليب حكمه وطرق تعامله مع الشعب والوطن ، حتى وأن أدعى بأن المحافظات ستتمتع بصلاحيات واسعة ، فهذا يعني أن هذه الصلاحيات ستكون تحت إدارته شخصيا أو عبر أشخاص يتبعون له بطريقة الانتخابات التي يمارسها دائما ويفوز بها ، مما يعني أن العقلية ذاتها هي من ستدير دفة البلاد المتجهة نحو الهاوية لا محالة ، أن أي محاولة إصلاح تأتي منه هي في نظر الكثيرين والمتابعين للوضع في اليمن هي محاولة غير جادة ولن تستمر ، مثلها مثل الكثير من المشاريع الإصلاحية التي ماتت في مهدها ، كما أن الإصلاح في وطن مثخن بهذا الشكل هي حالة مسكنة تزول بعد فترة ويستفيق الجميع ويكتشفوا أنهم خدعوا مرة أخرى .

لا أحد يحمل ضغينة شخصية تجاه الرئيس ، والفشل ليست صفة سلبية ، فالجميع يحاول ويفشل ، لكن مع تكرار الفرص المتاحة وتكرار الفشل ، فهذا يعني أن الخلل ليس في وطن كما يدعي البعض قليل الموارد ، بل السبب في هذا الفشل هي في شخوص من يقودوا هذه البلاد واختطفوها خارج العصر وخارج الحياة ، والرئيس إذ يعلم جيدا أنه لا يستطيع أن يعطي أكثر مما هو كائن ويحاول قدر المستطاع سرقة الزمن لبقائه فترة أطول حتى على حساب أشياء كثيرة من ضمنها وحدة الوطن .

كان من الواضح جدا أن مشاريع الرئيس في تأهيل أبنه لتولي إدارة البلاد قد بدأت ، فها هو نجله يظهر على شاشات الأعلام ويقوم بالذهاب إلى الدول الأخرى كموفد رئيسي ومهم ويستقبل الوفود الرسمية رغم أنه لا شخصية سياسية لديه ، ومن يملك مثل هذه المشاريع الطويلة المدى والاستيطانية على كرسي الحكم هو وذريته ، فمن الطبيعي أن يستنهض كل مواد البلاد لأجل تحقيق هذه الأهداف والتي من ضمنها استخدام القوة العسكرية المفرطة في قمع إرادة شعب يرفض ما يدور ويطالب بحياته التي أعتقد أن هذه الوحدة ستلبيها له .

ظهور علي سالم البيض من جديد على المشهد السياسي كان متوقعا ، بعد أن نضج الشعب في الجنوب وتفهم بأنه تم الغدر به وأهانته ، وخروج البيض بعد صمت طويل يعني أنه صار واثقا أن التراجع عن المطالبة بالانفصال صار مستحيلا وأن الجميع يمضي في طريق فك الارتباط بين الشطرين ، ورجل مثل البيض الذي يمتلك ماضي أبيض وتاريخ نزيه مؤهل بأن يشعل فتيل الأزمة لصالح ما يريده .
وحتى نتذكر فأن هذا البيض هو من قام بالوحدة اليمنية ، وهو من تنازل عن العاصمة وعن الرئاسة لعلي عبدالله صالح ، وذهبوا جميعا إلى صنعاء بدون غطاء سوى النوايا الحسنة والمبادئ المستقيمة ، فتمت تصفيتهم في الشوارع والأزقة وتم تهميشهم وأخيرا تم إعلان الحرب على مطالبهم وتمت معاقبة شعب بأكمله طوال المدة الماضية .

لذا الأمر في غاية الحساسية ، وأعلم يقينا أن القوة التي أستعرضها الرئيس مؤخرا لن تفلح في قمع الشارع الجنوبي الذي على ما يبدوا انه مستعد لتقديم المزيد من الشهداء وتعرية النظام دوليا مما قد يؤدي إلى استحقاقات أخرى قد تكون أحداها مذكرة اعتقال في حق الرئيس بتهمة ارتكابه جرائم إنسانية بحق شعب أعزل ، ومثل هذه الأمور غير مستبعدة إطلاقا والشواهد لدينا وخاصة في منطقتنا كثيرة .

لا أملك الكثير لمعالجة هذا الوضع ، ولكن من منطلق إحساسي وفزعي على وحدتي اليمنية التي تمثل لي أعظم أحلامي ، فأنا أطلب من الرئيس وللمرة الألف تنحيه عن السلطة وتسليمها لجهات مستقلة تقوم بمرحلة انتقالية جديدة وإعادة دستور الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق وتنظيم انتخابات نزيهة يحيد عنها كل وسائل الفوز التي يستخدمها النظام الآن وتشكيل حكومة تعمل جاهدة للملمة كل هذه المشاكل المتأزمة ، وإلا فأن الوضع مؤهل لتمزيق البلاد أكثر من شطر ، والرئيس نفسه يعلم أن بقائه هو المشكل ،وأن رحيله هو حل ناجع ومؤكد لبقاء وحدة الوطن ، وليته يرعوي ولو لمرة واحدة ويقدم الوطن على مصالحة الشخصية .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تكون إنفصاليا حتى النخاع ووحدويا جدا في آن معا ؟
- ترانيم ليست في محلها
- نجل الرئيس ...مرتشي
- نعم لمفاخذة الرضيعة
- رغم المصالحة إلا أنها اسوء قمة عربية
- عزل دول الأعتدال العربي أمر في غاية الأهمية .
- كم تبلغ قيمة حذاء الصحفي منتظر الزيدي
- شكرا مصر
- مواقيت مشبوهة
- ما هي اليمن بالنسبة لإسرائيل ؟
- في بلاد الديمقراطية ، تضامنا مع اليمنيين الذين غيروا دينهم
- من الرائع ان تبقى عروبيا
- اشياء اود أو تعرفيها
- بعد ثلاثون عاما .....من صفات الديكتاتور ان يزداد يدكتاتورية
- على اللقاء المشترك أن يحدد موقفه من موجود ميليشيات دينية
- متى ستسقط العاصمة صنعاء
- مع الأمريكان وضد الأختلاط
- الأمر سهل : ليقدم الرئيس اليمني أستقالته فورا
- أين تكمن قداسة الوحدة اليمنية
- لابأس بعدم حضور السعودية ومصر إلى القمة العربية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - في اليمن اما الكي او بتر العضو الفاسد