|
الحكم عنوان الحقيقة
علي الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 2654 - 2009 / 5 / 22 - 10:04
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
برزت مؤخرا على الساحة المحلية احداث خطيرة تهدد المسيرة الديمقراطية والطموحات الكبيرة في ايجاد افق لحياة كريمة يحاول البعض وادها بخلط الاوراق السياسية بالاوراق الفئوية ، والمصالح الحزبية واستغلال الاحداث ووضع اقنعة (مفتعلة) للتأثير وخداع الشعب، ان الظرف الراهن يحمل في طياته الكثير من الحساسية وخاصة مع قرب (الانتخابات) المزمع اقامتها نهاية العام الجاري لمجلس النواب، وحساسية الوضع تأتي نتيجة الخذلان والخسارة الكبيرة التي تعرضت لها بعض الاحزاب السياسية في انتخابات مجلس المحافظات الاخيرة، نتيجة تخبط وعنجهية بعض هذه الاحزاب، وابتعادهم عن هموم الشعب وما يتطلع اليه المواطنون في العيش بمساواة وحرية وكرامة،و بسبب نظرتهم الضيقة التي جعلتهم ينظرون الى المسحوقين من ابناء الشعب من ابراجهم العالية والمشيدة من اموال تهريب النفط التي فاحت رائحتها منذ سنوات عديدة، واعتقادهم ان الانتخابات قد حسمت الى مصلحتهم الى ابد الدهر... وحين قامت صولة الفرسان (صولة القانون) في مدينة البصرة بقيادة السيد رئيس الوزراء ، هرب العديد منهم الى خارج البلاد وعلى مستوى قيادات متنفذة، وموظفين كبار ينتمون الى احزاب معروفة ومعهم ملايين الدولارات التي سرقت من اموال الشعب، وحينها سقطت الاقنعة التي تخفي هذه الوجوه وكشفت نواياهم السيئة اما مرأى الشعب مما سبب الابتعاد عنهم وعدم انتخابهم مرة اخرى... ايدلوجيات الفساد ومحاربته مهمة صعبة تحتاج الى جهد وطني شريف للكشف عن ضعاف النفوس والمفسدين ، والفساد موجود بدرجات متفاوتة في كل انحاء المعمورة وحتى في اكثر الدول تطورا، وامثلة ذلك كثيرة واخرها عالميا عمليات الفساد في المصارف الكبرى التي ادت الى انهيار الاسواق العالمية والبورصة والعقارات ...الخ تصاعدت المهاترات السياسية والدعاية الرخيصة التي يستغلها (البعض) في هذه الايام لقربها من الانتخابات ،وكان الاولى ان ننتظر رأي القضاء لانه الفيصل في كشف الحقائق والقضايا الشائكة ويحسم الجدل في اي موضوع مطروح للعدالة وكما يقولون(الحكم عنوان الحقيقة)مع احترامنا وثقتنا العالية بالقضاء ، و كنا نتمنى ان تتوضح الحقائق بصورة حضارية وشفافة واكثر مدنية بعيدا عن الاتهامات الفوضوية والاستعراضات الاستفزازية والفتن التي تثير الراي العام(الشارع العراقي) وتثير اللغط والقيل والقال بين الناس ،والتوجه الى محاسبة النفس اولا بدلا من التشهير المفتعل والدعاية المفضوحة لهذا الشخص او ذاك الحزب، وتتحول فيما بعد الى دعاية انتخابية مجانية ، يحاولون استغلالها بابشع الطرق المخزية التي لم تنطلي على احد من المثقفين والمتابعين للشأن العراقي... قرأت قبل ايام مقال رائع للزميل (سامي جواد كاظم) بعنوان(مسكين ياوزير التجارة) ذكر في المقال عن لسان( راضي الراضي)نصه. ((وانا استمع الى النزيه الهارب الى احضان امريكا راضي الراضي وهو يتحدث عن التحصيل الدراسي لبديله في النزاهة فيقول امام الكونغرس الامريكي" الشيخ صباح الساعدي لم يحصل على شهادة الدراسة الإعدادية وانه قام بتزوير شهادته ،وأن التحقيق الذي قامت به هيئة النزاهة لم يستدل على اسمه في محافظة البصرة ثم اتضح أنه حاصل على شهادة المتوسطة ثم انتقل للدراسة في المعاهد الدينية ،وانتقل بعد ذلك لإحدى الكليات الرياضية لكي يتم ترشيحه إلى مجلس النواب , وأن هناك من سهل وساعد الشيخ الساعدي للحصول على شهادة البكالوريوس من هذه الكلية الرياضية بصورة شكلية لكي يؤهله ذلك لدخول مجلس النواب العراقي بوصفه من حملة الشهادات الدراسية العليا )) فاذا كان ماذكره راضي الراضي حقيقة فهذه طامة كبرى فمن تلاعب باوراق رسمية ،او زور شهادة اكاديمية كيف له ان يكون مدافعا ومتصديا للفساد ،وهناك مثل يقول (فاقد الشيء لايعطيه )ويؤكد ان الفساد المالي والاداري كان مستشريا منذ سنوات عدة وخاصة في معقل حزب النائب الساعدي مدينة البصرة ،ومن ذلك الحين لم نسمع بصولة من صولات (النزاهة )التي ايدتها كافة الجماهير وخاصة بغداد التي ملئت بلافتات التأييد لنزاهة الساعدي والتي كتبت بيد المواطنين(حسب ماهمش تحتها) وربما اختاروا(اقصد المواطنين!!!) الخطاط نفسه ليخط هذه الافتات بالاتفاق مع (الجماهير المؤيدة للشيخ!!!)ويقال ان لجنة مكلفة للتنسيق بنشر هذه الافتات في عموم بغداد كما حصل مع القوائم والاحزاب في الانتخابات؟ وهنا نتسائل اليس من المفروض كشف الفساد الحقيقي لابار النفط والتهريب الذي طال ثروة مهمة من ثروات العراق ، وهي ملك لكل الشعب وليس ملك لجهة واحدة او حزب واحد، ناهيك عن التجاوزات التي كانت تقوم بها مافيات النفط من قتل وتهديد وسلب في المحافظة(البصرة) ،وفضح من هرب الى خارج العراق (اثناء الصولة)وهذا ما أكده اهالي مدينة البصرة التي تنتظر كشف النقاب عن هؤلاء (المافيات ومن يقف خلفهم) أن بعض الاحزاب والمسؤولين يمارسون النهب والاحتيال وحتى القتل، و كأنهم بمنأى من(القانون)والمحاسبة والمسائلة في غياب شامل لدورالجهات الرقابية والتنفيذية في متابعة هؤلاء وتقديمهم للعدالة ،فكم وزير سابق ونائب ومسؤول حزبي غادر العراق ببساطة ويسر وهو مطلوب بقضايا فساد او ارهاب دون ان يتابع او يطالب بالقبض عليه واعادته الى العراق لتقديمه للقضاء للفصل بادانته او برائته،اليس هذا من واجبات البرلمان والنزاهة في تعقبهم وتقديمهم للعدالة،اما ان الأوان لنحارب الفساد الذي لم يشهد تاريخ العراق مثله، فعلى كل طوائف الشعب والشرفاء أن يقولوا للمفسدين وبطانتهم وشركاتهم الوهمية كفاكم نهباً لاموال وخيرات البلاد، وليدرك ابناء الشعب الوجه الحقيقي الذي يختبيء خلفه المسؤول(مع الاعتذار للشرفاء) دون ان يخدع بالشعارات التي يطلقها والدعايات التي يحاول خداع البسطاء بها،والالتفات الى اعماله الحقيقية والخفية ،والوقوف بوجه من يحاول توزيع ثروات الشعب العراقي على أحزابهم ومعارفهم وفضحهم ، على البرلمان مسؤولية تاريخية في حماية البلاد من الفساد والنهب والوقوف بوجه كل من يحاول الاستئثار بالقرارات التي تدين الفساد والارهاب او اخفاء الادلة التي تدينه او حزبه،وعدم تسييس القضايا التي يناقشها البرلمان مثل المسائلة او الاستجواب للوزراء اوالمسؤولين (ونتمنى ان نشاهد احد النواب الفاسدين يسائل او يستجوب )وعدم السماح لمن يحاول استخدام منصبه كدعاية انتخابية رخيصة (له او لحزبه)كما يحدث في القضايا المهمة، وليكن القضاء العراقي هو من يصدر قرارات الادانة اوالبراءة بحق من يقدمون للمحاكمة مهما كانت مناصبهم في الحكومة او البرلمان ...
#علي_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كذبة اسمها دعوة الكفاءات المهاجرة
-
مرصد الحريات الصحفية .. والاحتفاء بحرية منتظرة
-
في ذكرى عزيز السيد جاسم
-
الاندماج...في مصلحة من؟
-
الهلال الشيعي...ليس بديلا عن خسوف القمر
-
امين بغداد مدى الحياة
-
لماذا الاصرار على الدفاع عن الارهاب
-
بناء الانسان قبل الاوطان
-
الكرد الفيلية...تأريخ من الألم
-
المواقع الالكترونية...وقرصنة المقالات
-
رحل محفوظ...فمن يعتني بالبقية؟
-
حواجز كونكريتية...ملصقات اعلانية
-
جلجامش بعدسة الكرعاوي
-
مواطن من الدرجة...؟
-
اوراق محترقة
-
مجلس النواب ونكران الذات؟
-
البراءة من المتأسلمين
-
الاتفاقية الامنية...والاختيار الصعب
-
مطار بغداد ودار العجائب
-
الانتخابات الامريكية...رؤية اخرى
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
|