أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالغني بريش اللايمى - هل ما حدث كان مؤتمراً للإعلاميين السودانيين أم مؤتمراً لأبواق نظام الخرطوم الإستبدادي ؟؟















المزيد.....

هل ما حدث كان مؤتمراً للإعلاميين السودانيين أم مؤتمراً لأبواق نظام الخرطوم الإستبدادي ؟؟


عبدالغني بريش اللايمى

الحوار المتمدن-العدد: 2654 - 2009 / 5 / 22 - 04:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بسم الله الرحمن الرحيم 000
هل ما حدث كان مؤتمراً للإعلاميين السودانيين أم مؤتمراً لأبواق نظام الخرطوم الإستبدادي ؟؟
عبدالغني بريش اللايمى 000 الولايات المتحدة الأمريكية 00
عقد في قاعة الصداقة يوم الأربعاء 13 أبريل 2009 بالخرطوم عاصمة نظام انتهاكات حقوق الإنسان والقتل بالهُوية ، مؤتمر سمي بالمؤتمر الإعلاميين السودانيين العاملين في الخارج ، بمشاركة 250 من السَوادنة من خارج السودان ، ونحو 150 من داخل البلاد ، دون أهداف وطنية واضحة 0
والتقى المجتمعين بالرئيس عمر البشير الهارب من العدالة ومدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق صلاح عبد الله ، وهما ذات الشخصان اللذان اغلقا معظم الصحف والجرائد السودانية ، واحكما سيطرتهما على كل وسائل الاعلام السودانية ، ووضعا كل من يكتب كلاما لا يصب في مصلحة الحكومة في السجون دون تُهم محددة 00 اجتمعوا بهما رغم معرفتهم المسبقة بالمواقف المخزية للنظام من الاعلام والاعلاميين عموما 00 فهل يجتمع صحفي مهني يتمتع بضمير وبأخلاق اعلامي بدكتاتور يفرض رقابة مشددة على الصحافة والاعلام ؟ 0

لا يمكننا بصدق وأمانة اعتبار الذين وفدوا إلى الخرطوم اعلاميين - إذا قلنا ان الصحافة هي السلطة الرابعة في الدولة ، ومهمتها هي القيام بوظيفة رقابية لعمل سلطات الدولة الثلاثة (التشريعية ، التنفيذية والقضائية)، وتقوم من خلال عملها هذا بالكشف عن التجاوزات وسوء استخدام السلطة والقانون أمام الرأي العام 00 فهي مهنة جد محفوفة بجملة من المخاطر ، لأن الصحفي قد يتعرض لكل أنواع المضايقات والتنكيل به ، سيما في البلدان ذات الحكومات القمعية والشمولية والديكتاتورية 00 الخ ،، غير ان الصحفي المهني الناجح الذي يبحث عن الحقيقة بشقيها الايجابي والسلبي ، يضحي بنفسه دون خوف أو تردد لتثبيت حرية الصحافة والرأي وحقوق الانسان 00 " فأين من يسمون أنفسهم بالاعلاميين السودانيين الذين التقوا ديكتاتور البلاد اثناء مؤتمرهم المشبوه من الصحافة بمعناها الدقيق ؟؟؟؟؟؟؟ 0
صحيح تعرضت الصحافة والصحفيين إلى صعوبات جمة في عهد حكومة الإنقاذ العسكرية ، وواجه بعض الإعلاميين والصحفيين السودانيين المخلصين الشرفاء متاعب عدة في عرض الحقائق امام الرأي العام السوداني ، خاصة في مجال التزوير والتلاعب والفاسد داخل دوائر وأجهزة حكومة البشير ، ومحاولتهم فضحها وتعريتها من خلال وسائل الاعلام 00 وتحيتنا لهم على مواقفهم الصحفية المهنية والوطنية الخالصة 0
إلآ ان معظم الذين توافدوا إلى عاصمة نظام الظلام والاستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان - وللأسف الشديد كانوا من الذين دعموا خط النظام اللاوطني ابتداءاً ، وممن أكلوا ومازالوا يأكلون من فتات النظام القمعي الذي يقتل مواطنيه بدم بارد ، وهذا المؤتمر أو الملتقى انعقد في الوقت الذي يضيق فيه النظام الحاكم الخناق على صحيفة أجراس الحرية وجريدة الميدان وغيرهما من الصحف التي تكشف فضائح وأكاذيب المسؤولين الحكوميين 00 فأي صحافة واعلام يدعيه هؤلاء المأجورون ؟؟ 0

مما لا شك فيه ، هو ان الذين توافدوا إلى الخرطوم تحت مظلة الاعلاميين السودانيين ، في مهمة رد الجميل للمسؤولين الحكوميين الفاسدين الذين أغدقوا عليهم بالعطاء والهدايا ، ويأملون منهم المزيد ، لذا شد رحالهم من كل أصقاع الدنيا فرادا وجماعات إلى الخرطوم وفي أذهانهم صورة العربات الفارهة وحزم الدولارات التي تدفها لهم حكومة حزب المؤتمر الوطني الفاسد 0 انهم كذلك أي ابواق للنظام الحاكم ، لأن من يتمتع بالمهنية الصحفية لا يلبي دعوة نظام لا يعترف بحقوق الإنسان وبحرية الصحافة 00 من يتمتع بالمهنية الصحفية وله أخلاق وضمير حي لا يسكت على فساد المسؤولين الحكوميين ولا يجتمع بهم ولا يقبل بمؤتمرهم التضليلي تلك !! ؟ 0

الذين التقوا مؤخرا في عاصمة الظلام السودانية الخرطوم ، حقا فقدوا المهنية الصحفية كسلطة رابعة ؛؛ هذا اذا كانوا صحفيين أصلا ؛؛ بمجرد تلبيتهم لنداء عمر البشير المطلوب جنائيا بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لتنظيم هذا المؤتمر المخادعي 00 ومن خلال اطلالتهم الباهية في الفضائية السودانية ، ومن خلال أحاديثهم الفضفاض تأكد للجميع انهم كانوا في تمارين انقاذية ، تهيأوا للعب دور ترويجي تطبيلي لهذه الحكومة التي لا تمانع ان تمد يدها إلى خزانة المال العام لتوزع أموال المساكين والضعفاء على كل من يشل لسانه بالصمت عن جرائمها وفسادها 0 هذا هو حال نظام الخرطوم الاستبادي القمعي منذ ان جاء إلى الحكم في يونيو 1989 واشترى بحفنة من دولاراته عددا كبيرا ممن يدعون مهنة الصحافة من أجل الترويج له إعلامياً والثناء عليه ومدحه بدون وجه حق 0

نحن طبعا لا نعترض على اجتماع الصحفيين في أي مكان من العالم إذا كان هدف المجتمعين هو ترقية العمل الصحفي وتطويره والمطالبة برفع الرقابة والقيود عليها ، انما اعتراضنا هو ان يلبي من يدعي مهنة الصحافة دعوة رئيس دولة له أراء ضد حرية الصحافة والصحفيين منذ مجيئه إلى الحكم لعقد مؤتمر اعلامي لتجميل صورته وصورة حكومته القاتمة ، هذا ما لا نجد له مبرر ، إلآ إذا كان هؤلاء فعلا أبواقا للنظام الاستبداي الحاكم ولا يهمهم سوى ملء جيبوهم بالمال ولو بالنفاق البائن !! 0
من يحترم مهنة الصحافة ، ويريد أن ينال شرف الأمانة الصحفية ، لا يجامل الظالم الوقح ، ولا يضع نفسه في موضع الشبهات ، ولا يقبل ان يكون في حضن نظام قمعي رجعي استبدادي قهري ، وإلآ لم يختلف مثل هكذا الصحفي كثيراً عن المسؤول الحكومي الفاسد أو الموظف الذي يمارس الغش والكذب من أجل الحصول على ترقية في وظيفته 0 ان الذين اجتمعوا في عاصمة القهر والظلم الواضح مارسوا اللغط والمزايدات والمكايدة ومضوا على طريق العبث والفوضى 00 قالوا انهم اعلاميين وصحفيين 00 لكن الحقيقة غير ذلك 00 انهم ضد مضامين تنتصر لآداب وأخلاق المهنة وقيم وأخلاق المجتمع 00 انهم سعوا بكل قواهم على تثبيت أركان هذا النظام الارهابي المنتهك لحقوق مواطنيه 00 انهم اجتمعوا هناك لمؤازرة وتقديم دعم معنوي لعمر البشير الذي تطارده الجنائية الدولية لانتهاكه لحقوق الانسان السوداني وذبح ونحر مئات الالاف من أهالي دارفور 0

الصحافة كما قلنا هي سلطة رابعة ، لها القدرة على اسقاط أعتى الديكتاتوريات والفاشيات في العالم ، والصحافة مسئولية كبيرة 00 انها تعني التصدي الحازم لكل من يستهدف استعداء الحرية الصحافية والخروج عن مسلماتها وأخلاقياتها المرعية 00 الصحافة رسالة يحملها الإعلاميون بمسئولية لضمان حماية الحرية الصحافية من ناحية وتجويد الأداء والرسالة الصحفية من ناحية ثانية 00 وبدونها لا معنى لوجود اعلاميين وصحفيين ؛؛ 00 فبناءاً ، الذين هرعوا للقاء عمر البشير الذي يضيق الخناق على الصحافة والصحفيين ليسوا بصحفيين أو اعلاميين Period 0
من مساوئ الصحافة السودانية بصفة عامة ، سيما في عهد عمر البشير ، هي الإكثار من قرع الطبول عاليا مرة ، ووقوع في فخ النظام مرة أخرى ، وكلما وقعت الحكومة في ورطة ما من ورطاتها الدولية والداخلية الكثيرة ، التف حولها الصحفيين بدعاوى وهمية قذرة 00 وما مؤتمر 13 أبريل 2009 إلآ انعكاس لهذه الدعاوى الوهمية الكاذبة ، ونتيجة لتراكم حالة النفاق الاعلامي وقع عامة الجمهور ضحية ، وأصبح مغيب تماما عن ما يدور داخل أجهزة الدولة من فساد مركب ومحسوبية 00 الخ 0
الذين اجتمعوا في حظائر النظام - كانوا يعلمون تماما لماذا ذهبوا إلى هناك 00 وكانوا يعلمون أيضا ماذا يجب عليهم قوله 00 وكانوا يعلمون أيضا انهم يظهرون خلاف ما يبطنون 00 كانوا هناك دون شك لصياغة موقف الحكومة وعناوينها الرئيسية من الجنائية الدولية التي تطارد عمر البشير لانتهاكه لحقوق الانسان في بلاده 00 انهم هناك لدعم نظام عنصري وقح يطارد الصحفيين الشرفاء داخل وخارج بلادهم !! 00 انهم كانوا هناك لترقية المشاريع الحكومية الوهمية وتقديم المبادرات التي لا تقدم ولا تؤخر !! 0
كيف نسمي هذا المؤتمر بملتقى الاعلاميين السودانيين ، فلم يسأل أي من المجتمعين الرئيس عمر البشير عن جرائمه ، وعن ما يجري في اقليم دارفور من انتهاكات لحقوق الانسان والقتل على الهوية ؟ 00 كيف نسمي هذا المؤتمر بملتقى الاعلاميين السودانيين وهؤلاء لم يعترضوا على مراقبة الحكومة لكل كلمة تكتب في الصحف والجرائد السودانية ؟ 00 كيف نسمي هؤلاء بالاعلاميين ، والنظام هو الذي نظم هذا المؤتمر ، وكان في مقدمة المرحبين بالمجتمعين - الفريق صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات وعلي عثمان محمد طه نائب البشير وكمال عبداللطيف وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء وآخرين من اقطاب النظام السافل ؟ 00 كيف نسمي هؤلاء بالاعلاميين السودانيين وعملية الاختيار تمت بمعايير سياسية بحتة وليست اعلامية ؟ 0
الرئيس الهارب من العدالة الجنرال عمر البشير ولتسعة عشر عاما ، مارس فسادا وإفسادا وتضليلا كبيرا في السودان ، وكان عدد كبير من الكتاب والإعلاميين أدواته في ممارسة الغش والخداع ، وقام معظمهم بهذا الدور السيئ لأطماع شخصية أنانية بحتة ، بينما قام البعض الآخر منهم بهذا الدورالتضليلي المضحك المبكي عن طريق " ربط وشل اللسان " كعلامة رضا عن أو على انتهاكات الحكومة لحقوق الانسان السوداني 00 غير ان هناك ايضا عددا مقدرا من الصحافيين والإعلاميين الشرفاء الذين انفضوا عن نظام البشير ، عندما كشفوا زيفه وغدره ، أو ملوا من خطابه الممجوج 00 بينما ظل عدد كبير أيضا ممن باعوا ضمائرهم يتعلقون في ذيل هذا النظام المشبوه طمعا في هداياه وعطاياه ، ومن هؤلاء بلا شك الذين اجتمعوا مؤخرا في عاصمة نظام الخرطوم 0
الذين اجتمعوا في الخرطوم مؤخرا تحت مظلة أو اسم الاعلاميين السودانيين ، وضعوا انفسهم رهن إشارة النظام ، لانهم لبوا نداءه وعادوا مسرعا لإنقاذ البشير من ورطته مع الجنائية الدولية 00 لكن كلماتهم الجوفاء في مؤتمرهم تلك ، وشعاراتهم المليئة بالزيف والخداع ، لا تنطلي أبداً على الشعوب السودانية مهما حاولوا تغليفها بما يضفي عليها بريقا أو لمعانا !! ، شعوبنا السودانية كافة رفضت مؤتمر الجوقة الإعلامية الذي سعى إلى تحسين صورة النظام البغيض ، ورفضت أيضا صرف النظام مليارات الدولارات من الخزانة العامة على المؤتمرين المتحذلقين الخونة المأجورين 00 ونقول للذين اجتمعوا مؤخرا في العاصمة الخرطوم ، انتم لستم بصحفيين أو باعلاميين ، بل أنتم مجرد جوقة وأبواق لنظام قهري منبوذ داخليا ومطارد خارجيا 0 ؟
[email protected]












#عبدالغني_بريش_اللايمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤساء ديكتاتوريون يستقبلون ديكتاتوراً متهماً بإرتكاب جرائم ض ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالغني بريش اللايمى - هل ما حدث كان مؤتمراً للإعلاميين السودانيين أم مؤتمراً لأبواق نظام الخرطوم الإستبدادي ؟؟