أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية مستمرة تحافظ عليها














المزيد.....

توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية مستمرة تحافظ عليها


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2653 - 2009 / 5 / 21 - 09:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


إنه تقديم لحل طويل الأمد لمشكلتنا الأساسية ، ظهور الديمقراطيات العربية ثم إختفائها بسكوت شعبي ، و الأسوء بترحيب شعبي كما حدث في مصر ، لأن كم من الديمقراطيات العربية قامت ؟ و لكن الأهم : كم منها إستطاع البقاء .
هناك ديمقراطيات سطعت ، و لكنها مرت علينا كما يمر الشهاب سريعا ، كالديمقراطية الموريتانية ، و بعضها يعمر أطول قليلاً ، و ربما تظهر في شكل دورات غير منتظمة ، كالديمقراطيات السودانية ، و بعضها تظهر كالشمس ، و لكنها أيضا تأفل ، كما في الديمقراطية المصرية ، التي غربت شمسها بعد ثلاثين عاما تقريبا من قيامها ، و البعض لا يزيد عن أن يكون مجرد غطاء لمقاسمات عائلية و طائفية ، كما في لبنان ، و أخشى أن ينزلق العراق لنفس النموذج اللبناني .
و هناك ديمقراطيات أخرى طال بقائها في مرحلة المخاض ، كالديمقراطية الكويتية ، التي تخطو للأمام ، و لكن بصعوبة بالغة .
لهذا سبق أن سألت في أحد المقالات : إلى متى تستمر الديمقراطية العراقية ؟ و إعتبرت هذا هو السؤال ، الذي يجب أن يكون في خاطر ليس كل عراقي فحسب ، بل وفي ذهن كل ناطق بالعربية .
لا يمكن تعليل فشلنا الديمقراطي العربي في عنق الأمية و الفقر ، لأن المثال الهندي ، و هنا أعني دول شبه القارة الهندية ، يدحض تلك المقولة .
الهند لم تفقد ديمقراطيتها ليوم واحد منذ إستقلالها ، و بنجلاديش و باكستان ، لا تفتر همة شعبيهما في سبيل إستعادة الديمقراطية كلما أفتقدت ، و سيريلانكا أفضل ديمقراطيا من معظم الدول العربية ، و النضال الديمقراطي النيبالي مثال لا يمكن أن يستر ، و ليتنا في مصر نحتذي به .
كل تلك شعوب أفقر من معظم الشعوب العربية ، و ربما أكثر منها أمية ، و لكنها جميعا أكثر منا في الوعي الديمقراطي .
هنا نصل لحجر الزاوية ، الوعي الديمقراطي .
هذا ما يغيب عنا ، و هذا ما يجب أن نرسخه ، لنستطيع بناء ديمقراطية يقدر لها البقاء ، و يناضل الشعب من أجلها حين تتعرض للخطر .
الوعي الديمقراطي الذي أعنيه ، هو وعي شعبي عام ، و ليس وعي نخبوي .
النخب المثقفة لا تصنع الديمقراطيات ، و لا تستطيع الحفاظ عليها .
كم من صوت مصري يصرخ في البرية مطالب بالديمقراطية ، و مندد بسحقها ؟
هل أثرت تلك الأصوات في الساحة المصرية على سبيل المثال ؟
المسألة إذا هي توعية شعبية ديمقراطية ، و تربية ديمقراطية ، توعي الأولى منهما الأجيال الحاضرة ، فتأتي بالديمقراطية ، و ترسخ الثانية الديمقراطية في وعي الأجيال القادمة ، فتحافظ على الديمقراطية .
ربما لا نستطيع القيام بالخطوة الثانية ، و أعني التربية الديمقراطية ، لأننا لازلنا في المعارضة و العمل غير الرسمي ، و ربما أستطيع القول : نصف السري ، و لكنه بالتأكيد سلمي ، و لا نملك القدرة على تنشئة الأجيال القادمة بالشكل الصحيح ، و لكننا - في حزب كل مصر - لا يجب أن نتهاون في القيام بالخطوة الأولى ، و أعني التوعية الشعبية الديمقراطية ، لأنها مفتاح بابان ، الأول : إستعادة الديمقراطية ، و الثاني : الحفاظ عليها في المدى القصير ، لأن التربية الديمقراطية للنشء ستظل هي مفتاح الحل الطويل الأمد .
فإلى أن نتمكن من الوصول إلى السلطة ، و الإمساك بزمام العملية التربوية على مستوى مصر الدولة و الشعب ، فلا مجال لدينا سوى بالتركيز على التوعية الأهلية للأجيال الناضجة ، فضلا عن العمل الشخصي لكل عضو منا ، بالحرص على أن تكون الأجيال القادمة في أسرته ذات وعي ديمقراطي .
إنه نضال ربما يكون طويل ، و لكنه نضال في الطريق الصحيح ، بعد الدروس التاريخية المتكررة للديمقراطيات العربية الفاشلة .
الوعي الشعبي الديمقراطي ، المستمر عبر الأجيال ، بالتربية الديمقراطية لكل الأجيال القادمة ، سيظل هو السلاح الأمضى للحفاظ على ديمقراطيتنا حين نصل إليها .
لنبدأ من الأن .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الفاطمية مصرية ، و مصرية فقط
- الساحة الخارجية لن نتركها للطغاة و المنغلقين
- إلى أوباما : رفع قانون الطوارئ هو المحك
- أسأت إختيار المنبر يا أوباما
- هل هذا تأكيد على أن مصر أصبحت مقبرة للمواد المشعة في عصر آل ...
- رداء التضامن خير ، فليتدثر به كل مصري أولاً
- ثوابتنا لم تتغير ، و لكن مواقفنا تتغير ، لأن العالم يتغير
- ثوابتنا لم تتغير ، مواقفنا قد تتغير ، و لإدارة أوباما الحق ف ...
- التعليم في عهد جيمي مبارك ، أكثر نخبوية
- إنه يوم كل الكادحين من اليمين إلى اليسار
- شجار آل مبارك مع منظمة حزب الله و جماعة الإخوان لا يعنينا
- ضرورة العودة لمبدأ وصاية الأمم المتحدة على بعض الدول ، و الص ...
- الخطأ في العراق و أفغانستان ، أن ذلك لم يتم بأيدي محلية
- الإصلاح الإجتماعي ، فصل شطبه البعض من أديانهم خوفاً من الرأي ...
- المواطن علم أن الطريق لن يستكمل ، فقرر عدم السير فيه
- العدالة ، و لو كانت دولية ، لا تتعارض مع الوطنية الحقة
- التقليديون لا يدخلون التاريخ يا ساركوزي
- إلى الولايات المتحدة : أفضل حافز لإيران رفع الغبن الديني في ...
- ليست هذه هي قاهرتنا المفقودة ، و ليس هذا هو التنوع الثقافي
- السادس من إبريل دخل التاريخ وتجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة أخر ...


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية مستمرة تحافظ عليها