|
ربيع الديمقراطية في الكويت يغرس اربعة ورود في البرلمان و يدشن( عصر ما بعد الحريم )
مؤيد بلاسم العبودي
الحوار المتمدن-العدد: 2652 - 2009 / 5 / 20 - 08:49
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اخيرا... امطرت سماؤنا السياسية الحبلى بالازمات ( والمفاجئات) في الخليج العربي .. غيثا ربيعيا ( معطرا) باريج انثوي اخاذ.. انقذنا – مؤقتا – من هيجان عواصف ( التازيم) الذكورية. اخيرا.. كسرت بنات حواء احتكار اولاد ادم التاريخي للحقوق الحصرية بممارسة العمل السياسي والتمثيل البرلماني في بلاد الخليج العربي.. اخيرا... وقّع الناخبون الكويتيون من خلال اوراق الاقتراع على شهادة وفاة ( عصر الحريم) و ولادة التطبيق الفعلي للمساواة الدستورية بين الرجل وشريكته المراة. ليعلنوا بذلك انطلاق العنقاء ( العشتارية ) من بين كثبان الرمال وخيم الشعر وخناجر البداوة لتنفض عنها منظومة القيم الصحراوية وتحلق في ربيع الديمقراطية الاخضر ... فها هي صناديق الاقتراع الكويتية تزف الينا بشرى صعود اربعة ( ورود) كويتية الى مجلس الامة الجديد .. لعل ( نعومتهن ) تضفي شيئا من التغيير الايجابي على المجلس الذكوري . وليسقط بذلك (الحجر )المجتمعي عل المشاركة السياسية للمراة سقوطا ( مكعب الاضلاع) .. وتتهاوى اصنام الفكر الاقصائي عل اسس جنسية .. بالضربة القاصية في ميدان الثورة البنفسجية.. ليس السبب في شلالات الفرح الملونة بـاضوية ( قوس قزح) التي غمرتني ساعة فرز الاصوات هو مجرد وصول اربعة سيدات كويتيات الى مجلس البرلمان عبر ( بركان) من اصوات الناخبين فحسب... فقد تزامن ذلك مع صعود السيدة ( داليا غريبوسكايتي.) في الانتخابات اللتوانية الرئاسية ... وهناك العديد من الاسماء النسوية التي ادارت و تدير عالم السياسة الدولية من حولنا تؤكد لنا اننا متاخرون جدا كمجتمعات في انصاف المراة سياسيا واتاحة الفرصة الناجزة لها للمشاركة الفاعلة في ادارة عجلة المجتمع والسياسة على وجه الخصوص . كما ان في منطقتنا الشرق اوسطية نماذج لا تعد ولا تحصى لذلك ابتداءا من السيدة ( نزيهة الدليمي ) اول امراة ( وزيرة ) في المنطقة العربية ومرورا بـالاسرائيلية ( غولدا مائير ) التي ابكت زعماء عرب اثناء حروبهم البيزنطية معها و كذلك السيدتين ( انديرا غاندي) و ( بي نظير بوتو) و(الشيخة حسينة )في الهند وباكستان و بنغلادش. كما ان التجارب العراقية واللبنانية والاردنية غنية في صعود سيدات الى منصة العمل السياسي باحتراف ومهنية .. لكن ( شلالات ) الفرح التي غمرتني جائت لعدة اسباب ايضا .. منها احساسي بامل التغيير الايجابي في نظرتنا العربية ( البدوية ) الى المراة عموما فضلا عن مشاركتها السياسية .. حيث ان الفوز النسوي غير المسبوق في الانتخابات الكويتية جاء ضمن ظروف صعبة جدا وتقاليد قاسية .. ونتائج مبهرة .. فالفائزات لم يصلن للبرلمان عبر نظام الكوتا الانتخابي الذي يشترط حصة محددة سلفا للتمثيل النسوي مهما كانت نتائج صناديق الاقتراع.. اولا. و قد حصلن على نسب عالية من مجموع الاصوات في دوائر انتخابية متعددة ثانيا . و لمرشحات مختلفات في الرؤى والتوجهات والخلفيات الثقافية و الدينية ثالثا ( حيث ان معصومة المبارك وسلوى الجاسر محافظتان ومحجبتان ، اسيل العوضي و رولا دشتي تقدميتان سافرتان ) .. والسبب الرابع ان هذا الفوز حصل في منطقة جغرافية كانت مغلقة بالكامل لثقافة الصحراء بكل ما تحمله هذه الكلمة من مدلولات .. بحيث تسمى عندنا المراة وملحقاتها بـ ( الحريم) .. و حيث تتحكم العقلية الرعوية بمجتمعاتنا ضمن مناطق الجزيرة العربية والخليج والعراق واليمن ، وتحكمها العادات والقيم القبلية والبدوية .. إذ لا زالت مجتمعاتنا ضمن هذه المناطق تدار على اساس الابوة الذكورية البطريركية ( الشيخ الاب ) الذي يقود القطيع ، و تعطي للذكر وحده مسؤولية التحكم بطبيعة العلاقة مع المختلف جنسيا ( وهي الانثى ). فطبيعة العلاقة بين الذكر والانثى في هذه المجتمعات تجعل الذكر هو المتحكم والمسيطر لكونه هو ( المولج ) في الفعل الجنسي. كما ان التراكم التاريخي في العقل الجمعي العربي يدفعنا للنظر بصورة نمطية للمراة تروج على انها ( عورة )، ويختزن لغاية اللحظة كل مخلفات( الوأد الجاهلي) وفعاليات ( غسل العار) و نظرية أن (المراة وعاء الرجل ) ومقولة ( البنت شر الولد.. نصرها بكاء .. ورزقها صدقة). كل هذا جعل نظرة العربي المشرقي للمراة تتمحور حول كون جسد الانثى هو الشرف المجسم على الارض لاهلها ( الاب اوالاخ او الزوج ، الاسرة ، العشيرة ، المجتمع ) ، ما ان يفتض هذا الشرف حتى تتحول الانثى من شرف مجسم وعورة محفوظة الى عار و شنار يستحق الموت و الاحتقار.
السبب الخامس في ابتهاجي بهذا العرس الانتخابي هو كونه مؤشر ايجابي على بداية النهاية لسيادة الفكر السلفي الماضوي الذي يريد اعادة انتاج الزمن وتسويق كل مخلفات الاجداد وتقاليدهم تحت مقولة السلف الصالح.. محاولة استنساخ تجارب الماضي بكل تفاصيلها الدقيقة و نشر الثقافة الطالبانية المحتقرة للمراة ..من دون مراعاة للتطور الحضاري والمتغير التاريخي والاجتماعي والثقافي .. بالاعتماد على روايات تقلل من شان المراة وفتاوى ( الملتحين) العوارن التي لا تحرم عليها العمل السياسي فحسب .. بل وتنقم عليها حتى حقوقها في التعلم و ممارسة أي دور اجتماعي او طبي او علمي او ثقافي .. وما فتاوى اقطاب المثلث الظلامي ( طالبان ، القاعدة ، ومشايخ السلفية ) التي تحرم على المراة حتى سياقة السيارة الا مثالا على ذلك .. بينما نسوا او تناسوا مشاركة رموز نسائية معروفة في صدر الاسلام مشاركة فاعلة وبصورة اكثر مما نفعله اليوم بالسياسة– فضلا عن عموم نشاطات المجتمع – مثل السيد فاطمة الزهراء سيد نساء العالمين والسيدة عائشة ام المؤمنين والسيدة زينب بنت علي بن ابي طالب في اكثر من مناسبة. بفوز سيدات المجتمع الكويتي الاربعة اعلن الناخب الكويتي بيان رقم (1) في عصرما بعد الحريم و اسقط بجدارة كل القلاع الماضوية التي تتحصن بمقولة ان ( المراة ضلع اعوج) او ( المراة عورة ) او ( ما وفق قوم تولت امورهم امراة ).. تمنياتنا بالتوفيق للنائبات الاربعة في الدورة الانتخابية الحالية لمجلس الامة الكويتي .. ويارب يوم نرى كل نساء الخليج العربي في مجالس برلمان يقفن جنبا الى جنب مع اخوتهن الرجال ... لخدمة الاوطان والشعوب . , ويا رب ياتي يوم الانتخابات لنساء الجزيرة العربية المظلومات في ارض الحرمين .. امين .
#مؤيد_بلاسم_العبودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسافة بين المقاومة والمقاولة
-
افغنة العراق وتفجيرات دهب
-
بين تفجيرات مصر و افغنة العراق
-
مرحبا بكم في مملكة طالبان العراقية
-
تفجديرات عمان صراع بين ارادة الموت وارادة الحياة
المزيد.....
-
مين اللي سرق الجزمة.. استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة ون
...
-
“بسهولة وعبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل”… خطوات وشروط التس
...
-
الشرع يرفض الجدل بشأن طلبه من امرأة تغطية شعرها قبل التقاط ص
...
-
-عزل النساء- في دمشق.. مشهد يشعل الغضب ويثير الجدل
-
سجلي الـــآن .. رابط رسمي للتقديم في منحة المرأة الماكثة في
...
-
طريقة التسجيل في منحة المرأة العاملة في السعودية .. عبر المو
...
-
سوريا.. إدارة الشؤون السياسية تخصص مكتبا لشؤون المرأة يعنى ب
...
-
تعيين أول امرأة في الإدارة السورية الجديدة
-
لا اعتراف بأمومتكن.. أهلًا بكنّ في “برمانا هاي سكول”
-
سوريا.. تعليق أحمد الشرع على قلق العلمانيات من فرض ارتداء ال
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|