رياض الحبيّب
الحوار المتمدن-العدد: 2652 - 2009 / 5 / 20 - 07:34
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من الأسئلة التراثية في الجنة
..............
طالما تساءلت خلال الحرب العراقية-الإيرانية 1980-1988 مَنِ المقصود في سورة آل عمران: 169
(ولا تحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيل اللّه أمْوَاتاً بَلْ أحْياء عندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقون)
؟
كان ما تقدّم أيضاً افتتاحيّة من افتتاحيّات الناطق العسكري باٌسم القيادة العامة للقوات المسَلّحة العراقية وهو يُذيع عدد شهداء إحدى المعارك مع العدوّ الفارسي العنصري المتغطرس- وفق البيان- خلال حرب المذكورة (وما بعدها) والتي ما كان أحدٌ يصدّق بالخروج حيّاً منها- فشكراً لله على النجاة.
أمّا الجانب الإيراني فقد كان يدفع بدروع بشريّة مع مفاتيح الجنّة في أيادي مقاتليه من حرّاس الثورة الإسلاميّة صًوْب فُوّهات البنادق،
لمقاتلة النظام الصّدّامي الصّليبي الصّهيوني- بحسب تسمية البيانات الإيرانيّة الناطقة بالعربيّة!
وبغضّ النظر عن أفعال الرجال المقاتلين في الحياة الدنيا؛ الحسنة منها والسيّئة ومن الجانبين العراقي والإيراني،
كان السؤال الدائر في ذهني: مَنْ مِنَ الجانبين المتحاربَين يدخل الجنة وما الشرط الواجب توفره؟!
ينطبق السؤال ذاته على صدر الإسلام عبر أمثلة عدّة ومنها:
1 كان ما يأتي مكتوباً على شاهدة قبر الصحابي حجر بن عديّ- في قرية عدرة شرقيّ دمشق:
(هذا قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي، الذي قتل الصحابيّ الجليل معاوية بن أبي سفيان، لأنه رفض أن يشتم الصحابيّ الجليل عليّ بن أبي طالب)
2 ما فعَل يزيد بن معاوية ببني هاشم في معركة الطفّ الشهيرة والتي أدّت الى مقتل الحُسين بن عليّ وقد قيل حينها:
لعبتُ هاشمُ بالمُلك فلا... مَلكٌ جاءَ ولا وحْيٌ نزلْ
3 قتل الصحابة بعضهم بعضاً في واقعة الجمَل التي كان أحد طرفيها السيّدة عائشة (أم المؤمنين)
وإيّاها طلحة بن عُبَيد الله والزّبَير بن العوّام من الذين تمّ قتلهم خلال الواقعة وهما من العَشْرة المبشَّرين بالجنّة!
أمّا الطرف الآخر فكان عليّ بن أبي طالب الذي ربح جيشه في النهاية.
لكنّي ظننت أنّ محمّداً لو تنبّأ بالواقعة لمَا قال: (ما اقتتلتْ فئتان من أمّتي إلاّ وكانت كلتاهما في النار) - بحسب صحيح البخاري
ولَقامَ بنسْخ هذا الحديث في الأقلّ.
وفي كتب التراث الإسلامي أمثلة كثيرة ابتداءاً بصدر الإسلام!
#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟