|
بصحتك يا ....(برلمان )!!
ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2652 - 2009 / 5 / 20 - 08:28
المحور:
كتابات ساخرة
انشغل (أفاضل ) البرلمانيون العراقيون في جلسة الاثنين 18-3-2009 في مناقشة اخطر قضية يمر بها شعب ارض (السواد )...-سود الله وجه كل منافقيه الأفاضل!!- وهي كارثة احتساء (الخندريس )!!
انشغل (سادتنا ) البرلمانيون البررة الأطهار أصحاب الأيادي النظيفة وآكلي زادهم المتقشف من كفاف ما يجنيه احدهم بكد يمينه وعرق جبينه.... بمناقشة السبب الأوحد الوحيد لكل مصائب هذا البلد منذ كلكامش (والعاهرة سيدوري )فتاة الحانة ..حتى زمن أنفلونزا البعران ..!! .ألا وهو-كما اسلفنا-: سن قانون لتحريم الخمر ...من صانعه لبائعه لحامله لجالسه ) !!! ستقولون نسيت عبارة (شاربه ) وسارد بأنها سقطت طباعيا !!....هل ثمة من يعترض ؟!! السادة الأفاضل البرلمانيون البررة الأطهار وبعد أن استدعى بعضهم (وزير الجوع العراقي ) ليستفسر منه عن (بضعة ملايين مهدورة) لا تساوي شروى نقير ....و (حفنة زقنبوت ضائع )بين إسطبلات بهائم العراق التي تعلمت ومنذ أزمان الولاة السراق المتناسلين على اجترار كل أنواع الأعلاف ....
وبعد ان دافع من دافع عن السيد الوزير التقي الورع تحت مبدأ( انصر أخاك ظالما ...وبس !!) وبعد أن كشف من صفق له عامة الجياع عن المعلن (القليل ) من المهدور من –علف- الشعب (وقد اظهر الشيخ الساعدي عينة بسيطة من العلف ).. وبعد أن وعد (بعض ) البرلمانيون باستجواب وزراء آخرين من (الأتقياء البررة ) حول قضايا تتعلق (بالفساد ) التف بعض (التقاة ) من صحبة الوزراء الأتقياء المذكورين ومن عصبتهم ليديروا الدفة صوب موضوع هو اخطر من سرقة قوت الشعب وسقيه الشاي المسرطن وتهريب المال العام خارج الوطن المنحوس لشراء الفلل والأبراج وإسكان (الويلاد ) بعيدا عن حر وتفجيرات وهم العراق .. فما هو هذا الشر الأعظم يا ترى ؟؟!! انه هو.. لا غيره ....(الحرام الوحيد ) الذي تبقى مما حرمه دين الإسلام !! نعم فكل ما حرمه الإسلام لم يعد موجودا باستثناء الخمر ... والسادة البررة الأطهار من أعضاء برلماننا المقدس (والذي اقترح أن يدخله السادة النواب حفاة لقدسية شاغليه ) يعرفون قبل غيرهم أن الإسلام قد حرم السرقة... وإنها قد انتهت بجهودهم الجبارة في عراقنا الجديد ..!! وان الإسلام قد حرم الظلم ..وهم أول من انقرض الظلم على أياديهم وصار الإخوة العراقيون سواسية كأسنان المشط في مصادر أرزاقهم ومآكلهم ومشاربهم ومساكنهم ....الخ !! وان الإسلام قد حرم القتل وهم (حاشاهم ) أول من (حرض ) بحكم مذاهبهم المباهين بالتمسك بعروتها ومن جميع أطراف العرى ....هم لا غيرهم من (حرض )أو ساهم على التحريض –وهذا اضعف الإيمان- بدفن المسلم لأخيه المسلم بعدما يستوفي مستلزمات الموت الشرعية ...وذهب تحت فتاواهم الحكيمة المعلن منها والمضمر الآلاف المؤلفة من خيرة الشباب فداءا لإحقاق ما حرم الإسلام ...وهو القتل !!! وان الإسلام قد حرم الكذب وهم وعلى أيديهم المباركة قد ختم الكذب ..بدا من تصريحاتهم الصادقة الصدوقة ...وانتهاءا بكشف ذممهم المالية المتواضعة ... وان الإسلام قد حرم أكل مال اليتيم وهم لا غيرهم القيمون على أموال أكثر من خمسة ملايين يتيم عراقي ...وقد ضحوا برواتبهم الشحيحة من اجل إشباع هؤلاء اليتامى أكثر مما يشبعوا أولادهم –الذين من أصلابهم- من اجل إكمال حقوق الإسلام ... وان الإسلام قد حرم الربا ...وهم أول من يمتنع عن وضع أمواله ..أو ما يتيسر منها في بنوك بلاد الإسلام ..بل يضعوها في بنوك بلاد الفرنجة والنصارى الكفرة ...ليحق عليها ما يحق على المهاجر إلى دار (الحرب ) من سماحة بقبول المحضورات تحت وطأة الضرورات ..وهذا من أصول كمال الإسلام .. وان الإسلام قد حرم الرشوة ..وعلى أيديهم ما على أيدي سواهم صار ت الدولة من بوابها لأميرها تخر متصدعة مغشيا عليها لو همس مجرد هامس برشوة قيمتها دينار واحد ..وهذا من فضائل الإسلام عليهم ..... وان الإسلام قد حرم التكابر (لا يدخل الجنة من في قلبه ذرة من كبر ) وهم ما غيرهم أول من أرسى باب التواضع وصار الكبير والصغير منهم مشرع الأبواب لفقراء العامة ..ناهيك عن تجوالهم آناء الليل وأطراف النهار فرادى متواضعين في الأسواق متسائلين عن شاة سرقت في أقاصي السواد...ولا يعودوا نائمين مطمأنين حتى يعيدوها لصاحبها وهذا بعض مما أكملوا من مكارم الإسلام ... ناهيك عن الحياء والخجل والأخذ بالمشورة ..أما الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد ختم تما ما وأغلقت ملفاته وما تبقى إلا: تحريم الخمر ...وهذا ما باشروا بنقاشه مهمومين في جلسة البرلمان الطاهر يوم الاثنين 18-3-2009مؤجلين مساءلة بقية الأطهار البررة من الوزراء عن (بعض ) كراماتهم !!!
يقول احدهم (وهو نقي السريرة طاهر القلب ابيض اليد كما يتضح من لحيته (أن -مظاهر-شرب الخمور هي مؤامرة لتشويه التوجه الإسلامي للبلاد )!! طبعا من حق هذا البرلماني الطاهر و(جل )صحابه البررة ..أن يفهموا الأمور وكان لم تكن حانة في العراق من قبل ..طالما عاش اغلبهم خارج البلاد ..وربما عاش بعضهم منفاه في (عليين ) مرفوعا مع القديسين والنبيين ...!! إنهم لا يعرفوا انه ومنذ كلكامش وفتاة الحانة ما أغلقت في الأرض التي سميت (عراقا ) حانة واحدة إلا في زمن الحملة الإيمانية التي هبط الوحي فيها على صدام حسين عام 1993 بعد خروجه من (غار ) الكويت مدحورا..ومع ذلك فقد أبقى على محلات بيع الخمور مشرعة ...بل أن بعض المنتديات تم استثناؤها من ذلك ..مهما كانت الأسباب .. .. وانتقد مسئولون كبار آنذاك مسالة غلق المنتديات وبرروها لتجنب العقاب السلطاني بان عملية الغلق جعلت من بيوت البعض منتديات للشراب مما اضر براحة بعض البيوت العراقية ...
باعتقاد العبد الفقير –رغم انه لا هو بصانعه ولا بائعه ولا حامله ولا جالسه (منذ أن صار يجلس لوحده من أربع سنين خلت)- باعتقاده أن هذه الهبة البرلمانية الطاهرة قد تعود لثلاثة واسباب : اولهما : إشغال الناس عن الاستزادة من المطالبات باستدعاء بعض الوزراء الأطهار البررة لغرض مسائلاتهم عن قضايا الفساد المؤكدة ..باعتبار أن القائمة ستطول وتطول ...وتطال مهما تستر الرعاة عن مخازي رعاياهم ...وهو الأمر الذي سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه ... وثانيهما : هو ظن هؤلاء السادة النواب البررة الأطهار بان فرصهم في الدورات النيابية المقبلة قد اضمحلت بسبب (تماديهم ) في محاسن الأخلاق والإيثار والأمانة بالنسبة لشعب (سكير ) قليل الأدب فأرادوا أن يعاقبوه وان يسنوا سنة ليس بمستطاع احد بعدهم رفعها ..وهم بذلك يضعونها (جوكرا طائفا )كما يقال للسنين القادمة وسيفا يزايدون ويحاربون به ويستثيرون مشاعر العامة على أساس أنهم (أول ) من حرم الخمر في تاريخ العراق الممتد طوال سبعة آلاف عام من الخمور وأدب الخمور ومجتمعات نوادي الخمور....ويعتبرون ذلك لا نفسهم نصرا بمستوى فتح القدس أو القسطنطينية .... وثالثهما : هو فسح المجال امام البديل الشرعي (الحشيشة ) الذي تذكر الانباء يوميا عن القاء القبض على مهربين يحملون شحنات كبيرة منها مهربة من الجمهورية الاسلامية الايرانية ....فتكون القضية ذات وجهين : القضاء بشرع الله والانتفاع بتجارة الجار ..
ويبقى ثمة سؤال : لماذا يتغاضى الإسلاميون عن اكبر الكبائر ولا يتصارخوا عليها غيرة ونخوة ونصرة لدين الإسلام ....وهم يعرفون جيدا ما هي اكبر الكبائر التي يصمتون عنها !!! في الوقت الذي يقض مضاجعهم رجل مسكين يحتسي كأسه مستترا متأسيا بالحديث القائل (وإذا بليتم فاستتروا )
فيا سادة الفضيلة في مجلس نوابنا المطهر اتركوا هؤلاء لحساب رب العالمين فهم لا يؤذوا أحدا وان آذوا فأنفسهم لا غير .....وانشغلوا بمحاسبة من يؤذون الملايين وهم بين ظهرانيكم ..... ا فالخمر سهل الصنع ...سهل التهريب ... وأيام لم تكن ثمة وسائل تكنلوجية كالتي في هذه الأيام كان فلاحون أميون يستقطرون الخمور من التمر في بساتين قرانا ويحتسونها صرفا ويعمرون عمر لبد ... كما أن وضرر إدمانه_ علميا_ اقل من ضرر المخدرات التي يسعى البعض للمتاجرة بها بديلا عن الخمر!!!! أم إنكم مثل ذاك الذي كلما صفعه قوي في الطريق عاد للبيت ليصفع زوجة مسكينة لا حول ولا قوة لها ... إذن ...ليكن لمرة واحدة: أجرؤا وافعلوها مع حرمكم المصونات وليحتملن ذلك ثوابا لأجل شريحة مسكينة من الشعب تحاول مشاغلة ضيم أيامها بكاس أو كاسين من الزقوم !! ولهن عند الله خير الجزاء .
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ديوان الحساب ....................(27)
-
محنة الرضا ..........امتحان الارادة .....(كبندول الكتابة الذ
...
-
ديوان الحساب ..............(26)
-
الهرُ........والخمرْ
-
ديوان الحساب .........(25)
-
ديوان الحساب (23)
-
ديوان الحساب .....(24)
-
يا كتاب وقراء (الحوار المتمدن )...احذروا فتنة الشقاق التي (ت
...
-
ديوان الحساب .................(22)
-
عن (القرج ..خاتون المحلة )...و (الامام الذي لايشوِرْ..)و(الع
...
-
ديوان الحساب ....................(21)
-
في الذكرى 75 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي .....السجود وجوبا
...
-
ديوان الحساب ................(20)
-
ديوان الحساب ...................(19)
-
ديوان الحساب ...........................(18)
-
ديوان الحساب ................(17)
-
ديوان الحساب .............(16)
-
ديوان الحساب ..................(15)
-
ديوان الحساب .............(11)
-
الثامن من آذار هو عيدك يامن لا تجيدين العد للثمانية ...ولا ت
...
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|