صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 811 - 2004 / 4 / 21 - 06:26
المحور:
الادب والفن
الجزء الثالث
[نصّ مفتوح]
.... ..... ...... .....
أمْسَكْتُ حَجَرَ الصُّوانِ
ومنجلي الصغير
قالَتْ أختي
إيّاكَ أنْ تكسرَ ظهري
بكيتُ دونَ أنْ أذْرفَ دَمْعِي
كي لا تنهار أختي
اقتربْتُ منها
تلمّسْتُ ظهرَهَا
لم أجدْ ما يوحي بكائنٍ حيِّ
أأنتِ متأكّدة
مِنْ وجودِ الحيّة؟
قالَتْ إنَّهَا في قبضتي
لكنّي لا أجدُ حولَ يَدِكِ أيُّ أثرٍ
لما تبقّى من الحيّةِ
ربّما هي حيّة (كِرِيْكُوْر)!
ماذا تعني كِرِيْكُوْر يا أختي؟
حيّة بدونِ ذنبٍ
قصيرة للغاية
تلدغُ فيهرُّ شعر الرأس
نظرْتُ إلى شعرِ أختي
لم تلدغْكِ بَعْدُ
فقالَتْ كَيْفَ عرفْتَ هذا
لأنَّ شعرَكِ لم يهرْ بعدُ
ضحكَتْ أختي
ثمَّ أرْخَتْ يَدَهَا
سقطَتْ كتلة ليّنة على الأرضِ
فهجمْتُ عليها بمنجلي
أرديتُهَا قتيلاً
من الضربةِ الأولى
نظرَتْ أختي على الأرضِ
يا حرام إنها عروس الحيّة
لا تلْدَغُ ..
لماذا ضربتها ضربةً مميتة؟
لأنها قطعَتْ قلبي
أليسَت حيّة (كِرِيْكُوْر)؟ ..
لا ..
لكنّها قصيرة للغاية
ضحكَتْ اختي
ألا ترى ذيلها الرفيع
وسيقانها الصغيرة
جاء أخي حاملاً سلّة
مليئة بسمكِ الشبّوكِ
..... ..... ..... يُتْبَعْ!
ستوكهولم: حزيزان 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟