|
أمهلونا حتى نعد لكم ديكتاتورا جديدا؟؟!!!
حميد الحريزي
اديب
(Hameed Alhorazy)
الحوار المتمدن-العدد: 2651 - 2009 / 5 / 19 - 08:58
المحور:
كتابات ساخرة
كل من يتأمل حال العراق في نهاية السبعينات وحتى انهيار السلطة البعثيه على يد القوات الأمريكية الغازية في 2003 يمكن ان تبرز أمام ناظريه العديد من الذكريات والمشاهد وأحوال البلاد والعباد في ذلك الزمان ،لا نريد ان نستعرض كافة الجوانب ولكن يمكن ان نتأمل النواحي التالية:- أولا: المياه كان دجلة والفرات وروافدهما طافحة بالماء المغريّن بحيث لا يمكن ان تسيطر عليه حدود ولا تحجبه سدود وعلى مساحة الوطن بكامله شماله وجنوبه وشرقه وغربه وقد كان النهران ماءا فراتا يتدفق في اهوار العراق مترامية الأطراف مما اجبر الدكتاتور الى تحويل مجاري الأنهار لتصب في جوف الصحراء من اجل تجفيف الاهوار بعد ان أصبحت ملجأ للثائرين على حكمه والهاربين من ظلمه. ثانيا: الأموال والسلاح دخل النظام قادسيته في حربه ضد إيران وهو يمتلك عشرات المليارات من الدولارات فائضة في خزينة الدولة ولكن عندما أحرقتها الحرب أخذت أموال الأشقاء العرب والأصدقاء من غير العرب تتدفق على النظام دون حساب لتتحول الى أسلحة وأدوات قمع وتعذيب ومغريات كبرى للضباط والجنود وأجهزة الأمن والاستخبارات والمخابرات مثل:- السيارات والبيوت والهدايا والمكارم الكبيرة بعد كل مذبحة تحصل على جبهات القتال او في داخل الوطن بعد تنفيذ أحكام الإعدام بالجملة ضد المعارضين والهاربين والمتخلفين خوفا من محرقة الحرب التي دامت أكثر من ثماني سنوات وما كانت لتستمر لولا أموال الأشقاء وأسلحة الأصدقاء التي كانت ترد للنظام حتى من العدو الأكبر((إسرائيل اللقيطة)) استجابة لأبسط إيماءة من إصبع الدكتاتور حامي حمى البوابة الشرقية ومحرر القدس من براثن الامبريالية والصهيونية عبر بوابة إيران ((المجوسية)). وبعد ان عزت عليه هذه البوابة أصبح الطريق يمر عبر حسانهم القصائد((القضاء السليب)) الذي سلب البعث حياة الزعيم الشهيد لانه أراد ان يسترجعه من سالبيه فصار ((الفرع)) الذي يجب ان يعود ل(( الأصل)) في ((أم المعارك)). ثالثا: الإعلام بالرغم من كل ما يعانيه أحرار العراق على يد الدكتاتور وأزلامه ومنذ 1963 ولحين انهزامه أمام أولياء نعمته الأمريكان في 2003 لم نسمع من أية إذاعة او تلفزيون او جريدة عربية أية نقد للنظام وهو يعمل قتلا وتشريدا وإذلال لأحرار العراق من مختلف الأطياف السياسية لابل ان البعض كان يبارك ويصفق للطاغية على أفعاله ويهرج ويطبل لأقواله باعتباره بطل الأمة العربية وحامل لواء محاربة الشيوعية والمجوسية وما تآمر العرب وشركات الاحتكار والأمريكان على ثورة 14 تموز واغتيال النظام الوطني وقتل عبد الكريم قاسم ورفاقه إلا نموذجا حيا لمواقف العديد من الأنظمة العربية في دعم ومساندة الديكتاتورية وكبح وقتل أحرار العراق وتبديد ثرواته وإعاقة تقدمه.ولم يكتفوا بالسكوت وإنما ردحوا وصفقوا ورقصوا ودبجت حسانهم القصائد وزغردت قيانهم لانتصارات فحل الأمة العظيم!!!! والصورة لا تنسى حين ألبسهم صدام قلائده في بغداد بعد حربه الطاحنة مع إيران ونكبهم بنادق الكلاشنكوف المطلية بالذهب باعتباره ولي أمرهم وحامي حماهم وقد كانوا له من المعجبين والمتكأين على قوته الضاربة المجربة لحماية عروشهم وأنظمتهم من شعوبهم مبهورين وهم يرونه يهز سيفه بوجوههم وما حدث لثوار ظفار وقوات اليمن الجنوبي وحرف نظام الصومال وشراء جنراله((الماركسي)) محمد سياد بري ودعم الكتائب في لبنان ، وغيرها إلا مثالا على ما نقول وما كان هذا يجري لولا وجود الضوء الأخضر من المخابرات الأمريكية وهي تعد عدتها وتهيئ مسرح عملياتها((التحررية)) في 2003 ليكون وضع العراق والمنطقة على ماهو عليه الآن. غير مدركين ان من يلتهم لحم شعبه وتمتد يده على الشعوب الأخرى لابد وان يصاب بالسعار وبالتالي لا يميز بين عدو وشقيق وصديق وهذا ما حصل لكل طغاة العالم على مر التاريخ ومنهم هتلر وموسليني وربما آخرهم المحتل الأمريكي الذي آتى ليقطع رقبة ربيبه وابنه البار بدعوى تحرير الشعب العراقي من قبضته!!!. إننا إذ نعرض هذه الوقائع إنما نريد ان نسال الأصدقاء والأشقاء عن سبب تحاملهم على ابناء شعب العراق فجلبوا له البلاء وقطعوا الماء واخرجوا دفاتر حساباتهم ليطالبوه بديون وأموال بمليارات الدولارات أغدقوها على ديكتاتورهم المنهار وآخذو يرسمون الحدود على هواهم ويقصفون قرى العراق وسكانه الآمنين بعد انهيار الديكتاتور الذي أراد ان يهد عروشهم وبعد ان حل في ارض العراق نظاما يوالي من والوه وتحالف مع من تحالفوا معه منذ عشرات السنين، نظاما أوثق لهم المواثيق ووقع واقر لهم أقسى المعاهدات وأكثرها ظلما للعراق أرضا وشعبا ولكنهم له كارهون خوفا من ان يكون في العراق نظاما ديمقراطيا دستوريا تعدديا حتى وان كان برعاية وإشراف الرأسمال الأمريكي راعيهم وولي نعمتهم فربما ينتشر فايروس الديمقراطية الأمريكية لينخر عروشهم فأمريكا الرأسمال ليس لها أصدقاء دائمين بل ان لها مصالح لابد ان تدوم ولا يهم ان تتغير الوجوه !!!. يبدو ان الأشقاء والأصدقاء لا يروق لهم في العراق إلا حاكما دكتاتورا وطاغية يهددهم في كل حين فيخرون له مطيعين صاغرين، فعند ذلك تتدفق المياه وتلغى الديون وتطمأن القرى الحدودية ويهدأ بال العراقيين من ذئاب الارهاب والقتل التي تطلقها حظائر الأشقاء والأصدقاء عبر الحدود لتعيث فسادا بأرض العراق خوفا من استقرار أمنه وخوفا من بناء نظام ديمقراطيا ونظاما لا يحكمه دكتاتور أهوج. وهنا لا يسعنا إلا ان نقول لأصدقائنا وأشقائنا مهلا فان على أبواب المنطقة الخضراء ألف ديكتاتور وديكتاتور يتربص ويجهز خلف الكواليس ان بقيتم في عدائكم لأبناء العراق سادرين في إيذائكم لأبنائه في تجفيف أنهاره وإثقال كاهله بالديون الباطلة وتسهيل أمر قوى الارهاب وعصابات القتل والنهب مما يجعل المواطن العراقي يعيش في دوامة الفقر والمرض والخوف والجهل فيكون عاجزا عن ممارسة دوره الفاعل في بناء وطنه واختيار حكامه عندها ستتوفر كل الإمكانيات والظروف لسيدكم وراعيكم((الأمريكي))ليقُر عيونكم بدكتاتور ((عراقي)) جديد كما اقر عيونكم وحفظ عروشكم في 8شباط 1963!!!!
#حميد_الحريزي (هاشتاغ)
Hameed_Alhorazy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمال النجف يحتفلون بعيد الاول من ايار
-
انبذوها فإنها نتنة
-
في يوم الصحافة الى الماء يسعى من يغص بلقمةٍ
-
ظاهرة الختان الاصل والتاويل
-
عطست الرأسمالية فاستجابت الخنازير
-
بمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي
-
لست مسئولا عن الحرائق لكن نيرانها تحرق أحلام أبنائي!!!!
-
قراصنة زمن العولمه !!
-
الطبقة العاملة العراقية في ظل الأزمة الرأسمالية الحالية
-
نطالب مجالس المحافظات:- باقالة الفوانيس واللالات!!
-
مجالس المحافظات مطالبة بإقالة :((الفوانيس واللالات))!!!
-
حكاية (العم هلكان العريان) في العيد التعبان
-
انتبه في مدرستنا مشرف!!
-
متى يكون نفطنا لنا؟؟؟
-
-قصة قصيرة عربانة مظلوم- لبلبي يلبلوب
-
((ألم))((نصه))
-
عربانة مظلوم(باجله لوز)- قصة قصيرة
-
أستطلاع ألرأي واقعه وأفاق تطوره
-
هندالة هلكان العريان(لاحظت برجيله ولا خذت سيد عليّ)
-
بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي(ابحث لكم عن اسم آخر)
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|