أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد المنعم عبد العظيم - حزب الوفد والاشتراكية















المزيد.....


حزب الوفد والاشتراكية


عبد المنعم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2651 - 2009 / 5 / 19 - 08:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كل الكتابات التى تناولت حزب الوفد منذ نشاته بمبادرة شعبية وكلت فيه الامة الزعيم سعد زغلول ورفاقة لتمثيل الشعب المصرى امام مؤتمر الصلح بقرساى لعرض القضية المصرية عام1919
تم هذا من خلال اول ثورة شعبية عارمة فى التاريخ المصرى الحديث امتدت من اقصى البلاد الى ادناها وشارك فيها الشعب المصرى بكل فئاته وهى اول ثورة حقيقية كان الشعب وقودها وقائدها
وحرصت ادبيات ثورة 23 يوليو 52 فى حربها على الاحزاب على تصويرهذا الحزب بانه حزب ليبرالى انحاز الى مصالح كبار الملاك وانه ضرب بالقضية الشعبية عرض الحائط
وقد كنا نندد بهذا الحزب باعتبارة ممثل لليمين فى مصر وانه حزب لايتفق مع توجهات تحالف قوى الشعب العامل من عمال وفلاحين وراسمالية وطنية وجنود وانه ساهم فى افساد الحياه السياسية قبل الثورة بل وحوكم عدد من قيادته فى محكمة الثورة عقب ثورة يوليو
وهذا اكسبنى شخصيا عداء خاصا للوفد باعتبارى احد ابناء ثورة يوليو والمؤمنين بفكرها وبالقائد عبدالناصر و اصبحت قضية العداء بينى وبين الوفد من المسلمات يحكم تكوينى السياسى وماتدربت عليه فى منظمة الشياب حتى عندما واتتنى الفرصة للقاء الزعيم مصطفى النحاس زعيم الوفد قبيل وفاته بالاسكندرية لم اكن متحمسا لهذا اللقاء ولم استطع ان اكون محايدا امامه
بل وكنت ازرع هذه الكراهية من خلال موقعى السياسى بامانة التثقيف بالاتحاد الاشتركى العربى كموجه سياسى وامين للشباب وعضوا لامانة التنظيم بمحافظة قنا
حتى فوجئت بكتاب عن الوفد والاشتراكية كتبه سيف الدين الغزالى عام 1950 ووقع فى يدى صدفة
و كباحث مطلوب منه الحياد والتجرد وتوخى العلمية فاجئنى الكتاب مفاجاة صادمة هل كان حزب الوفد اشتراكيا ؟
فقد عرفنا ان اليسار المصرى كان يمثله اكثر من حزب شيوعى وحركة كالحزب الشيوعى المصرى وحزب العمال الشيوعى المصرى وحركة حدتو وان احمد حسين مؤسس حزب مصر الفتاة اسس الحزب الاشتراكى وكان يصدر جريدة اسمها لاشتراكية وان الافكار الشيوعية ادخلها الى مصر اليهود بقيادة هنرى كوريل وان الاشتراكية كفر والحاد وحرية جنسية وممارسات لااخلاقية وربما ساهمت الصحافة والسينما المصرية فى تاكيد هذا
وظلت هذه الافكار تترسخ فى اذهان الناس حتى تطبيق قوانين يوليو الاشتراكية ومناقشة قضايا الاشتراكية بمفهومها العربى واصبحت الاشتراكية التى تقوم على تحالف قوى الشعب العامل ومبدا الكفاية والعدل وتاكيد الانفتاح على التجارب الانسانية والايمان بالقيم الروحية وتعايش القطاع العام والخاص من خلال تعدد انماط الملكية ورفض دكتاتورية الطبقة ودموية الصراع الطبقى مع التاكيد على الملكية العامة لوسائل الانتاج خاصة مع تبنى الدولة والتظيمات الشعبية لها
وبانهيار المعسكر الاشتراكى عالميا وتفكك الاتحاد السوفيتى وانتهاج سياسة الحرية الاقتصادية اصبحت الاشتراكية ثراثا تاريخيا اخذ منها المجتمع الانسانى كثير من المبادىء واستغنى عن كل مايعيق الحرية الاقتصادية
اى ان العالم عاد الى الاخذ بالاشتراكية الديمقراطية
والحقيقة ان الدعوة للاشتراكية دعوة قديمة اخذت اشكالا عدة فى عصور مختلفة ولاسباب متباينة
ولقد ادى ضغط الطبقات الحاكمة على المنادين بهذا المبدأ الى تطرف بعضهم فاصبح دعا ة الاشتراكية نوعين
الاول سبيله الديمقراطية والعدالة الاجتماعية
والثانى اخذ بالاشتراكية العلمية او المطلقة وسبيلة انقلاب فى المجتمع تتحقق فيه نظرياتها فى المساواه عن طريق دكتاتورية الطبقة العاملة
وللحقبقة والتاريخ فان حزب الوفد فى مصر اول من اخذ بالاشتراكية التى تقوم على اسس الاصلاح والعدالة الاجتماعية وتقوم نظرية الوفد الاشتراكية الى تغيير طبيعة المجتمع وغاياته يطرق الاصلاح التدريجى والسلمى وكان سان سيمون فى مقدمة المفكربن الذى ابدعوا مبادىء الاشتراكية الديمقراطية
يقول فؤاد سراج الدين ايام كان سكرتير ا للوفد قبل الثورة :
ان الوفد هيئة تدين بمبدأ الاشتراكية وسياستها سياسة اشتراكية وان حكومة الوفد اول حكومة عملت على تطبيق المبادىء الاشتراكية فسياسة الوفد التى تنادى ان من حق الفقير ان توفر له سبل العيش وان من حق المريض ان يعالج ويعتنى به وان من حق الجاهل ان ينهل من مناهل العلم مجانا وان على الغنى ان يدفع اكثرمما يدفع غيره وبالجملة ان تتحقق العدالة الاجتماعية فى احسن صورها
نقول اذا كان ندائنا شيوعيا فى نظر اعدائنا فان الوفد ليفخر بسياسته هذه ولايتبرأ منها
كانت نزعة الوفد الاشتراكية تقوم على ركيزتين الديمقراطية والعدالة
من هنا اعتبر حزب الوفد نفسه حزبا اشتراكيا اذ كان يمثل الغالبية من الشعب وكان يعمل بوحى هذه الجماهير طالب دوليا بالحرية والوحدةوفى الداخل قام بمجموعة من الاصلاحات
منها الغاء الامتيازات الاجنبية وتسديد الدين المصرى واسس الجامعة العربية وجامعة فاروق الاول وحقق مجانية التعليم ومكافحة الامية والوحدات الصحية وتغذبة الاطفال بالمدارس الاولية والتعاونيات ورفع السخرة وقانون استقلال القضاء وكان للوفد برنامج اشتراكىنشر فى كتاب للاستاذ سيف الدين الغزالى يقول ان الوفد يهدف الى ايجاد الامكانيات الضرورية لاغلبية الشعب الا وهى الطبقة العاملة من زراع وصناع وذلك بالعمل على تحقيق الديمقراطية الاجتماعية والسياسية وايجاد التوازن المناسب بين الطبقات وتقليل الفوارق بينها فكريا وماديا بما يضمن سلاما اجتماعيا شاملا واستقرار يقوم على اسس الرغبة فى الرقى بالدولة
ولن يتحقق ذلك الا بضمان حقوق الاغلبية الشعبية التى يمثلها الوفد المصرى وحمايتها من تحكم الاقليات فيها واغتصابها لحقوفها وبتهيئة الفرص لافراد الشعب عامة لكى تنطلق فى ميدان الرقى وافساح الطريق امام المواهب الشعبية الكامنة لترقى بالشعب والمجتمع وما الى ذلك من من العمل على تهيئة مجتمع سليم راشد يتلمس اسقام المجتمع الحاضر واصلاحها على اساس مبدا التكافؤ بين الافراد وضمان الحرية الفردية وحماية حق الاغلبية الشعبية فى الحرية السياسية والاجتماعية وضمان حق العمل للجميع وحشد القوى لخدمة الامة جميعها بحيث لاينسى مغبون ولامظلوم ولايحرم مجد من نتاج يديه فالوفد هو وكيل الامة يعمل على الاحتفاظ لهذه الامة بحريتها فى حكم نفسها كى لاتسلبها اباها فئة قليلة غاشمة تستبد بها استبداد السيد برقيقه
وتلك الاغلبية العظمى من الشعب تؤلفها طبقتان اذا استثنينا الطبقة الوسطى من صغار الموظفين وغبرهم هم طبقة عمال الارض الزراع وعمال الصناعة
فكل اصلاح لايشمل تلك الاغلبية لايكون اصلاحا بل محاباه وظلما لذا يعمل الوفد على تحقيق ذلك اذ ان تلك الاغلبية ترى فيه مصباحا ينير لها سبيل العيش ويبصرها بادران ذلك المجتمع الحاضر ليوجد لها دواءا صادقا يطهرها من الذل والفاقة ويرتفع بها من قبور الاحياء الى قصور السعداء دون ما قوة او ثورة بالقانون والسلطة المشروعة والحكم الصالح ثم عدد الربامج دوره تجاه الزراع وعمال الصناعة وكيف بحميهما من الاستغلال ويوفر لكليهما الحياه الكريمة وركز البرنامج على ديمقراطيات ثلاث
ديمقراطية اقتصادية للارتفاع بمتوى الشعب اقتصاديا من خلال التصنيع المخطط والاهتمام بالصناعات الثقيلة والكهلرباء والصناعات الكيميائة والحديد واستخراج المعادن والاعتناء بالصناعات الاستهلااكية والربط بين الصناعة والزراعة
خدمة الزراعة بتوسيع انتاج السمادوالالات الزراعية على تعمل الزراعة على تمويل الصناعة بالمواد الاولية مع فرض الضرائب التصاعدية مع تملك الدولة للصناعات الهامة الكبرى لضمان استخدامها فى مصلحة الشعب
على ان ترتبط النهضة برفع المستوى المادى والثقافى للطبقة العاملة وتحديد ساعات العمل والاجازات والتامين الاجتماعى والحماية من البطالة وحماية الاحداث والعلاج المجانىومساواة العاملات بالعمال
وبالنسبة للزراعة والفلاحون استصلاح الاراضى وتحسين طرق الرى وتحديد الملكية الزراعية للتقليل من التفاوت وتشجيع الانتاج الواسع وتشجيع الجمعيات التعاونية الزراعية وتطبيق القوانيتن العمالية على عمال الزراعة وحقهم فى تكوين النقابات والاتحادات والتامين الاجتماعى مع مد صغار الزراع بالقروض وتحمل ديونهم والغاء الضرائب عن صغار الملاك مع ضريبة تصاعدية على الملكيات الكبيرة
اصلاح القرية المصرية والرقى بمستواها باستخدام الاساليب الحيثة فى بنائها وادخال المياه النقية والكهرباء والمدارس الزراعية والمستشفيات وطرق المواصلات
ثم الاهتمام بصغار الموظفين ووضع حد ادنى للمرتبات
اما بالنسبة للديمقراطية السياسية فتشمل حرية الراى والتفكير وحق الاجتماع والخطابة والنشر وعدم تفتيش المنازل او اعتقال الافراد الا بامر من السلطات بعد محاكمة عادلة
وان تتمتع الاقليات بالمساواة فى الحقوق مع الغالبية ومحو كل اثار التعصب الدينى او الطائفى
وبالنسبة للديمقراطية الاجتماعية
فى التعليم
رفع شبح الامية والجهل ومجانية التعليم فى كل مراحله وربط التعليم بالمشروعات الاقتصادية ومشاركة الطلبة فى ادارة معاهدهم
فى مجال الصحة
توفير الغذاء الصالح والماء النقى والمسكن الصحى والكسار الكافى لجميع الشعب خاصة القرى
ردم البرك والمستنقعات وتطهير مياه الانهار والترع من الجراثيم والافات
ادخال نظام المستشفيات المتنقلة والتوسع فى انشاء الوحدات والمصحات فى كل مكان ومكافحة السل والبلهارسيا
مكافئة الاطباء ومساعديهم
المراة
المساواة بين المراة والرجل فى شتى نواحى الحياه مع انشاء شبكة من دور الحضانه وبيوت الامومة والمطاعم والمغاسل العامة وتخفيف اعباء الحمل والولادة وتربية الاطفال وكل مايعوق عمل المراة
ولم يغفل الوفد فى برنامجه الاشتراكى المسالة الوطنيةوقضية الجلاء عن مصر والسودان والاهتمام بقضايا الشعوب العربية والسلام العالمى
وبدأ الوفد بالفعل فى تنفيذ ساستة الاشتراكية برغم تحديات الاستعمار الانجليزى والملكية الفاسدة ولاشك انه ادى دورا وطنيا
ولاشك ايضا ان البرنامج الاشتراكى لحزب الوفد الذى طبع عام 1950 غير كثيرا من قتاعاتى ولعلنى اجد نفسى داعيا الى كتاية تاريخ مصر بعيدا عن هوى الحكام ملاعيب السياسة



#عبد_المنعم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرة مصرية من اربعة الاف عام
- اسيا امراة فرعون
- غزة وما بعد غزة
- معذرة غزة ماعدت رجلا حتى ادافع عنك
- مارية القبطية امراة من مصر فى بيت النبوة
- اوباما الاسود فى البيت الابيض
- الصراع بين الاثر والبشر فى الاقصر
- اسطورة اللوتس
- شم النسيم
- حكايات من مدينة الاسرار
- الجميلة تتهادى من جديد فى وادى الجمال
- الحزب الوطنى وانتخابات المجالس المحلية
- ماكس ميشيل وكنيسته الى اين
- 3مارس الطريق الى نجع البارود
- حمار الشيخ عبدالموجود
- دعوة لعيد الكراهية
- الملك فاروق بين ملكتين
- الشاعر الاسمر حسن طلب
- الابنودى وبنى هلال
- الحمد لله الذى كفلها زكريا


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد المنعم عبد العظيم - حزب الوفد والاشتراكية