عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
مع كل إنسان هناك مواقف في الحياه تصادفه تحمل في طياتها معنى ومغزى، وهذا ما دعاني إلى كتابة هذه المواقف التي حدثت معي بصفة شخصية، فهي ليست متصلة لكنها منفصلة ولكن جوهرها وهدفها هو واحد إبراز ما آلت إليه الأوضاع في مصر ونحن في القرن الواحد والعشرين، بعد أن تحطمت على أرضها كل المبادئ والقيم وسقطت فريسه للجهل الذي أصبح يحكم ويشرّع ويوجّه ضمائر الناس،
وكنت قد ذكرت في مقالي السابق ما حدث مع الطفل احمد من تشويه لبراءته بزرع الافكار المتطرفه وهو لم يتعدي عامه الخامس اما اليوم فسأنقل لكم صوره حيه نعيشها جميعا ونشاهدها كل يوم في واحد من اهم المرافق الحيويه في مصر وهو مرفق مترو الانفاق الذي تحول الي دوله اسلاميه تعمل من باطن الارض ففي زيارتي الاخيره الي القاهره وكان هدف الزياره هو حضور مؤتمر التمييز الديني الذي استضافه مشكورا حزب التجمع بعد ان رفضت نقابة الصحافيين الاسلاميه استضافته وبما ان اقامتي كانت في منطقة الخلفاوي بحي شبرا فأسهل وسيله للذهاب الي مكان انعقاد المؤتمر هو مترو الانفاق فنزلت الي محطة المترو وتوجهت الي شباك التذاكر لاجد شيخا له لحيه وشارب ويتمتم وهو مغمض العينين وقفت امامه حتي يقوم بعمله وهو اعطائي تذكرة المترو لكنه نظر الي واتجه ببصره الشباك الاخر الذي في مواجهته فذهبت مسرعا الي الشباك الاخر وبنفس المنظر كأنه كربون لكن هذه المره سمعت بعض كلمات حينما علا صوت الموظف قائلا وبشر الصابرين واتجه ببصره ايضا الي الشباك المجاور له فوجدت طابورا يقف ففهمت ووقفت حتي حصلت علي التذكره وانا اتعجب مما يحدث من الموظفين تاركين اعمالهم ليتفرغوا للتمشيخ المهم انني اخذت المترو حتي نزلت في محطة التحرير وذهبت مسرعا الي اقرب باب خروج متجه ناحية حزب التجمع وذلك تجنبا للخروج من الناحيه الخطأ وهذا تفاديا لعدم الترجل في اشارة التحرير فهي في قمة الخطوره وصلت الي المخرج ولكن واسفاه وجدت يافطه كبيره علي سلم المخرج تقول السلالم طاهره والطريق مغلق للصلاه واثنين من العساكر يقفون اسفل السلالم فقلت لهم انني اريد العبور فقالا لي انت لم تقراء هذه وهو يشاور علي اليافطه فنظرة وانا في غاية الاندهاش وقلت لهم هل انتم متأكدين انني اقف في مترو الانفاق اخذني الفضول للنظر من الداخل لانهم كانوا يضعون سترا كبيرا واذ بجيش من الموظفين يقومون بالصلاه وتحول المترو الي جامع كبير للموظفين تاركين المواطنين طوابير امام شباك التذاكر فهل هذه الامور ترضي الله وكيف وصلنا الي هذه الحاله في مصر وعلي من تقع المسئوليه اين مدنية الدوله التي ينادون بها ليلا ونهارا كله كلام في كلام لما البلد رايحه في خبر كان
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟