|
من منع القدس عاصمة القافة/ الى منع احياء النكبة ......
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:24
المحور:
القضية الفلسطينية
............لا يكاد يمر يوم واحد إلا وتبتدع حكومة الاحتلال قوانين وإجراءات جديدة لمعاقبة الشعب الفلسطيني،وحرمانه من أبسط مقومات الوجود والحياة،وفي أحيان كثيرة تكون القوانين الصادرة أو التي يجري تشريعها،ليس لها علاقة لا بالقانون أو القضاء،بل تنطوي على حقد وكراهية وعنصرية ولغة الإقصاء ونفي الوجود للآخر،فعلى سبيل المثال لا الحصر طلبت وزارة الداخلية الإسرائيلية من كل مقدسي فلسطيني،يريد أن يستصدر بطاقة هوية جديدة أو يقوم بتجديد القديمة،عدا عن إحضار أوراق وفواتير الكهرباء والماء وضريبة المسقفات"الأرنونا" وشهادات ميلاد الأولاد وشهاداتهم المدرسية،أصبح هناك شرط إضافي هو أنه على المواطن إحضار رخصة البيت الذي يسكنه،وهذا الشرط ألتعجيزي واللا أنساني يهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف،يقف على رأسها الحد من الوجود العربي في القدس،وحمل المقدسيين على مغادرة المدينة "أي التطهير العرقي" ومنع الفلسطينيين من اقامة الأبنية في القدس الا ضمن شروطهم ومواصفاتهم التعجيزية وذات الأهداف السياسية،والاحتلال الذي لم يحترم أو يلتزم بأية قوانين واتفاقيات دولية خاصة بالمدينة المقدسة كونها محتلة،فحتى ما تعهد والتزم به في اتفاقية أوسلو المجحفة والظالمة تنكر لها،أي المحافظة على وجود المؤسسات الفلسطينية القائمة،وتطبيقاً لشعارهم وقراراتهم بأحكام السيطرة على شرق المدينة وإخراجها من أية عملية تسووية محتملة،قامت بمشاريع ضخمة لتهويد أرضها وأسرلة سكانها،وحذرت على سكانها العرب إقامة أية أنشطة تمت لوجودهم وتاريخهم في المدينة أو تعبر عن هويتهم وقوميتهم ورفضهم لوجود الاحتلال وبطلان إجراءاته وممارساته العنصرية والمخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية. واعتبر أي نشاط فلسطيني في القدس نشاط محظور وغير شرعي،بدءاً من الأنشطة الوطنية والسياسية ومروراً بالأنشطة الاغاثية والخيرية وانتهاءً بالأنشطة الاجتماعية مثل المخيمات الصيفية وإقامة بيوت العزاء للشهداء.
والاحتلال مستمر في ممارساته وإجراءاته بتغطية ودعم وتواطؤ من أمريكا وأوروبا الغربية،وعندما اتخذ قرار بجعل القدس عاصمة للثقافة العربية عام/ 2009،أعلنت حكومة الاحتلال أنها لن تسمح بإقامة أية أنشطة فلسطينية في القدس لها علاقة بالقدس عاصمة الثقافة العربية،وشنت حملة شعواء وبوليسية على كافة مؤسسات القدس من مدارس وأندية ومؤسسات ثقافية عملت على إقامة أنشطة لها علاقة بالفعالية،واعتقلت العديد من الفلسطينيين على خلفية ذلك،وبما يثبت بشكل قاطع لا لبس فيه،أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بمختلف ألوانها وأشكالها وتسمياتها لا تؤمن بالسلام لا كخيار أو توجه،والمأساة هنا أنه رغم كل ما تقوم به إسرائيل من إجراءات وممارسات اقتلاعية وتهجيرية،نرى في الجانب العربي والفلسطيني من يصر على تصوير الأمور على قاعدة "عنزة ولو طارت"،ويعلن أن خيار المفاوضات هو الخيار الوحيد لاسترداد الحقوق،وتفتح الكثير من العواصم العربية لقادة إسرائيل ومن قلبها يعلنون الحرب على شعبنا ويحرضون على وجوده ومقاومته. والاحتلال المستمر في مخططاته وأهدافه والذي يستهدف شعبنا الفلسطيني بمجموعه،يريد أن يلغي من ذاكرته جوهر وجوده وبرنامجه الوطني،ألا وهو حق العودة والنكبة،تلك النكبة التي شردت وهجرت وطردت شعبنا الفلسطيني من أرضه وبيوته،في محاولة لشطب وجود شعب بأكمله،تلك النكبة المسؤولة عنها إسرائيل قانونياً وسياسياً وأخلاقيا بالكامل. وتحقيقاً لهذا الغرض والهدف، نرى أنها تقوم بخطوات وممارسات لمحوها من الذاكرة الفلسطينية،ومنع الشعب الفلسطيني من تجسيد حقه في العودة إلى أرضه،وطرد وتشريد من بقوا عليها،ومن العار وفي ظل زمن عربي رديء ومحزن،أن تجد على الساحتين العربية والفلسطينية من يشارك في هذه المخططات. فالكثير من قادة إسرائيل يصرخون ليل نهار،أنه على الفلسطينيين إذا ما أرادوا أن توافق إسرائيل على حل الدولتين،فعليهم الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية،وكذلك ربط وجود فلسطيني الداخل- مناطق 48- بالولاء لدولة إسرائيل،وهذا عبر عنه قادة الحكومة الإسرائيلية،فرئيس الحكومة"بنيامين نتنياهو" أعلن في خطاب التنصيب،أن شرط الموافقة على حل الدولتين رهن باعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة،وأعاد ذلك في الخاطب الموجهة إلى منظمة "ايباك" الصهيونية في أمريكا عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة "الفيديو كونفرنس". والمسألة لم تقف عند هذا الحد،ففي حالة الحراك السياسي التي تشهدها المنطقة،تتحدث الأنباء عن ضغوطات أمريكية على النظام الرسمي العربي،من أجل إحداث تغير جوهري على ما يسمى بمبادرة السلام العربية،يتضمن شطب البند المتعلق بحق العودة منها،مقابل ضغط أمريكي على إسرائيل للقبول بمبدأ حل الدولتين وتجميد الاستيطان في الضفة الغربية،وبما لا يشمل القدس والزيادة الطبيعية في مستوطنات الضفة الغربية،وعلى أن يترافق ذلك مع اعتراف 57 دولة عربية وإسلامية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها،ومع بدء الأنشطة والفعاليات الخاصة بأحياء الذكرى الحادية والستين لنكبة الشعب الفلسطيني،أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف"أفيغدور ليبرمان" أنه ينوي التقدم للكنيست الإسرائيلية لسن قانون يمنع الفلسطينيين من إقامة أي أنشطة وفعاليات بذكرى النكبة،ومعاقبة كل من يقوم بفعالية أو نشاط له علاقة بالنكبة بالسجن لمدة ثلاثة سنوات فعلية. وهذا القانون العنصري والذي يراد منه،إخلاء مسؤولية إسرائيل القانونية والسياسية والأخلاقية عن نكبة الشعب الفلسطيني ،طرده وتهجيره والاستيلاء على أرضه وممتلكاته،يريد أن يشطب ذاكرة شعب كامل ويلغي حقه في الوجود والعودة الى أرضه وفق القرار ألأممي 194،كما أنه يمهد ويعبد الطريق أمام مخططات إسرائيلية يجري العمل بها،من أجل القيام بعمليات تطهير عراقي واسعة بحق عرب الداخل- مناطق 48 -،وما الزعرنات والعربدات التي يقوم بها المستوطنين كالتي حدثت في عكا وأم الفحم قبل مدة ليس بالبعيدة،إلا "بروفات" للقيام بهذه الأعمال على نطاق واسع مستقبلاً،والتي ربما يكون التبادل الجغرافي أحد أشكالها وتجلياتها وترجماتها العملية. إن ما يجري وما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من ممارسات وإجراءات عنصرية،تنطوي على درجة عالية من الحقد والكراهية والخطورة،وهي جزء من السيناريوهات التي يجري طبخها بحق أهلنا في القدس ومناطق 48،والتي تتطلب منا أعلى درجة الحيطة والحذر والتوحد وتصليب وتمتين الجبهة الداخلية،ووضع حد نهائي لحاليتي الشرذمة والانقسام.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البابا ........المحرقة ......شاليط .....النكبة ...
-
المبادرة العربية/ تعديل مش تنازل ...!!
-
معارك ومشاغلات في كل الاتجاهات ...
-
لنهيل التراب على جثماني الحوار والمصالحة الفلسطينيتين ...
-
في الأول من ايار
-
بيان الأول من ايار/ جبهة العمل النقابي ...
-
المطلوب محكمة احمد نجاد ....؟؟؟
-
العلاقات العربية- الايرانية حاضراً ومستقبلاً ..
-
على خلفية دعوة -نتنياهو-/ المطلوب اعتذار فلسطيني عن النكبة .
...
-
في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني 2009
-
لماذا استهداف حزب الله الآن ...؟؟؟
-
عن الأسرى والقدس.....وقوانين -وقوانين- قراقوش- الاسرائيلية .
...
-
جبل المكبر والاستهداف الاسرائيلي المستمر والمتواصل ....
-
ورحلت حكومة اسرائيلية ....وجاءت حكومة أخرى ...
-
في ذكرى يوم الأرض ....تضيع الأرض ....!!
-
قطر لا مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير ...
-
في حضرة المناضل الكبير بسام الشكعة ...
-
الشروط الأمريكية- الاسرائيلية حاضرة على طاولة الحوار الوطني
...
-
الأسرى الفلسطينيون تصعيد ومس خطير بالحقوق ...
-
نحو مؤتمر شعبي لمواجهة سياسة هدم المنازل في القدس ...
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|