ما حال الإسلام ؟ كما تمناه الدكتور شاكر النابلسي ...

شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

نشر موقع الحوار المتمدن مقالة للدكتور شاكر النابلسي يوم 16 /5 /2009 بعنوان ( ما حال الإسلام لو لم تظهر السلفية الجهادية ) .
أمنيات كثيرة تمناها الدكتور النابلسي في مقالته ..
علقتُ على الموضوع بما يلي :
عناية الدكتور : لا أعتقد أن ما تقوله صحيح لسبب بسيط جداً وهو أن السلفية الجهادية عبارة عن مزيج بين القطبية والوهابية .. ولكي تتوضح الصورة أكثر هذه هي السلفية الوهابية تقف أمام السلفية الجهادية وتصل إلى تكفيرها وتفسيقها في أحسن الأحوال ولكن السعودية وأحوال المرأة والحرية الدينية وحق التعايش مع باقي الطوائف أين هو ؟ إن محاولة التجميل ( معذرة) لا تكون بهذه الطريقة .. أعتقد أن الحل واضح وصريح وهو فصل الدين عن الدولة بغير ذلك .. من المستحيل أي أن يكون الدين قضية فردية أما أن يكون قضية مجتمع فسوف يبقى الحال على ما هو عليه إن لم تزداد الأمور سوءاً .. مع وافر الاحترام ( انتهى) .
رد على تعليقي عناية الدكتور عدنان عاكف بما يلي :
الأستاذ شامل : مع اتفاقي على ضرورة فصل الدين عن الدولة لكن المقالة تناولت موضوعاً أخر كنتُ أتمنى لو ركزت عليه .. الكاتب من خلال مقاله يؤكد على ضرورة تجنب الابتعاد عن التقييمات الاعتباطية لمواقف المسلمين من مختلف القضايا التاريخية المعاصرة . لا أبن تيمية يمثل الإسلام ولا سيد قطب يمثل إلا نفسه ومجموعته ( انتهى رد الدكتور عدنان عاكف على تعليقنا) . أحب أن أقول للدكتور عدنان : في الحقيقة أنا اختصرت الطريق ودخلت مباشرة في صلب الموضوع لأنني على ثقة تامة بان الكتابات الحالية حول الإسلام هي للتجميل والترقيع ( وجهة نظر) . لسبب بسيط جداً وهو أن الكتابات لا تعبر عن وجهة نظر الإسلام بل هي كتابات حول الإسلام وحول العصور التي تلته وظهور العلماء والمفكرين ( غالبيتهم من غير العرب) والترجمة ودار الحكمة والرازي والبيروني وابن رشد والفارابي وكثيرين . هولاء لا يعبرون عن وجهة نظر الإسلام . هولاء علماء اشتغلوا وحسب اختصاص كل واحد منهم في مجال عمله ويعتبرهم كثير من العلماء الأصوليين مارقين وخارجين عن الدين وموضوعنا هو الدين وكيف يكون أحوال المسلمين .. قد يتصور البعض أنني خرجتُ عن الموضوع بل على العكس نحنُ في صلب الموضوع الفرق هو اختلاف وجهات النظر بين الأماني في كيف يكون الإسلام وبين حقيقة الإسلام والمطالبة بعودته على ارض الواقع من وجهة نظر الذين يؤمنون بأن الحل يكمن في الإسلام .
نعود إلى مقالة الدكتور النابلسي ولنا عودة على تعليق الدكتور عدنان عاكف فنقول :
يربط الدكتور النابلسي شعار الحاكمية لله بأبو الأعلى المودودي علماً أن هذا الشعار رفعه الخوارج بعد معركة صفين بين علي ومعاوية أي أن الشعار ليس جديداً بل هو من صدر الإسلام الأول مع ملاحظة أن السلفية الجهادية تُسمى ( بالخوارج) خصوصاً في السعودية والعراق .
يربط الدكتور النابلسي أفكار سيد قطب بمراجعة وإعادة كتابة ما قاله ابن حنبل وابن تيمية وأبو الأعلى المودودي بخصوص جاهلية المجتمع الحديث .
حسب معلوماتي المتواضعة فان ابن حنبل وابن تيمية لم يتطرقا إلى معنى المجتمعات الجاهلية بل هو مفهوم عصري حديث ركز عليه سيد قطب في جميع كتاباته تقريبا . مع ملاحظة الفرق الواسع بين أفكار سيد قطب وأفكار ابن حنبل وابن تيمية ومن بعدهما محمد بن عبد الوهاب أي ما يسمى حالياً بالسلفية الإصلاحية ( الوهابية) ومن المستحيل أن يلتقيان .
لكن الذي حدث هو خروج جماعة من السلفية الوهابية بعد أحداث عام 1990 وامتزاج أفكار هولاء مع أفكار سيد قطب وتشكيل التحالف بين الوهابية والقطبية بن لادن والظواهري ( السلفية الجهادية) .
أورد الدكتور النابلسي موقف ابن تيمية في كتابه ( السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية) . فقال بعد أن نقرأه من داخل التاريخ وليس من فوقه .. الجزء المهم من مقالة الدكتور النابلسي بهذا الخصوص هو :
فكان موقف ابن تيمية وتمسكه بالنقل وعدائه للعقل اليوناني كما جاء في كتابيه ( الرد على المنطقيين) و ( نقض المنطق) وقوله المشهور ( من تمنطق فقد تزندق) كذلك قول ابن تيمية ( إن المنطق اليوناني لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد ) .
يا سيدي الفاضل : موقف ابن تيمية يستمده من موقف شرعي بحت فيه نص وليس من موقف تمليه عليه اللحظة التاريخية ..
الإسلام هو النقل وليس المنطق والعقل وخاصة في العمل مع القاعدة التي تقول ( لا اجتهاد مع النص ). كيف ؟
هناك حديث ما معناه أن عمر بن الخطاب التقط صحيفة من على الأرض وعلى الأغلب كانت جزءاً من التوراة او الإنجيل فغضب عليه النبي وقال له : أمتهوك أنت يا بن الخطاب ؟ والله لو كان موسى ( عيسى) حياً لما وسعه إلا إتباعي لقد جئتكم بها بيضاء على المحجة الحنيفية السمحاء .. هذا أولاً .. وثانياً هناك حديث يقول أيضا ما معناه أن عبد الله بن عباس ( حبر الأمة) سأله جماعة من المسلمين فقال : ثكلتكم أمكم أقول لكم قال الله ورسوله وتقولون قال أبو بكر وعمر .
ماذا نقصد من وراء ذلك ؟ نقصد أن الإتباع لغير عصر النبوة مرفوض ..
الإسلاميين الذين يريدون إقامة الدولة الإسلامية والحكم بما انزل الله وأن الإسلام هو الحل لا يعيرون الانتباه لعصر ما بعد النبوة أو الخلافة الراشدة مهما كان ذلك العصر ومهما حمل من أفكار وظهر فيه من فلاسفة وعلماء
الدين جملة من النصوص حتى لو لم تظهر السلفية الجهادية فهناك السلفية الوهابية .. انظروا إلى واقع المرأة في السعودية وسوف نتجنب أي واقع أخر في المملكة . انظروا إلى الإخوان المسلمين وسوف ندع الأحزاب الأخرى. هل هناك فائدة من عدم ظهور السلفية الجهادية وهل سوف تتحسن صورتنا في العالم وهل سوف يكون الإسلام نقياً كما تقول سيدي الفاضل ؟
هناك أراء كثيرة ولكنها ليست أراء الإسلام بل هي أراء تعبر عن وجهة نظر كاتبها وهي أراء حول الإسلام .
رأي الإسلام واضح وصريح : تطبيق ما ورد في الكتاب والسنة بكل جزيئه وعدم التهاون في أي أمر من الأمور وأن القران صالح لكل زمان ومكان . وعلى الإنسان أن يكون متبعاً لا مبتدعاً لان البدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . من قيامه من فراشه وحتى عودته إليه .. هذا هو الإسلام بصورة بسيطة جداً وفيه أحكام متناثرة في كتب الفقه لا حصر لها .. وسوف لا نتكلم عن الولاء والبراء ودار الحرب والجزية والكافر ووووووووووو .. الخ .
أما قول برنارد لويس : معظم المسلمين ليسوا أصوليين ومعظم الأصوليين ليسوا إرهابيين ولكن معظم الإرهابيين مسلمون ويدعون فخراً أنهم كذلك . أنا معك في هذه النقطة ويستدلون على الفخر بالآية : واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ..
سؤال ؟ ما هي الفائدة من أن معظم المسلمين ليسوا أصوليين ؟
العودة إلى الزمان الأول يتطلب ( أصولي مسلم إرهابي) مهما كانت التسمية لا فرق .. الحل في الإسلام هذا هو بيت القصيد .. وهذا ما يؤمنون به والإسلام أخر الأديان ومن لم يلتزم به ويكون مسلماً فإنه في الآخرة من الخاسرين ... هل وجود السلفية الجهادية من عدمها سوف يغير من الأمر شيئاً ؟ لا أعتقد ذلك ...
من يحاول الاعتماد على النصوص في الجزء الخاص بالآيات المكية سوف يكون عمله انتقائياً . القرآن مكي ومدني .
يقول الدكتور النابلسي : فلولا الفكر الضلالي الديني في قرون سابقة ولولا ظهور السلفية الجهادية من جديد في أواخر القرن الماضي لكان حال الإسلام النقي أفضل بكثير مما هو عليه الآن .
ماذا تقصد يا سيادة الدكتور بالإسلام النقي ؟.
لندع فترة النبوة والدعوة والتي امتدت 23 سنة .. ولكن من السقيفة إلى سقوط دولة بني عثمان هل كان هناك إسلام نقي ؟ وأين هو ؟ 3 خلفاء من 4 أي 75% ( راشدين) قُتلوا . ما حدث في الفتنة الكبرى ومقتل عثمان ؟ أليسوا هولاء يمثلون الإسلام النقي ؟ حروب علي مع عائشة ومعاوية ؟ الخوارج ؟ مئات الآلاف من القتلى من المسلمين .. ولو تجاوزنا وبداءنا من معاوية وولده يزيد فسوف نحتاج إلى مجلدات ..
جاء تعليق الأستاذ علي ألشمري مطابقا لما طرحناه أعلاه وسأل الدكتور النابلسي عن نقاوة الإسلام ..
نعود لتعليق الدكتور عدنان عاكف الجزء الأول منه علماً بان الجزء الثاني من التعليق كان هجوماً على الأستاذ فايز محمد لا مبرر له من باحث ماركسي لا بد أن يكون متمالكاً لأعصابه وبدون توجيه نهم للآخرين حتى يستطيع طرح فكرته وهذه نقطة لغير صالح الدكتور عدنان ..
يقول الدكتور عدنان :
لا ابن تيمية يمثل الإسلام و لا سيد قطب يمثل إلا نفسه ومجموعته ..
سابقاً سألت الدكتور من يمثل الإسلام ؟ وفي تعليقي على مقالة الدكتور النابلسي ( التعليق الثاني) سألته أيضا من يمثل الإسلام ؟ ولكن دون جواب ..
إذا اختلفنا حول بعض مفاهيم الماركسية نعود للأدبيات الكلاسيكية الماركسية أم لموسوعة غينيس للأرقام ؟
وإذا اختلفنا في الليبرالية نعود للهيئة العامة للدعوة والإرشاد .
أخشى أن تقول لنا نسأل الشيخ القرضاوي في الماركسية ؟ والأستاذ نادر قريط في الليبرالية باعتباره المعلم الأول وفي 3 أيام يستطيع أن يستوعبها المتلقي ؟ بالمناسبة هل تدري ماذا قال الشيخ القرضاوي بمناسبة النكبة يوم 15 مايو في الدوحة وكان جالساً بالقرب منه أبن بلدنا الشيخ حارث الضاري ؟
فلسطين سوف نستردها بالقرآن لأنهم اغتصبوها بالتوراة ؟ ما هو رأيك ؟ نعود لموضوعنا ..
لم أكن أتوقع أن يصدر تعليق من عناية الدكتور عدنان بحيث يقول سيد قطب يمثل نفسه ومجموعته ؟؟ وكذلك ابن تيمية ..
هل صغير السن شامل عبد العزيز يمثل رأي الإسلام ؟ أم الدكتور والباحث الماركسي عدنان عاكف يمثل رأي الإسلام ؟
يا سيدي العالم الإسلامي فسطاطين ( الإخوان المسلمين والوهابيين ) ودعك من التحرير والصوفية وباقي المسميات لأنه بالمقارنة مع الإخوان والوهابية فان الفرق كبير ..
الإخوان المسلمين أكبر حزب في العالم الإسلامي وسيد قطب أحد أعمدة هذا الحزب . وكذلك أراء ابن تيمية التي تناولها محمد بن عبد الوهاب نصاً وروحاً متمثلة في المملكة العربية السعودية وباقي أنحاء العالم . منذ نشأة الدولة السعودية الأولى .
أعود فأقول من يمثل الإسلام ؟ وقبل ذلك أي إسلام تقصد السُني أم الشيعي ؟ ثم من السُني أي قسم ؟ ومن الشيعة أي قسم ؟ اللهم إلا إذا اعتبرنا إخواننا الشيعة غير ( مسلمين) . ونقتصر فقط على أهل السنة والجماعة ؟
يا سيدي الفاضل : أقول لك الإسلام لديه مصادر أولاً القران وثانياً الحديث ثم إجماع الصحابة والقياس .
ليس هناك أراء أو مصادر غير ذلك . ولذلك فإن الجهود المبذولة في التمني أو الارتكاز على الفلاسفة والعلماء والمفكرين في العصور الذهبية التي دائماً تذكرها في كل شاردة وواردة لا تُجدي نفعاً لأنها ليست ذات قيمة في بعث الإسلام من جديد على العهد الأول .
لو تفتح باب من الشيطان ؟ هكذا ورد في الأثر .. وأنا في الحقيقة لا أحب الشيطان ولكني أحب الشيطانة لماذا لان المسلمين يصفون المرأة بالشيطانة ؟؟ وأقول :
لو تم تعيين من يخلف الرسول ؟
لو لم يتنازع المسلمين في السقيفة؟
لو لم يقع النزاع بين علي وعائشة وعلي ومعاوية ؟
لو لم تقع الفتنة الكبرى ؟
لو لم يُقتل 3 خلفاء راشدين ؟
لو لم نصبح شيعة وسنة؟
لو اعتمدنا على ابن رشد بدلاً من ابن تيمية ؟
هل تحتاجون ( لو) نسردها لكم ؟

#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات