أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - المرأة الأرمل والرجل الأرمل














المزيد.....

المرأة الأرمل والرجل الأرمل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2649 - 2009 / 5 / 17 - 08:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


على فكرة لا يجوز في اللغة العربية المتعبة جداً أن نقول إمرأة أرملة , بل إمرأة أرمل , لأنه لا يجوز التأنيث مرتين , وكذلك إذا كان هنالك نسوة يجلسن ومعهن طفل ذكر ولو كان رضيعاً فإن إسم الإشارة إليهن يكون مذكراً وهذا غالباً ما كان يحدث .

المهم أن هنالك نظرة جنوسية تحيزية ما زالت من مخلفات المجتمعات القديمة وهي تمارس عندنا بأشكال وصور علنية وما زالت تمتد عندنا لتصل هي والجهل إلى قمة المتعلمين في البلد .
وتقاطع المجتمعات العربية المرأة الأرملة (الأرمل) , وتتجنبها كما تتجنب أنفلونزا الطيور أو الخنازير , وتعتبر المرأة العربية مشبوهة أخلاقياً وإجتماعياً إذا قامت بالإنفراد لوحدها في المسكن بمعزل عن الرجل , أما الرجال (العزابية) الذين يسكنون لوحدهم فإن الإشاعات حولهم لا تكون مؤكذة إلا إذا أصبح هنالك موضوع وقضية في المحكمة وشهود إثبات , أما المرأة فبمجرد سكنها لوحدها تكثر حولها الإشاعات المغرضة والدعايات الهدامة والمضللة والضارة .
وموضوعنا لهذه الليلة ما شاهدته عند صديقين لي , لا يعرفان بعضهم البعض , الأول وهو رجل ماتت زوجته فترحم المجتمع عليه قبل أن يدفنوا زوجته , والثاني إمرأة مات زوجها عنها ولها منه 4 أربعة أولاد أكبرهم ثماني سنوات , كل الناس يسألونها إين تذهب إذا تأخرت في عيادة طبية , ومن هو المحرم الذي نام عندها ؟ لأنه لا يجوز أن تنام لوحدها دون محرم , وكأنها في نومها ذاهبة إلى أداء فريضة العمرة .

وهذا العام مات زوج صديقتي , وهو نفس العام الذي ماتت به زوجةُ صديقٍ لي آخر , تشابهت ظروف الموت بين الإثنين ولكن لم تتشابه نظرات الناس والجيران والمجتمع للإثنين , فصديقي يتردد على منزله كثير من الأصدقاء حتى الجدد فقد ظهر له بعد وفاة زوجته أصدقاء جدد كلهم لديهم زيجة جديدة لصاحبي المسكين الذي بلغ من العمر عتيا ,عُمرهُ اليوم قد تجاوز الخمسة والخمسين عاماً(55) , ونظرات الناس له كلها شفقة وتولول وحسرة على وضعه , فهو حين يمد يده إلى خزانة غرفة النوم يبقى كثيراً وهو يحركها من رًفٍ إلى رفْ ومن باب إلى باب , وكل ذلك من أجل البحث عن بنطلون أو غيار داخلي , وهو يقسم للناس أنه حين يدخل الحمام للإستحمام لا يستطيع أن (يفرك) ضهره لوحده .

أما صديقتي التي تسكن مدينة عمان فهنالك أشباه لها في المدن الأخرى وفي العواصم العربية الأخرى المتباعدة هنا وهناك والمترامية الأطراف من المحيط إلى الخليج , فقد كانت علاقتها بكل جيرانها قبل موت زوجها طيبة جداً والجميع يحترمها ويحترم حشمتها ووقارها , حتى أن الجارات كن يتناولن القهوة الصباحية في شقتها يلتقين هنالك ببعضهن البعض , وقلما تجد إمرأة مثل الرجال تجتمع النساء في بيتها كما يجتمع الرجال في مضافات الشيوخ والأكابر من الناس .

واليوم نظرات الجارات لصديقتي تبدلت حتى أن صديقتها الحميمة زوجة شقيق المرحوم هي أول إمرأة قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع (سلفته) وفي البداية عملت على تخفيف عدد الطلعات البرية من منزلها إلى منزل زوجة المرحوم , وحين سمعت الجارات بذلك إتبعن الجارة وما تقوله عن زوجة المرحوم وكل الجارات خففن من عدد الطلعات والزيارات , وأصبحت صديقتي تلك الأرملة محط إحتقار المجتمع والناس لها , فكل الجارات أصبحن يكرهنها , ليس لأنها إمرأة ولكن خوفاً من أن تتزوج من أحد أشقاء زوجها , أو من أن تتزوج من أحد جيرانها المتزوجين.
المرأة العربية حين تصبح أرملة أو حين يموت زوجها تموت هي معه إجتماعياً لقد كانت بعض الشعوب قديماً تدفن مع الميت عبيده وإماءه وزوجاته , وهذا التقليد إنتهى عند كل شعوب العالم ولكن المجتمع الإسلامي ما زال يمارسه لوحده , ولكن دون أن يقوم بعملية دفن تقليدية , بل أنه يقوم بقتل المرأة معنوياً .
فصديقتي التي أصبحت أرملة لو دفنها الناس مع زوجها أهون عليها من مقاطعة الناس لها .
في العام الماضي ذهبتُ مع أقربائي للمشاركة في تشييع جثمان إمرأة ماتت عن زوجها ولها منه 5 أطفال , وقبل أن نقدم التعازي قام أحد الحضور بتقديم إبنته مجاناً للرجل الأرمل شفقة منه على حالها , والرجل الأرمل طبعاً قال :(أنا على شان الأولاد إقبلتها ) ومن المعروف أصلاً أنه لا توجد علاقات طيبة بين أولاد الذرة والمرأة الجديدة (زوجة الأب).
وأعرف إمرأة تطلقت ومنعها أهلها من الخروج حتى للسوق , وأعرف رجلاً من أول يوم طلق به زوجته أصبح حراً , هو الذي قال:ألآن أنا والحمد لله حر.
ويقدم المجتمع العربي كل الرحمة والعطف إلى الرجل الأرمل , بينما المرأة الأرمل يطلقون عليها شظية رصاصة الرحمة .

المرأة الأرمل (الأرملة) والتي مات عنها زوجها والتي يموت عنها زوجها تصبح لعبة وموقع إختبارات قدرات الغير بها , تصبح وجبة شهية لأصحاب الخلق الخسيس ’, وتصبح محاصرة يتجنبها الناس ويخافون منها , أكثر النساء الأرامل يصبحن هكذا إذا ترملن وأصبحنا أرامل , ولكن الزوج الأرمل لا لا أحد يقول عنه شيئاً بل الكل يطلب له الرحمة والزوجة الصالحة التي تمشي على العجين بدون ما إتخلبطه .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمبرادورات بلدتنا
- صلبوني
- أثرياء بلدتنا
- سنه حلوه يا جميل
- اللغة ألعربية لغة فقيرة
- غداً 12-5-1971م عيد ميلادي
- الأدباء الذين لا يتبعهم الغاوون
- الميكانيكا الأمنية : تحديد مفاهيم
- أين ضاع الطفل الأردني (ورد)؟تحديات أمنية مستقبلية
- أنا متورط
- ضاع العمر
- على شان شفة فودكا
- مشاجرة بين مسلم ومسيحي
- الخوري يستحم
- رسالة إلى بابا روما بمناسبة زيارته الأردن2009م
- أخطاء إملائية أم رسوم قرآنية ؟
- كلب إفرنجي أفضل من وزير عربي
- الوضع في الدول العربية طبيعي جداً
- نظراتي كلها جنسيه مش نظرة واحد عموه
- كاتب الشعر وكاتب الرواية


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - المرأة الأرمل والرجل الأرمل