|
أوقفوا نزيف الدم في العراق ديمقراطية بوش...دموية
نوال اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 810 - 2004 / 4 / 20 - 06:44
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بعد مرور عام على الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق ، تحولت سياسية التحالف التي قادت حرب تحرير الشعب من النظام الشمولي الديكتاتوري ، ومن أجل أن تزرع الديموقراطية الأمريكية التي من أهم مبادئها العدل والمساواة ، ومنح الحقوق واحترام كرامة البشر وآدميتهم ، ومنحهم حق التعبير والمشاركة في الحكم عن طريق صناديق الاقتراع ، إلى حرب إبادة للشعب العراقي المظلوم بدءا بشريحة العلماء الذين تمت تصفيتهم من أمثال الشهيد الحكيم ، والتي كانت سلطة الائتلاف تخشى من نفوذهم و شعبيتهم المتأصلة في نفوس العراقيين على اختلاف مرجعياتهم ومذاهبهم وثقافتهم وأحزابهم السياسية ، وانتهاء بما حصل من مجزرتي المدينتين المقدستين كربلاء والكاظمية في عاشوراء المنصرم ، وحرب الفلوجة ومدينة الصدر والنجف الأشراف وبقية المناطق التي يباد فيها الشعب بكل فئاته في المدن العراقية والأحياء السكنية في الوقت الراهن باسم ديمقراطية الاحتلال والتي تتم على مسمع ومرأى من مجلس الحكم وأعضاءه غير الشرعيين الذين هم بلا شك يتحملون مسؤولية الدماء النازفة في معارك الشعب مع المحتلين ، بل ويتقاسمون الوزر و يستحقون العقوبة ، وخيرا لمن لم يقدم استقالته حتى الآن بذريعة حمايته من قبل قوات الاحتلال وتمسكه بالمنصب يقدمها قبل أن تنقض عليه الجموع الثائرة وتطالبه بدماء الأبرياء ويسقط كل منهم قتيلا بيد العراقيين ممن سقط من أهليهم أبرياء ، أو سواهم بغض النظر عن من الذي دفع بهذه الجموع الجائعة للعيش الآمن وتحقيق الرفاه المزعوم ، والديمقراطية المغمسة بدماء الأبرياء للثورة في وجه المحتل المستبد ، إذ حينما لا تتحقق لأبناء الشعب العراقي أدنى مطالبه ، وهي الحصول على ما يسد به رمقه و عطالته ، وحصوله على الأمن النفسي والاجتماعي والصحي فإننا سنشهد المزيد من الأصوات الثائرة ضد المحتل و أساليبه القمعية وغير المدروسة في الرد على مطالب هؤلاء المواطنين الضعفاء . تعلمون ، كما نعلم ويعلم كل العالم ، أن قوات التحالف قد حذرت من أحداث سوف تقع في عاشوراء فأصدرت بيانات عبر الصحف ووسائل الإعلام تحذر من عزم الزرقاوي تنفيذ هذه الإعمال المشينة فهي أوجدت الحدث ، وأوجدت من تلفق له التهمة أيضا قبل أن تقوم بالفعلة الشنيعة في العاشر من المحرم ، ولقد تداول الكل بما فيهم أعضاء مجلس الحكم بأن الفاعل هو الزرقاوي وجماعة الإرهابيين المتسللين عبر الحدود ، وعادت أيضا في أربعين الإمام تكرر نفس الموال وتعلن عن تحذيرات جديدة عن قرب وقوع أحداث دامية سوف ترتكب ضد الحجاج للأماكن المقدسة وتتهم نفس المصدر الأول . والسؤال المطروح الآن هو : كيف لسلطة الائتلاف أن تعلم كل هذه الأخبار ولا تتمكن حتى الآن من إلقاء القبض على الزرقاوي وجماعاته الإرهابية إذا كانت ليست هي من يرتكب هذه الجرائم البغيضة أو توظف لمصلحتها من يقومون بفعلها في حق الأبرياء وهي تمتلك اضخم ترسانة حربية وأفضل جيش في العالم ؟ كيف تفسر لنا هذا الأمر ولماذا تترك سلطات الاحتلال هؤلاء يعبثون بأمن العراق ويحولون أجساد الآدميين إلى جثث متفحمة؟! ولماذا لا تكون سلطة التحالف الغطاء الشرعي لكل هؤلاء الجماعات الإرهابية التي لا تريد للعراق الاستقرار والتي رأت في العراق المكان الآمن الذي تتوالد فيه وتبيد من يختلف معها في الفكر والمنهج والمذهب دون أن تطالها يد القانون . أنا لا أقول هذا ، بالطبع ، لأبرئ ساحة الزرقاوي والجماعات الإرهابية من دماء الأبرياء التي سالت في مواقع مختلفة من العراق ، ولكني أتساءل عن مصدر هذه الإشاعات التي تروجها سلطة الائتلاف والإدارة الأمريكية وعن تداعياتها في الساحة العراقية وعن عدم القبض على هذه الجماعات من قبلهم . هذا أمر ، الأمر الثاني هو أن سلطة الاحتلال التي جاءت لتحرر العراق فلماذا الآن تقوم بذبح الشعب باسم الديموقراطية ؟! لماذا لا تكون سلطة حكيمة وتسعى للحل السلمي واسترضاء المختلفين معها ومع مجلس الحكم بدلا من هدم البيوت ومحاصرة المدن وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ؟! . لماذا تفرض سلطة الاحتلال جبروتها على الشعب العراقي بدءا من صياغة قانون إدارة الدولة غير الشرعي والمعترض عليه من قبل شرائح عديدة من أبناء العراق ، و انتهاء بتشريد العراقيين خارج مدنهم وبيوتهم ومنعهم من الوصول إلى المستشفيات بسبب القصف العشوائي واللاشرعي الذي تقوده قوات التحالف على من أسمتهم بالخارجين على القانون ؟! . ترى هل تعتزم قوات التحالف هذه المرة قيادة حرب رابعة في منطقة الخليج ، ولكن هذه المرة ضد الشعب العراقي برمته؟وليس ضد قيادته الدكتاتورية التي أبادت الشعب وحاربت إيران وسحقت الكويت ؟! من خلال سحقها لجيش المهدي بالقوة أو اعتقالها لقائد ومنشأ جيش المهدي السيد مقتدى الصدر ، أو قتله ، وإذا لم تنجح قوات الاحتلال من تدمير جيش المهدي و تصفية الصدر أو اعتقاله فهل تعتزم جعل هذه المليشيا الشيعية تتحول إلى مقاومة سرية تتحرك في الظلام لتشن حربها ضد التحالف منفصلة عما يسمى بمقاومة الفلوجة أو المثلث السني فتنقلب إلى حرب طائفية يشعلها المحتل في جنح الظلام ثم يحولها كما يريدها إلى حرب طائفية شاملة تمتد لخارج حدود العراق والتي بدأت بوادرها تظهر في الكويت؟كما أنها لم تنطفئ في السعودية كما ظن البعض بظهور ما يسمى بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني . وكما هي الحال في دول الخليج الأخرى كقطر والبحرين والإمارات واليمن إيران وسوريا الدولتين الأكثر مشاغبة في منطقة الشرق الأوسط و ليس الأردن ولبنان عنها ببعيد . نقطة عبور : • أوقفوا نزيف الدم في العراق . • وكفوا عن العبث يا سلطة الاحتلال .. • إن كنتم كما تزعمون محررين .. وليس غزاة .. • اصدقونا القول والفعل .. وكفوا عن إحداث الموت • في صفوف الأطفال والنسا ء والشيوخ . • وفي صفوف العلماء .. • ولا توجهوا قنابلكم العنقودية ضد المساجد والمشاهد . • فإن تجاوزتم الحدود وفعلتم ذلك ضد المقدسات . • ستمطركم شعوب المنطقة كلها بوابل من الغضب العارم . • وعندها لن يغادر جندي من جنودكم إلا كمجرم أبيد بيد الأحرار . • أو هاربا من بطشهم وهائما على رأسه في الصحاري والقفار .. • لا تقولوا عندها إن السلاح الذي بحوزتهم بليد • لا يقتل جنديا مختفيا في قلب دبابته . • وآخر يطير بمقاتلته في عنان السماء . • فكم من فئة ضعيفة سحقت بعزمها عظمة الأقوياء . • وسحقتهم وسحقت ترسا نتهم العسكرية . • بإيمانها بقدرة خالق السماء .. • و أوصلتهم للحظة الهرب . • لا تقولوا إنهم جبناء ، فجيش المهدي في معناه • وليس بمن حواه • وقاده وجعله في نظر المحتل منشقا . • فانتبهوا من ثورة الدم والغضب .. • ولا تعتبروها زلة قدم ..أو خطا في التفكير • وإن كانت نيتكم تغييب الضمير • بتغييبكم الحل السياسي العقلي • فإن إمبراطوريتكم العظمى ستزول وحلمكم بالشرق الأوسط الكبير سيوأد قبل أن يصبح واقع . • وديمقراطيتكم الدموية ستزهق روحها قبل صراخ الولادة .. وبكاء المولود . كاتبة وصحافية سعودية مستقلة
#نوال_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجموعة العمل العراقية توجه رسالة إلى السيد كوفي انان ، حول ق
...
-
زينب قدوة النساء آن الآوان لتكنّ كسيدة الطهر ،والصبر ،والصمو
...
-
المرأة السعودية وحقها الحواري
-
المدارس ...للتعليم أم للتمذهب ؟!
-
الدكتور سليمان العقيل ينسف جهود المتحاورين في مؤتمر الحوار ا
...
-
الحوار الوطني ينجح في التقريب بين المذاهب المختلفة و التنوع
...
-
تهميش مناقشة قضايا المرأة الخليجية في المجلس لماذا يا قادة ا
...
-
هل تتحول السعودية إلى مملكة دستورية يحكمها ممثلي الشعب المنت
...
-
مبروك أقولها من الأعماق للشعب العراقي المقهور
-
خيار قادتنا في التغيير خطوة موفقة نحو الإصلاح
-
الحوار المتمدن لغة الكلمة الحرة وصوت الأقلام المقهورة
-
هل يتراجع مشايخ وعلماء السنة عن فتوى تكفير الشيعة ؟!
-
دور المرأة الشيعية في الحياة العامة - السعودية
المزيد.....
-
أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل
...
-
الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر
...
-
الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب
...
-
اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
-
الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
-
بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701
...
-
فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن
...
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|