|
الجمل بيبي رخيص
راضي كريني
الحوار المتمدن-العدد: 2648 - 2009 / 5 / 16 - 09:54
المحور:
كتابات ساخرة
لم يعد خافيا إسهام شمعون بيرس، رئيس الدولة، الملقب بالخاسر-" لوزر" !، في تشكيل وصيانة وتزيين وتجميل حكومة بيبي- ليبرمان- براك. يظهر أنّ بيرس أخذ على عاتقه وقبل على نفسه أن يكون سكرتيرا لبيبي ومبعوثا له، متذرعا بمصالح الدولة العليا!، ليقوم بمهمة تجميل وتسويق لحكومة بيبي اليمينية المتطرفة للإدارة الأمريكية الجديدة وللقيادات العربية التي سئمت الذرائع الأمريكية-الإسرائيلية لفشل المفاوضات السلمية. مزّق بيرس ثيابه في إقناع أوباما وإدارته بأنّ حكومة بيبي حبلى بالمفاجآت السياسية! وبأنّها شريكة للمعتدلين العرب في تخوّفاتهم من النووي ومن المدّ السياسي الإيراني! لعلّ أوباما يرقّ قلبه ويتسع صدره ويتحمّل، على حساب المصالح الأمريكية، ترّهات بيبي وحكومته‘ من المساواة بين أحمدي نجاد وهتلر، إلى الخطر الداهم من السلاح النووي الإيراني والباكستاني على الحمل الوديع الذي ينشد السلام والوئام وعلاقات الجيرة الحسنة والأخوية!! إن كانت أوروبا تخاذلت عن مواجهة هتلر والنازيّة (حسب الدعاية الإسرائيلية)، لا أظن أنّ إسرائيل النووية ستقف مكتوفة الأيدي أمام التهديد الإيراني (بناء على التصريحات الإسرائيليّة)، إذا " على إيش الهوزعة؟!" يظهر أنّ الرئيس بيرس كالسمكة الميّتة لا يمكنه إلا أن يسبح مع التيّار الحكومي، فحمل أفكار بيبي إلى الإدارة الأمريكية، بأن يقبل الفلسطينيون ويعترفوا بأن إسرائيل هي دولة يهودية! أمّا مهزلة! يقبضون على خناق الشعب الفلسطيني ويقطعون أنفاسه وبالتالي يطلبون منه أن يعترف بمصداقية جلاده!! في الحقيقة، لا تحتاج إسرائيل لمثل هذا الاعتراف من الفلسطينيين، بل تستهدف من ورائه إسقاط حقّ العودة للاجئين الفلسطينيين وبالتالي تعثير المفاوضات، لأنّ لبيبي حسابات واهتمامات في كسب المزيد من الرأي العام الإسرائيلي الذي يطرب ويفتتن لسماع شعار يهوديّة الدولة الإسرائيلية. فمن أفضل من بيرس ليلعب لبيبي كحلقة وصل تربط بين أوباما والشعب الإسرائيلي والزعامات العربية؟! فهو قاسم مشترك وعابر للأحزاب (كرئيس دولة) وللقارات ( له علاقات وسياسي مخضرم وحائز على جائزة نوبل للسلام) ومحترم في ديار بني أوباما ( لتأثيره على الإيباك وعلى رام عمانوئيل وعلى المحافظين الليبراليين-هيلري وغيتس)، ويصف التهديد الإيراني والنووي الباكستاني بأدق وأجمل الكلمات المثيرة للشفقة وللرعب فعلّ الرباعيّة (هيئة الأمم والإتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة ) تستسيغ وتقتنع وتغض الطرف عن تكريس الاحتلال وتوسيع الاستيطان وسياسة النهب والإذلال....لتبقى إسرائيل مسيطرة على الأراضي والمياه والأجواء وعلى الطيف الألكترومغناطيسي الفلسطيني. ولعلّ بيبي يستطيع ابتزاز أوباما بضمانات أمنيّة جديدة ( والإدارة الأمريكيّة كانت وعدت بها) وبتطمينات سياسية عربيّة أمريكية لا رصيد لها لأنّ القضيّة الفلسطينية أصبحت أكبر من أن تتحمل الإدارة الأمريكية تداعياتها وإسقاطاتها وتأثيراتها على المصالح الأمريكية ( هذا ما أكّده جورج ميتشل المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط أمام الأوساط الإسرائيليّة). تستطيع الإدارة الأمريكية أن تشتري الجمل-بيبي بأبخس الأثمان لولا المربوط في ذيله! ذكّرتني العلاقة المتناغمة والمتماهية بين بيبي وبيرس وإيهود باراك بحكاية رجل مريض، كان عنده جمل، فنذر إن شفاه الله من مرضه ليبيعن الجمل بدرهمين. فشفي.. وعزّ عليه أن يبيع الجمل بدرهمين. فجلس حزينا يفكّر في طريقة تنقذه من الورطة. فجاءه صديقه بالحلّ، بأن يربط في ذيل الجمل قطا وينادي بالسوق: الجمل بدرهمين والذي في ذيله بألفين! فصار الناس ينظرون إلى الجمل ويقولون: الجمل رخيص لولا الذي في ذيله! وبيبي رخيص لولا بيرس وبراك اللذان في ذيله! بعد أسابيع ستتضح صورة أوباما أكثر وسيظهر إن كانت هناك ادارة جديدة أم" تي تي مطرح ما رحت جيتي"، أو كما كان يستطيب لكاتبنا إميل حبيبي القول :" كأننا يا بدر وبدور لا رحنا ولا جينا". رغم التشاؤل الحذر من الإدارة الأمريكية الجديدة سيصاب العرب بالخذلان إن خرج أوباما بعد لقائه ببيبي بتصريحات مبهمة مغلّفة بالتعذّّر وبالتذرع! فالصراع العربي الإسرائيلي لم يعد يقبل التأجيل. الوضع الحالي والحقائق تقول إمّا الحلّ أو الانفجار خلال سنة أو سنة ونصف، كما تكهّن العاهل الأردني في مقابلة لجريدة التايمز اللندنيّة نشرت يوم الاثنين 11-5-2009 . نشوب حرب جديدة ستغطي مساحة أكبر من الشرق الأوسط! فأوباما كان أيّد ووافق على المبادرة العربية للسلام في سنة 2002 ويعرف جيدا أن السلام يبدأ بقبول إسرائيل لقرارات الشرعيّة الدولية ومؤتمر مدريد، الأرض مقابل السلام، ويعرف أنّ من نتائجه سلاما بين إسرائيل و57 دولة إسلامية وعربيّة. فان كان أوباما جادا سيكون الإثبات وقف بناء المستوطنات والجدار ورفع الحواجز والحصار .... إلى زوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وحل قضية اللاجئين والسجناء والمنفيين.
(كفرياسيف)
#راضي_كريني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لو كنتم بشرا،لاعتذرتم
-
هل البديل المهدد للمفاوضات هو دولة واحدة من النهر إلى البحر؟
...
-
أو..... با.........ما فانوس أمريكي
-
تداعيات أزمة الغذاء وغلاء الأسعار العالمية:حين تلجأ الرأسمال
...
-
لو خيًرت ما بين أن أكون سياسيا أومبدئيا
-
قم يا بني وانجح!
-
لجنة المتابعة.. مؤهّلة لخوض وقيادة معارك الاقلية القومية الع
...
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|