أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - طفولة ضائعة















المزيد.....

طفولة ضائعة


عبدالنبي فرج

الحوار المتمدن-العدد: 2648 - 2009 / 5 / 16 - 04:24
المحور: الادب والفن
    



1
وأراني وقد صلبت علي جزع نخلة محروقة الجريد في قلب أشجار التين ألشوكي – المزروعة في الصحاري بجوار الترعة وبجوار سيدي عيسي موسي والأماكن التي لا تروي عن طريق الري الفيضي بل عن طريق الآبار المنتشرة في الصحاري وموضوع أعل البئر عودا مصنوعا من الغاب الأفرانجي الصلب والمربوط في آخره
بحجر والطرف الأخر معلق بحبل طويل ينتهي بصفيحه تغرف الماء الرطب من قاع البئر
الشمس تقف فوقي , تترصد- بدني وأنا مربوط بحبل غليظ من الليف الخشن الذي بدأ يغرس في لحمي ولا أعرف لماذا – صلبوني وتركوني في قلب الأشجار الموحشة وألواح والتين العريضة تكبي علي روحي وحيدا أحيا .ة هل ستخرج حية من تحت الأشجار وتدس سمها القاتل في عروقي ؟ وأموت في العراء, مسلوخ الجلد غريبا, تتخطفني الغربان والبوم في وحسية. هل من نهاية ؟
هل من أخر لهذا الألم الرهيب والهزائم الصغيرة التي تستنزفني والدم الذي يسيل مني بلا انقطاع أبدي ..
أشجار العنب تبرك علي شجر التين وأري حب العنب الأصفر متوهجا تحتويه ألواح التين وترطبه .. هذه الرؤية تخلق رغبات مسعورة تدفعني للجنون وعيني تدور بلا انقطاع باحثة عن طريق .. نهايات, صورة, لا شيء .. خواء يغلف الكون وأشجار التين بأوراقها العريضة والشوك الخشن مشرع في وجه الشمس وطيور سودا صغيرة منتشرة في السماء وكأنها أغربة صغيرة جماعات تضرب بأجنحتها النحاسية فوق قلبي
الذي أهدر من مدة طويلة .
آه تشرخ فضائي وتتبع خطاي والطيور الوحشية تخترقني وتتركني ثقوبا سوداء بلا عيون ورغم ذلك أري , عذاباتي , صرخاتي التي تضيع هباء وأري من بعيد أنثي تطير في السماء نحوي حتى تصبح قريبة مني , أنثي بيضاء رشيقة القد , تقترب مني في دلال وثديها – وذراعيها عاريين وهي تهز أردافها في قوة وتشخر في غنج ويخرج منها صوتا ناعما يشبه الغناء تصطك له أسناني حتى تحولت أشجار التين الخضراء الي فرقة موسيقية تعزف موسيقي حية وحشية وأري الكلوت الأحمر يحز في لحمها الأبيض المليء وسيقانها تضوي تحت الغلالة الرقيقة –اهتاج بقايا جسدي الحي وحاولت أن أفك يدي لكي أتحسس ما بين فخذي فيغرس الحبل الخشن في جسمي, والراقصة المخبولة تزيد من هز ردفيها ثم نزعت السوتيان - هذا تعذيب محض وبلآن ثدياها مشروعا في وجهي وهي تطلق شخيرا هائجا يلهب أعصابي التي تئن في وحشية جعلتني اعوي........
يبدو أن لي جسدا سيتهشم ذات يوم
ويخلق لي إناثا مفقودين
يرقصون في قاع روحي
فتصحو ذاكرتي
التي حشية بالرمال السوداء
وتكلست علي وقع المياه الباردة
والمساء الموشوم بالكوابيس,
الأحلام الفاترة
في عزلة اليأس أنتظر
منصتا لصوت أقدامي
في الشوارع المتواطئة ....
ثم قالت لي الأبله: تعال أنت "وأشارت علي بالخرزانة " جنبي علشان أنت شقي وكنا في نهاية العام ونراجع في الإملاء , كانت الأبله تجلس علي كرسي مذهب ويغوص جسدها الطري في عمق الكرسي وأنا بجوارها , بدني الصغير يحس سخونة جسمها الطري وملمسه الوثير والخيرازانة تطلقها في الهواء وتشير بها إلي الأولاد – الذين ينظرون في كراريس بعضهم وقد نمل جسمي حتى كدت أغفوا وأنا أشم رائحة جسمها وهي ترتدي جلبابا بيتي وردي من الكستور والطرحة البيضاء تسدل علي كتفها ووجهها الصبوح بدأ بهيا
الغرفة التي نجلس فيها مطلية باللون الأصفر الذي يتوهج في ضوء اللمبة وصور زفافها معلقة علي الحائط , مع الأستاذ حسن الذي يرتدي بدلة سوداء وكرافت ويضع يده علي كتفيها وهي تحمل الزهور البلاستيك في آنية من الخزف الأبيض المرسوم عليه زهور حمراء بان كتفها وقد شف الثوب عن ذراع أبيض أبيض لين وبرواز آخر فضي يلمع وبه شهادة المعلمين العليا ثم صورة الأستاذ حسن وهو يسلم علي الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العلم ويحكي أنه بكي في ذلك اليوم , وقال له أن أبويا اللي مات .
قم هات الراديو من الأوضة الثانية
أزاحتني بالخيرزانة في صدري , فقمت وقد نبت العرق ساخنا علي جبهتي , كان هذا موعد ومسلسل الخامسة وكان يذيع مسلسل بيوت بلا جدران بطولة نور الشريف وبوسي والذي كنت متابعا لحلقاته مع أبي
قمت من جوارها وفتحت الباب المؤدي إلي الصالة هاشا الفراخ التي تنط من مكان إلي آخر والحمام يطير ويدخل الصائح المعلقة في عروق سقف البيت وعندما اقتربت من غرفة النوم ذادت دقات قلبي وتوقفت قدمي عن الحركة وعيني تبحلق علي المجهول الذي لا أستطيع اجتيازه
2
ذهبت مبكرا لحضور الدرس , دققت الجرس ونظرت من شراعة الباب , ورأيت الأبله تخرج من غرفة النوم بجلبابها البيتي الثقيل المخطط باللون البني الفاقع وشعرها الطويل هائشا وتقابلني بابتسامة ودودة ووجهها يطفح بالدم الخالص ,تفتح لي الباب وأنا ورآها ناظرا إلي الأرض ثم تسير إلي أن أجلس علي الكرسي ثم أستوقفها بنظرة رجاء , نظرة إلي في استغراب قلت : أبويا : باعت حساب الشهر الي فات.
وأمد يدي لها بالريال وأكون قد بكيت وتمرغت علي التراب وشددت شعري حتي تتصرف أمي في فلوس الدرس .
أزاحت الريال بيديها فأحسست نعومة يديها
شكرا
نظرت إلي وهي تبحلق : شكرا أيه ياواد بقول لك خذ . ووضعت لي الفلوس في جيب البيجامة وقد بللني العرق وكدت أن أبكي .. أريد أن أعطي الأبله حساب الشهر. تزيحني بالخرزانة لكي أجلس علي الكرسي و أغوص في بطن الكرسي الوثير ناظرا إلي الصور المعلقة منصتا لصوت دق الطلمبة الحاد وضجيج العيال في الشارع وأنا قلق ووحيد , أنظر إلي السقف النظيف والصورة السوداء المعلقة وأشعر بالندم والخوف من دخولي وكأنني دخلت في فخ منصوب أقرض في أظافري وأنتقل من مكان لأخر وخوفي من الخروج . كيف أخر ؟ أكن في مكاني حتى لألفت الأنظار حتى سمعت الأستاذ حسن يذكر أسمي من داخل البيت , سقط في جب سوداوي بلا قرار , لماذا ؟ ما الذي جري , أقوم , أجلس , أنزوي في ركنا مشتتا منتظرا قدري , حتى وجدته يفتح الغرفة بعنف ويجدني جالسا علي الكرسي التي تجلس عليه الأبله ويخرج مسدسه الأسود الألمع من جرابه ويندفع نحوي ووجهه يمور بالغضب
أنت أزاي تعمل كده يا واد يا ابن الوسخ
وأندفع في بكاء مر ومفاجئ لي ولا أستطيع أن أرد فقد جف حلقي وأنحشر الكلام وغارت ذاكرتي تماما ,وهو يشير بالمسدس نحوي
أتكلم يا حيوان يا أبن الكلب وألا حا ضربك بالرصاص
وأحاول أن أتكلم ويخرج مني صوتا مبحوحا وعواء يشبه عواء كلب مجروح ,اسرسع وتندفع الرصاصات في جسدي نقط سوداء صغيرة مثل لوزة معطوبة , أتقافز كالقط , فأر والدم يتناثر علي الحوائط والصور المعلقة والكراسي والمرايا والشبابيك . فتحت الباب والدم ينزل من جسدي كصنابير مياه صغيرة , جريت حافيا خائفا مرعوبا , أجتاز البيوت وأعمدة النور الخشبية وأقراص ألجله المرصوصة علي حواف البيوت والقش والماء القذر المدلوق والأسوار الطينية وأدخل في قلب الحقول حيث أشجار العنب والجوافة والبرتقال المتناثرة علي الجانبين حتى أصل إلي عمق الصحاري في الخلاء يحوطني الرمال الناعمة وشجر العكرش المنطوي وأسراب النمل تتلوي في متاهة أبديه
3
أيقظني أبي من نومي عند أذان الفجر وعندما نمت مرة ثانية دلق علي ماءا باردا لكي أذهب معه الشغل في أرض "سلام" وكان أبي يعمل ريسا للأنفار في موسم البطيخ والشمام , طار النوم من عيني وسرت ورآه شبه نائم وهو يضع الكوريك السماوي علي كفه الأيمن , نسير في الشارع وقد امتلآ الكون بغبار خفيف وندي صابح وهواء رطب يرعش البدن رعشات خفيفة وناعمة حتى وصلنا إلي دكان عم إسماعيل بائع الفول عندما وصلنا . صفق عم إسماعيل
أهلا .أهلا بالطر وبش .
أهلا باللوح وعندما رآني قال : أنت أبن الطروبش
أبويا مش طروبش
عليه الطلاق طروبش .
ضحك أبي وقال: بعد ما لمناك تشتمني يا صايع يا مطرود من ناسك
لم نفسك يا خويا أنت.
كان عمي إسماعيل ل يبدأ قلي ألطعميه بعد وهو يسلك البابور الذي يخرج دخانا اسود ثم بصق عليه .. ويسلك بالإبرة وأعطي نفسا ,فاندفعت النار في قوة فوضع القصعة السوداء واخذ يملا ألجركن من الزيت الموجود في البرميل الأسود الملطخ وهو يغني اغانى النسوان وأبي يستمع ويضحك وهو يرقص ويهز كرشه وأردافه في حركات بهيجة وعم إسماعيل قصير ثخين يرتدى جلبابا ازرق قذر وعيونه دائما حمراء ويسكن في بيت بالإيجار في عزبة ياسين مع الغرباء الآتين من اشمون أو جريس والمناشى واستقروا في البلد وعندما انتهي من قلي الطعمية لفها في قرطاس طويل وحمل ابي العيش الطري ثم ناوله الفلوس .
يا له كل عيش قمح وادع للحج بس أوع تتعود .
والله لو كان فيه الخير ما كان رماه الطير .
اقعد اقعد يا جدع دا أحنا جابين نمدنكم .
طيب يا خويا والله آخر زمن.
وناولني أبي السبت وسرت وراءه وهو يلف السيجارة في صبر ساندا الكوريك علي كتفه والسبت بدا يزداد ثقله واتاخر عن أبي الذي يزيد من خطوه وانقل السبت من زراع إلي أخري وأنا الهث وكل آن يناديني وعندما تعبت حملت السبت فوق راسي وعندما رآني أبي صرخ في :مد يا ابن الكلب نزل السبت من علي راسك .. يا مره
الشمس قد أشرقت قرصا احمر علي روحي وندمت علي الطلب من أبي الذهاب معاه والعصافير تزقزق متنقلة بين أشجار الموز والسحب الرقيقة بدأت تختفي وساقي بدأت متعبة
4
سحبتني أمي من يدي وسارت بي حتى وصلنا إلي سراي العمدة الذي يوزع كسوة رمضان , وألتم الخلق حول السرايا حتى بدا وكان البلد كلها هناك , والكلوب الموضوع أمام السراي يدفع أمواج العتمة ويصدر منه وشيش خافت وعندما فتحت البوابة اندفعت الخلق في مواجهة العمدة الذي يجلس على كرسي مذهب جسده السمين يغوص في قلب الكرسي وبجواره ملابس ملفوفة في الأجولة والفغر يدورون حوليه , يحاولون تنظيم الناس (وعندما اشتد الزحام حول العمدة :اندفع الفغر في ضرب الخلق بالخيزانه علي أجسامهم ,فابتعدوا مذعورين
انتهي العمدة من شرب القهوة وأشار إلي احد الخياطين ففج الأجولة بالمقص الكبير,تركتني أمي فاندفعت في شراسة تفج الحلق في عزم وقوة ولا تأبه بالشتائم التي تنهل عليها حتى اقتربت من العمدة واخذ يلف لها الخياط قطعة القماش الكستور وعندما انتهي كان الزحام قد خنق العمدة وبدا وجهه الأحمر ينز منه العروق وتقدم احد الفغر واخذ يضرب الحاضرين ومنهم أمي تحاول أن تتفادى الخرز انه التي تنزل علي جسمها .
سقط احدهم وسقطت أمي هي الأخرى ثم جرت مبتعدة وانزوت في ركن معتم وأخذت تبكي وعندما اقتربت منها مسحت دموعها بالطرحة وقد سقطت التربيعة من علي رأسها وأخذت تطبق القماش الذي اسود من التراب .
معلش يا أمي فأمسكتني من ذراعي بعد ان وقفوا في طابور .
_ادخل أنت كمان هو حد عارف حاجة .
وكأنني سقطت في بئر بلا نجاة .
أنا معرف خالص . أنا مش عايز ...

ومسكتني وأخذت تهزني بيدها مش عايز ازاى يا روح أمك . والنبي يا خاله أم السعد خديه وراكي
..والتفت المرأة الطويلة كالظل وبربشت بعينيها بعينها الساقطة في بئر .
حاضر يا أختي هو مش عيش وملح ..تعالى يا ابن الغالي ..
وسحبتني خالتي أم السعد,ثم أخذت تدعو للعمدة وأبيه حتى انفطر من عينيها دمع غزير . فابتسم العمدة واخذ يلم ويفرد ويرمى في حجة أم السعد حتى انتهي من الثوب ,واصفرت وجوه الخلق حسدا ثم سحبتني ودفعتني أمام العمدة وأنا خائف غير قادر علي الحركة وأنا انظر إلي عينه الزرقاء والفغر الذين يلتفون بوجوههم الكالحة الجهم وشواربهم المحفوفة والبنادق المعلقة علي أكتافهم متدثرين بالبلاط الثقيلة وينظرون إلي بعيونهم الشريرة
أنت ابن مين يواله ؟
ولم استطيع أن أرد فانحشرت الكلمات في حلقي , وغام كل شيء ولم تعد تحملني قدمي واسمع أصوات تأتي من بعيد ...أريد أن أرد وأقول شيئا اجتاز أشجار التين ذات الألواح الطرية ألصلبه الخضراء الممتلئة والقحف التين الجافة التي سقطت في الأرض تخت جذع الشجر الضخم وتحتوي الثعابين الصغيرة بجسمها اللين الذي ينساب في نعومه وتنط وتلف جسمها حول قدمي تلسع في وتمص دمي وتنظر إلي بعيونها الزجاجية ولا تأبه بعذابي الذي طال.
5
وعندما رأيت ألواد زحلوق النشع يجلس بجوار بيتهم بعزبة يس بجوار بركه النشع اللي الناس ترمي فيها الموز العيان ومياه الغسيل والخره الخارج من البيوت التي تدور حول البركة المبنية بالطوب الني وكسر الطوب الأحمر والمضروبة بالمياه الجوفية التي تآكل الجدران في عناد تتركها تتساند علي بعضها ويسكنها أجراء وسارقو الحمير والعيال يلعبون في البركة وهم يركبون شجر الموز العيان ويدفعون في الماء الأزرق الراقد وهم ينزعون أوراقه العريضة المشرشره والجافة ويتركون لحمها الأبيض الدسم والملفوف في نعومه وكأنها ساق أمراه شبعانة وقد نهش الناموس وجوههم فبدت نقط صغيره حمراء _ زرق العيون صفر الوجوه وآبائهم مضربون بالصفرة والديدان قد نشبت مخالبها في جوفهم وهم لامبالون يركبون عربات الخراء ويسيرون في البلد والماء ينز منها في خط طويل لا ينتهي وتجرها حمير عاجزة (تزك) ولا تأبه بالسياط النارية عليها في قسوة وهي تسير في مهل وقد كتبت علي مؤخره ألعربه (متبصليش بعين رضيه شوف اللي مدفوع فيه ) او (متبصليش من ورا دانا معبيها خره) ملاكي 1965_ جيزة ) خلع العيال ملابسهم وبدت أجسادهم بيضاء وثخينة وهم يضربون في الماء وعندما راني زحلوق اقترب مني وعينه الدامية تخر (مش) ويلبس قميصا من الدبلان وشعره الأسود دائما منكوش
أيه رأيك...اقلع
لا يعم أمي تضربني
وهى تعرف منين ؟
لا يا عم انزل أنت
ياد دا السمك بيشغى ..اقلع. ثم تركني .. خليك دا أنت عيل وعمرك ما تبقى راجل ابد.

خلع القميص وناولني إياه وبدا عاريا وتقدم نحو الماء وجسده الضامر قد اسود وبان وكأنه قطعة من البركة ونزل جسده يغوص في قلب الخراء ويزيح شجر الموز السائر ,ثم قفز في قلب البركة (بلا نص )واختفي تحت الماء الراقد المضروب بالزرقة ثم خرج وبيده قرموط سمك ثم قذف بالقرموط شايف...ثم غطس مرة أخرى ولم يغيب ألا وفي يده قرموط آخر بطول الزراع قراميط سليمة مضروبة بالزرقة والسواد وبطونها بها لفحه بيضاء .
خذ ورمي القرموطين مرة واحدة .
تناثرت قطع صغيرة من الطين الأسود اللزج الممزوج بالخراء علي جلبابي .
مش تحاسب؟؟؟!! أنت اعمي ابن كلب .توقف عن الصيد ونظر إلي فندمت إنني شتمته وخرج من البركة وجسده الصغير الضامر وقدمه الرفيعة كعصاه تدفع الموج الصغير الراقد في قوة لأتناسب جسده لم استطيع أن اجري وهو يتقدم نحوى . الطين الأسود ينزلق علي جسده في خطوط ثقيلة ثم وقف امامى وكله تصميم وعيونه الصغيرة تتراقص في حدة وقد زال (المش )منها ...أنا أبن كلب يله ؟ قلت شايف الجلابية باظت أزاي وأمي حاتضربني
تركني وتناول حفنة من التراب وأخذ يفرك في يده ثم رجع الي ووجهه المربع ممصوص وممتلئ بالدمامل الصغيرة السوداء ثم أخرج عضوه و قال لي شايف الدم وأخذ يرسم بالماء النازل خطوط حمراء ..قلت بود
من أيه ده ياد يا هاني
أصل أنا عندي بلهارسيا ... حاولت أن أنسيه الشتيمة التي شتمتها له
هاني .. هاني أزاي اصل للثعبان الأخضر
ضحك ونظر الي في سخرية ... أجري ياد أنت عيل لم تكبر
ورحمة خلتك فتحية لا تقول ياهاني
أنت عايز الجوهرة
آه
دا عايزه ولد قلبه ميت ... يعني يا قاتل يا مقتول
جربني .. قول بس ..
دا راقد في شارع السهراية وحرساه أم برزاز حديد وعيالها السود
دا فتوات وشباب عترة ضيعت نفسها للوصول للجوهرة ومعرفتش
زي مين
عمك الشحات
عم الشحات
أه
دخل شارع السهراية بالبلطة وظل من أول الليل حتى قرب الفجر في صراع مرير مع أم برزاز حديد وانتهت المعركة بجسد عمك الشحات أشلاء



#عبدالنبي_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسد في ظل
- فصل من رواية ريح فبراير


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - طفولة ضائعة