سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 09:03
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، المرتقبة، إلى مصر لمخاطبة العالم الاسلامى من عاصمتها، هى حديث الساعة.
والزيارة المرتقبة التى سيقوم بها رئيس أكبر دولة فى العالم إلى القاهرة هى بلاشك حدث مهم من أكثر من زاوية، وهذا الحدث يحتمل التحليل والتقييم دون تهويل أو تهوين.
لكن الزاوية التى لم تخطر على بال هى تلك التى رصدها الصديق العزيز صلاح حجاب شيخ المعماريين المصريين بنظرته المتميزة، حيث تفضل وأرسل لى بهذه المناسبة – صورة من خطاب أرسله الرئيس الأمريكى هارى ترومان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى الملك عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية فى 10 فبراير 1948 ، أى قبل قيام دولة اسرائيل بثلاثة أشهر.
وفى هذه الرسالة يقول ترومان للعاهل السعودى "أستنجد بكم باسم السلام العالمى وباسم الانسانية المعذبة لتستخدموا نفوذكم العظيم فى وضع حد للحرب الأهلية الناشبة بالأرض المقدسة بين أهلها العرب واليهود وذلك بأن تندبوا العرب إلى مسالمة مواطنيهم اليهود فكفى ما أصابهم من الاضطهاد النازى وسياسة الابادة التى اتبعها معهم.. مما أعتقد اعتقادا جازما بأن ذلك لا يرضيكم".
وبعد هذا "الاستنجاد" يلجأ ترومان إلى التهديد المبطن حيث يقول "انى لا أكتمكم أننى أخشى إذا تمادى هذا الحال أن يتكدر صفو العلاقات الطيبة بيننا، وتصاب مصالحنا المشتركة بأضرار بالغة – لان شعب الولايات المتحدة شديد العطف على اليهود المنكوبين الذين خضعوا لقرار التقسيم على الرغم من عدم وفائه بكل مطالبهم، فجدير بالعرب ألا يكونوا أقل من اليهود رغبة فى إقرار السلام واحتراما لقرار الهيئة الدولية الموقرة"
وبين "الاستنجاد" و"التهديد" نرى جذور الموقف الأمريكى من الدولة اليهودية – حتى قبل قيامها – وهو ما أشار إليه المهندس صلاح حجاب فى رسالته الرقيقة بقوله "بعد أن رفضنا قرار التقسيم الذى أعطى الشرعية لإسرائيل وفلسطين نسعى هذه الأيام لتواجد شرعية لدولة فلسطين؟! وقد تجد فى هذا الخطاب ما يؤكد استمرارية ما وقر فى الضمير الأمريكى عن "لماذا إسرائيل"!!
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟