حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 01:40
المحور:
الادب والفن
6مائة يوم في أمريكا
لا شيء يبقى على حاله
.
.
سمعت التلفون يرنّ. أصرخ بأعلى صوتي
لا سؤال ولا جواب. ضجيج
.
.
أنا أيضا تؤلمني كلماتي
ناديتني باسمي
فأحببته.....تكتب سوزان التي
لا أحد يشبهها
*
أول سوري يفاجئه منعي من السفر أنا
أول سوري يصدمه ما لاقته فريدة السعيدة في أمريكا أنا
_ أين تعيش يا حسين_وبعضهم للتدليل أكثر يا حسون؟
في بسنادا...ومن قبل مشروع شريتح والضاحية....
مقاطعة غاضبة_أقصد هل تعيش في المريّخ....!
.
.
إذا كنتم تعرفون سوء الواقع الفعلي بهذا الوضوح...ماذا فعلتم؟ كيف تحتملون!
ضجيج على طرفي الخطّ
همهمات,أوساخ لاوعي يتكدّس وخرابه منذ قرون.
هل تعود فريدة السعيدة كما أعرفها وأحبها.......؟!
*
اليوم يدخل الشهر الثالث على انقطاع الاتصال.
(أبو+أم) أيوب.....بقية العمر
تركنا للمصادفات والضرورات تقود خطانا المتعثّرة في الأمس واليوم وغدا...
في أمريكا مرض وفي سوريا طاعون
لا تبكي يا فريدة
لا تمسحي الدموع,لا تحزني
ليبقى الضحك بيتنا,هويتنا,ماهيتنا
حتى يعود العقل,الإحساس,الوعي.....إلى سوريا وإلى أمريكا
سنقبل اعتذارهم
ونضحك معا حتى ينتهي الزمن.
.
.
لا تتعجلّي يا فريدة السعيدة
لا تطلقي الأحكام المرتجلة,ولا تضعي الحدود في حالة ضعف أو خوف أو غضب ومرارة...
يأتي يوم
وتعتذر سلالاتهم من اسمك_من ذكراك
يأتي يوم
بلا ألسن منتفخة,وخصيات مجوّفة بعقد النقص...أل بديعة بلغة البلاغة المتعفّنة
يا فريدة السعيدة
على مهل. على رسلك
كفاك زحفا يا زوجتي العزيزة
انظري إلى النجوم
افتحي النافذة
جرّبي لمرة واحدة لذّة الطيران.............يا فريدة
_هل ستعتذر( سوريا) رسميا منك؟
_هل ستعتذر (أمريكا) رسميا منك؟
لا أعدك....بسرعة
الآن وهنا
تعرفين وأعرف/الخاسرون لا يبشرون إلا بالخسارة
جرّبنا مرة وثلاث.....ألم تتعبي من الرهان على الجثث!
.
.
افتحي النافذة
وانظري إلى القمر
والنجوم
واستمعي إلى صوتك الداخلي العميق
بدون تشويش
*
لمرة واحدة
اسمعيني يا فريدة السعيدة
لمرة
واحدة
لا شيء يبقى على حاله............
بصحّتك.كأسك. ناس دروفا. تشيرز.........فوتر سانتييه
.
.
بستنظرك
رغم الأساوة بمنظرك بستنظرك
رغم الشتا والبرد والرعد المخيف
بستنظرك
_اعذريني.........
سكران. سكرت. صحيح
...........هذا الاستثناء الوحيد من
مائة يوم في أمريكا/حلم يتحول إلى كابوس
بعدها
بعد عودتك بسلام....
بعد موافقتك ورضاك...أكمل....أو
ابتلع لساني
وأصمت
إلى الأبد
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟