صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 809 - 2004 / 4 / 19 - 06:02
المحور:
الادب والفن
الجزء الثالث
[نصّ مفتوح]
.... ..... ......
تضربُ بالخاطورةِ
فوقَ السنابلِ
ترتعشُ الحبيبات فرحاً
تخرجُ الحنطة بابتهاجٍ إلى النورِ
تداعبُها خيوط الشمس
ويغمرُها دفء النسيم
عجباً أرى
كيف (ستُسَرْكِتي)
هذا الكديس الكبير لوحدك؟
ابتسمَتْ ..
تناهى إلى سمعي
صوتها المكّحل بنقاوةِ الحقولِ
إني عطشانة ..
جلبْتُ لها طاسةَ ماءٍ
من الجرّة المخبّأة
في حضنِ (كديسِ) الحنطة
شربَتْ بمتعةٍٍ
كأنّها ترتشفُ نبيذَ الحياةِ
كوباً آخر!
أهرعُ مثلَ الحجلِ
تفضّلي
تشربُ بتمهّلٍ وهي تنظرُ نحوي
أسمعُ صوتَ ارتشافها
تبتسمُ ولم تُجِبْ عن سؤالي
عفواً أختي
هل لِوَحْدِكِ (سَتُسَرْكِتي)
كلّ هذهِ الأكوامِ!
ستساعدني أميّ!
أمّي في السبعين من العمرِ
لكنّها ستساعدني على الخفيفِ
على الخفيفِ أو الثقيلِ
لا أقبلُ أن تساعدَكِ أمّي
مَنْ سيساعدني؟!
أنا سأساعدُكِ
نظرَتْ إلى عينيّ
دمعتان ساخنتان خرّتا
مِنْ عينيها الواسعتين
ثمَّ اقتربَتْ نَحْوِي
باسَتْنِي على خدّي
رغوة خفيفة من الفرحِ
ارتسمَتْ على حوافِّ الخدِّ
قالت لي ادرسْ دروسَكَ
كي لا تصبحَ مثلي
ليس لدي دروساً في الصيفِ
اذهبْ والعبْ معَ رفاقِكَ
سألعبُ في كَسْرِ السنابلِ
لاستخلاصِ حبّاتِ القمحِ
..... .... .... .... يُتْبَع!
ستوكهولم: حزيزان 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟