أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مصطفى العوزي - الحلوة دي في قفص العولمة














المزيد.....


الحلوة دي في قفص العولمة


مصطفى العوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 01:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الحلوة دي ، واحدة من أجمل الأغاني التي أدتها الفنانة المقتدرة أميمة خليل ، بمصاحبة موسيقية رائعة للفنان و المبدع الكبير مارسيل خليفة ، في هذه الأغنية ترسم لنا أميمة خليل حالة بنت من مجتمع بسيط ، حيث تبدأ يومها باستيقاظها المبكر ، وما يتبع ذلك في وسط شعبي يلتقي فيه الحضري بالقروي ، من صياح للديك و غيرها ، و شروعها بعد ذلك في انجاز الأعمال اليومية المنزلية في حيوية و نشاط عادة ما تمتز بهما بنات الأحياء الشعبية ، كما تصور لنا في باقي كلمات الأغنية ، جملة من العلاقات الاجتماعية السائدة في هذا الوسط البسيط ، فتتوزع العلاقات بين الناس بعضهم بعضا في قدرتهم على التعاون و التكافل ، و بينهم و بين الله تعالى في إيمانهم بالقضاء و القدر و تقسيم الأرزاق ، مع التركيز على قيم كالقناعة و العفة و الصبر ، حيث لا المال و لا غنى يهمان بقدر ما يهم التشبث بقدرة الله تعالى على الجود و الكرم على عباده و بقدر ما تهم راحة البال و الاطمئنان .
جميلة مثل هذه القيم و الخصال عندما تتواجد في الفرد ، على الأقل ستمكنه من العيش براحة نفسية أصبحنا اليوم في أمس الحاجة إليها ، لكن و مع اكتساح أفيون العولمة الكثير من المجتمعات حتى الأقل تنظيما ، أصبح نموذج البنت الحلوة يقيل شيأ فشيأ ، ليس من باب المبالغة طرح هذا الحكم ، و لكن من خلال ملاحظة بسيطة يظهر ذلك جليا ، فدخول وسائل الإعلام المتعددة من قنوات و فضائيات ، و الانترنيت و الهواتف النقالة بصيحاته المتجددة في كل يوم تطلع فيه الشمس على مصنع بجنوب شرق أسيا و أميركا و أوروبا ، أصبحت عادة الاستيقاظ مبكرا و المحكومة بالنوم مبكرا أيضا ، عادة ناذرة في أوساط شباب اليوم ، أغلبنا يظل منغمسا في عالم حاسوبه إلى أوقات متأخرة من الليل ، فيصبح الاستيقاظ مبكرا من الصعوبة بمكان ، في الليل نرخي العنان لأصابعنا التي تظل متسقتا بالملمس متنقلة من زر لأخر دون أن تشعر بالتعب ، و نحن نتحدث مع أصدقائنا و صديقاتنا ، و في أحسن الأحوال نطالع مقالات أو أخبار أو نشاهد مستجدات الفيديوهات في موقع يوتوب منتدى التعبير العالمي ، في مقابل هذه الفئة هناك فئة أخرى تظل ساهرة مع قنوت الأفلام التي تخبرك مسبقا أنه معها لن تستطيع إغماض عينيك ، فيما هناك فئة أخرى تجمع بين الحسنيين ، بين الشات و عالم الانترنيت و متابعة الأفلام ، هذه الفئة قضت و بشكل مباشر على نموذج البنت الحلوة و الصبي الحلو أيضا ، فقلبت الآية و أصبحت نموذجا معكوسا لذلك ، فبدلا من الاستيقاظ مع صياح الديك أصبح نومها مرفوقا بذاك الصياح .
للأسف هذا ما جنته علينا تبعات العولمة ، في شق عوالم التقانة و شبكات الاتصالات ، فأصبحنا مجبرين على التماشي مع معها ، و يظل الآمل الوحيد هو الحفاظ على نموذج القيم الأخرى الواردة في أغنية أميمة ، على الأقل لن نترك المجال مفتوحا للعولمة لتقضي عليها كما بدأت تقضي على الحلوة دي.



#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن مجتمع قارئ ؟
- المرأة : الضحية الاولى للعولمة
- ستظل الخطيبي في الذاكرة موشوما
- لصوص دون كيشوت و انتهاكات حقوق الانسان
- رحلة
- كسكس شبابي
- التسول فيه و فيه
- في مفهوم السلطة
- نصف قرن على مرور الثورة الكوبية ... فمتى تأتي الثورة العربية
- معبر مسدود
- غارة و مات الحراس
- احتفالات بألوان الدم و الجزن
- هبة من أصيلة
- يا الرايح
- يوميات مهاجر سري : الهجرة بعيون من عاشوها
- سجارة مارلبورو
- أوراق من زمان البستان
- تجربة موت
- ودعا أية
- عندما يسطع شمس الهند يحق لنا الافتخار و التقليد


المزيد.....




- ماكرون يقاطع ترامب خلال لقائهما بالبيت الأبيض.. ما رد فعل ال ...
- أحمد الشرع يزور الأردن ويلتقي العاهل الأردني الأربعاء
- بوتين: زيلينسكي دفع نفسه إلى طريق مسدود بمنع التفاوض مع روسي ...
- فرنسا والفلبين تعززان تحالفهما العسكري وسط تصاعد التوترات في ...
- القبض على 14 متهما في قضية النصب الكبرى بمنصة FBC في مصر
- لماذا تعارض أوروبا حوار واشنطن مع موسكو؟
- العراق يستعيد كنوزه الأثرية: تمثال إله الشمس يعود إلى المتحف ...
- الجفاف يهدد الزراعة في الأردن: خسائر كبيرة للمزارعين ومخاوف ...
- بلدية غزة تشكو من تراكم 170 ألف طن من النفايات
- ويل سميث من قمة الويب 2025.. الفشل هو السبيل الوحيد لتحقيق ا ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مصطفى العوزي - الحلوة دي في قفص العولمة