امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2645 - 2009 / 5 / 13 - 09:17
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بادر " اثيل النجيفي " الى ممارسة دورهِ المرسوم له مِنْ قِبل اخيه اُسامة وأسيادهِ ، في التصدي الى ( المشاكل الجوهرية ) في نينوى والتي تهم الحياة اليومية للمواطن وامنهِ وخبزهِ ، مثل التوجه الى " جبل متي " مع قائد الشرطة وفوجٍ كامل التسليح من اجل " الإشراف " على رياضة الطيران الشراعي المُقامة هناك ! وكأن اول مايأملهُ المواطن من اثيل النجيفي هو المشاركة في التفرج على العاب رياضية او سباقات الخيل والريسز ! النجيفي يعلم حق المعرفة بأن المنطقة التي أزمع على التوجه اليها ، خاضعة الى سيطرة ونفوذ اقليم كردستان وقوات البيشمركة منذ 2003 ( وهي من ضمن الاراضي المُتَنازع عليها ) ، وهي منطقة آمنة بالكامل ولا تشكو من اية مشاكل جدية ، وكان الأولى بالمحافظ ان يزور الاماكن التي مازالت بؤر الإرهاب معشعشة فيها داخل مدينة الموصل واطرافها ، تلك الاماكن التي يعرفها النجيفي جيداً ، كان الاجدى به ان يفتش عن حلٍ معقول لتقاسم المناصب في الحكومة المحلية الجديدة ويبتعد عن التهميش والإقصاء ، كان حَرِياً بهِ ان يمد يده الى مئات العوائل الأيزيدية المنكوبة بالعمليات الارهابية في قضاء السنجار ، وعوائل العمال الشهداء الإيزيديين المغدورين ، لا ان " يستعرض " قوته من خلال الحماية والشرطة ليتبختبر كالديك في منطقةٍ هادئة ، أهلها وسكانها لايرحبون بتواجدهِ بينهم اصلاً !
ان مايفعله اثيل النجيفي ، منذ تسنمهِ لمنصبهِ ، لا يعدو ان يكون تصعيداً للموقف المتشنج من الكرد ومن السلطة في اقليم كردستان ، وهو يثبت يوماً بعد يوم ، بأنه مثل اخيهِ اُسامة مُصاب بمرض ( الكردفوبيا ) ، هذا المرض الذي اُصيبوا به بالأساس من جراء إختلاطهم الطويل والمباشر مع اولياء نعمتهم الاتراك !
يتوقع الكثيرون ان النهج الخَطر الذي ينتهجه النجيفي ، لن يحظى على المدى الطويل ، بل حتى المتوسط ، بدعم وتأييد الكثير من العشائر العربية في نينوى ، فهذ العشائر ونتيجة لتجارب سابقة ، تعرف حق المعرفة ، ان التحضير لمواجهة عربية / كردية في الموصل لن يخدم مصلحة احد ومن ضمنهم هذه العشائر نفسها . وان " المظاهرات " والمسيرات التي يسيرها النجيفي اليوم في الموصل ، تحت شعار غلق مقرات الاحزاب الكردية وغيرها من الشعارات الإستفزازية ، هذه الجموع سرعان ما ستتخلى عن النجيفي واسلوبه التصعيدي ، فكل العقلاء يريدون الجلوس معاً وحل المشاكل بالطرق السلمية والحوار المتمدن ، وان غداً لناظرهِ قريب !
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟