أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - تيسير الفارس العجارمة - العقل الاستطلاعي ونقد الماهيات














المزيد.....

العقل الاستطلاعي ونقد الماهيات


تيسير الفارس العجارمة

الحوار المتمدن-العدد: 2645 - 2009 / 5 / 13 - 01:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


العقل الاستطلاعي الصاعد حاليا هو عقل ما بعد الحداثة إنه عقل جديد ، واسع ينظر من عل الى كل العقول الأخرى بما فيها عقل الحداثة ذاته، وكذلك العقل الإسلامي والمسيحي ... والفلسفي عموما ...الخ. إنه العقل الذي يستطيع أن ينتقد تجربة كل العقول السابقة وينتقد مسار ومنحنى تجربة الحداثة ، إنه عقل المستقبل وقد ابتدأت ملامحه بالكاد ترتسم في أفقنا الإسلامي الأمر الذي يستدعي بلورته وتكريسه من قبل المثقفين الممتازين في هذا العالم ، ذلك أن الدين أو الأديان عامة في عالمنا هذا هي التي صاغة بل وشكلت النسق العام لمسار الفكر وتوجه ومبتغاه.

الأديان هي التي كانت تتحكم بإدراك الواقع وتصوره والتعبير عنه بلغة طقسية، شعائرية، فنية مصطلحية مؤسساتية، وهي التي كانت تتحكم بطريقة الانتقال من التصور الى الممارسة، أو من التفكير الى الفعل ، باختصار كانت تتحكم بتوليد ما ندعوه بالنقلة الكيفية للثقافة والحضارة، هذا ما حصل طيلة قرون وقرون ، ولهذا السبب فلا يمكن التعرف على دين ما أو معرفته بدون أن نعبر اللغة أو اللغات التي تجسد فيها ، وبدون أن نعبر الثقافة أو الثقافات التي تجلى فيها طيلة قرون عديدة . وقبل ظهور الحداثة كان هذا العبور يجد تمامه الذي لا مرجوع عنه في الإعتناق: أي اعتناق دين ما ، لماذا؟ لأن جميع التأويلات التي قدمت عن العالم والإنسان والتاريخ هي مربوطة بالضرورة بالحقيقة العليا المطلقة التي لا حقيقة بعدها. ونقصد بها الحقيقة الوحيدة الضرورية ، التي لا يمكن تجاوزها ، والتي نص عليها الدين الصحيح .
ماذا تقول الحداثة هنا ؟ إنها تعلمنا أن بنية الحقيقة المشكلة والمعاشة على هذا النحو هي دوغمائية، ونقصد بذلك أنها تتركز على معطيات خارجية على العقل النقدي المستقل، وبالتالي فهي بمنأى عنه ولا تقع تحت سلطته ولا تخضع لتفحصه ودراسته، وهذا ما نقصده بالحقيقة الدوغمائية.
وهذا التحديد يدشن أزمة مفهوم الحقيقة ذاتها. ويدشن أيضا نظاما جديدا من الفاعليةالمعرفية. لقد أصبحنا نستشف آفاق المعنى الخاصة لآن بالعقل الأستطلاعي أو العقل المنبثق. فهذا العقل الجديد الذي يتجاوز كل ما سبق يوسع ويعمق في الواقع تلك المعرفية التحريرية التي قادها عقل التنوير في أوروبا منذ القرن الثامن عشر ، إنه ينفصل أو يحدث قطيعة مع المسلمات الوضعية والمواقف الميتافيزيقة التي سادت في المرحلة السابقة والتي لا تزال مستمرة في اقامة التضاد بين العقل العلمي والعقل الديني. ويقبل هذا العقل الاستطلاعي الجديد بممارسة البداغوجيا التربوية الخاصة بذلك التوتر التثقيفي والخصب بين العقل الديني والعقل العلمي التلفزي التكنلوجي والعقل الفلسفي ، أقصد العقل الديني المعاد تنشيطه، من قبل احتكار العنف الشرعي ، هذا الاحتكار الذي انتزعته الدولة الحديثة منه. ثم العقل التلفزي الذي يحدد الأطر الإكراهية الملزمة لكل وجود بشري كما فعل العقل الديني من قبل. ولا يزال يرغب في فعله. ثم العقل الفلسفي الذي يجد هو الآخر أيضا سياقا محبذا لكي يخلع المشروعية على أولويته بالقياس الى العقلين السابقين، من أجل حماية التعددية التأويلية وإغنائها ، ثم من أجل التوجه نحو كل عوالم المعنى المتوافره ، واقتراح مسارات جديدة ممكنة من أجل البحث الذي لا ينتهي عن المعنى.
( ما الذي نقصده بالعقل التلفزي ؟ إنه ذلك العقل الذي يسطر على الحضارة الحديثة مثلما سيطر العقل الديني قديما على الحضارةالسابقة حتى القرن السابع عشر في الغرب ولا يزال يسيطر على العالم الإسلامي حتى هذه اللحظة الراهنة، لقد وصلت أمبريالية هذا العقل التكنلوجي الى حد أنه أراد أن يحذف ليس فقط العقل السائد وإنما العقل الفلسفي ، فالعولمة الكاسحة التي نشهدها لا تؤمن الإ بالمردودية الاقتصادية والفعالية التقنية واكتساح الأسواق العالمية عن طريق الشركات المتعددة الجنسية والوطنية أما مشاكل الوجود والفلسفة فهي أشياء ثانوية لا قيمة لها ).
تقع على العقل الاستطلاعي المنبثق مسؤلية ادارة العنف الملازم حتما لبنى الحقيقة المتعالية والمدافع عنها من قبل المواقع الثلاثة الحاضرة تاريخا للعقل، ونقصد بذلك موقع العقل الديني أو اللاهوتي أو الأخلاقي أو التشريعي ، وموقع العقل العلمي التلفزي التكنلوجي الذي يدير شؤون العولمة، ثم موقع العقل الفلسفي الذي لا يزال متعلقا بمسلمات حداثة العصر الكلاسيكي ، نهدف من كل هذه الملاحظات الى التحذير من الأنحراف نحو تلك المناقشات العقيمة والاستلابية غالبا ، أقصد المناقشات الخاصة بالهويات المسحوقة ، والثقافات المقموعة والعصور الذهبية المنسية بل وحتى التجارب الذاتية للمثقفين المستنيرين. وبما أن تجربتي الخاصة في الأردن عندما رحت أقوم بتلك المجابهة الحادة والعنيفة مع طبقة رجال الدين التي دفعت ثمنها غاليا، علمتني كثيرا فإني لا أقول بأن النضالات المقموعة ينبغي أن تنكر أو تتجاهل، وإنما أقول بأن على أولئك الذين يقودونها أن يستهدوفوا من خلال مشروعهم آفاق المعنى التي أخذ يبديها العقل الاستطلاعي الجديد.
لنأخذ مشكلة العلمنة والاسلام كيف يمكن أن نفكر بها من خلال هذا العقل ولنلحظ حجم الهوة المعرفية التي ننساق إليها وكيف تنفتح الآفاق الجديدة للتفكير في ما لم يفكر به من قبل .
لنأخذ مشكلة تاريخية المدونة الرسمية للإسلام كيف تموضعت معرفيا في الزاوية البشرية ، وكيف انهارت تماما فكرة التعالي التي هيمنت ولا تزال على كافة العقول اليوم.
لنأخذ مشكلة النزعة الإنسانية وتغيبها في الفكر والتاريخ .
لنأخذ مشكلة الهيبة والنزعة التقديسية التصورية للتراث الحي كيف راح يدمرها هذا العقل الجديد .
وكذلك مشكلة انبثاق المفاهيم وتبنها والدفاع المستميت عنها .
ثم كيف يتم أشكلة المفاهيم المتعلقة بالقيم والأخلاق . والزمن والمحسوس ، والحقيقة وتاريخ الحقيقة ، والوجود النسبي والمطلق الى غير ذلك من المفاهيم والقيم والأفكار التي لا يمكن حصرها .





#تيسير_الفارس_العجارمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - تيسير الفارس العجارمة - العقل الاستطلاعي ونقد الماهيات