أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فهد راشد المطيري - الأزمة الاقتصادية من منظور ماركسي














المزيد.....

الأزمة الاقتصادية من منظور ماركسي


فهد راشد المطيري

الحوار المتمدن-العدد: 2645 - 2009 / 5 / 13 - 09:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


قضية الساعة في العالم أجمع هي الأزمة الاقتصادية الراهنة، والتي اشتعلت شرارتها الأولى في سوق الرهن العقاري الأميركي، ثم انتقلت إلى سوق الائتمان العالمي، مؤدية بذلك إلى تساقط بعض المصارف الكبرى حول العالم، ولعل التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون مع بداية الأزمة يكشف عن حجم الكارثة التي يعانيها أنصار «اقتصاد السوق الحرة»، حيث أكد السيد بروان ضرورة الاتفاق على نظام «بريتون وودز» جديد، كما أن بعض الأصوات بدأ يرتفع في الأوساط الاقتصادية حول ضرورة العمل بضريبة «توبن» التي تهدف إلى الحد من المضاربات القصيرة الأجل على العملات. الكارثة، كما يراها المحللون، مازالت في بداياتها، وأريد من خلال هذا المقال أن أستعرض ملامح هذه الكارثة من منظور ماركسي، وسأقتصر على ذكر أهم النقاط التي وردت في تحليل طويل وممتع للمفكر الماركسي آلان وودز.

في مقال له تحت عنوان «الرأسمالية العالمية في أزمة»، يؤكد آلان وودز أن الأزمة الاقتصادية الراهنة تعتبر نتيجة طبيعية لفترة زمنية طويلة اتسمت بعمليات المضاربة من دون رقيب أو حسيب، والمضاربة بدورها أنتجت فقاعة ضخمة انفجرت أخيرا في وجوه المدافعين عن اقتصاد السوق الحرة! أزمة النظام المصرفي، كما يراها «وودز»، ليست سوى محصلة طبيعية لسلسلة من عمليات المضاربة امتدت إلى أكثر من عقدين من الزمن، وأهم أبطالها هم أصحاب المصارف أنفسهم، كما أن أعضاء مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي مسؤولون عن إشعال فتيل الأزمة، فقد دأبوا في السنوات الأخيرة على اتباع سياسة تهدف إلى خفض متعمد لسعر فائدة الأموال الفدرالية، الأمر الذي ساهم في تشجيع البنوك على الاقتراض المتبادل في ما بينها، مما أدى إلى سهولة الحصول على القدر الكافي من المال للاستمرار في عمليات المضاربة. لقد شارك المحتالون الكبار جميعهم في «كرنفال جني الأرباح»، ولم يكترث أحد بحتمية الكارثة!

يرى «وودز» أن السبب وراء إفلاس المصارف يكمن في أن الجزء الأكبر من الأصول لدى هذه المصارف هي عبارة عن أصول وهمية ناتجة عن عمليات احتيال ليس لها مثيل في القطاع المالي، وبينما كانت الأرباح السريعة تتدفق، لم يكثرث أحد بخطورة تلك الأصول، لكن مع حلول الكارثة أصبحت الأصول الوهمية تحت المجهر، فانعدمت بذلك الثقة بين البنوك وتوقفت عمليات شراء الديون في ما بينها، فالشك المتبادل أضحى سيد الموقف، والمحصلة النهائية هي شلل النظام المصرفي الذي تعتمد عليه حركة تنقل رؤوس الأموال!

يعبّر وودز عن اشمئزازه من حجم الظلم المتجذر في النظام الرأسمالي، فعندما كانت المصارف تشهد انتعاشا ووفرة مادية من جرّاء عمليات المضاربة، كان المديرون الكبار يحصلون على عوائد ضخمة في كل عملية ناجحة، بينما لا يحصل الموظفون الصغار إلا على الفتات! في المقابل، عندما عصفت الأزمة المالية بتلك المصارف، فقد الموظفون الصغار وظائفهم من دون الحصول على تعويضات مجزية، بينما استلم الرؤساء الكبار شيكات بمبالغ ضخمة! لكن الأمر المثير للاشمئزاز حقا هو أن تكافىء الحكومات أصحاب المصارف على تهورهم من خلال تعويضهم عن الخسارة من جيب المواطن البسيط!

يسخر «وودز» من الحلول المطروحة للخروج من الأزمة الراهنة، فالذين ينادون الآن بضرورة مراقبة عمل المصارف وتنظيم الحكومات لشؤون الاقتصاد هم أنفسهم من كانوا في الأمس القريب يطالبون بإزالة القيود عن الاقتصاد وتحجيم دور الدولة! يرى وودز أيضا أن التشريعات الحكومية لن تؤدي إلى تنظيم القطاع المصرفي، لأن أصحاب المصارف يملكون ألف طريقة وطريقة للالتفات على التشريعات التنظيمية والرقابية، والطريف في الأمر أن طرق الاحتيال هذه تمارسها الحكومة الأميركية نفسها عندما تضطر إلى محاولة التستر على العجز الحقيقي في الميزانية العامة للدولة!

أخيرا، لعل اعتراضي الوحيد على ما جاء في مقال وودز يكمن في محاولاته المستمرة في إثبات صحة «التنبؤات العلمية الماركسية» حول مصير الرأسمالية، وعلى الرغم من استشهاده ببعض الفقرات من المجلد الثالث لكتاب «رأس المال»، فإن من الحكمة ألاّ نبالغ في قدرة ماركس على الارتقاء بعلم الاقتصاد إلى مرتبة العلوم الطبيعية، وهذه نقطة مهمة تناولها المفكر النمساوي الأصل كارل بوبر في كتابه «The Open Society and Its Enemies»، وقد نتطرق إليها في مقال لاحق.






#فهد_راشد_المطيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضيلة الغائبة
- خطر الفلسفة
- جماعة الدعوة والتبليغ على الطريقة المسيحية
- التفكير الدائري
- طفل يبحث عمّن يتبنّاه
- العقل والمرأة
- الشقاء في السراء والضراء
- من يجب أن يحكم؟
- الحرية بين الشرق والغرب
- آفة الطاعة وأنواعها
- خرافة علم الأنساب
- تشويه المفاهيم الغربية
- انحسار الخطاب العلماني
- العدل والديمقراطية
- الثنائية المزيفة: إما حكم الأغلبية...وإما حكم الأقلية
- الوطنية و حلبة الصراع من أجل السلطة
- الديمقراطية و استبداد الأغلبية
- حوار في الدين و السياسة و التعليم
- الرقابة في عصر -الأنوار- الإسباني
- نقد العقل الجبان


المزيد.....




- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فهد راشد المطيري - الأزمة الاقتصادية من منظور ماركسي