أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الجنديل - ايقاعات راقصة لعازف حزين














المزيد.....

ايقاعات راقصة لعازف حزين


أحمد الجنديل

الحوار المتمدن-العدد: 2644 - 2009 / 5 / 12 - 06:32
المحور: الادب والفن
    



الدعاء المستجاب :

رفعت الدجاجة رأسها إلى السماء وقالت :
يارب ، احفظ لي أفراخي من كلّ مكروه .
سمعَ الثعلبُ دعاءها ، فرفعَ رأسه إلى السماء وقال :
يارب ، عبدكَ الجائع يسعى إلى الرزق الحلال ، فباركْ في سعيه .
ونامت الدجاجة مطمئنة ، وبقيَ الثعلبُ ساهرا .
وعند الصباح ، استجاب الله لدعائهما ، حيث الأفراخ لم يمسسهم سوء ، والثعلب يغطّ في نوم عميق ، وفي جوفه جسد الدجاجة الكبيرة .

الغناء والبكاء :

اجتاحت الغراب رغبة في الغناء ، فطار نحو مكامن البوم ، وراح يغنـّي بأعلى صوته .
سمعَ الهزار غناء الغراب ، فأجهش بالبكاء .
توقفَ الغراب عن الغناء ، وطار نحو الهزار وأخذ يجفـّفُ دموعه ، وأقسمَ له ألاّ يعاودُ الغناء ما دام يثير شجونه حدّ البكاء .

الاحتفال :

في العيد السنوي لاختيار ملكة جمال الغابة ، خرجت الحيوانات مغمورة بالفرح والبهجة وهي ترتدي أفخر الثياب ، وخرج مع من خرج ، النملة الحسناء وقد ارتدت أفضل ما لديها ، وتزيّنت بكلّ ما هو أنيق وجميل تحفّ بها صديقاتها من المعجبات بها ، واتجّه الجميع نحو ساحة الغابة حيث يقام الاحتفال .
وقد وصل الجميع باستثناء النملة الحسناء التي رقدت بين أظافر الخنزير العفنة ، الذي خرج إلى ساحة الغابة لتفرج على كرنفال اختيار ملكة جمال الغابة .


التحية :

في الطريق المؤدي إلى بيتها ، التقت النملة بالفيل العجوز ، فحيته بلطف :
عم صباحا يا جدي العجوز .
ردّ الفيل بتحية مماثلة :
عم صباحا يا نملتي العزيزة .
ومنذ تلك اللحظة فقدت النملة سمعها .

المستحيل :

التقت الحمامة بشاعر الغابة وهو في طريقه إلى صومعته ، وبحياء شديد طلبت منه شيئا من العشق الحزين الذي يملك قلبه ، ضحكَ الشاعرُ من طلبها ، وأجابها بلهجة رقيقة :
دونكِ قلبي فخذي ما شئتِ منه .
لمْ تفلحْ الحمامة في تحقيق ما تصبو إليه ، فطارت نحو عشّها باكية ، وهي تردد :
من يمنحني العشق الحزين لأكون شاعرة .

الجرح :

سأل الأرنب زميله :
ــ إذا جرحت ، فهل تستطيع أن تفصل دمك عن جرحك ؟
أطرق زميله هنيهة وقال :
ــ هذا ممكن .
ــ وهل تستطيع أن تفصل آلامك عن جرحك ؟
لم يتردد زميله في الإجابة :
ــ هذا غير ممكن .
ــ لماذا ؟
ــ لأنه لو تحقق ذلك ، لم يعد هنالك جرح .
أنجبت نظراتهما المتلاقية ابتسامة طغت على شفتي كلّ منهما ، وافترقا يلفهما ظلام كثيف .

الطلاق المبهم :

في ليلة زفاف الظبية الحسناء ، لم يكن هناك عناق حار ، ولا توحّد جميل ، بل كانت نظرات توجس وخوف .
وعند الصباح ، حدث طلاق مبهم لا أحد يعرفه وسط مهرجان الفرح الذي أقيم بهذه المناسبة .

السراب :

نظر السنجاب إلى الأفق البعيد الواسع ، وحثّ خطاه نحو بركة تراءت له من بعيد ، وبقي يحثّ خطاه حالما بالماء العذب .
بعد عدّة أيام ، تأمل راعي الأغنام ابتسامة السنجاب الصغير الميّت ، وأزاحه برفق عن طريق أغنامه .

الرحيل :

عند انبلاج الفجر ، أعلن عن وفاة الظبي الذي قضى ثلاث سنوات بالسجن الانفرادي لاتهامه بالتجاسر والتطاول على قدسية ملك الغابة .
وعند الظهيرة كانت مراسم الدفن قد انتهت بسرعة ، وبدأ الابن الأكبر يستعد لاستقبال المعزّين الذين كانوا يكنون له الاحترام .
وقد فوجئ كلّ من حضر موقع العزاء بصورة الظبي المعلقة على أحد الجدران ، وقد كتب تحتها تاريخ الوفاة الذي يشير إلى ساعة دخوله السجن ، ولم يتجرأ أحد أن يسأل الابن عن هذا التاريخ سوى القنفذ الهرم الذي قال :
ــ هل مات والدك في هذا التاريخ المثبّت أسفل صورته ؟
أجابه الابن بانكسار واضح : تعم ، لقد توفي والدي وفارق الحياة ساعة الحكم على قطع لسانه وإدخاله السجن الانفرادي ، أمّا اليوم فكلّ الذي حصل ، أنّ جسده قد رحل من سطح الأرض إلى جوفها .

الجراد :

الجراد !! .. أسراب هائلة من الجراد حجبت ضوء الشمس عن الغابة الكبيرة .
انه الجراد !! صرخ السنجاب ، وهرب مختفيا في إحدى المغارات البعيدة .
انه الجراد !! شيء لا يصدّق ، موج مخيف احتلّ الغابة ، وبسرعة مذهلة اخترق منافذ الأنوف والعيون والآذان ، وراح يلتهم ما في رؤوس حيوانات الغابة ، ثمّ خرج بأسرع ممّا جاء .
لم ينجُ من الكارثة ، سوى السنجاب الذي أحرقته حيوانات الغابة لأنه يحملُ رأساً معافى .



#أحمد_الجنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجرة الى مواسم الرعب .... قصص قصيرة
- كم أنت رائعة ياناهده 0000!!!؟
- الثلوج تلتهم النيران ... قصص قصيرة
- الدفاع عن حقوق المرأة ...... ( بلقيس حسن انموذجا )
- العراق بين شرعية الاحتلال واحتلال الشرعية
- التنوع في الكتابة ( جاسم عاصي انموذجا )
- أنهار الخوف .. قصص قصيرة
- تداعيات البعد الواحد ... قصة قصيرة
- العلاقات العربية الأمريكية مسارات الرفض والقبول
- ليلة الزفاف الدامي
- لوحتان ( للعرض فقط )
- تراويح شيطانية
- زفاف في معبد وثني .......................... قصة قصيرة
- العصافير تموت جوعا في البيادر ............................. ...
- حقوق الانسان زيف الشعارات وفعل الهراوات
- عندما يغيب الصهيل .............. قصة قصيرة
- الهجرة الى البحر........منلوج قصصي
- حكايات عن عواصف الرعب .......... قصص قصيرة
- الحفاة ........ .. قصة قصيرة
- الارصفة تشرب الصراخ ................... قصة قصيرة


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الجنديل - ايقاعات راقصة لعازف حزين