|
تبشيرولوجيا
رياض الحبيّب
الحوار المتمدن-العدد: 2644 - 2009 / 5 / 12 - 06:40
المحور:
الادب والفن
آثرت أن أضع تعليقي على مقالة الدكتور كامل النجار التي سأكتب عنوانها ورابطها أدنى في مقالة منفصلة بالإضافة إلى القصيدة التي خصّصت إطراءاً لشخصه الكريم، قبل أن أقرأ تعليقاً منتظراً منه على التعليقات الكثيرة في هامش مقالته- حتى لحظة إرسال هذه المقالة فهو يستحق أكثر بل استحق- من وجهة نظري- جميع الإطراءات التي وردت في هامش مقالته الموقرة والتي عنوانها: من هو كامل النجار في الحوار المتمدن - العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 ورابطها http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=171443
إنّ ما يأتي ليس ثناءاً على منجزاته في الحوار المتمدّن فحسب، بل في صعد الإنسانية بشكل عام والتي لا أرى تضارباً بينها وبين ما يدعو الحوار المتمدن في محاوره المختلفة وبين تبشيري- المزعوم من معلقين معترضين وكتّاب- بالمسيحيّة، علماً أني حتى هذه اللحظة لم أكتب مقالة واحدة عن المسيحيّة! إنما هي مجرّد ردود وتعليقات كتبتها في هوامش مقالات تفتري في سطورها على المسيحية لسبب واحد وهو توضيح المسيحية للذين لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث في رسالتها السامية، إنما كانت مقالاتهم تبويقاً لموروثات ورواسب تراثية مسبقة وبيئية مكتسبة أو تطبيلاً لآراء ملحدي اوروبا في القرون الوسطى أو تنديداً بمبادئها وقيمها التي تقض مضاجع الإسلام برمّته.
لا يحتاج الله أو السيّد المسيح قطعاً إلى دفاع مني ولم يكلفني أحد بشيء في هذا الإتجاه لكني بحثت مدة ربع قرن فيما آمنت فحز في نفسي أن أرى تطاولاً وكذباً وافتراءاً وتدليساً. واليوم أطالب المرجعيات الإسلامية قاطبة من هذا المنبر المتمدّن بحذف جميع العبارات القرآنية والأحاديث التي تسيء إلى الكتاب المقدّس وإلى أهل الكتاب وهذي المطالبة لا تختلف بمضمونها عن مقولة الدكتورة وفاء سلطان عبر فضائية الجزيرة: [عليكم أن تعيدوا النظر في التعاليم الإرهابية التي بين أيديكم لكي يحترمكم العالم]
فحتى ذلك الحين وإلى أن يحترم شيوخ الإسلام المرجعيّة منهم والمعتدلون ودعاة الإرهاب حقوق غيرهم من البشر يبقى يحزّ في نفسي الإفتراء على مقدّساتنا والإزدراء بنا والوعيد في كتبهم ومقالاتهم وخطبهم بما فيها الإعتداء القائل بأننا فاسقون وأحفاد قردة وخنازير في هلوسة المائدة سيّئة الذكر: 59 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ 60 قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ
في الوقت الذي تشير كتب التراث الإسلامي ضمنيّاً إلى أن دعوة محمّد باطلة وأنه إنسان نجس أي مسكون بالجنّ ومجرم فتك بالبشر الذين كذبوا دعوته وفضحوه وانتقدوه وسبّوه بالإضافة إلى الغزوات ومريض نفسيّاً وفق مفردات علوم النفس والإجتماع وعقليّاً بسبب إصابته بالصّرَع وابن زنا لأنه مجهول الأب
فمن كان ذا حجة أقوى من حججي فليتفضل فإن أذنيّ مصغيتان جيّداً وصدري رحب وقلمي مليء بالحبر علماً أن حريّة التعبير المنصوص عليها في مواثيق حقوق الإنسان لا تعني الإفتراء على عقيدة الآخر ورأيه وفكره وشخصه وشخصيته فهذا محض اعتداء بعيد البعد كلّه عن مفهوم حرّيّة الرأي فلو قلت- مثالاً لا حصراً- إنّ محمّداً ابن زنا وليس في حوزتي الدليل يكن كلامي افتراءاً على محمّد علماً أنّ الدليل موجود في كتب التراث الإسلامي- أكتبه لمن يطلب إليّ
من جهة أخرى، للأخ الملحد مطلق الحريّة في اعتبار الله والدين وهماً وخرافة ولكنْ ليس من حقه اتّهامي شخصيّاً بداء الخرف بدون حجة منطقية أو دليل علمي- مع التقدير ..............
هنا نصّ القصيدة د. كامل النجار: لا فضّ فوك بك الفكرُ يسمو رفعة وتقدّما ------ فذاعَ رُقيّ العقل أنّى تأقلما
على كامل النجّار ألقي تحيّتي ------ أحاول أنْ أرقى وأنْ أتعلّما
هو اٌبن ثقافات وصاحبُ منطق ---- يمدّ إليه الحقّ والعدلُ سُلّما
ترفّعَ عنْ زيف القداسة لم يكنْ ----- يخالف ربّاً بل عدوّاً مَُلثما
يخوض حِواراً هادئاً متمدّناً ----- يُفيق الضميرَ الحَيّ ممّا توهّما
رثاءاً لحال الجهل في أمّة يرى خفافيشُها في الرّعب نصْراً ومَغنما
فإن سأل الإرهابُ عمّنْ يقودهُ - تجبْهُ الضحايا: كان لا رَيبَ مُجْرما
وإخوانهُ كالفأر يدخلُ دولة ------- ويخرجُ إمّا فرّ عِلجاً مُذمَّما
تأبّط شرّاً مُطلقاً بكتابهِ --------- لينسِفَ ميدانَ الحياة ويَهْدِما
فكيف تسمّى نقمة الدِّين رحمة - وهلْ رحمة في قلب وحْشٍ تهجّما
أيا كامل النجّار زدنا ثقافة ------- ونوراً إذ امتدّ الظلامُ مُخيّما
فلا دينَ عند الله يغتالُ آمناً ------ وعند رسول كي يُحِلّ مُحَرَّما
طريق العلى بالأمن والحبّ مفعَمٌ - فبئسَ طريقٌ يُرهبُ اللحْمَ والدّما
ويوهِمُ أنّ الله ينسِخُ آية ------- ليُرضِيَ ذئباً أو يُساومَ ضَيغما
ألا أيّها المشغول بالحَرف مُعْجزاً تحرّرْ مِنَ الإسلام إنْ كنتَ مُسلما
عظيمٌ هو القدّوس من عرش مَجْدهِ -- تنازلَ منْ أجل الورى وتألّما
ليرفعنا صَوبَ الخلاص بدربهِ ------ إذا ما سألنا أن ننال وننعما ..............
وهنا نصّ التعليق: تبشيرولوجيا هذي مفردة إنسانية صرفة اخترعتها الآن باتجاه المحبة والسلام والخير والمساواة والعدل والتسامح واحترام حرية الرأي بما تدعو المفردة إلى حسن التقويم والتقدير لا خوفاً من الرأي الآخر واللبس في مفهوم حريّة التعبير بماذا تختلف هذه المفردة- إن صحّتْ- عن المسيحية التي في الإنجيل وعن محاور الحوار المتمدن ومستوياته؟ لماذا الخوف من التبشير والخلاص المجاني الذي بيسوع المسيح؟ لماذا الخوف من الحقيقة ولماذا الخلط ما بينها وبين الوهم والأسطورة؟ ألا يبشّر الحوار المتمدن بتلك المفردات أم أصبح التبشير مجرّد تهمة؟ في المسيحيّة لا تعني البشرى سوى الخبر السّار، على خلاف استخدام الإسلام لمعنى المفردة- بشّرهم بعذاب أليم، لا تسمّى هذه بشرى بل انتقام ولعنة وسائر مفردات الشرّ
لماذا يلوم أخو الإنسانية أخاه الإنسان على رأيه وانطباعه وعلى تعليقه؟ هل أنت ملحد؟ أنت أخي على رغم إلحادك ولست هنا لألومك على اختيار طريقك ما لم تعترض طريقي ولكنّ من حقي أن أؤمن بالحجر، لا تخف، لن أضربك به! ولكنْ ليس من حقك اتهامي بالتخريف وقلة العقل واتهام عقيدتي باطلاً وبدون أي سبب شائن في نصوصها، بسبب ما من سلوكيّات منحرفة من أحد إخوتي. إذهب وتحاسب معه حيثما يعيش، ما ذنبي لكي تضطهدني وتتجنى على أفكاري؟
أنت تدعو إلى الإلحاد، لك ما شئت، خذ وقتك وتمسّك بمكانك ومذهبك فلن أدعو إلى تكفيرك ولن أتهمك بالفساد ما لم تُرني أفعالاً بغيظة وتتهجّم عليّ فأرجو عدم الخلط في المستقبل.
إن لا تحترم حريتي في التعبير فلن أحترم رأيك أيّا كنت ولن أقف مع أي موقف يصدر منك ولن أصوّت على قضيتك ولكني مع ما تقدّم لا أنفيها ولا أعاديك.
أشير أخيراً على التعليقات البائسة منها والمفلسة والمريضة في آن التوجه إلى عيادة الدكتورة وفاء سلطان وعيادة الدكتور كامل النجار أو إلى عيادات أخرى إن كانتا مزدحمتين.
تحيا حقوق الإنسان ويحيا الحوار المتمدن
#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أوراق العراق- 2 من ما لانهاية
-
من أوراق العراق- 1 من ما لانهاية
-
العجز اللغوي في الكتاب البدوي
-
مقاطع من ليماسول- رابعاً وأخيراً
-
مقاطع من ليماسول- ثانياً
-
مقاطع من ليماسول- ثالثاً
-
مقاطع من ليماسول- أوّلاً
-
العمل مفتاح الأمل- رابعاً وأخيراً
-
العمل مفتاح الأمل- ثالثاً
-
العمل مفتاح الأمل- ثانياً
-
العمل مفتاح الأمل- أوّلاً
-
زيدوا من مواقفكم المُحَسّنة بدلاً من القرصنة
-
حرية التعليق ومتنفس التصويت
-
من وحي المقالة السابعة والسبعين في شأن عصبة مالك الحزين
-
الجريء
-
القضية الفلسطينية ممّا في ذاكرتي العراقية
-
المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- ثالثاً
-
المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- ثانياً
-
الرِّدَّة- رَدّاً على البُرْدَة
-
مقاطع من عودة الحذر
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|