أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - هل الأحاديث النبوية هي نبوية حقا؟















المزيد.....



هل الأحاديث النبوية هي نبوية حقا؟


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 808 - 2004 / 4 / 18 - 10:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بين يدي كتاب -أضواء على السنة المحمدية أو دفاع عن الحديث- لمحمود أبو رية، أحد شيوخ الأزهر، إن الكتاب إضافة الى كونه أحد الكتب الشَّيٍقة فهو جدير بالدراسة و التمحيص، إذ و كما قال كاتبه: " إن هذا الكتاب سيغير، و لا ريب، من آراء المسلمين فيما ورثوه من عقائد، و ما درسوه من أحكام، فإنه سيوقفهم، إن شاء الله، على حقائقٍ تزيدهم تبصرة و علما بدينهم، و يحل لهم مشاكل متعددة تضيق بها صدورهم، و يدفع شبهات مما يتكئ عليه المخالفون، و الصّادون عن دينهم، و بذلك يستقيم النظر الى معرفة أصول الدين، و يعتدل في فهم أغراضه من المسلمين، و غير المسلمين"
و الحقيقة أن هذا الكتاب و كما قال عنه طه حسين: "كتاب بذل فيه مؤلفه من الجهد ما لا يبذل مثله إلاّ الأقلون الذين يمكن إحصاؤهم في هذه الأيام التي انتشر فيها الكسل العقلي، و عـمَّ فيها إيثار الراحة و العافية على الجِّد و المشقة و العناء.
و سأعتمد في كتابة هذا الموضوع، بشكل رئيسي على ما قرأته في الكتاب المذكور.

يعتقد الكثير أن أحاديث الرسول (ص) التي يقرؤونها في الكتب، أو يسمعونها ممن يتحدثون بها، قد جاءت صحيحة المبنى محكمة التأليف، و أن ألفاظها قد وصلت إلى الرواة مصونة كما نطق بها النبي، بلا تحريف فيها و لا تبديل.
و كذلك يحسبون أن الصحابة و مَـن جاء بعدهم، ممن حملوا أحاديث النبي إلى زمن التدوين، قد نقلوا هذه الأحاديث بنصها كما سمعوها، وأدُّوها على أفضل وجوهها كما تلقوها، فلم ينلها تغيير و لا اعتراها تبديل.
ولقد كان لهذا الفهم أثر بالغ في أفكار كثير من رجال الدين فاعتقدوا أن هذه الأحاديث هي بمنزلة القرآن الكريم، من وجوب التسليم بها، و فرض الإذعان لأحكامها، بحيث يأثم أو يرتد أو يفسق من يخالفها، و يستتاب من أنكرها أو شك بها.
لقد ذُكِر عن سفيان الثوري: لو أردنا أن نحدثكم بالحديث كما سمعناه ما حدثناكم بحديث واحد!
و روى البيهقي عن مكحول قال: دخلت أنا و أبو الأزهر على واثلة بن الأسقع فقلنا له: حدِّثنا بحديث سمعته من رسول الله ليس فيه وهم و لا تزيد و لا نسيان! فقال: هل قرأ أحد منكم القرآن شيئا؟ فقلنا: نعم، و ما نحن له بحافظين جدّا، إنّا نزيد الواو و الألف و ننقص، فقال: هذا القرآن مكتوب بين أظهركم لا تألونه حفظا، و إنكم تزعمون أنكم تزيدون و تنقصون فكيف بأحاديث سمعناها من رسول الله عسى ألا يكون سمعنا لها منه إلا مرة واحدة.
إن المسلمين دوَّنوا القرآن في عهد النبي (ص) وبَدءوا بجمعه بعد وقعة اليمامة، وقد ظهر بمحتواه الحالي منذ زمن الخليفة الثالث عثمان. أما الحديث النبوي فإنه لم يُـدوَّن كما دُوِّن القرآن. و ربما كان الحديث المنسوب إلى النبي و الذي رواه مسلم و غيره: "لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه"، مانعا في عدم كتابة الأحاديث النبوية.

إنّ القرائن تدل على صحة حديث "لا تكتبوا عنِّي....." إذ جاء عمل الصحابة بتأييده، فإنهم جميعا قد اتبعوه و امتنعوا عن كتابة أحاديث الرسول ثم منعوها بالنهي عنها. و من أجل ذلك جاءت الأحاديث بالرواية لا بالكتابة، لا كما جاء القرآن.
وعن مالك بن عبادة قال: إن النبي عهد إلينا في حجة الوداع فقال: عليكم بالقرآن و أنكم سترجعون الى قوم يشتهون الحديث عني، فمن عقل شيئا فليحدث و من افترى عليّ فليتبوأ مقعده في جهنم.
و قال السيوطي: و للتحرز كان الخلفاء الراشدون و الصحابة المنتخبون يتقون كثرة الحديث عن رسول الله، منهم أبو بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص و عبد الله بن مسعود و المقداد بن أسود الكندي و أبو أيوب الأنصاري و ثوبان مولى النبي و زيد بن أرقم ...الخ.
و قد قال ابن القيم: إن الصحابة كانوا يهابون الرواية عن رسول الله و يعظمونها و يقللونها –خوف الزيادة و النقصان- و يحدثون بالشيء الذي سمعوه من النبي مرارا، و لا يصرِّحون بالسماع و لا يقولون: قال رسول الله.
و قد روى الذهبي في-تذكرة الحفاظ- أن أبا بكر جمع الناس بعد وفاة النبي فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديثا تختلفون فيها، والناس بعدها أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا و بينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله و حرِّموا حرامه.
و ذكر الذهبي عن عائشة أنها قالت: جمع أبي الحديث عن رسول الله فكانت خمسمائة حديث فبات يتقلب و لما أصبح قال: إي بنية هلمي بالأحاديث التي عندك فجئته بها فأحرقها، و قال: خشيت أن أموت و هي عندك فيكون فيها أحاديث عن رجل ائتمنته و وثقت به، و لم يكن كما حدثني فأكون قد تقلدت ذلك.
و روى البخاري عن ابن عباس أنه لما حضرت الوفاة رسول الله، و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي: هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده، فقال عمر: "إن النبي غلبه الوجع و عندكم القرآن فحسبنا كتاب الله"، و في رواية: أن النبي يهجر.
و أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن النبوية فاستشار أصحاب النبي فأشاروا عليه أن يكتبها فطفق عمر يستخير الله شهرا، ثم أصبح يوما فقال: إني كنت أريد أن اكتب السنن، و إني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبُّوا عليها و تركوا كتاب الله، و إني و الله لا أشوب كتاب الله أبدا..
و قد كثرت الأحاديث على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها و أمر بإحريقها. و قال ابن قتيبة: "و كان عمر شديدا على مَـن أكثر الرواية- أو أتى بخبر في الحكم لا شاهد عليه، و كان يأمرهم بأن يقلِّـوا الرواية- يريد بذلك أن لا يتسع الناس في روايتها فيدخلها الشوب و يقع التدلييس و الكذب من المنافق و الفاجر و الأعرابي".
و روى ابن عساكر أن عمرا بن الخطاب قال لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس (أي بلاد أبي هريرة). و قال لكعب الأحبار: لتتركن الحديث عن الأوائل أو لألحقنك بارض القردة.
و لم تكثر أحاديث أبي هريرة إلاّ بعد وفاة عمر، فقد رويَ عن أبي سلمة أنه سأل أبا هريرة: أكنت تحدث في زمان عمر هذا؟ قال: لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمخفقته.
لقد كان أبو هريرة أكثر الصحابة رواية، و قد صحب النبي عاما و تسعة أشهر، و عمَّر نحوا من خمسين سنة
و قد نُـقِلت أحاديثا كثيرة و أسندت الى أبي هريرة، و قد يكون أبو هريرة قائلها فعلا أو يكون الذي نقل الحديث عنه قد كذب فاستعمل اسم أبي هريرة ليزيد قيمة في الحديث و إسناده، و المعروف أن جميع أحاديث أبي هريرة تعتبر صحيحة.

و روى ابن سعد أن عثمان بن عفان قال على المنبر: لا يحل لأحد يروي حديثا لم يسمع به في عهد أبي بكر و لا في عهد عمر، فإنه لم يمنعني أن أحدث عن رسول الله أن لا أكون من أوعى أصحابه إلا أني سمعته يقول: من قال عليَّ ما لم أقُـل فقد تبوأ مقعده في النار.
و مثلما قال عمر لأبي هريرة و كعب الأحبار، قال عثمان لهما أيضا.
أما علي بن أبي طالب فقد خطب يقول: أعزم على كل من عنده كتاب إلا رجع فمحاه، فإنما هلك الناس حيث تتبعوا أحاديث علمائهم و تركوا كتاب ربهم.
و قد أتى عبد الله بن مسعود بصحيفة فيها حديث فدعا بماء فمحاها ثم غسلها ثم أمر بها فأحرقت. و قد قال: إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن و لا تشغلوها بغيره.
و عن ابن سعد أن سعد بن أبي وقاص، و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة كان يقول: أني أخاف أن أحدثكم واحد فتزيدوا عليه المائة.
و لو أنك تصفحت البخاري و مسلم لما وجدت فيهما حديثا واحدا لمن سمي بأمين الأمة أبي عُـبيدة الجراح، و ليس فيهما كذلك حديث لعتبة بن غزوان و أبي كبشة مولى رسول الله و كثيرين غيرهم.
و أنه لم يقف في شيء من نسخ البخاري على ترجمة عبد الله بن عوف و لا لسعيد بن زيد، و هما من العشرة المبشرين بالجنة.

تدوين الحديث
إن كتابة الحديث الذي بُنسب إلى النبي محمد لم تقع إلا في القرن الثاني، أي بعد انتقال النبي (ص) الى الرفيق الأعلى بأكثر من مائة عام، و لم يكن ذلك بدافع من الرواة بل بوازع من الولاة، و قد كانت هذه الكتابة أول ما بدأت غير كاملة ثم تقلبت في أطوار مختلفة.
و يذكر محمود أبو رية في كتابه "أضواء على السنة المحمدية" أن عمر بن عبد العزيز أمر تدوين الحديث و جمعه و لم يكن يدوَّن قبل ذلك ! ففي زمنه خشي الخليفة أن تزيد الناس و تشيع الكذب إذا قلَّ الصحيح، و كانت قد فشت في زمنه أشياء مما يتعمد الكذب لغير مصلحة يتأول عليها، كالأحاديث التي كان يكذب فيها عكرمة مولى إبن عباس و برد مولى سعيد بن المسيب و غيرهما. خشي عمر بن عبد العزيز ذلك فكتب الى أبي بكر بن حزم نائبه في الأمرة و القضاء على المدينة أن أنظر ما كان في حديث رسول الله فاكتبه فإني خفت دروس العلم و ذهاب العلماء.
و جدير بالذكر هنا أن عمر بن عبد العزيز كان قد منع لعن الإمام علي في الصلاة و الخطبة، اللعن الذي فرضه، على الناس، الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان و جعلها الأمويون من بعده شريعة له، يولد عليها الوليد و يشيب عليها الشيخ، و إن أهل حرّان قد رفضوا ذلك المنع زاعمين أن الصلاة لا تتم إلا بلعن الإمام علي… و قد تكون مصادفة غريبة أن ابن تيمية هو حرّاني المولد و النشأة، و هو من ألد أعداء شيعة الإمام علي، و على خطى ابن تيمية يسير أتباعه في الوقت الحاضر، من فلسطينيين و سوريين و غيرهم، بارتكاب المجازر ضد أبناء شعبنا العراقي الجريح..

و على الرغم من كل المخاوف و التحذيرات و المنع فإن الأحاديث قد كتبت و اتخذت طريقها الى الدين الإسلامي و ترسَّخت فيه بقوة، و عن طريقها تسلل الكثير من الإسرائيليات التي بثها اليهود أمثال كعب الأحبار و وهب بن منبه و غيرهما، و كذلك المسيحيات و غيرها من تسلل الأديان و النحل غير الإسلامية، و قَبَلها المسلمون من غير أن يبحثوا فيها أو يفطنوا إليها.

و جُعلت الأحاديث، أو ما تسمى أيضا بالسنَّة القولية، في الدرجة الثالثة من الدين، و أنها تلي السنة العملية، و هذه تلي القرآن في المرتبة.
و تجد فقهاء الدين بعد اتفاقهم على جعل الأحاديث أصلا من أصول الأحكام الشرعية، و بعد تدوين الحُفّاظ لها في الدواوين و بيان ما يحتج به و ما لا يحتج به، لم يجتمعوا على تحرير الصحيح و الاتفاق على العمل به ، فهذه كتب الفقه في المذاهب المتبعة و لا سيما كتب الحنفية فالمالكية فالشافعية، فيها مئات من المسائل المخالفة للأحاديث المتفق على صحتها، و لا يُعد أحد منهم مخالفا لأصول الدين.

لقد سأل الفقيه رشيد رضا عن رأيه فيمن قال: إنه لم يثبت عن النبي إلا 12 او 14 حديثا فأجاب: هذا القول غير صحيح، و لم يقل به أحد بهذا اللفظ ، و إنما قيل هذا أو ما دونه ، في الأحاديث التي تواتر لفظها.
لقد كتبت الأحاديث على المعنى ، و قد روي عن النبي أنه قال: إذا أصبت المعنى فلا بأس. و قال العَراقي في شرح ألفيته:" إن البيهقي في السنن و المعرفة و البغوي في شرح السنة و غيرهما، يروون الحديث بألفاظهم و أسانيدهم، ثم يعزونه الى البخاري و مسلم مع اختلاف الألفاظ و المعاني، فهم إنما يريدون أصل الحديث لا عزو ألفاظه."
إن كل ما شوَّه و حُدث عن النبي قد حملته بطون الكتب، و بقى على وجه الزمن، يرويه الخلف عن السلف الى يوم القيامة و الدين. لقد بلغ ما روي من الأحاديث الموضوعة عشرات الآلاف، لا يزال أكثرها منبثا بين صفحات الكتب المنتشرة في مشارق الأرض و مغاربها.
إن كتب الحديث المشهورة بين جمهور أهل السنة هي كتب: البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي. و كان البخاري و هو شيخ رجال الحديث يروي على المعنى. و قد قال ابن حجر العسقلاني: من نوادر ما وقع فيه البخاري أنه يخرج الحديث بإسناد واحد بلفظين، و روى الخطيب البغدادي عن البخاري إنه قال: رُبَّ حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام، و رب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر.
و كتاب صحيح البخاري مشهور بين جمهور السنة على أنه أصح كتاب بعد القرآن. إلا أن الشافعي قال: أصح الكتب بعد كتاب الله ، موطأ مالك.

و ليس كل ما جاء من الأحاديث عن الصحابة مما رووه عن رسول الله و دُوِّن في الكتب قد سمعوه كله بآذانهم من النبي مشافهة، و لا أخذوه عنه تلقينا، و إنما كان يروي بعضهم عن بعض، فمن لم يسمع من الرسول كان يأخذ ممن سمع منه، و إذا رواه لغيره لم يعزه الى الصحابي الذي تلقاه عنه، بل يرفعه الى النبي مباشرة بغير ذكر اسم هذا الصحابي، ذلك أن مجالس النبي كانت متعددة، و تُقام في أزمنة و أمكنة مختلفة، و لا يمكن أن يحضر الصحابة جميعا كل مجلس من مجالسه، فما يحضره منها بعض الصحابة لا يحضره البعض الآخر.

و ورد عن عمر بن الخطاب أنه قال: "كنت أنا و جار لي من الأنصار من بني أمية بن زيد، و هي من عوالي المدينة، و كنا نتناوب النزول الى رسول الله، أنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي و غيره، و إذا نزل فعل مثل ذلك"
و غالبا ما كان كبار الصحابة يروون عن صغارهم أو عن التابعين، و قد قال السيوطي في ألفيته:
في السن أو في العلم و المقدار و قد روى الكبار عن صـغار
و تابــع عن تابــع الأتباع و منه أخذ الصحب عن أتباع
عن مالك و يحيى الأنصـاري كالبحر عن كعب و كالزهري


إن أئمة النحو لم يجعلوا الحديث من النصوص التي يستشهدون بها على قواعدهم في النحو لأنهم استيقنوا أن النص الصحيح للحديث قد ضاعت معالمه، و أن ما يروى عن النبي لم يأت على حقيقة لفظه، و لا يعلم أحد علم اليقين ما هي الصورة الصحيحة التي نطق بها النبي. و إذا كان أئمة النحو لا يأخذون بالحديث الذي جاءهم عن نبيهم، فأنهم يستشهدون بكلام أجلاف العرب الذين يبولون على أعقابهم.

علل الحديث

لقد ذكر أبو ريّة ثمان علل للحديث نقلها عن كتاب –الإنصاف في التنبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين في آرائهم- للبطليوسي، هي:
1) فساد الإسناد: و هي أشهر العلل عند الناس حتى أن كثيرا منهم يتوهم أنه إذا صح الإسناد صح الحديث! و ليس كذلك، فإنه قد يتفق أن يكون رواة الحديث مشهورين بالعدالة، معروفين بصحة الدين و الأمانة، غير مطعون عليهم، و لا يستراب بنقلهم، و يعرض مع ذلك لأحاديثهم أعراض على وجوه شتى من غير قصد منهم الى ذلك.
2) نقل الحديث على المعنى دون اللفظ بعينه. و لذلك نجد الحديث الواحد يرد بألفاظ شتى، و لغات مختلفة، يزيد بعض ألفاظها على بعض.
3) الجهل بالإعراب و مباني كلام العرب و مجازاتها، و ذلك أن كثيرا من رواة الحديث قوم جهال باللسان العربي لا يفرقون بين المرفوع و المنصوب و المخفوض.
4) التصحيف: كتصحيف حرف بآخر، و كلمة بأخرى، فأفرع هو من كان تام الشعر، أما أقرع فهو من لا شعر له.
من طريف ما وقع منه في كتاب مسلم و مسنده الصحيح: "نحن يوم القيامة على كذا"، و هذا شيء لا معنى له، و هكذا تجده في كثير من النسخ، و إنما هو: "نحن يوم القيامة على كوْم"، و الكوم جمع كومة و هو المكان المشرف، فصحفه بعض النقلة فكتب: نحن يوم القيامة على كذا.
5) إسقاط شيء لا يتم إلاَ به، كنحو ما رواه قوم عن ابن مسعود أنه سُئل يوما عن ليلة الجن، فقال ما شهدها منّا أحد، و روي عنه من طريق آخر أنه رأى قوما من الزِّط فقال: هؤلاء أشبه من رأيت بالجن ليلة الجن. فهذا الحديث يدل على أنه شهدها- و الأول يدل على أنه لم يشهدها- فالحديثان كما نرى متعارضان،- و إنما أوجب التعارض بينهما- إن الذي روى الحديث الأول أسقط منه كلمة رواها غيره، و إنما الحديث هو: "ما شهدها منّا أحد غيري".
6) أن ينقل الحديث و يغفل السبب الموجب له فيعرض من ذلك إشكال في الحديث أو معارضة لحديث آخر.
7) أن يسمع المحدِّث بعض الحديث و يفوته سماع بعضه، كنحو ما روي من أن عائشة قد أخبرت أن أبا هريرة حدَّث أن رسول الله قال: "إن يكون الشؤم ففي ثلاث: الدار و المرأة و الفَرَس". فغضبت عائشة و قالت : و الله ما قال هذا رسول الله قط، و إنما قال: "أهل الجاهلية يقولون إن يكن الشؤم ففي ثلاث: الدار و المرأة والفّرّس"، فدخل أبو هريرة فسمع الحديث و لم يسمع أوله.
و روى إبن الجوزي في كتاب -شبهة التشبيه- أن الزبير بن العوام سمع رجلا يحدث، فاستمع إليه حتى قضى الرجل حديثه، فقال له الزبير : أنت سمعت هذا من رسول الله ؟ قال الرجل : نعم! فقال الزبير: هذا و أشباهه مما يمنعاني أن أتحدث عن النبي! قد لعمري سمعت رسول الله ابتدأ بهذا الحديث فحدثناه عن رجل من أهل الكتاب حديثه يومئذ، فجئت أنت بعد انقضاء صدر الحديث - و ذكر الرجل الذي هو من أهل الكتاب فظننت أنه من حديث رسول الله!!
8) نقل الحديث عن الصحف دون لقاء الشيوخ و السماع عن الأئمة.
و هناك علة أخرى و هي:

9) خلط أحاديث النبي بأحاديث أشخاص آخرين:
قال بسر بن سعد: اتقوا الله و تحفَّظوا في الحديث ، فو الله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله و يحدثنا عن كعب، ثم يقوم فاسمع بعض من كان معنا، يجعل حديث رسول الله عن كعب، و يجعل حديث كعب عن رسول الله.

أسباب وضع الحديث
يذكر ابو رية عدة أسباب منها:
1) إفساد الدين و إيقاع الفتن و الإفتراق في المسلمين.
و قد ذكر ابن الأثير في -التاريخ الكامل-: أن عبد الكريم بن أبي العوجاء، و هو خال معن بن أبي زائدة الشيباني، قتل في سنة 155 هـ، و قد قال عندما أيقن أن مقتول: "والله لقد وضعت أربعة آلاف حديث حللت فيها الحرام و حرمت فيها الحلال، والله لقد فطَّرتكم يوم صومكم و صوَّمتكم يوم إطاركم".
كما و أن بعضهم كان يتغفل الشيخ فيدس في كتابه ما ليس من حديثه.
2) الوضع لنصرة المذاهب في أصول الدين و فروعه:
مثلا حديث : "يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن ادريس أضرَّ على أمتي من إبليس، و يكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي". و في إسناد هذا الحديث أحمد بن عبد الله الخونباري، وقد رواه الخطيب عن أبي هريرة مرفوعا.
و اضطرت الشافعية إزاء ذلك أن تروي في إمامها: قال رسول الله: " أكرموا قريشا فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما".
و أما أنصار الإمام مالك فإنهم لم يلبثوا أن وضعوا حديث " يخرج الناس من المشرق الى المغرب فلا يجدون أعلم من عالم المدينة"، و مالك هو مديني المنشأ.
و ذكر مروان خليفات في كتابه -و ركبت السفينة-، أن الشافعي ولد سنة 150 هـ و هي السنة التي توفي فيها أبو حنيفة، فقالت الحنفية للشافعية: ما جسر إمامكم أن يخرج الى الوجود حتى مات إمامنا، فأجابتهم الشافعية: بل أن إمامكم ما ثبت لظهور إمامنا.
ثم كتب مروان خليفات قصة طريفة عن السلطان محمود بن سبكتكين أنه أراد "أن يختار مذهبا من مذهبيْ الشافعية و الحنفية، فصلّى القفّال الشافعي الصلاة على مذهبه ليحبب السلطان بها ……. ثم صلّى ركعتين على ما يجوِّزه أبو حنيفة فلبس جلد كلب مدبوغ، و لطَّخ ربعه بالنجاسة، وتوضأ بنبيذ التمر، و كان في صميم الصيف في المفازة، فاجتمع عليه الذباب والبعوض، و كان الوضوء معكوسا منكَّسا، ثم استقبل القبلة و أحرم بالصلاة من غير النية، و أتى بالتكبير بالفارسية، ثم قرأ آية بالفارسية، ثم نقر نقرتين كنقرات الديك، من غير فصل، و من غير ركوع، و تشهد و ضرط في آخره من غير سلام، و قال: أيها السلطان ، هذه صلاة أبي حنيفة…"
لقد ذكر الزمخشري الأبيات التالية:
إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به و أكتمــه كتمانــه لي اسـلمُ
فإن حنفــيا قلت قالوا بأننـي أبيح الطلا و هو الشراب المحرمُ
و إن مالكـيا قلت قالوا بأننـي أبيح لـهم لحـم الكلاب و هم همُ
و إن شافعـيا قلت قالوا بأننـي أبيح نكاح البنت و البنت تحـرم
و إن حنبلـيا قلت قالوا بأننـي ثقيــل حلولي بغيـض مجسـم


3) الغفلة عن الحفظ اشتغالا عنه بالزهد و الانقطاع للعبادة، و هؤلاء العباد و الصوفية يحسنون الظن بالناس و يعدون التجريح من الغيبة المحرمة، و لذلك راحت عليهم الأحاديث و حدثوا عن غير معرفة و لا بصيرة.
4) قصد التقرب من الملوك و الأمراء و السلاطين:
كان الرشيد يعجبه الحمام واللهو به ، فأهدي إليه حمام و عنده أبو البختري القاضي، فقال: روى أبو هريرة عن النبي أنه قال: لا سبق إلا في خف أو حافر أو جناح، فزاد جناح وهي لفظة وضعها للرشيد. فأعطاه الرشيد جائزة سنية. و لما خرج القاضي قال الرشيد: و الله لقد علمت أنه كذَاب، و أمر بالحمام أن يُذبح، فقيل : و ما ذنب الحمام ؟ قال: مِن أجله كُذب على رسول الله.

و قد أخرج ابن الجوزي عن طريق ابن عبد الله بن حنبل، سألت أبي : ما تقول في عليِّ و معاوية؟ فأطرق ثم قال: اعلم أن عليا كان كثير الأعداء، ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا فعمدوا الى رجل قد حاربه فأطروه كيدا منهم لعلي. فأشار الى ما اختلقوه لمعاوية في الفضائل مما لا أصل له.
و قد ذكر إبن خلكان في وفيات الأعيان أن النسائي كان قد سُئل، في دمشق، عن معاوية و ما رُوي من فضائله، فقال: أما يرضى معاوية أن يخرج رأسا برأس حتى يُفضَّل؟ و في رواية أخرى: لا أعرف فضيلة إلاّ -حديث النبي- " لا أشبع الله بطنك". فما زالوا يضربونه و يدفعون في حضنه حتى أخرجوه من المسجد، و في رواية أخرى: يدفعون في خصيتيه و يدوسوه، ثم خشي عليه، و حُمل الى الرملة فمات فيها.
5) الخطأ و السهو:
و قع هذا لقوم و منهم من ظهر له الصواب، و لم يرجع إليه أنفة و استنكافا أن ينسب إليهم الغلط.
6) التحديث عن الحفظ ممن كانت له كتب يعتمد عليها فلم يتقن الحفظ فضاعت الكتب فوقع الغلط. و كما قال ابن عساكر في تاريخه: " تارة يرفعون المرسل و يسندون الموقوف، و تارة يقبلون الإسناد و تارة يدخلون حديثا في حديث".
7) اختلاط العقل في أواخر العمر.
8) الظهور على الخصم في المناظرة و لا سيما إذا كانت في الملأ، تنسيقا لجداله و تقويما لمقاله، و استطالة على خصمه، و محبة للغلب، وطلبا للرئاسة، وفرارا من الفضيحة إذا ظهر عليه من يناظره.
9) إرضاء الناس و ابتغاء القبول عندهم و استمالتهم لحضور مجالسهم الوعظية و توسيع دائرة حلقاتهم.
10) انتشار القصص و القصاص:
عن الزبير بن البكار: لم يقص في زمان النبي و لا في زمان أبي بكر و لا زمان عمر، و إنما القصص مُحدِثٌ أحدثه معاوية حينما كانت الفتنة.
و قد سُمع ابن حنبل يقول: أكذب الناس السؤال و القصاص.
11) شدة الترهيب و زيادة الترغيب لأجل أسلمة الناس.
12) تنفيق مدعي علم الدين لنفسه على من يتكلم عنده إذا عرض البحث عن حديث فيقول: هذا الحديث أخرجه فلان و صححه فلان و يسند هذا الى كتب يندر وجودها ليوهم أنه مطلع على ما لم يطلع عليه غيره.
13) و يذكر أبو رية مثلا عن سبب تافه لوضع الحديث فيذكر: أسند الحاكم عن سيف بن عمر التميمي قال: كنت عند سعد بن طريف فجاء ابنه من الكُتّاب يبكي! فقال له مالَكَ؟ قال: ضربني المعلم. قال: لأخزينهم اليوم: حدثنا عكرمة عن ابن عباس مرفوعا: "معلمو صبيانكم شراركم، أقلهم رحمة لليتيم و أغلظهم على المساكين".
14) إجازة وضع الأسانيد للكلام الحسن ليجعل حديثا:
لم يكن وضع الحديث النبوي مقصورا على أعداء الدين الإسلامي و أصحاب الهوى فحسب، وإنما كان الكثير من رجال الدين الإسلامي يضعون الأحاديث. و إذا سألهم سائل: كيف تكذبون على النبي ؟ قالوا: نحن نكذب له لا عليه.
و قال خالد بن زيد : سمعت محمد بن سعيد الدمشقي يقول: إذا كان كلام حسن، لم أر بأسا من أن أجعل له إسناد.
أما أحمد فقد روى عن النبي: "إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم و تلين له أبشاركم، و ترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به، و إذا سمعتم الحديث تنكره قلوبكم و تنفر منه أشعاركم و أبشاركم و ترون أنه منكم بعيد، فأنا أبعدكم منه".
و أخرج الطحاوي في المشكل عن أبي هريرة مرفوعا: " إذا حدثتم عني حديثا تعرفونه و لا تنكرونه فصدقوا به، قلته أم لم أقله! فإني أقول ما يعرف و لا ينكر، و إذا حدثتم عني حديثا تنكرونه و لا تعرفونه، فكذبوا به، فإني لا أقول ما ينكر و لا يعرف".

انتشار الحديث في زمن الأمويين و العباسيين
إن هناك حديث " أطع حاكمك و لو جلد ظهرك و سرق مالك" يعطي الحكام، أي كان نوعهم، السلطة الأبدية على الشعوب التي يحكمونها و تبرير إرهابهم و طغيانهم و سرقتهم لثروة البلاد المحكومة.
لقد انتشرت الأحاديث بكثرة في زمن الأمويين و من بعدهم في زمن العباسيين، و كان هذا لأجل دعم حكمهم الإستبدادي ، و جعلهم و كأنهم مبعوثون من الله الى الناس، وهم ظل الله على الأرض.
لقد روى الواقدي أن معاوية لما عاد من العراق الى الشام بعد بيعة الحسن، عام 41 هـ، خطب قائلا: إن رسول الله قال: "إنك ستلي الخلافة من بعدي ! فاختر الأرض المقدسة فإن فيها الأبدال" ، و قد أخبرتكم فالعنوا أبا تراب. و يقصد معاوية بأبي تراب عليا بن أبي طالب. هذا و من المعروف أن معاوية هو واحد من الطلقاء، فقد أسلم هو و أبوه أبو سفيان يوم فتح مكة، و كان كذلك من المؤلفة قلوبهم الذين كانوا يأخذون ثمنا لإسلامهم.
و قد قيل أن النبي قد حرَّم استلام الطلقاء أو أبناءهم مقاليد الحكم.
لقد رويت أحاديث في فضل معاوية و الشام، ولم تترك الدولة العباسية الفرصة تذهب لتنشر هي أيضا أحاديثها النبوية:
فابن عساكر يذكر عن ابي هريرة في العباسيين: "فيكم النبوة و فيكم المملكة"
و الطبراني يقول: "الخلافة في ولد عمي و صنو أبي حتى يسلموها الى المسيح"
و في السفاح العباسي، روى أحمد عن أبي سعيد الخدري: "يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع الزمان و ظهور الفتن، يقال له السفاح"
و في المتوكل المسمى بمحيي السنة و مبطل البدعة! قال قائلهم: "الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق في قتل أهل الردة، و عمر بن عبد العزيز في ردِّ المظالم، و المتوكل في إحياء السنة و إماتة البدعة"
و عندما امتلأت بغداد بالأتراك و بدأ هؤلاء في إيذاء الناس وضع المحدثون أحاديثا في ذمهم، فمثلا لذلك : "إن الترك أول من يسلب أمتي"
و عن إبن عباس: "ليكونن الملك في ولدي، حتى يغلبهم على عزِّهم الحمر الوجوه، الذين كأن وجوههم المجان المطرقة".
أما أحمد فقد روى عن أبي هريرة، قال رسول الله: " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار العيون حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة"


كثرة الأحاديث المروية
إن وضع الأحاديث كانت له أسباب كثيرة و بواعث متعددة، و أن أبوابه ظلت مفتوحة قرونا، يخرج منها كل يوم ألوان مختلفة من الأحاديث، و لقد كان من وراء ذلك أن كثرت الأحاديث المنسوبة الى النبي كثرة هائلة حتى بلغت مئات الألوف، مما جعل الحافظ الدارقطني أن يقول: إن الحديث الصحيح في الحديث الكذب كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود.
لقد ذكر الدكتور أحمد أمين في -ضحى الإسلام- أنه لو اتخذنا رسما بيانيا للحديث لكان شكل "هرم" طرفه المدبب هو عهد الرسول، ثم يأخذ في السِّعة على مر الزمان، حتى نصل إلى القاعدة أبعد ما نكون عن عهد الرسول، مع أن المعقول كان العكس: فصحابة رسول الله أعرف الناس بحديثه، ثم يقل الحديث بموت بعضهم، مع عدم الرواية عنه و هكذا. و لكنا نرى أن أحاديث العهد الأموي أكثر من أحاديث عهد الخلفاء الراشدين، و أحاديث العصر العباسي أكثر من أحاديث العهد الأموي.

-قال الإمام أحمد في مسنده: هذا كتاب جمعته و انتقيته من 750 ألف حديث.
-و قال أبو بكر الرازي الحافظ: كان أبو زرعة يحفظ 70 الف حديث، و كان يحفظ 140 ألف حديث في التفسير.
-و اختار مالك الموطأ من 100 ألف حديث.
-و أن البخاري اختار كتابه من 600 ألف حديث.
-و كذلك مسلم اختار كتابه من 600 ألف حديث.

إن ابن تيمية ذكر في كتابه -في أصول التفسير- أن الإمام أحمد قال ثلاثة أمور ليس لها إسناد: التفسير و الملاحم و المغازي.
و لذلك قال شعبة: تسعة أعشار الحديث كِذب.


لقد أجمع رجال الحديث على أن أبا هريرة كان أكثر الصحابة حديثا عن رسول الله (ص) و قد ذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقى بن مخلد قد احتوى على 5374 حديث روى منها البخاري 446 ، و أخرج البخاري لإبن عباس 217 حديثا.

لقد كانوا يتهكمون بروايات أبي هريرة و يتندرون عليها، ففي -البداية و النهاية- ذُكر عن أبي رافع: أن رجلا من قريش أتى أبا هريرة في حلّة و هو يتبختر فيها، فقال: يا أبا هريرة: إنك تكثر الحديث عن رسول الله، فهل سمعته يقول في حلتي هذه شيئا؟ فقال ( أبو هريرة) : سمعت أبا القاسم يقول: إن رجلا ممن كان قبلكم بينما يتبختر في حلة، إذ خسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها حتى تقوم الساعة، فو الله ما أدري كان من قومك أو من رهطك.
و قد قال الفقيه رشيد رضا: لو طال عُمْرُ عٌمَـر -بن الخطاب- حتى مات أبو هريرة لما وصلت إلينا تلك الأحاديث الكثيرة.

و لنذكر عدد الأحاديث التي رُويت عن قسم من الصحابة:
-ما رواه أبو بكر : 142 حديثا، أورد منها السيوطي في-تاريخ الخلفاء- 104 ، و له في البخاري 22 حديثا.
-أما عمر بن الخطاب لم يصح عنه الاّ 50 حديثا، كما أثبت ذلك إبن حزم.
-عن عثمان: روى البخاري 9 أحاديث و مسلم 5 .
-علي بن أبي طالب: أسندوا له كما ذكر السيوطي 58 حديثا، و قال ابن حزم : لم يصح منها الا 50 حديثا، و لم يرو البخاري و مسلم منها الا نحو 20 حديثا.
-الزبير بن العوام: روى له البخاري 4 أحاديث.
-عبد الرحمن بن عوف: روى له البخاري 9 أحاديث.
-أُبَي بن كعب: له في الكتب الستة 60 حديثا و نيف.
-زيد بن ثابت: روى له البخاري 8 أحاديث، و اتفق الشيخان على 5.
-سلمان الفارسي : أخرج له البخاري 4 أحاديث و مسلم 3.

محيي هادي-أسبانيا
نيسان 2004
[email protected]




#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الإنتخابات و الديمقراطية
- مؤتمر التفرقة العربية
- بأعناقكم يبدأ السفاحون قطع أعناق العراقيين
- احتلال و تحرير و سقوط لأبشع نظام دموي
- هل حال الزوجة غير المسلمة أفضل؟
- كُنت أعيش و أحلم قبل مجيء بعث الذل و الدم
- هُـم، هُـم، لا غيرهم
- نعم للحجاب، لا للحجاب
- إلى المهجَّرين و الغرباء
- عدالة أحكام السلف الطالح
- حلول قاضي القضاة لشبق الخليفة
- اللــون الأحمــــر
- القرضاوي يتزوج بابنة حفيدته
- قانون أحوالكِ الشخصية
- أتمنى أن يقاطعنا الإرهابيون
- وداعا يا عام الخلاص و أهلا بك يا عام الاستقرار
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم التاسع و الأخير
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الثامن
- شيوعيو الغوطة يدا بيد مع إرهابيي العوجة
- عبدو، الصحاف الصغير


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - هل الأحاديث النبوية هي نبوية حقا؟