أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزام يونس الحملاوى - تراجع اليسارفي فلسطين.....أسبابه وعلاجه














المزيد.....

تراجع اليسارفي فلسطين.....أسبابه وعلاجه


عزام يونس الحملاوى

الحوار المتمدن-العدد: 2641 - 2009 / 5 / 9 - 09:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن تراجع الدور الحقيقي والعملي لليسار في فلسطين,من أبرز علامات الحياة الفلسطينية, وما يؤكد ذلك الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام2006 ,والتي بّينت حجم التراجع والضعف في صفوف اليسار, حيث أصبح يتحرك ضمن مساحة هامشية محدودة, يتأثر ولا يؤثر, وربما كان في بعض الأحيان عبئ وعامل في الانقسام الداخلي,سواء بطريقة مباشرة أوغير مباشرة.
جاء هذا التراجع نتيجة لتداخل الأزمات المتعددة في صفوفه مابين الذاتية والموضوعية .
فخلال الهجمة الصهيونية الشرسة علي القطاع, تصدت جميع الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية للعدوان ماعدا اليسار, (باستثناء كتائب أبو علي مصطفي الذراع العسكري للجبهة الشعبية والتي شاركت علي استحياء) وهذا وضّح للشارع حجم التراجع في الأداء ,وعجز اليسار عن تحريك الشارع الفلسطيني, واختفاء دوره في المؤسسات والجامعات .
إن مغادرة الكثير من الكوادر والأفراد في صفوف اليسار وأحزابهم بصفتهم الشخصية, كان نتيجة عدم قدرة اليسار علي مواجهة مشاكله بوضع البرامج والآليات التي تتماشي مع الأحداث المتلاحقة يوميا علي الساحة الفلسطينية لجذب الشارع للالتفاف حوله, وخلق امتداد له لكي يكون له دور في القرار الفلسطيني والفعاليات الفلسطينية من خلاله, وألا تكون متأثرة طوعا وعاجزة عن فعل أي شئ في الواقع الفلسطيني ومستجداته.
لقد فقد اليسار الفلسطيني الكثير من مميزاته الطامحة لرفع القهر والعذاب عن الشعب,وبدأت بعض قياداته بالنظر إلي مصالحهم الشخصية والامتيازات فقط,مما أدي إلي عدم الثقة بقوي اليسار وبشعاراتها من قبل الجماهير, والتي أصبحت في نظر الكثيرين منهم منافقة سواء من القاعدة الحزبية أو الشعب.
إن حالة الضياع والتفكك التي وصل إليها اليسار, وثباته عند حد معين في شؤونه الداخلية وحتي في علاقاته الخارجية ,وعدم قدرته علي تجاوزها كان نتيجة لعدم قدرته علي التطور مع الواقع الجديد الذي تمر به الساحة الفلسطينية, والتمسك بآليات عمل قديمة لاتصلح للمرحلة الراهنة . لذلك كان علي اليسار أن يغير من مفاهيمه, ويطورها بما يساعده علي تشكيل قوة لها وجودها الفعلي علي الأرض ومجمل الأحداث الجارية.
فقوي اليسار حتى هذه اللحظة لم تستطع أن تتخلي عن المواقف الغير مجدية, ومتفرغة لتسجيل المواقف علي بعضها البعض, وعاجزة عن وضع آليات عمل ميدانية مشتركة وغير قادرة علي تغيير أدواتها , والأهم من ذلك, أننا لم نشاهدها قد وقفت وقفة شجاعة ومسؤولة أمام استحقاقات المراجعة النقدية ,لأن الشلل وصل إلي قلب التنظيم أو الحزب والصف الكادري صاحب الخبرة الميدانية ,والذي بدوره انتشر علي عموم القاعدة .
كان هذا أحد الأسباب التي أدت إلي عزوف الكثير من كوادر الأحزاب اليسارية, ناهيك عن عدم الثقافة لدي الكثير من القاعدة, والتي تتبع لأشخاص ولا تتبع لأحزاب أو فكر, وبذلك تكون قد فقدت كوادرها وعناصرها في وقت الأزمات والصراعات الغير مبدئية, والتي تتحول إلي المواجهة والصراع وتحكم علي بعضها البعض بالانتهازية والخيانة ,وهذا أدي إلي زيادة عمق أزماته .
إن غياب التقييم النقدي الذاتي لليسار, وتبعّية بعض قياداته المتنفذة في م0ت0ف, والتي أصبحت جزءا من واقعها التنظيمي, باتت أكثر إبداعا في تبرير مظاهر الخلل, بدلا من وضع العلاج المناسب له ,لذلك يعيش اليسار هذه الفترة في حالة من الإحباط والتقلص, وهذا يقوده إلي حالة من التخبط التنظيمي .
وحتي يستطيع اليسار علاج مشاكله, ووضع الحلول المناسبة له ليستعيد بريقه وقوته وعافيته كما كان في السابق, علي صعيد المؤسسات والجامعات والشارع الفلسطيني, يجب علي قوى اليسار أن تبدأ بتشخيص العوامل الذاتية والموضوعية بكل دقة وشجاعة لمعرفة الأسباب التي أدت إلي الوصول لهذه المرحلة الصعبة في جميع نواحي الحياة السياسية والوطنية.
والمطلوب أيضا, مراجعة نقدية ذاتية قاسية وجادة, وبرامج عمل متطورة تتلائم مع الأحداث والواقع الجديد علي الساحة ,كذلك مطلوب دورات تثقيفية حتى تستطيع النهوض بالكوادر والأفراد ليكونوا قادرين علي اتخاذ القرار في العمل الميداني,والعمل الجاد عل توحيد
قوي اليسار من خلال جبهة يسارية قوية, وان لم يكن فعلي الأقل إيجاد برامج وأوراق عمل مشتركة حتى تستطيع أن تشكل جبهة ميدانية قوية, وهذا سيساعدها علي تجاوز مشاكل شؤونها التنظيمية والنقابية, وستكون قادرة علي تربية وتنشئة الكوادر وقراءة الواقع, والاهم من ذلك الابتعاد عن المصالح الذاتية ,ولا تكون تابعة لهذه الحركة أو تلك من أجل بعض المصالح الشخصية والتي في النهاية لن تفيدها كثيرا.






#عزام_يونس_الحملاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الوطنى الفلسطينى
- كفى يا أعداء الحرية و السلام
- عمال فلسطين فى الاول من ايار


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزام يونس الحملاوى - تراجع اليسارفي فلسطين.....أسبابه وعلاجه