|
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي.....9
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2641 - 2009 / 5 / 9 - 09:44
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الإهداء إلى:
ـ روح الشهيد عمر بنجلون.
ـ الرفيق أحمد بنجلون قائدا عماليا.
ـ الرفاق في إقليم خريبكة.
ـ الطبقة العاملة المعنية بالعمل النقابي الصحيح.
ـ من أجل الانخراط الجماعي في مقاومة كافة أشكال التحريف التي تستهدف الممارسة النقابية.
ـ من أجل نقابة مبدئية تسعى إلى تحقيق الوحدة النقابية، تجاه تردي الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء.
محمد الحنفي
الشهيد عمر بنجلون الرمز:.....3
2) رمزا للتنظير للحركة الاشتراكية المغربية، من داخل الحركة الاتحادية. ذلك أن جميع التوجهات الاشتراكية التي عرفها المجتمع المغربي، هي توجهات عملت على استيراد تجارب اشتراكية طبقت في أماكن أخرى، وتعمل على جعلها مطبقة في الواقع المغربي.
فالشهيد عمر بنجلون، ومنذ اقتناعه بالاشتراكية العلمية، كإيديولوجية للطبقة العاملة، ومن خلال ارتباطه بالحركة الاتحادية، ومن منطلق سعيه إلى تطوير هذه الحركة في الاتجاه الصحيح، وهو يعمل على جعل قوانين الاشتراكية العلمية ذات طابع شمولي، وكون،ي لا تخص مكانا بعينه، ولا تعمل على نجاح تجربة بعينها، بقدر ما تعمل على التعاطي مع جميع الخصوصيات، بما فيها خصوصية المجتمع التي لا تتناقض مع تفعيل قوانين الاشتراكية العلمية، ودونما حاجة إلى استيراد تجارب تختلف خصوصياتها عن خصوصية المجتمع المغربي، ومحاولة تطبيقها عليه. وهو ما يؤدي إلى الوقوف وراء تحريف الاشتراكية العلمية، ووراء تشويه الواقع المغربي، مما يعطي الفرصة امام القول بأن الاشتراكية العلمية تتناقض مع خصوصية المجتمع المغربي. والشهيد عمر بنجلون، كان يدرك جيدا، مدى خطورة استيراد التجارب الاشتراكية، والسعي غلى تطبيقها، وكذلك كان يحرص على تطوير الحركة الاتحادية، كإفراز تاريخي لحركة المجتمع المغربي، من أجل أن تصير هذه الحركة الاتحادية حركة عمالية، تقتنع بالاشتراكية العلمية كوسيلة، وكهدف.
كوسيلة من أجل تفعيل قوانينها المتمثلة في المادية الجدلية "الدياليكتيكية"، والمادية التاريخية، لتحقيق هدفين أساسيين:
الهدف الأول: رصد التطور الذي عرفه المجتمع المغربي منذ وجوده، وإلى الآن، من أجل معرفة طبيعية للتشكيلات الاقتصادية / الاجتماعية التي تعاقبت على المجتمع المغربي، وطبيعة القوانين التي تحكمت في الانتقال من تشكيلة اقتصادية / اجتماعية، إلى تشكيلة اقتصادية / اجتماعية أخرى، حتى يتم العمل على اكتشاف القوانين التي تقود إلى الاستمرار في التحول نحو الأرقى.
والهدف الثاني: هو تفعيل القوانين الاشتراكية العلمية، في التعامل مع الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، من أجل الكشف عن القوانين المتحكمة فيه، وإدراك ما يجب عمله من أجل تغيير ذلك الواقع تغييرا جذريا، حتى يصير في خدمة عموم الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، عن طريق تحقيق الحرية، بدل الاستمرار في استعباد هذه الجماهير، وتحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، بدل العمل على تأبيد الاستبداد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، وتحقيق البناء الاشتراكي، المتمثل في العمل على التوزيع العادل للثروة، بدل العمل على تكريس الاستغلال الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، وتعميق ذلك الاستغلال إلى ما لا نهاية، حتى لا تستطيع الجماهير الشعبية الكادحة القدرة على الحصول على قوتها اليومي.
وكهدف، من أجل تحقيق المجتمع الاشتراكي، الذي تحكمه دولة اشتراكية، باعتبارها دولة مدنية، ديمقراطية، تشرف على تمكين الشعب المغربي من تقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، بما يخدم مصالح جميع الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، والانتقال إلى مستوى إعادة النظر في مجموع القوانين التي تمت صياغتها لخدمة، وحماية مصالح الطبقة الحاكمة، حتى تصير في خدمة، وحماية مصالح الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، ومن أجل أن تتحول الملكية الفردية لوسائل الإنتاج إلى ملكية جماعية، تجعل كل فرد من المجتمع معنيا بالتنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، ومستفيدا في نفس الوقت من تلك التنمية، انطلاقا من المقولة الاشتراكية: "لكل حسب حاجته، وعلى كل حسب قدرته".
ولذلك نجد أن رمزية الشهيد عمر بنجلون في التنظير للحركة الاشتراكية / العمالية المغربية، تتمثل في:
1) استيعابه للتراث الاشتراكي العلمي في تنوعه، وفي تطوره، وفي تفاعله مع مختلف المستجدات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، دون اختزال كل ذلك في تجربة اشتراكية معينة، ودون العمل على جعل تلك التجربة مطبقة على الواقع المغربي، ومن أجل أن يصير مجموع التراث الاشتراكي مرجعا، ووسيلة، لبناء نظرية اشتراكية نابعة من واقع المجتمع المغربي، ولا علاقة لها بأي تجربة اشتراكية أخرى، إلا من حيث الاشتراك في مرجعية التراث الاشتراكي، وفي توظيف قوانين الاشتراكية العلمية: المادية الجدلية "الدياليكتيكية"، والمادية التاريخية، في التعامل مع واقع معين، سعيا إلى امتلاك تصور لنظرية تقود الحركة العمالية القائمة، إلى تحقيق الاشتراكية في ذلك الواقع.
والشهيد عمر بنجلون، كان يدرك جيدا:
ما معنى استيعاب التراث الاشتراكي الذي خلفه ماركس، وأنجلز، ولينين، وماوتسي تونغ، وغيرهم ممن خلفوا وراءهم تراثا غنيا، يجعل مستوعبة قادرا على الإبداع، والعطاء، والإضافة، والمساهمة في بناء الحركة العمالية، التي تقود النضال من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية. وهذا الإدراك الجيد لمعنى الاستيعاب، هو الذي أدى إلى مجموعة من الإبداعات النظرية، التي خلفها الشهيد عمر بنجلون، كما هو الشأن بالنسبة للمذكرة التنظيمية، التي أبدعها سنة 1965، والتي شكلت إطارا للانطلاق في اتجاه تحويل الحركة الاتحادية، إلى حركة عمالية، في خضم الصراع مع الطبقة الحاكمة، وسائر المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي، وفي ظل امتداد الصراع الديمقراطي داخل الحركة الاتحادية، وكما هو الشأن أيضا بالنسبة للأدبيات المتعلقة بفضح ممارسات أمراء الترحيف النقابي، كما يسميهم الشهيد عمر بنجلون، وكما هو الشأن بالنسبة لدراسة الشهيد عمر بنجلون عن الطبقة العاملة المغربية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
المزيد.....
-
مظاهرة في برلين تندد بالتقارب بين المعارضة المحافظة واليمين
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرارات الاضراب العام الوحد
...
-
ألمانيا: آلاف المتظاهرين في برلين احتجاجا على -التقارب- بين
...
-
الجامعة الوطنية للتعليم FNE تدعو للمشاركة في الإضراب العام
...
-
قبل 3 أسابيع من التشريعيات.. مظاهرة حاشدة في ألمانيا ضد التق
...
-
ما قصة أشهر نصب تذكاري بدمشق؟ وما علاقته بجمال عبد الناصر؟
-
الاشتراكيون بين خيارين: اسقاط الحكومة أم اسقاط الجبهة الشعبي
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع
...
-
تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|