أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محمد حميد الصواف - ديمقراطيتنا وضرورة الارتقاء














المزيد.....

ديمقراطيتنا وضرورة الارتقاء


محمد حميد الصواف

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:06
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


يتحتم علينا ونحن على اعتاب الممارسة الديمقراطية السادسة في العراق وقفة مع الذات لمراجعة ما تم تحقيقه بنظرة نقدية مجردة، بعيدة عن مختلف اشكال المبالغة والرياء.
فالنظام السياسي اجتاز بامتياز مشهود اشد واعنف العقبات التي كادت ان تفتك بمفاصل الدولة السياسية والاجتماعية، وبات يتمتع باستقرار نسبي على اكثر من صعيد، الاّ ان العراق لا يزال حتى الان باجماع المراقبين على أعتاب التأسيس لنظام ديمقراطي ناشئ لا اكثر.
مما يدفع بنا الى ضرورة سبر اغوار التجربة الديمقراطية ودراسة حيثياتها، والتمعن في مدى تفاعل المجتمع العراقي مع النظام السياسي الجديد، واكتشاف حقيقة الانطباع السائد لدى افراده من تلك الممارسة، لكي نستطيع تقييم التجربة واستشراف ابعادها الميدانية والزمنية.
فلا يخفى على احد ان العراق اعتاد منذ نشأة الدولة العراقية عام 1920 على استيراد انظمة الحكم الجاهزة، ابتداء من الحكم الملكي الذي فرضه الانكليز، مرورا بالانظمة الشمولية وهيمنة العسكر التي اتت تحت يافطات نظام الدولة الجمهوري، المنسوخ عن بعض دول الجوار.
فطيلة ثمانون عاما لم تتاح الفرصة الحقيقية للشعب للادلاء برأيه بشكل فعلي، لتكون الوصفات الجاهزة للنظم السياسية الحاكمة قدرا لازم العراقيين، لتنسحب تلك الالية على النظام السياسي الحالي والعملية الديمقراطية.
فالظروف التي سبقت عملية التحول عام 2003 كانت السبب الحقيقي في نجاح الممارسات الديمقراطية الخمس الماضية، كردة فعل طبيعية تمخضت عن الارادات المناوئة للهيمنة الديكتاتورية التي حكمت البلاد بالنار والحديد، لكن رغم ايجابيات هذا التحول لاتزال العديد من الاسقاطات السلبية تواجه النظام الديمقراطي وتهدد استمراريته على المدى المتوسط او القريب في حال بقى الحال كما هو عليه، اسوة بالعديد من التجارب الديمقراطية التي انتهت بفشل ذريع.
حيث يبرز لنا خطأ مفصلي وطأه اغلب السياسيين المتمثل باحتكار الديمقراطية واستساغة تحويلها الى مجرد وسيلة او اداة للوصول الى السلطة، دون ادراك اهمية الارتقاء بهذه الممارسة الى ثقافة مجتمعية منزهة ومتاحة، تنبعث من واقع حضاري وثقافي بعيدا اشد البعد عن بهلوانيات السياسة وتجاذباتها الضيقة.
فالديمقراطية منفردة كما يراها فلاسفة السياسة والاجتماع قد لا تستطيع الاستمرار دون ان تدعّم بوعي شامل نابع من صميم المجتمعات، بعد استيعاب فكرتها بقدر الايمان الكامن لضرورة هذه الممارسة.
يقول توكفيل صاحب كتاب الديمقراطية في امريكا: "ان مسار الديمقراطية يكون أفضل ما يكون عليه عندما يصعد من القاعدة الى القمة، لا العكس".
فدول أمريكا اللاتينية التي استقلت عن إسبانيا وأسست ديمقراطيات، لم تستطع تأمين ديمومة نظمها الديمقراطية، فسرعان ما كانت تنقلب عليها بانقلاب عسكري، بعد ان احتكرت الممارسة الديمقراطية من جانب النخب السياسية المحدودة.
أماّ فوكوياما صاحب كتاب نهاية التاريخ والانسان الاخير فيقول: "أن السبب وراء أن الديمقراطية لم تعم العالم ولم تستطع الاستقرار في بعض الدول، يعود لقصور التجاوب بين الشعوب والدول، فالدول تشكيلات سياسية ذات هدف، أما الشعوب فجماعات معنوية سبقت الدول في الظهور".
ويضيف ايضا: "لا يمكن للديمقراطية أن تأتي من الباب الخلفي، بل ينبغي أن تنشأ عن قرار متعمد بإقامة الديمقراطية، ويبقي مجال السياسة بعيدا عن المجال الحضاري المدني، كما يجب أن يكون القائمون على ذلك النظام من الساسة الأكفاء الذين يفهمون فن السياسة فهما حكيما، ولديهم قدرة واضحة على تحييد القوات المسلحة في التدخل بشؤون السياسة والحضارة".
فالرقي بهذه الممارسة الى مصاف الثقافات البنيوية و تحويلها الى لغة مشتركة لبناء مجتمع متمدن ذو وعي فعال قادر على احتواء الازمات الداخلية والخارجية بعيدا عن تأثيرات العواطف غير المنطقية، ضمان لديمومة التداول السلمي للسلطة وسيادة مناخ حر آمن لحفظ الحقوق والحريات الدستورية، وصمام الامان للدولة العراقية مجتمعة، حكومة ونخب وشعب، حيث اثبتت تجارب الديمقراطيات الناجحة فاعليتها في الارتقاء بالواقع السياسي والاجتماعي، فضلا عن الواقع الاقتصادي الذي غالبا ما يرتكز في المجتمعات الديمقراطية على اسس صلدة غير قابلة للانهيار بسهولة.



#محمد_حميد_الصواف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكلوجية الانتخابات الاخيرة ومسؤولية الاحزاب الفائزة


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محمد حميد الصواف - ديمقراطيتنا وضرورة الارتقاء